زادت من صمود وتلاحم أبناء الشعب

مجزرة الصالة الكبرى.. صورة جسَّدت وحشية العدوان وحقده على الشعب اليمني

 

اليوم تمر الذكرى الرابعة لقصف الصالة الكبرى التي نفذتها طائرات تحالف العدوان في العاصمة صنعاء مستهدفاً مجلس عزاء آل الرويشان والذي راح ضحيته العديد من الشهداء و الأبرياء بمختلف الفئات العمرية من رجال وأطفال وكبار السن، ليبقى هذا اليوم شاهداً حياً على فظاعة وبشاعة هذا العدوان البربري ويجسد وحشيته وإجرامه وحقدة الدفين على اليمن وأبنائه، كما سيبقى هذا اليوم ذكرى محفورة في ذاكرة كل الأحرار والشرفاء من أبناء الوطن عن مدى إجرام هذا العدوان وصورة غير مسبوقة من صور إرهاب العدوان على الشعب اليمني .

الثورة / ساري نصر

تهرُّب وتنصُّل


في بداية الأمر نفى تحالف العدوان الاتهامات بالضلوع في هذه الأحداث وزعم أن لديه تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية، معلناً عن فتح تحقيق فوري في الحادث، ليأتي تصريح الأمم المتحدة بأن التقارير الأولية بشأن الهجوم على مجلس العزاء بصنعاء، تشير إلى “مسؤولية” تحالف العدوان، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الهجوم واعتبرته “هجوماً وحشياً على المدنيين وانتهاكاً مشيناً للقانون الإنساني الدولي، كونه مركزا اجتماعيا معروفا من الجميع، مكتظا بالناس والأطفال” وكون هذه الهجمات وقعت في وقت تم فيه تحقيق تقدم مهم إثر مفاوضات طويلة، ليسارع تحالف العدوان بإصدار بيان ورد فيه أن جهة في مليشيات الفار هادي قدمت معلومة مغلوطة بوجود قيادات من انصار الله مسلحة داخل القاعة، وأن مركز توجيه العمليات في اليمن أجاز الغارة دون إذن قيادة العدوان، وأقر المحققون في بيان بأن الغارات الدامية تمت من دون “الموافقة” النهائية لقيادة العدوان الذي تقوده السعودية ومن دون “اتباع الإجراءات الاحترازية المعتمدة، ليحاول بذلك لصق جريمته الشنعاء بمرتزقته ويتنصل من مسؤولية ما اقترفته آيادية الآثمة .

محاسبة وعقاب
وعلى الرغم من الإدانات الدولية والمحلية للجريمة التي راح ضحيتها 137 شخصاً على الأقل وجُرح 671 رجلاً و24 طفلاً حينها بحسب تقارير الأمم المتحدة إلا أن عدم التحرك الفعلي للأمم المتحدة وهيئاتها لمعاقبة المسؤولين عنها، مهّد فعلياً لعشرات المجازر بحق الشعب اليمني؛ وهي مجازر لم تستثن مجالس عزاء أو حفلات زفاف وأسواقاً شعبية أو مدارس أو أحياء سكنية أو حافلات طلاب…إلخ، وجميعها ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ظل توافر الأدلة على أنها كانت جزءاً من سياسة متبعة باعتبارها واسعة النطاق وممنهجة على حد سواء، وتؤكد المنظمات المعنية بحقوق الإنسان أن “استمرار غياب المحاسبة الدولية وإنصاف ضحايا جرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين في اليمن يمثل ضوءاً أخضر لاستمرارها”، مشددة على ضرورة تحرك دولي جدي لمحاسبة المتورطين بارتكاب مجازر وجرائم حرب بحق الشعب اليمني منذ بدء العدوان السعودي الامريكي في مارس 2015 وحتى اليوم .

سخط وصمود
الحزن آنذاك خيّم على اليمن عموما وتوشّح السواد بشكل غير مسبوق، نظراً لهول هذه الجريمة البشعة التي عكست حقد واجرام العدوان بل امتد ذلك الحزن إلى العالم أجمع وأثار سخطه ومقته، فهذه الجريمة صورت لتحالف العدوان أنه سيحبط من عزيمة وصلابة الشعب اليمني ولكنه كان لا يدرك أن هذه الجريمة والمجزرة الوحشية ستزيد أبناء الشعب اليمني لُحمة وتكاتفاً وقوة وإصراراً لمواجهة تحالف العدوان طال الوقت أم قصر، وستعمل القبائل اليمنية على رفد الجبهات القتالية بالمال والعتاد والرجال وأصبح العدوان بارتكاب مثل هكذا جرائم ضعيفاً أمام رجال اليمن الشرفاء والأحرار، وبقيت هذه الجريمة ذكرى لن ينساها أبناء الشعب والأجيال القادمة وزادتهم عزيمة في مواجهة قوى الشر والإجرام ورد الصاع صاعين وأخذ الثأر لدماء الشهداء والأبرياء .

قد يعجبك ايضا