كورونا يحجب الهلال

 

د. محمد النظاري

ما زالت آثار فيروس كورونا على كرة القدم مستمرة، وهذه المرة ضحيتها الهلال السعودي الذي استبعده الاتحاد الآسيوي بسبب عدم قدرته على تقديم كشف بـ 13 لاعباً، نظراً لإصابة غالبية لاعبي الفريق بالفيروس.
من يصورون ما حدث على كونه مؤامرة حيكت ضد الهلال، فمنطقهم عاطفي بالمقام الأول، كون الفريق مطلع على لائحة البطولة التي أعطت اللجنة المنظمة الحق في شطب نتائج أي فريق لا يستطيع توفير 13 لاعباً في كشف المباراة، كما أن نفس اللائحة في فقرتها 3 من مادتها 4 أعطت اللجنة حق تأجيل مباريات الفرق التي تنطبق عليهما الحالة، وبما يتلاءم مع جدول البطولة.
إذاً فاللجنة المنظمة اختارت الخيار الأول، بمعنى أنها رأت أن التأجيل سيربك جدول المباريات، وبهذا لم تخرج عن اللائحة التي لعب على أساسها فريق الهلال.
صحيح أن الاتحاد الدولي يجيز إقامة المباريات شريطة ألا يقل عدد لاعبي كل فريق عن 7 لاعبين، ولكن لكل اتحاد قاري أو أهلي صياغة لائحة خاصة به، طالما والبطولة تقام في نطاقه وليس في نطاق الفيفا.
بالمقابل وبما أن ما حدث للهلال يعد أمراً قاهراً (حالة مرضية) فقد كان لجوء اللجنة الى خيار التأجيل هو الأمر الأكثر إنسانية، وبالتأكيد لو عرض الأمر على بقية الفرق فلن تعارض، خاصة أن اللائحة تسمح بذلك.
الخلاصة أن كورونا حجب الهلال آسيوياً، وهو استمرار لتأجيل كثير من المسابقات التي توقفت بسبب الوباء، ويبدو أن موجة جديدة منه ستعيق كثيراً من المسابقات.
علينا تشديد الإجراءات الوقائية، حتى تمر الموجة الجديدة بسلام كما مرت الأولى، وهذا يدعونا جميعا لأخذ الحيطة وترك اللا مبالاة التي يصر عليها البعض، ما يؤدي إلى أن يضر بنفسه وبالمحيطين به.

قد يعجبك ايضا