الإرهابيون كانوا يعتبرون البيضاء من أهم المناطق في الجزيرة العربية التي تؤمن أنشطتهم الإجرامية

سياسيون ومراقبون لـ”الثورة”: الانتصار على “داعش والقاعدة” نقطة تحول في مسار مواجهة منظومة العدوان والإرهاب

الانجاز الذي حققه أبطال الجيش واللجان الشعبية سينعكس على الأمن والاستقرار في اليمن

اعتبر سياسيون ومراقبون الإنجاز العسكري الأخير المتمثل في القضاء على بقايا القاعدة وداعش في أهم معاقلهم في البيضاء بأنه يعد انتصاراً كبيراً للشعب اليمني بجيشه ولجانه وكل مكوناته وأطيافه.
وأشاروا إلى أن هذا الانتصار يعد هزيمة ساحقة وكبيرة لدول العدوان وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية صانعة الخلايا الإرهابية حول العالم.
وأكدوا في استطلاع أجرته معهم “الثورة” أن أمريكا تعمد باستمرار إلى زرع والاستفادة من التنظيمات المتطرفة في إشعال فتيل الحروب الطائفية والعقائدية الممقوتة القائمة على الوحشية والتمييز العنصري.
ونوهوا بأن هذا الانتصار يمثل بُعداً استراتيجياً في المعركة ضد قوى الشر والإرهاب وفي قلب الموازين وقصم ظهر البعير.. فإلى التفاصيل:
الثورة / أسماء البزاز

المحلل السياسي زيد البعوة قال إن المعركة الأسطورية التي خاضها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مواجهة أكبر وكر لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية في محافظة البيضاء تعد من أقوى وأعنف المعارك على الإطلاق والنصر الكبير الذي أحرزه أبطال اليمن في هذه المعركة يعتبر معجزة خارقة للعادة ، في هذه المعركة هزمت أسطورة داعش والقاعدة شر هزيمة وتلاشت أحلام وطموحات المعتدين وخسروا رهاناتهم ، في هذه المعركة احترقت مخططات المخابرات الأمريكية التي تخفيها وراء ذقون عناصر القاعدة ، في هذه المعركة فشلت العقائد الباطلة القائمة على الطغيان والإجرام أمام الحق الذي لا يحيد شعرة عن الجهاد في سبيل الله ، في هذه المعركة عجزت الأسلحة الأمريكية والأموال السعودية الإماراتية عن تحقيق أطماعهم الاستعمارية ، في هذه المعركة دمغ الله باطل أمريكا والقاعدة بحق الشعب اليمني الصامد وزهقت أسطورتهم وباتت بفضل الله محط سخرية أمام الجميع.
وأضاف: إن من أبرز الأمور التي يجب الالتفات إليها فيما يتعلق بالانتصار الاستراتيجي الذي صنعه أبطال الجيش واللجان الشعبية في مديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء على تنظيم داعش والقاعدة هو انه وبالرغم من حجم الأحداث التي تعصف باليمن في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية وغيرها بسبب العدوان والحصار وبالرغم من حجم المعركة العسكرية التي يخوضها الجيش واللجان الشعبية وطول أمدها على رقعة جغرافية واسعة ومع أكثر من عدو وبعد مرور أكثر من خمس سنوات من المعارك المستمرة التي لم تتوقف بل تزداد ضراوة، ليس هذا فحسب، بل إن العدو الأمريكي يركز بشكل كبير ومباشر على مخططات شيطانية كان قد رسمها وعمل على تنفيذها عبر تنظيم القاعدة تهدف إلى صناعة واقع مجتمعي مشحون بالجرائم والاغتيالات والتفجيرات الإرهابية بما يسهم في خلخلة الجبهة الداخلية وزعزعة الأمن والاستقرار وإرباك الجبهات الرئيسية التي تتصدى للعدوان ومرتزقته، أضف إلى ذلك -وهذا أيضاً من أهم الأشياء التي راهن عليها العدو الأمريكي ومن معه- انه يرى في عناصر القاعدة ما يفتقد إليه من إشعال فتيل حرب طائفية عقائدية ممقوتة قائمة على الوحشية والتمييز العنصري والقتال باسم الدين وباسم الإسلام وعلى الرغم من هذا كله إلا أنهم بفضل الله فشلوا وهُزموا شر هزيمة.
واعتبر البعوة أن هذه الخطوة إنجاز عسكري وانتصار كبير للشعب اليمني بجيشه ولجانه وكل مكوناته وأطيافه، فعناصر تنظيم القاعدة أعداء الجميع إلا من يتحرك وفق ما تريده أمريكا فلن تقترب منه القاعدة ولن تمسه بسوء، وبقدر ما هو نصر كبير وعظيم للشعب اليمني هو أيضاً هزيمة ساحقة وكبيرة لدول تحالف العدوان وفي مقدمتها الولايات الأمريكية التي صنعت داعش والتي تحصد ثمار جرائم القاعدة ، مضيفا أنها هزيمة للدول الداعمة للقاعدة ومن غيرها السعودية والإمارات وهزيمة لمرتزقة العدوان وهزيمة للعقائد الباطلة والثقافات المغلوطة وهزيمة لأسطورة داعش التي صورتها وسائل الإعلام الغربية والعربية على أنها قوة عقائدية وحشية لا تهزم لكنها هزمت بفضل الله على أيدي رجال وأبطال اليمن الذين لا تقهرهم المستحيلات ولا تتغلب عليهم التحديات بل هم من يقهرونها ويتغلبون عليها.

الانتصار النوعي
أما الناشطة رجاء اليمني فترى أنها عملية نوعية قصمت ظهر البعير.
وتضيف: إن تطهير منطقة البيضاء له أهمية كبيرة رغم التجاهل المقصود من الإعلام الأجنبي في تسليط الضوء على معاقل الشر والعلاقة الأكيدة بين القاعدة في هذه المحافظة وبين العدوان الخارجي، معتبرة أن هذا الانتصار المميز انجاز نوعي للجيش اليمني واللجان الشعبية، وحققت نتائج مهمة لها أبعاد إستراتيجية على المدى البعيد، فقد تم بعون الله وتأييده اجتثاث تنظيم القاعدة في كل أنحاء ساحة العمليات في البيضاء والتي امتدت على مساحة 1000كلم٢ قبل تحريرها.
وأشارت إلى أن هذه المنطقة هي موطن الدواعش والقاعدة منذ 15عاماً وبرعاية من جارة السوء وأمريكا، وقد أوضح العميد سريع أن هذه المعركة من بين الحروب لما لها من خصوصية يتعين تمييزها عن بقية المعارك يعني من ناحية العتاد والعدة، وأبعد من السياق المحلي وهو السياق الدولي بسبب وجود إرهابيين شديدي الخطورة فيها ويعود تواجدهم إلى العهد العفاشي الذي سبب كل الأزمات.
وقالت اليمني: إن المعركة والخطورة التي شرحها العميد سريع دلت على دقة التنظيم والتحصينات التي يصعب كسرها واختراقها ولكن بوجود قدرة الله انتصر الحق على الباطل، بالإضافة إلى أن هناك علاقات خارجية من قيادات داعشية وقاعدية تؤكد خطورة هذه المنطقة وأنها محور أساسي ينبعث منه العدوان لكل المناطق الباقية في اليمن. وما يوجد لديهم من تقنية وأسلحة تبين مقدار التوحش الموجود عندهم مع البشرية والتعطش للدماء وتؤكد بأنهم فعلا صناعة صهيونية بحتة.
وما كشفته العملية من وجود جنسيات أجنبية بينهم لهو دليل قوي على أهمية هذا الموقع وارتباطه بالخارج.
واعتبرت اليمني هذا الانجاز انتصاراً إلهياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فبه تم القضاء على بؤرة الإرهاب والعدوان على اليمن.
وأضافت: إن هذا الانجاز والانتصار النوعي يؤكد على صدق قضيتنا وأيضا على الدعم الإلهي للمجاهدين في ترسيخ الثبات وإيجاد القدرة من الله للقضاء على هذا الإرهاب المتجذر في الأرض منذ حوالي 15 سنة. وهذا الانتصار يمثل بعداً استراتيجياً في المعركة وفي قلب الموازين وقصم ظهر البعير.

