ندوة سياسية نظمها المكتب السياسي لأنصار الله بعنوان:

“21 سبتمبر.. قطيعة مع الوصاية الخارجية وتواصل مع طموحات الأمة”

 

 

محمد علي الحوثي : أول ثورة أسقطت مشاريع الهيمنة وسدت أبواب الوصاية على القرار اليمني
العميد عابد الثور : انتصار ثورة الـ21 من سبتمبر يتوقف على قدرة الجماهير الشعبية على تنظيم نفسها في مكون سياسي ووطني لأنصار الله لتنظيم الدفاع المسلح
عصام العابد: العدوان سعى إلى انهيار البلاد سياسيا وعسكريا وإعلاميا عبر خطط واستراتيجيات بذرائع إنسانية
أخلاق الشامي: لقد تحرك أهل اليمن لتحقيق حلمهم الثوري حتى السيادة والاستقلال

بمناسبة الذكرى السادسة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، نظم المكتب السياسي لأنصار الله أمس الخميس ندوة بعنوان “ثورة 21 سبتمبر.. قطيعة مع الوصاية الخارجية وتواصل مع طموحات الأمة” .. حضرها عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية والثقافية.. “الثورة” حضرت الفعالية وخرجت بالحصيلة الآتية نتابع:

الثورة /اسماء البزاز


العميد الركن عابد الثور قدم ورقة عمل تحدث فيها عن القوات المسلحة اليمنية ومهامها بين الرؤية والواقعية وطموحاتها المستقبلية في ضوء استراتيجية الثورة اليمنية 21 سبتمبر 2014م.
الميزان العسكري
وأوضح الثور أن دول العدوان وحلفاءها ومرتزقتها حاولوا تحويل الثورة من ثورة إلى انقلاب وتحويل أهدافها ومبادئها إلى جوانب متصارعة وأطراف خارجية.
وتحدث الثور عن الميزان العسكري اليمني- السعودي، وقال: كان يضع اليمن في مواجهة الدولة السعودية فكان حجم القوات اليمنية يزيد عن حجم القوات السعودية العاملة لخدمة النظام السعودي ولكن حجم الإنفاق الدفاعي للسعودية أكبر من حجم الإنفاق الدفاعي لليمن بما يعادل أكثر من عشرين ضعفا وخاصة بعد أن أعلنت السعودية التعبئة العامة للحرب على اليمن في 26 مارس 2015م في الوقت الذي وقعت فيه اليمن تحت الحصار الدولي الشامل والكامل، فيعتبر تصنيف حجم الانفاق الدفاعي لليمن لا يقارن مع مثيله في السعودية وبالتالي فإن ميزان القوى قد اختل ولم يعد هناك ما يبني عليه من تقديرات للأسلحة والعتاد العسكري والقوى النظامية، حيث كانت الخطة التي نفذتها أمريكا والسعودية والإمارات منذ ثورة الربيع العربي 2011م هي إعادة هيكلة الجيش اليمني لتحقيق الغايات المنشودة من ذلك وهي تفكيك الكتلة العسكرية المخيفة والتي ظهرت كقوة عظمى لا يستهان بها في العيد العاشر للوحدة اليمنية 2000م.
الارباك والقلق
وبيَّن الثور أنه ومن تلك التقديرات بدأت أمريكا في تنفيذ خططها الاستراتيجية ببث الرعب في القيادة السعودية وان الدور القادم سيكون باتجاه المجهود الحربي اليمني صوب أراضيها بعد أن تحققت لليمن وحدته الشاملة في العام 90م فبدأت اللعبة الأمريكية بإدخال القاعدة والإرهابيين على الساحة اليمنية لفرض واقع جديد يحقق الإعاقة لبناء القوات المسلحة اليمنية ولم يكن ذلك قرارا أمريكيا منفردا أو مفاجئاً بالنسبة لليمن بل كان مدروسا من جميع الأطراف المستفيدة وعلى رأسها النظامان السعودي والإماراتي وأمريكا وفعلا تحقق ما كانت تسعى إليه أمريكا من فرض هيمنتها الكاملة على الشأن والسيادة اليمنية.
وأشار الثور إلى أن القوات المسلحة اليمنية أصبحت في حالة من الإرباك والقلق بعد أن دمرت مواقعها الاستراتيجية كالمطارات المدنية والعسكرية وقواتها الجديدة وقواعدها الصاروخية للدفاعات الجوية وقواتها البحرية، فشعرت السعودية ونظامها بنشوة النصر على ما حققته من إنجاز عسكري غير مسبوق في تدمير القوات اليمنية في اقل من شهر وحرمان اليمن من ابسط حقوقه في الحرب أو الدفاع عن كيانه وشعبه فأفرط العدوان في القصف والتدمير والإبادة.
