قوافل العطاء وشلة البقبقة

 

عبدالفتاح علي البنوس

تتواصل مواكب الإباء والشموخ والعطاء والعظمة، مواكب الشهداء الخالدين العظماء، الذين نزفُّهم يوميا إلى روضات الشهداء في مختلف المدن والمناطق اليمنية، وسط مشاعر مفعمة بالفخر والسمو والعزة والكرامة، بعد أن سطروا الملاحم البطولية الكبرى، وقدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل الله دفاعا عن الوطن وذودا عن حماه، ودفاعا عن العرض والشرف والكرامة .
كوكبة نيرة من المجاهدين الخُلَّص من أبناء الجيش واللجان الشعبية نشيعهم يوميا، بينهم قيادات بارزة تشغل مناصب قيادية في الدولة، تركوا مناصبهم ومكاتبهم ومنازلهم وأسرهم وذويهم، وفضلوا المرابطة في ميادين البطولة وجبهات العزة والكرامة في مقدمة الصفوف، لم يتخاذلوا ولم يتكاسلوا أو يتقاعسوا عن أداء واجبهم الجهادي المقدس، رغم أن بإمكانهم تبرير ذلك بانشغالهم بالمهام الوظيفية في مؤسساتهم ودوائرهم الحكومية ولكنهم صدقوا مع الله ومع أنفسهم التي باعوها لله وفي سبيله بنفوس مطمئنة راضية مرضية .
هؤلاء هم رجال الرجال الذي يفاخر بهم الوطن، هؤلاء هم من يمثلون المسيرة القرآنية، هؤلاء هم النماذج الحية في أوساطنا، هؤلاء هم الصفوة من بيننا، لا طيرمانات ولا فلل وقصور فارهة يملكونها، ولا مزارع ولا مصانع ولا استثمارات ولا حسابات وأرصدة في البنوك والمصارف، هؤلاء هم من تنحني لهم الجباه تقديرا وعرفانا لعظيم التضحيات التي قدموها، يقاتلون بالنيابة عنا ونحن في منازلنا، يدفعون عنا الأخطار والشرور المحدقة بنا، لا ينتظرون منا جزاء ولا شكورا .
ويأتي من يتفلسف عليهم وينتقد تحركهم الجهادي ومواقفهم الوطنية التي ترضي الله الكريم ورسوله، يهمزون ويلمزون على مواكب تشييعهم الموشحة بالقماش الأخضر، وعلى روضاتهم والعناية والاهتمام بها، والبعض لا يجد أي حرج في مهاجمتهم وانتقادهم وينكرون علينا وصفهم بالشهداء، وكأن الشهادة لا تمنح إلا بضوء أخضر منهم، وهنا أستغرب من هؤلاء المعاقين فكرياً والمشوهين ثقافياً ومن طرحهم الأبله وانتقاداتهم الهوجاء الرعناء، وأقول لهم : يا هؤلاء : إذا لم يكن هؤلاء هم الشهداء فمن يا ترى هم الشهداء ؟!! بأي منطق تتكلمون ؟! هؤلاء الذين تسخرون منهم وتقللون من شأنهم، للشهادة والعظمة عنوان، هؤلاء هم الأحياء عند ربهم يرزقون، هؤلاء الذين يقفون في صف الحق ضد الباطل، هؤلاء من رووا بدمائهم الزكية الطاهرة ثرى هذا الوطن، ولن تضرهم سفاهاتكم وخزعبلاتكم وهرطقاتكم .
بالمختصر المفيد.. لا يحتاج الشهداء منا مراسيم ولا طباعة صور ولا روضات خاصة بهم، فقد نالوا التكريم الرباني ومنحوا الرعاية والاهتمام الإلهي، وما نقوم به عبر مؤسسة الشهداء هو عبارة عن تكريم بسيط وصورة من صور الوفاء لهؤلاء الصفوة، ومهما تحدثنا عنهم فإننا لن نفيهم لهم بحقهم، وعلى شلة البقبقة أن تحمد الله على نعمة المجاهدين الذين يضحون من أجلنا جميعا، وعليهم أن يعوا جيدا أننا في عدوان وينبغي على الجميع في مثل هكذا ظروف الوقوف مع الوطن والدفاع عنه، وما دام هؤلاء يقبعون في منازلهم وغيرهم يقاتل بالنيابة عنهم فعليهم أن يخجلوا على أنفسهم ويكفوا عنهم ألسنتهم السليطة وكتاباتهم المريضة، ويحمدوا الله على نعمة الأمن التي هم فيها بفضل الله ومن ثم تضحيات الشهداء العظماء.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا