علماء اليمن في ذكرى عاشوراء لـ"الثورة ":

خروج اليمنيين الكبير تأكيد على تمسكهم بهويتهم الإيمانية وصمودهم في وجه العدوان

 

 

مفتاح: المشهد الحاشد لليمنيين في هذا اليوم تعبير صادق عن الانتماء للقيم الأصيلة
الحاضري: الحشد أرسل رسالة للعدوان بأن خيار العزة لا بديل عنه
ناجي: مدرسة عاشوراء بالنسبة لليمنيين مليئة بالإباء والصمود والثبات
الهطفي: الشعب اليمني يعيش يومياً كربلاء وفي كل منطقة عاشوراء بسبب العدوان

خرج اليمنيون في أكثر من85 ساحة لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين – عليه السلام الذي جسد المعنى الحقيقي للخروج على أعداء الأمة الإسلامية والجهاد في سبيل الله، مستشعرين مظلوميته التي تشابه مظلومية الشعب اليمني التي يعيشها يوميا نتيجة العدوان الغاشم والمجازر الوحشية التي تستهدف الأبرياء من النساء والأطفال وهاهم أهل اليمن يصرخوا بشعار الإمام الحسين في هذه الذكرى ” هيهات منا الذلة ” مؤكدين بقاءهم على نهج الإمام الحسين وعلى المسار الإسلامي الأصيل.
علماء اليمن يتحدثون لـ”الثورة” عن دلالة الخروج الشعبي الكبير لإحياء فعالية ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.

الثورة /أحمد السعيدي

•في البداية تحدث العلامة محمد مفتاح- مستشار المجلس السياسي الأعلى قائلاً:
” الحضور الشعبي الكبير والمميز بتلك الحشود في مختلف محافظات الجمهورية يعبر عن مستوى الوعي الذي وصل اليه هذا الشعب الأصيل والاهتمام بالقضايا الكبرى للأمة فذكرى استشهاد الإمام الحسين – عليه الإسلام – تعتبر من أهم محطات تاريخ هذه الأمة التي كانت لها تداعيات كبيرة على مصيرها، ومن ذلك الحين والى يومنا هذا والشعب اليمني معروف باهتمامه الكبير بالقضايا المصيرية ونصرته للقضايا المحقة والعادلة، وخروجه اليوم بهذا المشهد الكبير يعبر عن حقيقته التاريخية ويعبر عن استعداده للتضحية في سبيل الدفاع عن قيمه ومبادئه وقضايا أمته ”

