الهدف غير المعلن والذي بات مكشوفاً أمام القاصي والداني:

تحقيق مصالح الكيان الصهيوني الغاية الأولى لتحالف العدوان على اليمن

 

 

اليمن وشعبه المجاهد الذي عرف على مر العصور ببأسه ورباطة جأشه في التصدي للخطوب والمحن ظل الهاجس الأبرز الذي أقض مضاجع الصهاينة وجعل مشاريعهم ومخططاتهم التوسعية دائما ماتقف أمام هذه المعضلة التي تحول دون تحقيق أهدافهم وطموحاتهم الخبيثة في المنطقة والتي رسمها مؤسسو هذا الكيان الإجرامي منذ عقود طويلة.
ومن منطلق هذه الحقيقة جاء تشكيل تحالف العدوان على اليمن والذي رفع شعارات بعيدة كل البعد عن الهدف الحقيقي الذي وجد لأجله وهو الهدف الخفي الذي بات واضحا للقاصي والداني بعد نحو ست سنوات كاملة من عدوان يحمل مسمى عربيا وفي جوهره وعمقه مصلحة صهيونية بحتة ..

الثورة / حمدي دوبلة

لقد سخَّرت مملكة ابن سلمان ودويلة الإمارات كل إمكانياتهما في العدوان على اليمن من أجل تحقيق المصلحة الإسرائيلية وإذا بالنظامين السعودي والإماراتي وهما من ظلا يعملان لعقود طويلة من أجل مصالح الكيان الإسرائيلي سرا يشكلان من خلال هذا العدوان الغاشم تحالفا علنيا لم يعد يجد أدنى حرج في التحرك جهارا وأمام الأنظار من أجل تحقيق مصلحة الصهاينة وإنجاز حلمهم القديم في تفتيت اليمن وإضعاف قدراته وتعزيز سيطرة الصهاينة على مقدراته والهيمنة على موقعه الاستراتيجي ومنافذه البحرية الحيوية وجعل تلك المميزات تحت السطوة والسيطرة الإسرائيلية.
الحلم القديم
الهيمنة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب هي بالنسبة للصهاينة الحلم القديم وظلت هذه الغاية جزءا أساسيا من الاستراتيجية الصهيونية التي رسمت ملامحها قبل قيام دولة الكيان الإسرائيلي بعقود، وهي تهدف إلى تحقيق عدد من الغايات السياسية والأمنية والاقتصادية ، وقد بدأ تيودورهرتزل ـ مؤسس الحركة الصهيونية ـ بوضع مخططات ” قناة البحرين ” لربط البحر الأحمر بالبحر الميت ثم إلى البحر المتوسط قبل نصف قرن من قيام دولة الكيان الإسرائيلي.
ولا يزال هذا المخطط قيد الدراسة إلى جانب خيارات أخرى للمشروع الذي يهدف لربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط ليكون منافسا لقناة السويس المصرية، وهناك أسباب كثيرة اقتضت تأجيل المشروع ، من بينها عدم اكتمال الهيمنة الإسرائيلية على البحر الأحمر.
وخلال العقود الماضية ، استطاع الكيان الإسرائيلي التغلغل في مياه وجزر البحر الأحمر ، وكانت البداية من خلال المعارك العسكرية والسياسية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي التي تمكن خلالها من فرض اتفاقات دولية تسمح له بالإبحار عبر قناة السويس المصرية ، ثم عبر خليج العقبة واعتبار مضائق تيران المصرية ممرا بحريا دوليا ، ثم اتجه نحو جنوب البحر الأحمر ، حيث استطاع الكيان الإسرائيلي في السبعينات الحصول على عدد من الجزر الأثيوبية جنوب البحر الأحمر ، قبل استقلال إريتريا التي عززت علاقتها مع الكيان الإسرائيلي.
الهرولة الطائشة للأنظمة العميلة في المنطقة للارتماء الصريح إلى أحضان الكيان الصهيوني ورغبتهم الجامحة في الانتقال بخدماتهم لتل أبيب من مرحلة السرية إلى العلنية كان الدافع الأكبر لتشكيل تحالف العدوان على اليمن باعتباره أقصر الطرق لتحقيق الرغبة الصهيونية في نيل هذا الإمتياز الذي يراه الكيان ضرورة هامة لأمنه ومواصلة مشاريعه التوسعية مستقبلا دون خوف من أحد وبالفعل باشر تحالف العدوان عملياته العسكرية أواخر مارس من العام 2015م بعد أن أدرك أن انتصار الثورة الشعبية التي توجت بالانتصار عشية الـ21من سبتمبر من العام 2014م هو ما سيمثل ضربة قاضية لكل مخططاته فسارع إلى استنفار عملائه وتشكل التحالف على عجل من أجل وأد الثورة التي أدركت في أيامها الأولى طبيعة المؤامرة وحجم المخطط الصهيوني وبالتالي إفساح المجال أمام إسرائيل لمواصلة ألاعيبها بأمان تام وبدون أي منغصات أو عقبات.
المصالح الصهيونية أولاً
على الرغم من أن الهدف الحقيقي للعدوان على اليمن لم يعلن بشكل صريح حتى اللحظة إلا أنه بات واضحاً ومكشوفاً أمام الجميع ولعل الممارسات الفاضحة للنظام الإماراتي في سواحل وجزر اليمن مؤخرا وإنشائه قواعد عسكرية إسرائيلية في جزر وشواطئ اليمن من باب المندب المندب وحتى أرخبيل سقطرى- وهي الممارسات التي تتم بمباركة ودعم سعودي سافر -لخصت الكثير من مضامين هذا الهدف غير المعلن وبحسب محللين سياسيين فإن تتويج أبوظبي لخدماتها للمصالح الصهيونية في أراضي اليمن المحتلة كان من خلال إعلان التطبيع العلني خلال الأسابيع الماضية وذلك لتسهيل وتسريع الخطوات بإنجاز المصالح الصهيونية دون قيود أو مخاوف وهو ما تجلى مؤخرا في وصول خبراء عسكريين صهاينة إلى أرخبيل سقطرى وقبل ذلك وصول وفد صهيوني عسكري إلى محافظات جنوبية محتلة وإلى الساحل الغربي ولقائه أدوات الإمارات في مليشيات ما يسمى المجلس الانتقالي أو مليشيات المرتزق طارق عفاش وهي الكيانات التي باتت تروج للتطبيع وبالوجود الإسرائيلي العلني في أراضي اليمن.
ربما يظن التحالف السعودي الإماراتي الإسرائيلي ومعه المرتزقة المحليون بأن مشروعهم بات يمتلك مقومات النجاح بعد أن تمت السيطرة على الجزر والشواطئ ومضيق باب المندب وغاب عنهم أن الشعب اليمني الذي يدرك المؤامرة جيدا لن يسمح بمرور المخطط الصهيوني مرور الكرام وأن من يحمل الإيمان والحق والهدى وثقافة القرآن لن ينهزم أمام حفنة من المجرمين والمرتزقة وقد اُثبتت الست السنوات الماضية من عمر هذا العدوان الغاشم أن أبطال اليمن جاهزون للتصدي وتحرير أراضي الوطن من دنس الغزاة والمحتلين عاجلا أم آجلا.

قد يعجبك ايضا