أكدت مؤامرة تدمير مقدرات الجيش وصواريخه الدفاعية

الكشف عن وثائق وصاية “حكم السفارات” لليمن قبل 2014م

تؤكد الوثائق تشخيص قائد الثورة لارتهان اليمن التام للوصاية الخارجية قبل21 سبتمبر
تفضح تحكم السفير الأمريكي الكامل بشؤون ومقاليد الحكم في اليمن
تشدد على استمرار تدمير صواريخ اليمن الاستراتيجية بإشراف أمريكي
تتضمن أوامر أمريكية بتفكيك الجيش اليمني بما يخدم أمريكا وإسرائيل
تكشف خضوع تعيين قيادات الجيش لأوامر السفارة الأمريكية في صنعاء

كشفت أجهزة الأمن عن مجموعة من الوثائق الرسمية بين النظام السابق والولايات المتحدة الأمريكية تؤكد هيمنة السفير الأمريكي في صنعاء على مقاليد الحكم في اليمن، وارتهان النظام السابق للوصاية الخارجية، وخيانته المؤسسة العسكرية والأمنية لصالح الأجندة الأمريكية والإسرائيلية.
وأكدت الوثائق والمراسلات الرسمية بين السفير الأمريكي الأسبق في اليمن جيرالد فايرستيان والرئاسة وجهاز الأمن القومي في النظام السابق ما كان أعلنه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي من تشخيص دقيق للوضع الراهن قبل ثورة 21 سبتمبر وحالة الارتهان التام للوصاية الخارجية.
الثورة /إبراهيم يحيى

وقد تضمنت مجموعة الوثائق- الممهورة بـ “سري للغاية”- أوامر السفير الأمريكي لدى اليمن في الفترة (2012-2013م) جيرالد فايرستيان لهادي وحكومته وجهاز الأمن القومي التابع لهما، باستمرار جمع وتفجير صواريخ اليمن الدفاعية الاستراتيجية بإشراف أمريكي وتفكيك الجيش اليمني وهيكلته.

حكم السفارات
ويأتي بين الوثائق المزاح عنها الستار وثائق صادرة عن السفارة الأمريكية- قبل ثورة 21 سبتمبر- تتضمن توجيهات من السفير الأمريكي الأسبق جيرالد فايرستيان للرئاسة باستمرار تفكيك الجيش اليمني بمسمى “الهيكلة”، ونقل ما يسمى “وحدات مكافحة الإرهاب” من وزارة الداخلية إلى وزارة الدفاع.
الوثائق تضمنت توجيهات أمريكية بتحديد إمكانات الجيش اليمني ومهامه ووظائفه وتعداده ووحداته العملياتية، وجهات تبعيته، وتنص على حصر قوات الحدود بـ “وحدات رمزية لتكون قوات أمن للحدود اليمنية البرية والبحرية”، محددا تبعية هذه الوحدات لرئيس هيئة الأركان دون وزير الدفاع.
ويأتي بين الوثائق والمراسلات توجيه السفارة الأمريكية- قبل ثورة 21 سبتمبر- بسرعة إصدار قرارات رئاسية بتعيين عدد من القادة العسكريين في مناصب مختلفة بينها قائد جديد لقوات العمليات الخاصة، ونائب له، ونائب لرئيس هيئة الأركان العامة، في تأكيد لحجم التدخلات الأمريكية.
بالمقابل، كشفت الوثائق الصادرة عن جهاز الأمن القومي في النظام السابق عن تأكيد الالتزام بـ “استمرار تدمير منظومات الدفاع الجوي وعلى رأسها صواريخ ستريلا وصواريخ سام”، فيما كشفت الوثائق الصادرة عن جهاز الأمن القومي أن “جمع وإتلاف صواريخ سام وستريلا جرى بتنسيق وإشراف أمريكي كامل”.
كما أظهرت الوثائق الصادرة عن جهاز الأمن القومي في النظام السابق إبان حكم المنتهية ولايته المستقيل والفار هادي أن الجانب الأمريكي وجه نشاطه في مسارات محددة تخدم مصالح الأمن القومي الأمريكي وتبعا أمن الكيان الصهيوني، وأدواتهما في المنطقة دون اكتراث بمصالح اليمن.
كما تعزز الوثائق ما سبق أن أعلنت عنه أجهزة الأمن وكشفته من وثائق فلمية لعمليات إشراف أجهزة المخابرات الأمريكية وفريق تابع لوزارة الخارجية الأمريكية على عمليات جمع وتدمير منظومات صواريخ الدفاع الجوي اليمنية، خلال الفترة من (2005-2013م) تمهيدا للعدوان على اليمن.