نضج فكري ووعي استراتيجي
•بدوره قال العلامة طه الحاضري – عضو رابطة علماء اليمن:
” خروج أبناء الشعب اليمني بهذه الاعداد الكبيرة وغير المسبوقة في مثل هكذا فعاليات انما يدل على انه حسم خياره وارسل رسالته للعدوان السعودي الأمريكي بأنه مهما فعل ومهما قصف ومهما حشد فإن خيار العزة لا ثانٍ له بالنسبة لنا كأمر من الله سبحانه وتعالى وان ما يهدفون اليه من احتلالنا واستعبادنا ابعد عليهم من عين الشمس وان النصر بيد الله عز وجل وان هذا الخروج الشعبي يدل على نضج فكري ووعي استراتيجي وعلى بصيرة تاريخية ومستقبلية بأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وأعتقد ان العدوان قد وصلته الرسالة وان هذه الحشود الحسينية التي خرجت هي بمثابة إعلان بأننا مستمرون في مواجهتهم وفي مواجهة مشروعهم وان الشعب اليمني أيضا سيبقى على هذا المبدأ الذي فيه الحرية والاباء والاستقلال والعزة والكرامة ومصالح الأمة والإسلام والشعب والفرد والقبيلة والمنطقة والحي لأنه بهذا الصمود لنيل الاستقلال وهذه الحشود أيضا تدل على إن شمس التكفيريين قد غربت في اليمن في قيفة ويكلا وستغرب عن العالم الإسلامي إن شاء الله فما حصل في اليمن هو بشرى إقامة عاشوراء بهذه الحشود بالتزامن مع دحر القاعدة وداعش الأدوات المخابراتية الأمريكية والإسرائيلية وأعوانهم السعوديين، وخروج الجماهير في عاشوراء الحسين يدل أيضا على ان مصير الأمة واحد وان عدو الأمة واحد وان نتوحد ونحمل الشعار الحسيني “هيهات منا الذلة ” لان العدو يحاول ان يفرق الناس ويجعل من عاشوراء مناسبة مذهبية وطائفية ويشوهها، فهذا الخروج في اليمن وبعض البلدان يدحض تلك الشائعات والدليل ان عدداً من الشوافع والسلفيين والاحرار من كثير من الأحزاب شاركوا في إحياء هذه المناسبة وهذا يدل على وحدة المصير والمواجهة ضد هذا العدو”.
التمسك بالهوية
•أما العلامة فؤاد ناجي – عضو رابطة علماء اليمن فقد قال:
“في الحقيقية ان الحشود الكبيرة التي خرجت اليوم في العاصمة صنعاء وعموم المحافظات مواساة لرسول الله وارتباطهم بأهل البيت عليهم السلام وبالإمام الحسين سلام الله عليه هي رسالة ان هذا الشعب متمسك بهويته الإيمانية ومتمسك بصموده في وجه العدوان الغاشم حيث ان ثورة21 من سبتمبر ما هي إلا امتداد لثورة الإمام الحسين فشعبنا اليمني العظيم اليوم يحيي هذه الذكرى بعد ست سنوات من الصمود والكفاح والنضال والتضحية في وجه العدوان فمدرسة عاشوراء بالنسبة للشعب اليمني هي مدرسة مليئة بالدروس يستفيد منها الإباء والصمود والثبات وارتباط هذا الششعب بالإمام الحسين عليه السلام – وثيق وقديم، فأبرز من ناصروا الإمام الحسين في كربلاء حينذاك هم من اليمنيين وظل هذا الامتداد قائما حتى ثورة الإمام زيد والى النفس الزكي محمد بن عبدالله حتى خرج الإمام الهادي من اليمن وكان آخرها ثورة الشهيد القائد حسين بن بدر الدين سلام الله عليه التي هي من مدرسة الإمام الحسين بن علي والى ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر لشعبنا اليمني العظيم التي تعتبر بركة من بركات كربلاء فهي نسخة وامتداد من ثورة الإمام الحسين، هذه الثورة التي فجرت الثورات في عالمنا الإسلامي وأسست وأصلت للوجه الشرعي ضد كل الطغاة بعد ان أراد علماء البلاط ان يدجنوا الأمة ويلبسوا عليها ويضللوها بأن الواجب على الأمة تجاه الطغاة والظالمين هو الخضوع والاستسلام والطاعة العمياء وهذا ما يتنافى مع الفطرة ومع تعاليم ديننا الذي يعلمنا ” ولا تطع كل حلاف مهين ” ” ولا تطيعوا امر المسرفين ” ” ولا تطع من كان خوانا أثيما ” و” ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع اذاهم وتوكل على الله ” وقوله تعالى أيضا ” لا ينال عهدي الظالمين ” فلعل إحياءنا لهذه الذكرى محطة كبيرة نقف فيها ونستلهم منها الدروس والعبر بما يفيدنا في مواجهة هذا العدوان الظالم والغاشم وهي أيضا فرصة كبيرة نعبئ فيها طاقاتنا لتعطينا دفعة كبيرة للصمود والثبات والتحرك كما تحرك الإمام الحسين وهي رسالة للعدوان بأننا ننتمي للمدرسة الحسينية التي لا تقبل الذل ولا ترضى به ولا تقبل الاستسلام والخضوع وتفضل مصارع الكرام على طاعة اللئام وهي المدرسة التي عنوانها ” هيهات منا الذلة ” ”
تشابه المظلومية
•فيما أوضح القائم بأعمال مدير مكتب الأوقاف والإرشاد – مسؤول وحدة العلماء والمتعلمين بمحافظة الحديدة – فيصل الهطفي:
أن الخروج الجماهيري الكبير في ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام يدل على ان الشعب اليمني يعيش يوميا كربلاء وفي كل منطقة عاشوراء جراء هذا العدوان الذي يقتل الأطفال والنساء والشباب ويحاصر شعبا بأكمله وهناك تشابه بين مظلومية الشعب اليمني بمظلومية الإمام الحسين بن علي عليهما السلام – من قبل بني أمية الذين جعلوا من اليهود مستشارين لهم تماما كما يحدث اليوم، حيث شن آل سعود ونهيان عدوانهم على اليمن بتوجيهات من اليهود والنصارى وأكد أيضا أهمية التحرك الفاعل ضد هذا العدوان والانتصار لمظلومية هذا الشعب، وبذلك تكون هذه الثورة امتداداً لثورة الحسين بن علي عليه السلام وأن ثورة اليمنيين ضد طغاة العصر وحلفائهم هي امتداد لثورة الحسين بن علي ضد المجرمين والطغاة الذين حولوا دين الله وانحرفوا بالأمة عن منهجها القويم وأن التخاذل اليوم يعني مزيدا من المآسي الكربلائية الحسينية من قبل أعدائها.

قد يعجبك ايضا