رغم الضغوط الأمريكية: فتوى سودانية تحرِّم التطبيع مع الكيان الصهيوني

 

الخرطوم/ وكالات
أفتى مجمع الفقه الإسلامي في السودان بعدم جواز التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في كل المجالات.
مجمع الفقه الإسلامي في السودان هو (هيئة حكومية تضم عددا من علماء المسلمين من المذاهب كافة، وقد أصدر بيانا نشره على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، جاء فيه “إن أعضاء مجمع الفقه الإسلامي أفتوا بالإجماع بعدم جواز التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في كل المجالات”.
وبذلك فقد انضم مجمع الفقه الإسلامي في السودان إلى قائمة تيار الرفض للتوجهات الحكومية نحو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، حيث جاءت الفتوى السودانية وسط ضغوط تمارسها الإدارة الأمريكية على الخرطوم من أجل انضمام السودان إلى اتفاقيات التطبيع مقابل حذف اسم الخرطوم من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، كما جاءت غداة سعي رئيس المجلس الانتقالي عبدالفتاح البرهان الذي سعى منذ فبراير الماضي، إلى المضي قدما في خطوات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، بعد لقائه برئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك بدفع من الولايات المتحدة والإمارات، بينما تتحفظ الحكومة المدنية برئاسة عبدالله حمدوك على خطوة البرهان، وتجد معارضة شبه كلية من تحالف الحرية والتغيير الحاكم.
لم تقتصر محاولات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي على البرهان فقد زعم نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” زعم في مخاطبة جماهيرية، بأن عدداً من مشائخ الدين الإسلامي قد أجازوا لهم التطبيع مع “إسرائيل”، فجاء رد مجمع الفقه الإسلامي صاعقت حارقا لكل أمنيات المطبعين الذين أغرتهم الإمارات أو أرهبتهم سياسة البيت الأبيض.
كما ذكر أبو القاسم إمام “رئيس حركة تحرير السودان الثورة الثانية”، أن تفويت عرض التطبيع الأمريكي يعني بقاء البلاد في عزلتها الدولية والسياسية والاقتصادية، وطالب مجلس الأمن والدفاع بعقد اجتماع طارئ لإجازة العرض الأمريكي.
ومنذ اللقاء الذي عبد الفتاح البرهان برئيس بـ”نتنياهو” في فبراير الماضي، في مدينة عنتيبي الأوغندية، انقسمت الأحزاب السودانية والرأي العام بنسبة ما، حول موضوع التطبيع، لا سيما داخل تحالف “الحرية والتغيير”، إذ تتبنى 5 أحزاب رئيسية داخل التحالف موقفاً رافضاً للتطبيع، من حيث المبدأ أولاً، وهي “الأمة القومي” و”الشيوعي” و”البعث العربي الاشتراكي” و”الناصري” و”البعث السوداني”، كما ترفض هذه الأحزاب تدخّل عسكر السلطة الانتقالية، وتغولهم على واحد من مواضيع السياسة الخارجية، التي هي من صميم مهام واختصاصات السلطة التنفيذية، مُمثلة في مجلس الوزراء المدني. وترى بعض الأحزاب أن فكرة التطبيع مجرد محاولة لتقوية المكون العسكري على حساب المكون المدني.
وفي موازاة ذلك، عقدت ثلاثة أحزاب سودانية، هي حزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل، وحركة تحرير السودان الثورة الثانية، وجبهة الشرق، مؤتمراً صحافياً أعلنت فيه تأييدها لمسار التطبيع مع “إسرائيل” والقبول بالعرض الأمريكي، الذي يتضمن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، اذافة إلى مزاعم مساندة أمريكا للسودان بإعفائه من ديونه في نادي باريس، وتقديم معونات مالية واستثمارية وإنسانية، مقابل الانضمام إلى اتفاقية التسوية المذلة بين الإمارات والبحرين من جهة، والكيان الإسرائيلي من جهة أخرى.
لم تكن الفتوى الدينية لمجمع الفقه الإسلامي بعدم جواز التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وليدة اليوم: بل هي ثمرة امتداد عريض للرفض الشعبي الواسع الذي لم يقتصر على السودان فحسب بل امتد سلطانه في كافة الساحات العربية والإسلامية الرافضة للتطبيع ومنها ساحة السودان الذي لا يختلف شكلا ومضمونا عن حاله عند كافة شعوب الدول العربية والإسلامية الرافضة أساسا للوجود غير الشرعي للغدة السرطانية “إسرائيل”.
وتجلى الرفض السوداني الشعبي والسياسي المعارض “جملة وتفصيلا وبكافة أشكاله” للتطبيع مع هذا الكيان اللقيط، تجلّى في الأيام الأخيرة، برفض واسع قاطع للتطبيع مع تصاعد كافة المواقف الرافضة للاحتلال الإسرائيلي وكان آخرها رفض 5 أحزاب رئيسة داخل تحالف الحرية والتغيير للتطبيع، اضف إلى ذلك تأكيد رئيس الوزراء حمدوك في وقت سابق، أنّ التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي يحمل إشكالات متعددة ويحتاج نقاشا مجتمعيا عميقا.
وفيما قال زعيم الحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب، إن واحدة من شيم الشعب السوداني هي وقوفه ضد ظلم وقهر الشعوب الأخرى بشكل عام، ويتضامن معها ويعمل على أساس أن ذلك القهر ضده هو أيضاً، وبيَّن أن محاولات التطبيع الأخيرة كشفت عن سلب الإرادة السياسية، وفرض الإملاءات على البلاد، مفنداً الاعتقاد لدى البعض بأن حل المشاكل السودانية يأتي بالتطبيع مع “إسرائيل”، أو الحل لها في الخارج عموماً، مؤكداً أن المخرج من كل الأزمات موجود في الداخل، وعبر الشعب السوداني، شدد زعيم حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، على أن الكيان الصهيوني هو كيان مغتصب يجب محاربته وعدم التطبيع معه.

قد يعجبك ايضا