مخطط تآمري
التآمر الأمريكي التدميري لمقدرات اليمن الدفاعية- منذ سنوات عدة سابقة للعدوان- كُشف أخيرا بوثائق خطية تضم مراسلات رسمية ووثائق مرئية تضم مشاهد فيديو بالصوت والصورة لمراحل تنفيذ مخطط تدمير منظومات الدفاعات الجوية اليمنية وصواريخها، أعده واشرف عليه “مكتب إزالة الأسلحة” في وزارة الخارجية الأمريكية، وبدأ فرض تنفيذه بزيارة وفد عسكري من المكتب إلى النظام في العاصمة صنعاء في العام 2014م.
انكشاف مراحل ووثائق مخطط تدمير قوات اليمن الجوية ودفاعاتها يؤكد تحذيرات مبكرة أطلقها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي مع بداية الألفية الجديدة، وإخراج المخابرات الأمريكية والصهيونية “هجمات 11 سبتمبر 2001م على مبنيي التجارة العالمية في نيويورك” ذريعة لتدشين ما سماه الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن “حربا صليبية” قبل أن تتدارك الإدارة الأمريكية المصطلح بتسمية “الحرب الدولية على الإرهاب”.
وتنفي- وثائق مراحل المؤامرة الأمريكية على مقدرات اليمن الدفاعية- مزاعم أن الصواريخ المدمرة “تم سحبها من القبائل وأسواق السلاح ومصادرتها من خلايا إرهابية”، وتؤكد ما كشفه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بشأن استمرار التآمر الأمريكي على هوية اليمنيين وقيمهم ومقدرات اليمن الدفاعية وجيشه لسنوات بتواطؤ وخيانة النظام السابق وأنها “كانت تستهدف في مرحلة لاحقة الصواريخ البالستية قبل أن تمنعها ثورة 21 سبتمبر 2014م”.

خلفيات التآمر
حول هذا كشف السيد القائد خلفيات هذا التآمر والتواطؤ معه حين قال “ما قبل وما بعد المبادرة الخليجية، الحالة الرسمية في البلد كانت قائمة في سياستها على أساس الولاء لأمريكا والاستجابة التامة لها في كل ما تريده وكل ما تطلبه، وفي كل ما تحدده لهم أمريكا، لدرجة أن السفير الأمريكي في صنعاء كان هو المسؤول الأول فوق الرئيس وأي مسؤول في هذا البلد، تتنافس السلطة والأحزاب في التودد إليه، في أخذ المكاسب والتنافس على المكاسب السياسية بالاعتماد عليه”.
وأبرز فداحة مآلات هذه التبعية سياسيا واقتصاديا، حين قال: “أكبر خطر على شعبنا في هويته الإيمانية كان يتمثل بالتبعية لأمريكا. هذه حقيقة، هذا أمر أكيد لا شك فيه، وكان هذا ملاحظاً، الأمريكي كان يركِّز على المناهج التعليمية، وكان يركِّز على السياسة الإعلامية، وكان يركِّز على أنشطة ذات طابع اجتماعي، لكن على نحوٍ هدام، يؤثر على القيم، على الأخلاق، على العادات والتقاليد الحميدة والإيجابية والإيمانية لشعبنا اليمني العزيز”.
مُضيفا في خطابه بمناسبة ذكرى “جمعة رجب”، نهاية فبراير الفائت أن الأمريكي “كان يريد أن يسلب من شعبنا الشعور بالكرامة، الشعور بالعزة، الشعور بالاستقلال، كان يريد أن يسلب من شعبنا حياءه، عفته، طهره، قيمه، أخلاقه، وطبيعة الدور الذي تلعبه المنظمات معروف”.. مردفا “حتى على مستوى القدرات العسكرية حرص الأمريكي على أن يسلب من بلدنا القدرات العسكرية التي تمثِّل سلاحاً لمواجهة أي عدوان خارجي”.