من مختلف جنسيات العالم


من ناحيته أوضح السياسي نايف حيدان أن عملية تطهير مديرية قيفة بمحافظة البيضاء من العناصر الإرهابية ليست بالعملية السهلة أو إنها مجرد حرب لمواجهة عصابة إجرامية أو متمردين ، وإنما هي أكبر ونستطيع أن نوصفها بالحرب ضد داعش بمعناه الحقيقي ، التواجد في هذا الوكر كان من مختلف الجنسيات ومن الجماعات المؤدلجة والمتشددين وما الأسلوب الذي ظهروا به في مواجهة الجيش واللجان الشعبية بتفجير أنفسهم بالأحزمة الناسفة إلا خير دليل على الفكر الوهابي الإرهابي الذي تجرعوه وأرادوا تعميمه على البيضاء ومن ثم كل محافظات الجمهورية.
وأضاف حيدان أنه وبالرغم من الإمكانات الكبيرة والتغطية الجوية لحماية هذه الجماعات الإرهابية إلا أن المقاتل اليمني الوطني الحريص على تنظيف وطنه من الإرهاب كان هو الأقوى والأقدر.
ويرى حيدان أن هذه العملية وبكل المقاييس تأخذ الطابع الحقيقي للحرب على الإرهاب، وكما قال السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه : دعوا الشعب يحارب الإرهاب، فهذه كانت الاستجابة فمن قلع الإرهاب من جذوره في البيضاء هو تعاون أبناء البيضاء إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية، وهذه بحد ذاتها تحدد مستقبل اليمن بشعبه الوفي والمضحي لأجل حريته وكرامته وتطهيره من الإرهاب والأفكار الهدامة.

قوى العمالة
من جهته الأكاديمي الدكتور محمد الحميري، فيقول من جانبه: إن تطهير منطقة البيضاء خطوة مهمة لتحقيق مزيد من الأمن والاستقرار وتقليص جيوب الإرهاب وكل مهددات الاستقرار، كما أنها تعد خطوة رئيسية وضرورية لإتمام إخضاع العديد من المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة في صنعاء كون محافظة البيضاء تحتل موقعا استراتيجيا يقع في وسط البلاد ويربط عدة محافظات ببعضها، ولذلك ركز عليها الإرهابيون وعملاء وأذناب التحالف الدولي وأرادوا قطع الطريق الموصل لبقية خارطة اليمن.
وبين الحميري أن المنطقة مثلت نقطة الانطلاق لتهديد بقية المحافظات المحيطة بمحافظة البيضاء في ظل ما تحيكه قوى العدوان من عمليات ومحاولات مستمرة لإخضاع المناطق الحرة والمجاهدة في اليمن لسيطرة قوى العمالة وأذيال الإرهاب والخيانة في اليمن، وفي هذا السياق اقرأ أبعاد وأهمية تطهير محافظة البيضاء من جيوب الإرهاب ومرتزقة العدوان، وأنها تمثل رافعة حقيقية لتقريب يوم النصر الذي سيطهر بإذن الله كل التراب اليمني الطاهر من دنس كل ذيول وأتباع تحالف العدوان الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة جراء خسائره المتراكمة والمتكررة في اليمن منذ بدء العدوان وما يحققه رجال الرجال من مجاهدي وأبطال الجيش واللجان الشعبية من الانتصارات المتوالية.

نعش الإرهاب


من جانبه يقول الكاتب رأي الله الزبيدي: إن للعملية العسكرية الخاطفة التي طهر من خلالها الجيش واللجان منطقة قيفة من العناصر التكفيرية والتي تعد أكبر وآخر معاقلهم أهميتها البالغة استراتيجيا وسياسياً وإعلامياً..فمنطقة قيفة ورداع أهم مديريات البيضاء وبؤرة العصابات الإرهابية التي راهن العدوان عليها لكسب البيضاء التي كانت ستقربه من صنعاء ، وسقوط ورقة العدوان بقيفة يمثل ضربة موجعة في وقت تتهاوى أدواته في مارب.
وأضاف أن حسم معركة قيفة بهذه السرعة القياسية بيَّن مدى براعة التخطيط والتنفيذ واختيار التوقيت وأكد أن الجيش واللجان صاروا يتمتعون بقوة ضاربة ، هي محصلة الخبرة الميدانية طوال خمس سنوات من الحرب الضروس.
ويرى الزبيدي أن المشاهد الأسطورية التي وثقها الإعلام الحربي خير شاهد على ما يتمتع به المقاتل اليمني من شجاعة وإقدام واستبسال قل نظيره ، لقد سطر رجال الرجال ملحمة حربية عالية التكتيك والمناورة والاشتباك المباشر مع الخصم رغم حجم الاستعدادات والدراية الجيدة بأرض المعركة وتضاريسها الصعبة التي ظن التكفيريون أن تلك الميزة الجغرافية ستحول دون هلاكهم وخسارتهم واحدة من المعارك الفاصلة أمام العدوان وأدواته.
ومضى الزبيدي بالقول : سياسيا فإن تطهير البيضاء يزيد من قوة صنعاء السياسية والدبلوماسية لعدة اعتبارات، أولا جغرافيتها اللصيقة بجارتها مارب تشكل ورقة ضغط خانقة على العدوان قد تجبره لتسليم مارب دون قتال، ثانيا اندحار تلك العصابات التكفيرية وتوثيق انهياراتهم بالصوت والصورة والوثائق على مرأى كل وسائل الإعلام العربية والعالمية يعطي صنعاء قبولا عالميا يؤكد للعالم صدق القضية التي يقاتل من اجلها اليمنيون منذ أكثر من خمسة أعوام ، فيما عرت تلك المشاهد النظام السعودي والأمريكي فتكشَّف وانفضح دعمهم الخفي للجماعات التكفيرية أمام كل العالم، معتبراً هزيمة القاعدة وداعش بهذه السرعة وخلال أيام قليلة مسماراً آخر يدق في نعش الإرهاب الإقليمي والذي تلاشت هيبته وانحسرت فزاعته وتجمدت أرصدته بحسابات كسب وحسم المعارك الميدانية يوم زج به المشروع السعودي والأمريكي في اليمن، فهما بذلك كتبا على نفسيهما نهاية أدواتهما وتقلص نفوذ وقوة مشروعهما الواحد.