وبيَّن الثور أنه بعد ثورة الـ21 من سبتمبر نشأت في اليمن قوات مسلحة تقوم على مبادئ جديدة لأجل مصالح الشعب ومكاسبه، فكانت احسن صفات الجيش ونهج المسيرة القرآنية لقيادة الدولة واهم مصدر لقوته لمكونين اثنين هما الجيش واللجان الشعبية التي كانت رديفا للقوات النظامية بمثابة قوات احتياطية جاهزة لتنفيذ أية مهام عسكرية وطنية.
ويرى الثور أن انتصار ثورة الـ21 من سبتمبر ونجاح مسيرتها القرآنية يتوقف على قدرة الحشود والجماهير الشعبية على تنظيم نفسها في مكون سياسي ووطني لأنصار الله لتنظيم الدفاع المسلح وترتيب القوات للحفاظ على المكاسب الاجتماعية والثورية والوطنية عبر قوات منظمة سميت باللجان الثورية.
سيادة ناقصة
فيما قدَّم عضو المجلس السياسي الأعلى محمد الحوثي ورقة بعنوان “اليمن تحت الوصاية بسيادة ناقصة”، وقال فيها: لقد نجحت الثورة التي يمكن اعتبار أنها أول ثورة ذات مسار تصحيحي لثورة 11 فبراير 2011م، ثورة أسقطت مشاريع الهيمنة وسدت أبواب الوصاية على القرار اليمني والحد من التدخلات الخارجية وأفشلت مشروع تقسيم اليمن وتجزئته إلى كانتونات وأقاليم متناحرة وحدَّت من نشاط (مراكز النفوذ المتزعمة للفساد) وأكدت على الشراكة الوطنية من خلال وثيقة السلم والشراكة، ثورة عملت على القضاء بشكل كبير على مشروع القتل والتدمير الذي تقوده من الخلف وترعاه أمريكا، وبالمشاركة الفعلية عند فشل عملائها الإقليميين مع (السعودية والإمارات) تحديدا ، أو القاعدة وداعش والمرتزقة، ثورة استعادت السيادة والحد من التدخلات الخارجية، كما أسقطت ثورة 21 سبتمبر ذرائع العدوان (إعادة الشرعية) حسب تعبيرهم واتضح ذلك جليا مع مرور الوقت والكشف عن دوافعهم وأهدافهم للعدوان على اليمن.
وتحدث الحوثي عن محاولات وأدهم للثورة ومن ذلك التفجيرات المزدوجة في مسجدي بدر والحشحوش وتفجير ميدان التحرير، وتفجير مسجد القبة الخضراء، ومسجد قبة المتوكل، ومسجد المؤيد، وتفجير حافلات القوات الجوية وسلسلة من الاغتيالات أبرزها اغتيال الدكتور عبدالكريم جدبان، عضو البرلمان، والحوار الوطني والدكتور أحمد شرف الدين والدكتور محمد عبدالملك المتوكل والعقيد الذاري والأستاذ التربوي محمد السراجي.
اللجنة الثورية
وتطرق إلى ما ترتب إلى فراغ دستوري جراء استقالة حكومة بحاح ورأس الهرم وما شكله ذلك من خلق فراغ دستوري مدروس، لإرباك القوى الثورية، ومن ثم الفوضى الشاملة، وذلك بتقديم حكومة خالد بحاح الاستقالة، وكذلك استقالة رأس الهرم/ عبد ربه منصور هادي ،ثم هروبه إلى عدن، وتراجعه عن استقالته، من جانبها العناصر الإرهابية تتحرك من جديد وترتكب جرائم بشعة في زنجبار والبيضاء والسيطرة على معسكرات عدة، يلي ذلك تشكيل القوى الثورية حيث شكلت قوات مؤقتة لإدارة المرحلة الانتقالية، والتي قامت بمطاردة تلك العناصر، ودحرها، وتفكيك خلاياها، وصولا إلى عدن، يليه تشكيل لجنة ثورية عليا، وإعلان التعبئة العامة لمواجهة الإرهاب وما تلى ذلك من العدوان على اليمن 26مارس2015م.
وقال: اتضحت جهود اللجنة الثورية العليا التي مثلت اقوى أنواع الصمود الأسطوري وبدعم شعبي منقطع النظير وتجاوزت الكثير من المعضلات وتغلبت على الصعوبات، ومن أهم ما قامت به: الحفاظ على مؤسسات الدولة، أو ما تبقى منها، وعلى ممتلكات المواطنين. وإدارة شؤون البلاد، بمجلس وزراء (القائمين بالأعمال، والتعامل مع السلطة المحلية بالمحافظات بكفاءة واقتدار، ومعالجة المشكلات التموينية للمواد الغذائية والمحروقات، وتجاوز أزماتها بآليات وأساليب مبتكرة، التغلب على الأزمة التعليمية، واستمراريتها، وإنجاز وثيقة الشرف القبلي، والقدرة على الحشد الشعبي والالتفاف حول القوى الوطنية الثورية، والحفاظ على استقلالية البنك المركزي اليمني وممارسته لوظيفته بحياد، واستمرار صرف المرتبات لجميع موظفي الجمهورية اليمنية دون تمييز، ولمدة 17شهرا تقريبا، رغم عمل القوى المرتهنة للخارج على منع تدفق الإيرادات إليه من المحافظات التي تسيطر عليها تلك القوى.