استلاب تام
السيد القائد قال في تعليقه على كشف وثائق التآمر على دفاعات اليمن الجوية “نحن وإياكم كجمهور شاهدنا بالأمس ما عرضته القنوات الوطنية والمحلية من مشاهد مخزية للنظام السابق، بعد أن يرسل الأمريكي موظفة أمريكية تأتي إلى اليمن ومعها أعوانها، ويكون دور هذه الموظفة الأمريكية أن تتجاوز وتتحدى وتدوس على استقلال هذا البلد، تصل ليسلم إليها سلاح الدفاع الجوي في هذا البلد، ولتشرف هي شخصياً على تدميره، ويحضر ما يسمى- آنذاك- بالأمن القومي”.
وتابع “أرادوا لهذا البلد في الوقت الذي كان نظامه يواليهم، وسلطته تواليهم أن يكون مسلوب القدرة في مواجهة أي خطر خارجي، ألاَّ يستطيع أن يدافع عن نفسه، فيقدم تلك الأسلحة، وتأتي تلك المرأة الأمريكية لتشرف وتباشر عملية تدمير ذلك السلاح على أرض اليمن، أين هي الوطنية؟!”.. مردفا “إذا لم يمتلك الإنسان هويةً إيمانية يمكن أن يفرط حتى بوطنيته؛ لأنه لم يعد ذا قيم، ذا أخلاق، ذا مشاعر حرة بما تعنيه الكلمة”.
لافتا إلى أن المخطط التآمري شامل حيث قال “هذا على المستوى العسكري، لكنهم لم يكونوا يتحركون على المستوى العسكري فحسب، كان هذا مساراً واحداً من مسارات متعددة، في كل مجال كانوا يتحركون على هذا النحو: سياسات تسلبنا القدرة، عوامل الثبات، التماسك، تصل بنا إلى الانهيار، الهدف الرئيسي الذي كانوا يعملون على تحقيقه بمساعدةٍ من عملائهم الذين كانوا في موقع السلطة، وفي موقع القرار، وفي موقع المسؤولية الأول لحماية هذا الشعب وهذا البلد”.

مراحل المؤامرة
وفقا لما كشفه مصدر أمني مسؤول فإن الولايات المتحدة الأمريكية وبتواطؤ الخائن عمار محمد صالح -مسؤول جهاز الأمن القومي سابقا- نفذت بالتعاقد مع شركة رونكو الأمريكية المتخصصة في التعامل مع المتفجرات عمليات “تدمير 1263 من صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية و52 قبضة من قبضات إطلاق الصواريخ المحمولة على الكتف و103 بطاريات صواريخ تابعة للجيش اليمني، على دفعات خلال الأعوام (2005-2014م)”.
المصدر الأمني أوضح أن صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية التي جرى تدميرها في منطقة الجدعان ووادي حلحلان في مارب كانت على دفعات بإشراف أمريكي، وتنوعت بين ” صواريخ سام 7 ستريلا، وصواريخ سام 14، وصواريخ سام 16″، وكان بإمكانها أن تساهم في الدفاع عن اليمن وتحد من المجازر بحق النساء والأطفال”.. مُؤكدا أن “الولايات المتحدة الأمريكية دأبت في سياستها تجاه اليمن على إفقاده مصادر القوة كي يصبح سهل المنال”.

مقدمات العدوان
وتكشف هذه الحقائق “جانباً واحداً من الدور الأمريكي التدميري في اليمن فيما يخص الدفاعات الجوية فقط غير الأدوار الأخرى الرامية لتدمير الجيش اليمني” حسب تأكيد المصدر الأمني، في إشارة إلى إشراف السفير الأمريكي في اليمن خلال الأعوام (2011-2013م) جيرالد فايرستاين على ما سمي “إعادة هيكلة الجيش والأمن” وتصريحه بأن بلاده “تتولى هذه المهمة ضمن جهود رعايتها اتفاق المبادرة الخليجية ودعم العملية الانتقالية وبناء اليمن الجديد” حسب زعمه.
تُبرز تفاصيل هذا الكشف الأمني جانبا من مقدمات العدوان على اليمن السابقة بعشر سنوات على شنه في 26 مارس 2015م، وتبدد الشكوك واللبس حيال الدور الأمريكي باتجاه تأكيد أن العدوان أمريكي في الأساس، وتجاوز شواهد ذلك الإعلان عن بدء شنه من العاصمة الأمريكية واشنطن، إلى التآمر والتخطيط والإشراف والتنفيذ عبر أدواتها في المنطقة من دول تحالف العدوان الذي انكب في ساعاته الأولى على تدمير ما تبقى من مقدرات القوات الجوية والدفاع الجوي.

