ثورة الإمام زيد خلَّدت قيماً تجلَّت في عصرنا اليوم ومبادئ حملها الأبطال وتسلَّح بها المجاهدون

في ذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام زيد –عليه السلام.. »ٹ« تستطلع آراء عدد من العلماء والمرشدين:
الإمام زيد –عليه السلام- هو صاحب المقولة الشهيرة» من أحب الحياة عاش ذليلاً«

في سبيل الوقوف ضد الظلم والطغيان والفساد والمجون والانحلال والتفسخ والسفور الذي جسَّده الطاغية المجرم هشام ابن عبدالملك، رسم الإمام زيد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب -عليهم السلام- أروع صور الدفاع عن الحق والموت في سبيل ذلك امتدادا لثورة جده الإمام الشهيد الحسين ابن علي -عليهم السلام-.. كل هذا وأكثر تحدث عنه العلماء والمرشدون في ثنايا الاستطلاع التالي :

استطلاع /أمين العبيدي

في البداية تحدث العلامة الدكتور غالب عبدالواهب الخيشني بقوله :خرج الإمام زيد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب -عليهم السلام- ثائراً لتغيير ذلك الواقع الكئيب الذي تزين فيه الباطل وتسلح المجرمون بسلاح الشيطان من كبر وغرور وتعنت واستحقار للصالحين واخذ حقوق الناس وممتلكاتهم بالباطل وقتل النفس التي حرم الله بدون وجه حق، ولكن الإمام المجاهد زيد ابن علي تسلّح بالقرآن ولبس درع العلم والمعرفة وجاد بروحه الطاهرة بدون خوف أو تردد في سبيل الله ليعلِّم كل البشر على هذه الأرض أن الخوف لا يكون إلا من الله، وقال -سلام الله عليه- «لو اني أتقطع قطعة قطعة في سبيل الإصلاح في امة جدي ما طرفت لي عين».
وأضاف الخيشني بقوله: لم يخرج الإمام زيد من أجل سلطة زائلة ولا من اجل جاه ولا من أجل مال مدنس ولا من أجل مصالح دنيوية، بل خرج لنصرة دين الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المنكر المتمثل في ما كان يمارسه هشام ابن عبدالملك وأذنابه، غير مبال بما في أيدي الظالمين من جيوش واموال ولا بالمصير الذي ينتظره.. انها ثورة تدرَّس لكل ثوار العالم بكل تفاصيلها..
إن الإمام زيداً ثار من أجل البشرية كلها ولم يثر من أجل فئة أو عائلة.
وأشار بقوله: إن ثورة الإمام زيد خلَّدت قيماً تجلت في عصرنا اليوم ومبادئ حملها الأبطال وتسلح بها المجاهدون في صمود وعزيمة لا تقهر تمثلت في الانتصارات المختلفة في جميع الجبهات رغم ما يحمل العدوان من ترسانات وأسلحة متطورة، لكن لا يهزم جيش ورجال باعوا أنفسهم رخيصة في سبيل الدفاع عن دين الله وعن وطنهم وأرضهم وتعلموا من قاداتهم معنى أن يعيش العبد لله ويموت لله.
أما الأستاذ /محمد المطاع فيقول: خرج الإمام زيد ثائرا ، متسلحا بالصدق وبالإيمان ، من اجل إحقاق الحق والأمر بالمعروف وعدم السكوت عن المنكر وإصلاح ما أفسده الأمويون في أمة جده -عليه الصلاة والسلام- ومن أجل نصرة دين الله وسنة رسوله المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وآله ، لم يداهن أو يجامل أو يخنع أو يخضع ، بل خرج مجاهدا مقارعا للمستكبرين وشاهراً سيفه ، على الظالمين، الذين قال الله تعالى فيهم (الَّذينَ طَغَوا فِي البِلادِ-فَأَكثَروا فيهَا الفَسادَ)، إنه الجهاد على الظلم