رجال من البيضاء.. الشهيد محمد عبدالله العشي: أحرق التكفيريون راية الصرخة على منزله بالرصاص.. فاستبدلها برايتين

عبدالسلام عبدالله الطالبي
والأبطال من رجال الجيش واللجان الشعبية يحرزون انتصارات عظيمة ترعاها عناية الله وتأييده في محافظة البيضاء ويطهرون العديد من جيوب وأوكار داعش ذات الصناعة الأمريكية المعد لبنائها منذ أزمنة طويلة كما هو ظاهر اليوم في المشاهد المعروضة على وسائل الإعلام.
فإن المتابع قد يستغرب للوضعية الاستثنائية التي تعيشها هذه المحافظة في ظل وجود مثل هذه الأوكار الإجرامية والمتوحشة لداعش وأذنابها.
ويخيل للبعض بأنه من المستحيل أن يكون هناك تواجد لمجاهدين يتحركون في هذه المحافظة في إطار المسيرة القرآنية ومشروعها القرآني المناهض للمشاريع والحركات التكفيرية كبقية المحافظات لماهي عليه من الأوضاع التدميرية بفعل تواجد ذيول الدعوشة والارتزاق.
ورغم قساوة الوضع وعند العام ٢٠١٠م استذكر بعضاً من الأبطال والمجاهدين العظماء من أبناء هذه المحافظة ممن انطلقوا وجاهدوا وتحركوا وثبتوا بصلابة وقوة عزيمة متحدين للظروف القاسية والمحفوفة بالمخاطر متوكلين على الله وكلهم ثقة ورجاء.
وهنا أضعكم أمام موقف بطولي لأحد المجاهدين من هذه المحافظة والذي نال شرف الاستشهاد في العام ٢٠١٤ وهو الأخ ((الشهيد محمد عبدالله زبن العشي)) الملقب أبو أحمد الجوفي الذي رفع على سطح منزله لافتة قماشية(راية) مكتوب عليها شعار الصرخة غير مكترث بما قد يترتب على رفعها من عواقب.
وبينما هو يتسوق إذ جاءت مجموعة من التكفيريين لتقف أمام منزله تصيح وتهدد وتعترض على رفعه للراية ،، فقاموا بإطلاق الأعيرة النارية على قطعة القماش حتى احرقوها متوعدين ومهددين بقطع رأس أبو أحمد الجوفي إذا استمر في رفعها.
فعاد وتفاجأ بما حصل إيماناً منه بسلامة موقفه قرر رفع رايتين فوق سطح منزله بدلاً عن الراية وصعد إلى السطح وجهز له مترساً وألزم نفسه حراسة هاجسه الإيماني الذي لا يمكنه التخلي عنه مهما كلفه ذلك من نتائج متوعداً بالنيل لكل من راوده الصد والاعتداء على موقفه المحق.
وجعل من مترسه مقيلاً لتناول القليل من وريقات قاته وعيناه ترصدان وتلتفتان يمينا ويساراً صوب راياته الخفاقة بشعار الصرخة والبراء.
وعند الغروب لفتت نظره احدى الرايات و هي ترفرف فكتب قائلاً :-
رفرفي يا راية الله اكبر رفرفي
يندفن راسي وتبقي عزيزة واقفة
انتي النور الذي لا ظهر ما ينطفي
وانتي ابقى من حياة الغرور الزايفة
وانتي الميزان ذي لاحكمتي تنصفي
والمودة والإخاء والوفاء والعاطفة
لو تغير كل شيء ما تغير موقفي
لو تقطع نصف جسمي ويبقى ناصفة
غربلي عند الشدايد ونقي وانسفي
بيني من قومش الزاجية والزاحفة
ذا شعار الحق ياالشمّخ الصم اهتفي
واصرخي بالصوت من نايفة لانايفة
قالها في تلك الأجواء الساخنة والملتهبة لكنه عبر فيها عن عميق ولائه المطلق لله وقناعته بانتمائه الصادق للمشروع القرآني متأسيا بموقف الشهيد القائد رضوان الله عليه عند ما قالوا له علينا ضغوطات من أمريكا فأجاب علينا ضغوطات من مالك السموات والأرض.
رحمة الله عليهما وعلى كل الشهداء العظماء
وأنعم وأكرم بالشهيد أبو أحمد الجوفي الذي قدم نموذجاً للصمود والاستبسال في أحلك الظروف ليعلم كل متابع بما يدور في البيضاء بأنها احتضنت في أنحائها رجالاً صامدين قدموا مواقف مشرفة تستحق أن يخلدها التاريخ في أنصع صفحاته المشرقة ليتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.

قد يعجبك ايضا