امتداد تدميري
جاء العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ليستكمل تفكيكا وتدميرا ممنهجين للجيش والأمن في اليمن بدأ منذ العام 2011م تحت مسمى “إعادة هيكلة الجيش والأمن” بإشراف لجنة تضم مسؤولين عسكريين أمريكيين وبريطانيين وسعوديين وأردنيين (دول تحالف العدوان لاحقا)، و”استهداف تجمع الإصلاح (الإخوان) بحملاته الإعلامية وهجمات ميليشياته القبلية وتنظيم القاعدة قيادات ووحدات الجيش والأمن باقتحام ونهب المعسكرات ومقرات قيادة المناطق العسكرية وصولا لاقتحام مجمع وزارة الدفاع نفسه”، و”إقصاء نحو 70 ألفا” و”اغتيال وإصابة نحو 4500 من منتسبيه”، حسب بيانات وزارتي الدفاع والداخلية خلال الأعوام (2011-2014م).
طال هذا الاستهداف القوات الجوية اليمنية خلال (2011-2014م)، فتعرضت إلى “تدمير ممنهج” حسب تأكيد رئيس أركان القوات الجوية والدفاع الجوي اللواء ركن طيار إبراهيم الشامي، وكان ذلك عبر استهداف حافلتين لمنتسبي القوات الجوية بعبوتين وعمليات اغتيال طيارين، وإسقاط 4 طائرات “سوخوي-22” وطائرة “ميغ-21” وطائرتي “أنتونوف-26” ومروحيتين عسكريتين، في تعز وأرحب ومارب وقاعدة العند في لحج ووسط 3 أحياء سكنية في العاصمة صنعاء، إضافة إلى تفجير 3 طائرات “سوخوي-22” وطائرة “نورثروب F-5 ” وإحراق مروحية “ميل مي -17″ في مرابضها بقاعدة الديلمي في صنعاء.
الأمر الذي أشار إليه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حيث قال”لاحظوا المفارقة الكبيرة كيف اتجهوا في تلك المرحلة إلى تدمير الدفاع الجوي، إلى تدمير القوة الجوية؛ حتى أصبحت الطائرات تتساقط في وضح النهار في صنعاء وفي غير صنعاء بكل بساطة، قال لك: عطل فني، قال: خلل مدري أيش…، قال لك: … هكذا في غير حرب، كيف اتجهوا إلى إضعاف وحالة من الإهمال والتسيب بحق القوة البحرية”.
وأضاف السيد القائد في خطابه بمناسبة ذكرى “جمعة رجب”، نهاية فبراير الفائت “ثم في نهاية المطاف كانت آخر مرحلة يريدونها استكمال تدمير ما بقي من صواريخ بالستية، لولا أن الثورة الشعبية (ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر) أعاقتهم عن استكمال مسار طويل كانوا يعملون عليه لسلب هذا البلد كل القدرات التي تساعده على الدفاع عن نفسه في مواجهة أي عدوان خارجي”.

مواجهة التحدي
مع ذلك لم يرفع الجيش اليمني وقواته الجوية الراية البيضاء كما كان يتوقع تحالف العدوان، وتظهر وقائع المواجهة استبسالا منقطع النظير لم تدخر فيه وحدة الدفاع الجوي ووحدات الجيش واللجان الشعبية جهدا أو وسيلة متاحة إلا واستخدمتها في مواجهة أسراب 280 طائرة حشدها تحالف العدوان وغاراتها التي بدأت “بمعدل 120 غارة يوميا” حسب ما أعلن ناطق التحالف حينها العميد احمد عسيري، متباهيا بأن “قوات التحالف استطاعت فرض سيطرة جوية كاملة على الأجواء اليمنية خلال 15 دقيقة”، مردفا أن “طيران التحالف يحلَّق بحرية كاملة”.
استخدمت في مواجهة غارات طيران تحالف العدوان كل الأسلحة المتاحة من جانب القوات الجوية ووحدة الدفاع الجوي، ووحدات الجيش واللجان الشعبية، وكذا من جانب المواطنين في المحافظات أيضا، بدءا من الصواريخ المحمولة على الكتف، وما تبقى من صواريخ أرض- جو (سام)، وغيرها من أسلحة الدفاع الجوي التي جرى تفكيك الآلاف منها وتدميرها قبل بدء شن العدوان، مرورا بالقناصات المطورة محليا ليصل مداها إلى (5 كم)، وبالطبع المدافع الأرضية المضادة للطيران.