مشيراً إلى أنه عند تشكيل المجلس السياسي الأعلى، سُلِّمت السلطة إليه سلميا بشكل غير مسبوق.
وتحدث الحوثي عن استراتيجيات تحالف العدوان قائلاً: لم تقتصر استراتيجيات تحالف العدوان على الغارات الجوية، والقوات البرية والبحرية، بل إنه أعد عددا من الاستراتيجيات والخطط الاقتصادية والإعلامية والاجتماعية إضافة إلى الحصار..
عاصفة الحزم
وقال الحوثي: إن سيطرة الجيش واللجان الشعبية على الوضع أدى إلى تحرك دول العدوان الأصلاء، والإعلان عن عمّا سميت بعاصفة الحزم من واشنطن بلسان عادل الجبير «السفير السعودي- سابقا»، واتخذ ذريعة «إعادة الشرعية» حسب الإعلان –ليتضح فيما بعد زيفها- وبالتزامن مع الإعلان شن الطيران الحربي غارات مكثفة على اليمن، بالتركيز على العاصمة صنعاء، مرتكباً أبشع المجازر والجرائم منذ أول ليلة، حتى الآن.
وفي اليوم نفسه جاء خطاب السيد القائد / عبدالملك بدر الدين الحوثي «خطاب التعبئة»، الذي دعا فيه إلى تشكيل الجبهات المواجهة للعدوان في المجالات المختلفة، ولم يأت الرد العسكري على العدوان إلا بعد مرور 40يوما وكان ذلك من «حكمة القيادة»!
وأشار الحوثي إلى استراتيجية العدوان الرامية لإسقاط الدولة من الداخل عام 2015م كانت أولى مراحلها الإعداد والتهيئة لتأسيس قاعدة ما سمي (مقاومة آزال)، المظاهرات، شراء الولاءات، إعادة التحالف للرئيس-المنتهية ولايته / عبدربه منصور هادي، وإرسال عناصر/أعضاء في حزب التجمع اليمني للإصلاح من المحافظات والمديريات.
وأضاف الحوثي إن الخطوة الأخيرة في المرحلة الثانية تمثلت حصار العاصمة صنعاء بقطع الطرق المؤدية إليها خصوصا خط صنعاء ـ الحديدة باعتباره شريان الحياة الوحيد، إضافة إلى إشعال الفتن وإثارتها ضد الجيش واللجان الشعبية في منطقة أرحب –شمال العاصمة صنعاء ومناطق في محافظتي إب وذمار.
التبعية
من جهته أشار عصام العابد إلى الحرب الاقتصادية والعسكرية والإعلامية والصحية لدول العدوان على بلادنا والخطط العدائية التي سبقت العدوان من تدمير كافة القطاعات الحيوية والزراعية وجعل البلد مستهلكا لا منتجا وإغراقه بالمديونيات والكوارث الإنسانية تحت الوصاية والتبعية الخارجية عبر عملاء يدعون الوطنية وهم أول من صدرها ولبس رداء التبعية
سنوات عجاف
أخلاق الشامي عضو المجلس السياسي الأعلى قالت من ناحيتها: إن ثورة 21سبتمبر مثلت الحلم الذي لطالما حلم به أهل الإيمان والحكمة والمتمثل يمن متطور، مستقل، قوي يحفظ كرامة أبنائه ويحمل قيم الدين والعدل والإنسانية لكل العالم ويتمتع أهله فيه بكل حقوقهم دون تمييز ودون استغلال من الخارج.
وقالت: لقد تحرك أهل اليمن لتحقيق حلمهم ولسان حالهم ننشد العدل والمستقبل ونرفض الوصاية والاستغلال كانوا ولازالوا يحلمون بعلاقة ندية بينهم وبين كل دول العالم، ذلك الحلم الذي اعتبرته قوى الاستكبار العالمي جريمة يجب ان يعاقب عليها كل أبناء اليمن، فما أن لاحت بوادر نجاح ثورتنا المباركة حتى حرَّكت قوى الاستكبار أحذيتها وأذرعها وتدخلت بنفسها لمنع هذه الثورة في محاولة منها لوأدها في مهدها فتحركت بعدوان عالمي غاشم على اليمن أرضا وشعبا وحضارة.
وأوضحت انه على الرغم من ان الست السنوات العجاف التي مرت لم تبق فيها قوى العدوان ولم تذر، فقد ارتكبت أبشع المجازر والجرائم ودمرت كل مقومات العيش الكريم إلا أن الثورة لم تفت في عضد ثوار اليمن وأحرارها ولن تفت بإذن الله .
وقالت: إن ثورتنا محقة ومطالبنا عادلة وتوكلنا على الله وثقتنا به وهو حسبنا ونعم الوكيل.

قد يعجبك ايضا