والطاغوت الذي بغى في البلاد وأساء للدين الإسلامي وللمنهج المحمدي ، خرج الإمام زيد غير مبال بما ينتظره من مصير لإعادة الاعتبار لدين الله ، فالحياة عنده ليست مطمعا ولا تستحق القتال من أجلها ، فهو صاحب المقولة المشهورة ( من أحب الحياة عاش ذليلا )، وإنما كان خروجه -عليه السلام- غيرة على الحرمات التي انتهكت والمجون الذي انتشر، فخاض المعركة بشجاعة وإقدام وعزة وكرامة، حيث سجل ملحمة بطولية خلَّدها التاريخ في سفر الخالدين العظماء ، ليرتقي بعد ذلك شهيدا، ولكن عدو الله قام بصلبه اربع سنوات، فكانت العنكبوت تنسج الخيوط على عورته، كما نسجت على الغار الذي اختبأ فيه جده المصطفى من المشركين، وجسده الطاهر لم يتغير فيه شيء خلال اربع سنوات وهو كما هو، ولكن لم يعجب هشام ابن عبدالملك ظهور الكرامات على جسد الإمام المصلوب، فما كان منه إلا أن امر بحرق جثته وذرها على اليم- أي نهر الفرات- عمل خبيث ومنكر تهتز من هوله الجبال وتندى له الأرض والسموات السبع وما فيهن، ليصبح الإمام زيد ابن علي هو الإمام الذي ليس له قبر، ولكن للأسف غيِّبت عن الأمة هذه الجرائم الخبيثة.
وأضاف بقوله: ونحن إذ نحيي ذكرى استشهاد الإمام زيد -عليه السلام- فإننا نحيي السيرة المحمدية التي كان عليها والخط الجهادي الذي سار عليه والفكر الثوري الذي جسَّده في حياته، والذي نعيش هذه الأيام زخمه ونحن نواجه تحالف قوى العدوان السلولي الهمجي، هو التاريخ يعيد نفسه، فقتلة الأمس هم مجرمو اليوم لا يريدون أن تقوم لهذا الإسلام قائمة، يريدوننا غثاء بيد العدو الصهيو امريكي وأذنابه من ملوك وأمراء دول الخليج ونعالهم من العملاء والمرتزقة.
أما الأستاذ /إبراهيم أحمد العمدي فيقول: إن لليمنيين علاقة وطيدة بالإمام زيد ابن علي -عليهما السلام- مرتبطة بالإيمان والجهاد القرآني المحمدي على مر التاريخ، يشهد لها المؤرخون والكتاب المنصفون والقريب قبل البعيد والقاصي قبل الداني وتؤكدها التضحيات والمواقف، إنه اتصال وثيق بالله وبرسوله وبكتابه وبآل البيت -عليهم السلام- ولم يستطع دعاة الفتنة والمنافقون والمرجفون أن يحولوا بين اليمنيين وارتباطهم بالامام زيد ابن علي -عليهما السلام- إنها علاقة عقائدية دينية جهادية لا يمكن أن تتغير في نفوس أهل اليمن.
وأكد العمدي بقوله : إن الشعب اليمني يمتاز عن غيره من الشعوب بمذهبه وهو مذهب الإمام زيد -عليه السلام- الذي يمثل الوسطية والاعتدال.. وأشار قائلا: إن مسيرة الإمام زيد هي مسيرة داعية ومجاهد، لم يكن الإمام زيد هو الوحيد الذي ناله الأذى والكيد و إنما كان -عليه السلام- قد تعرّض للجزء الأكبر من التنكيل والتشهير والظلم الذي ليس له مثيل، وقد كان الإمام زيد هو المجاهد والداعية الناصح إلى الله وهو جوهرة أهل البيت وإمام بيت النبوة في عصره وشامة كل أهل عصره وقد فتح الله عليه في مختلف العلوم وقد كانت ثورته -عليه السلام- منهاجا لكل أحرار العالم، وما الصمود اليمني ضد العدوان ودول التحالف الغاشم إلا دليل واضح على أنهم تشربوا هذه السيرة الطاهرة وتعلموا أن مبدأ الخروج على الظالمين هو مبدأ الإمام زيد -عليه السلام .

قد يعجبك ايضا