قهر المؤامرة
في المقابل انكبت القوات المسلحة اليمنية على تجميع ما تبقى من مخزون أسلحتها وإصلاح ما أعطب منها، ومحاولة تصنيع ما دمر، وتطوير ما تبقى، باستخدام المتاح من الإمكانات، والاستعانة بالكوادر اليمنية العلمية والمهنية والتقنية في جميع المجالات ذات العلاقة، والتي ظلت مهمشة وجرى استدعاؤها بعد بدء العدوان على اليمن، و”البدء من مرحلة الصفر” وفق متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع.
استطاعت القوات الجوية ووحدة الدفاع تحدي المؤامرة وإفشال الرهان الأمريكي وبددت سعادة واشنطن والسعودية التي عبَّر عنها ناطق التحالف في أول مؤتمراته الصحافية حيث قال ” استطاع التحالف فرض سيطرة كاملة على الأجواء اليمنية وطائراتنا تحلِّق بحرية”، ثم إعلان الرياض نهاية الشهر الأول للعدوان “تدمير جميع قواعد القوات الجوية والدفاعات الجوية والصواريخ الباليستية وكل ما يشكل تهديدا للمملكة ودول المنطقة” حسب ما أعلن سفير السعودية في واشنطن حينها ووزير خارجيتها لاحقا عادل الجبير.

منظومات رادعة
شهدت الدفاعات الجوية اليمنية تطورا تصاعديا وبوتيرة متسارعة على صعيد عمليات وقدرات اعتراض وإصابة وإسقاط طائرات تحالف العدوان منذ أعلن السيد القائد عبد الملك الحوثي في 14 سبتمبر 2017م جهوداً حثيثة لتطوير منظومات الدفاع الجوي، وقال مبشرا اليمنيين “اليوم هناك عمل جار لتطوير منظومات دفاع جوية تتصدى للطائرات الحديثة والقدرات الأمريكية الحديثة التي تشتغل فوق سماء بلادنا وهذا سيعتبر إنجازا كبيرا جدا “.. مضيفا “نحن نواجه التقنية الأمريكية وأحدث ما وصلت إليه، وليس مواجهة تقنيات السعودية وأعراب الإمارات”.
وبجانب استمرار الدفاعات الجوية في التصدي لغارات طائرات تحالف العدوان منذ اللحظة الأولى وإنهاك الطائرات طوال عام ونصف استطاعت قوات الدفاع الجوي بدعم ومتابعة مباشرة من السيد القائد عبد الملك الحوثي تطوير ما تبقى من صواريخ وذخائر وإدخال تعديلات تقنية عليها، وابتكار أنظمة رادار متطورة وغيرها من التقنيات، لتبدأ تدريجيا وتحديدا في نهاية العام الثاني للعدوان تصنيع منظومات دفاع جوي وطائرات مسيَّرة استطلاعية وهجومية وصواريخ باليستية مطورة محليا.

وعد القائد
جاء الكشف أخيرا عن منظومات الدفاع الجوي الجديدة امتدادا لإعلان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في 25 مارس 2019م ضمن خطابه بمناسبة إنهاء عام الصمود الرابع بوجه العدوان، أن “العام الخامس هو عام تطوير القدرات العسكرية. الرؤية الوطنية ستبنى على أساس هوية شعبنا الإيمانية والاستفادة من التقنيات العصرية”. مضيفا “سيندم أعداؤنا لأنهم سيدركون أن بلدنا أصبح منتجاً للقدرات العسكرية ليتبوأ مكاناً مهماً على مستوى التصنيع العسكري. نمتلك تقنيات مهمة على مستوى التصنيع العسكري لا تمتلكها السعودية والإمارات”.
السيد القائد أكد في أحد خطاباته- عن ثقة بالله ويقين بانتصار اليمن واليمنيين في معركتهم المصيرية- أن “العام الخامس سيكون عاماً متميزاً بالمزيد من الانتصارات، وتحصين الساحة الداخلية”. وأوضح للعالم “لسنا عدوانيين، ولا نريد الاعتداء على أي بلد عربي، ومشكلتهم معنا هي رفضنا للاستعباد. إذا أراد الأعداء أن يجعلوا منا عبيداً، فهذا أبعد لهم من عين الشمس”.. مؤكدا “نحن نُصِّر على أن نكون شعباً حراً مستقلاً وهذا حقنا شرعاً وقانوناً. من يريد أن يسلب منا حقنا في الحرية والاستقلال سنسلب روحه”.
وفي 22 إبريل 2019م جدد السيد القائد عبد الملك الحوثي وعده في أول مقابلة تلفزيونية معه، فقال “نسعى لتوفير المزيد من التطوير للقدرة الإنتاجية في مختلف الوحدات العسكرية. هناك سعي حثيث لدى الخبراء العسكريين في اكتساب الخبرة والمعرفة في مجال التقنيات العسكرية رغم الحصار والوضع الاقتصادي الصعب”.. مضيفا ” شعبنا جدير بأن يكون منتجاً ومبتكراً، والإنسان اليمني تواق للمعرفة والإنتاج والابتكار. الشعب عاش ظروفاً صعبة بشكل مستمر، ما ساهم في تعزيز الجهود والابتكار في التحرك لمواجهة الحصار الاقتصادي”.