أهمية استراتيجية


أما الكاتب محمد صالح حاتم فأوضح أن تطهير محافظة البيضاء من داعش والقاعدة والمرتزقة يعني سقوط أهم ورقة كان يراهن عليها تحالف العدوان والتي ظل يجهز لها ويعد العدة منذ فترة طويلة سبقت شن الحرب والعدوان على اليمن،فكما نعلم أن منطقتي يكلا والمناسح كانتا وكراً للقاعدة وداعش منذ عشرات السنين ،بل كانتا هما مقر قيادة داعش والقاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وقال إنه قد تم اختيار الموقع بعناية فائقة وذلك لما تتمتع به محافظة البيضاء من موقع يتوسط عدة محافظات ذات أهمية استراتيجية حيث تحادد ثمان محافظات في جميع جهات اليمن، فكان العدو يجهز لورقة القاعدة لتكون مساعدة له في عدوانه على اليمن،وكذا لتكون هي الشماعة التي يعلق عليها بقاء عدوانه وتدخله في اليمن،بدعوى محاربة القاعدة في اليمن في حال فشل عدوانه العسكري في السيطرة على اليمن كاملا،وهذا ما هو حاصل على أرض المعركة اليوم.
واعتبر أنه وبهذه العملية العسكرية فقد تغيرت اللعبة وسقطت كل أوراق ورهانات العدو،وبطلت كل ذرائعة وحججه القادمة، بل وكشفت الوجه الحقيقي لتحالف العدوان لمن لم يعرف حقيقة من يقوم بالقتال إلى جانب قوات التحالف الإجرامي.
وقال: إن معركتنا اليوم هي معركة ضد أذرعه وأجنحة أمريكا التي زرعتها وأوكلت إليها مهمة تشويه الإسلام وقتل المسلمين باسم الدين الإسلامي ،معركتنا هي معركة ضد الباطل معركة ضد الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل.

أصحاب القضية
مستشار أمين العاصمة حسين السراجي قال: إن ذلك فضل الله وذلك وعده الذي وعد به المؤمنين ما تحقق في البيضاء وفي كل منطقة تُشعل فيها فتنة تابعة لقوى البغي والغزو والاحتلال سرعان ما يُخمدها الله برجاله وسيفه.
وأضاف أن فتنة البيضاء الأخيرة خصوصية عن غيرها كونها كانت تمثل تنظيم داعش والقاعدة في جزيرة العرب وهي آخر معاقلهم بإذن الله تعالى وقد كشفت بما لا يدع مجالاً للشك أنها أداة أمريكية تنطلق برعاية أمريكية ومظلة صهيونية حاولت طائرات الـ f16 والـ f15 أن تحميها لكن قوة الله وبأسه وانطلاقة رجاله كانت الأقوى من كل محاولات أمريكا وتحالفها ، وفي كل جبهة من جبهات المواجهة يقف أبطالنا بشموخ ولا شك أن انتصار البيضاء يمدهم بمعنويات إيمانية قوية تؤكد لهم الرعاية الإلهية التي تبطل مفاعيل الرعاية الأمريكية.
وبيَّن السراجي أن أبطالنا يتقدمون في جميع الجبهات لأنهم أصحاب قضية ومظلومية ودفاعهم عن وطنهم دفاع مقدس.

قد يعجبك ايضا