2000يوم من العدوان.. حملت في طياتها الفتوحات والخيبات

 

إكرام المحاقري

عندما اتخذت دول تحالف العدوان المنقادة للقوى “الصهيوأمريكية” قرار شن العدوان على اليمن أظهرت عناوين مبطنة بالإنسانية فضحتها الغارات العدوانية والأشلاء المتناثرة, ومن فضيحة إلى فضحية إلى سقوط مدو للقوى المستكبرة.
ومن عام إلى عام، إلى كم هائل من الأرقام حصدت قوى العدوان فيها العار والخيبات, وما بعد الـ “2000 يوم” ستُعزف أيقوانة النصر بلحن واضح .. كما أنها ستُعزف الحان الهزيمة بلحن أوضح منه, وقد ترفع الرأية البيضاء من واشنطن نفسها !!
منذ تلك الليلة المشؤومة في العام 2015م، حتى اللحظة لم تألو قوى العدوان جهدا في استخدام جميع الحيل ودهاء المكر والخداع، من أجل تسجيل موقف يحسب نصرا لصالحهم, إلا أنهم فشلوا في كل مرة وصرخوا حين تلقوا الصفعات الباليستية وبرروا عندما قتلوا الأطفال والنساء, وتخبطوا أمام كل ذلك..
وأصبحت سياستهم حقارة وتوجهاتهم رذالة, وقوتهم العسكرية أوهن من بيت العنكبوت, وعلى هذا المنوال سجل اليمن أكثر من 2000 نصر وشموخ، ودخلت أحذية المجاهدين التاريخ مع أسمائهم.. ولا يحسب النصر بالأيام بالنسبة للشعب اليمني بل إنه يحسب بالساعات والدقائق.
معادلات ومفارقات يمنية أخلت بنظام العالم المستكبر، ومن لا شيء ولد كل شيء، وبتقنية عسكرية وخبرة سياسية, وتبددت أحلام اللاهثين خلف الجاه والسلطة والمال حتى العملاء من أبناء اليمن أنفسهم, ليس هذا فحسب فما حدث في هذه الـ 2000 يوم كفيل بأن يغير مناخ المعمورة الصغيرة ويقلب أوقات فصلولها الأربعة..
هناك من كان جاراً وأصبح ضاراً!! وهناك من كان خادماً للحرمين وأصبح خادماً للصهاينة !! وهناك من استنكر وجود الصهاينة في فلسطين ورحب بهم في العام 2020م, هناك من أفتى في يوم من الأيام بجهاد اليهود المعتدين وأفتى اليوم بالتطبيع والسلام معهم !! وهناك من جهل حقيقة القاعدة وداعش وأصبح اليوم يعلم علم اليقين بأنها صناعة أمريكية صهيونية وامتداد لبني أمية, رُبّ ضارة نافعة, فكل هذه التكشفات والتعريات نتيجة لصبر وبذل وصمود وتضحيات الشعب اليمني ويالها من نتائج باهرات.
نستيطع الإيجاز بأن تكشفات هذه الأيام طهرت المسلمين من دنس المتلبسين بالإسلام.. وأيقظت الشعب اليمني من سبات أدخله فيه حكم نظام عميل طال أمده أكثر من 33 عاماً, بل سقط فيها كل ما بناه ذاك النظام من عمالة وخيانة وتدجين وانحراف وولاءات بعيدة كل البعد عن دستور القرآن الكريم.
لن نقف عند هذا الحد، كما توقفت قوى العدوان عند حد التطبيع مع الصهاينة وتسليمهم الأراضي اليمنية كما هو الحال في جزيرة سقطرى ومحافظة عدن, بل إن حدنا نحن اليمنيون إلى مالا نهاية، فالهدف الرئيسي في فلسطين حتى وإن طال أمد الحرب والظلم والجور أضعافاً مضاعفة لأرقام الـ 2000.
فهذه الأرقام والأيام وكل ما مضى يعد مدرسة للشعب اليمني، تعلم منها أين يقف وأين يجب أن يكون وماذا يصنع وماهية سياسة أنبياء الله التي مكنهم الله بها ونصرهم على طغاة هم أشد وأمكر.. ولدول العدوان كذلك يعد مدرسة ودروساً من الخيبة والفشل والفرار والرجوع إلى الخلف بطريقة تكتيكية كما قالو هم بألسنتهم.
2000 يوم وكل يوم والشعب اليمني في صبر وثبات وصمود.. ولانامت أعين الجبناء.

قد يعجبك ايضا