انبعاث القوة
أكد السيد القائد انبعاث القوة اليمنية، فقال يومها: “هناك إنتاج لأسلحة مهمة وفعَّالة في السلاح البحري، إضافة لوسائل مؤثرة باتت جاهزة للاستخدام عند الحاجة. لدى القوات المسلحة اليمنية تقنيات مهمة، وامتلاك التقنية والمعرفة والخبرة لدى خبرائنا ساهم في هذا الجانب. السعودي والإماراتي يعتمد على الشراء في موضوع التسليح ولا يستطيع أن يستقل بنفسه في الاستفادة من هذه الأسلحة أو أن يصنع بنفسه”.. مردفا “صواريخنا قادرة على الوصول إلى الرياض وما بعد الرياض، إلى دبي وأبوظبي وأهداف حيوية وحساسة لدى قوى العدوان”.
تمكنت ابتكارات التصنيع العسكري اليمني للقوات الجوية والدفاع الجوي سريعا من تغيير معادلة معركة الجو، واستعادة زمام حماية الأجواء اليمنية تصاعديا عبر تطوير منظومات “فاطر1″، و”ثاقب1″ و”ثاقب2″، و”ثاقب3” بخبرات يمنية من صواريخ روسية قديمة استطاعت تحويلها من صواريخ “جو-جو” إلى صواريخ “أرض-جو” وإدخال تعديلات فنية وتقنية حديثة زادت مدى صواريخ الدفاع الجوي لتتراوح بين 9 كلم و23 كلم، وبما يجعلها قادرة على اعتراض وإصابة مختلف أنواع الطائرات الحربية الحديثة للعدوان.

فروق جوهرية
في بيان جوهر الفرق بين مرحلتين، قال السيد القائد في خطابه بمناسبة ذكرى “جمعة رجب”: “الأمريكي لم يكن يركِّز فقط على أن يسلبنا عناصر القوة المادية؛ إنما كان قبل ذلك ومع ذلك وأهم- بالنسبة له- من كل ذلك يسعى لأن يسلبنا القوة المعنوية، القوة الإيمانية: أخلاقنا، قيمنا، مفاهيمنا، حريتنا، شعورنا بالكرامة، شعورنا بالعزة، كان يريد أن يحوَّل أبناء هذا الشعب إلى وضعية يتقبلون فيها السيطرة الخارجية عليهم، الاحتلال الأجنبي لهم، الإذلال لهم، الإهانة لهم”.
وتابع “لاحظوا المفارقة ما بين تلك المرحلة وما بين هذه المرحلة، في هذه المرحلة يأتي الجيش واللجان الشعبية، تأتي الجهات المعنية بالتحديد في الدفاع الجوي أو في الصاروخية لتعمل على تطوير وصناعة القدرات والأسلحة اللازمة للدفاع عن هذا البلد، والحماية لهذا الشعب، ومن ظروف بالغة الصعوبة، في حرب شرسة، وحرب معروفة، وحصار لا مثيل له على هذا البلد، ومع انعدام الموارد المالية التي هي تحت سيطرة الأعداء من نفط وغاز وغير ذلك”.
مضيفا “في هذه الظروف الصعبة جداً على المستوى الاقتصادي، في ظروف الحرب والاستهداف المستمر على المستوى العسكري، يأتي أحرار هذا البلد ليصنعوا القدرات، أولئك كانوا يدمِّرون، وهؤلاء يصنعون، في الدفاع الجوي صنعوا صواريخ ذات قدرة فائقة، تفوق تلك الصواريخ التي سلَّمها النظام السابق للأمريكي، وخنع وخضع للموظفة الأمريكية التي أتت لتكون فوق مستوى أولئك، الذين كانوا يُظهِرون عضلاتهم على هذا الشعب، ويتنمرون عليه”.

إنجازات فارقة
حققت منظومات الدفاعات الجوية اليمنية الأربع إنجازات صادمة لتحالف العدوان تمثلت في إصابة وإسقاط ما يزيد عن 371 طائرة متنوعة لتحالف العدوان، بينها 23 طائرة حربية نفاثة من طرازات F15 وF15SA وF16 وتايفون وتورنادو، و30 مروحية عسكرية من طرازي أباتشي وبلاك هوك وغيرهما، و15 طائرة مقاتلة درون (بلا طيار) من طرازيMQ9 وMQ1 الأمريكية وطرازي CH-4 وWing Loong الصينية، و318 طائرة تجسسية، واستطلاع ذات أنظمة ملاحية حديثة.
ذلك ما أعلنه متحدث القوات المسلحة العميد سريع في مؤتمره الصحفي- الذي عقده في العاصمة صنعاء، تحت عنوان “قادمون في العام السادس”.. موضحا أن “قوات الدفاع الجوي نفذت خلال خمسة أعوام منذ بداية العدوان، أكثر من 721 عملية تنوعت بين إسقاط طائرات وتصد وإجبار على المغادرة”.. وأكد أن “عمليات الدفاع الجوي في إشغال طائرات العدو وإجبارها على المغادرة بلغت حوالي 350 عملية”.
وفقا للعميد يحيى سريع، فقد نفذت الدفاعات الجوية طوال سنوات العدوان أكثر من 350 عملية تصدٍ واعتراض ناجحة لطائرات العدوان المتنوعة بينها F15 و F16 و F15 SA وفانتوم وتورنادو وتيفون وميراج أجبرتها على مغادرة الأجواء اليمنية قبل أن تنفذ مهماتها العدائية، علاوة على نجاحها في إصابتها وإسقاط عدد منها، ومن الطائرات العسكرية المروحية طائرات أباتشي وغيرها.
متحدث القوات المسلحة أكد “منظومات جديدة للدفاع الجوي دخلت خط المعركة وجاري تطوير منظومات أخرى لتصبح أكثر فاعلية على أرض المعركة”.. وأضاف “خلال الأشهر الماضية نفذت دفاعاتنا الجوية 64 عملية منها عملية إسقاط طائرة تورنادو وعمليات تصدٍ وإجبار على المغادرة”.. مؤكدا تنامي فاعلية الدفاعات الجوية في إسناد المعارك في مختلف الجبهات وتقييد طائرات العدوان وإجبارها على مغادرة الأجواء قبل تنفيذ مهماتها العدائية.

تغيير المعادلة
استطاعت القوات الجوية بوحداتها الثلاث (القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر والدفاع الجوي) تغيير معادلة معركة الجو، حسب ما أكد متحدث القوات المسلحة، حيث قال “فرضت منظومات الدفاع الجوي اليمني على قوى العدوان معادلات جديدة وأجبرتها على التعامل بحذر، لقد دفعت طائرات العدو لاتخاذ إجراءات معينة بعد أن كانت تنفذ عملياتها دون أن تعترضها أي أسلحة”.. ذاكرا من احترازات طائرات العدوان “التحليق المرتفع وإطلاق البالونات الحرارية”.
وأضاف “منظومات الدفاع الجوي في المناطق التي تعمل فيها تشكل تهديداً حقيقياً لكافة الأهداف الجوية المعادية، وهذا ما أثبتته المراحل السابقة”.. وتابع “تمثلت نجاحات الدفاع الجوي في: تدمير الهدف المعادي، السيطرة الإلكترونية على الهدف المعادي، إجبار الهدف المعادي على مغادرة الأجواء، ولعل من أهم ما حققته منظومات الدفاع الجوي تحييد الأباتشي بنسبة 70% وتحديداً في جبهات الحدود”.. مؤكدا “استمرار التطوير حتى التصدي لكافة أنواع الطائرات المعادية”.

قد يعجبك ايضا