العالم يتضامن مع لبنان ومساعدات من دول عربية وإسلامية وصلت المطار الليلة الماضية

من صنعاء.. سلام لبيروت

الثورة / صنعاء
غداة الانفجار الكبير الذي دمَّر الميناء بكل ما فيه ، بدا الشعب اللبناني في حالة من الفوضى والذعر عقب الانفجار الكبير الذي أسفر عن عدد كبير من الضحايا والمصابين وانهيار الكثير من واجهات المنازل ، وسرعان ما تداول عدد من اللبنانيين صوراً لميناء بيروت الذي شهد الانفجار الكبير، والذي ظهرت عليه علامات الفوضى والانهيار الكامل، وبجوارها صور أخرى يظهر من خلالها الميناء قبل الانفجار وحركة السفن الضخمة التي كان يستقبلها الميناء بشكل دوري.
وظهر الميناء في الصور التي تداولتها منصات السوشيال ميديا المختلفة بعد الانفجار بحالة فوضى عارمة، وهو ما أسفر عن تدمير واجهات المنازل المحيطة بالميناء الرئيسي في بيروت.
وتصدرت بيروت ولبنان القوائم الأكثر تغريداً وتدويناً عبر منصات السوشيال ميديا المختلفة، واستغل العالم ذلك الهاشتاج لدعم دولة لبنان في ازمتها الحالية وتقديم النعي للمصابين والضحايا.
وقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاق “سلاماً لبيروت” على خلفية الانفجار الدامي الذي وقع في مرفأ بيروت أمس الأول وخلَّف ما يزيد عن مائة شهيد و4 آلاف جريح ومصاب ، ودماراً هائلاً امتد على مساحة أكثر من خمسة عشر كيلو متراً، وأضراراً كبيرة لحقت بالعاصمة بيروت من أقصاها إلى أقصاها.
وقد عقدت الحكومة اللبنانية اجتماعا لمتابعة التطورات بعد انفجار المرفأ واتخاذ الخطوات المناسبة ، وأعلنت الحداد العام والإغلاق الكامل لمدة ثلاثة أيام ، وفرض الإقامة الجبرية على المشتبه بتورطهم في الكارثة ، وقام الرئيس اللبناني العماد ميشال عون بجولة تفقدية في موقع الانفجار بمرفأ بيروت، و نُكِّس العلم اللبناني عند مدخل قصر بعبدا حدادا على شهداء الانفجار..الكارثة غير مسبوقة وكبيرة جدا، وهناك 100 شهيد وأكثر من 4000 جريح حتى الآن ، فقد دُمِّر المرفأ كاملا وممنطقة مار مخايل والجميزة ، كما تشير المصادر في لبنان.
الحدث جلل ، والكارثة غير مسبوقة ، فقد تدمر المرفأ الرئيس في لبنان وشريان الحياة فيها، حدث آلمنا وآلم الناس والعالم كله وهم يتابعون بأسى وحزن عميقين على شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي مشاهد الانفجار الرهيبة، وكأنها تعيد إلى الأذهان صور التفجير النووي الأمريكي في هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين في القرن الماضي بأهواله ونتائجه الكارثية.. حدث جلل هز لبنان والمنطقة والعالم، بتداعياته الخطيرة على لبنان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وأصاب الشعب الشقيق في لبنان بجرح عميق، سيتأثر كثيراً بنتيجته ولا سيما أنه أصاب عصب الاقتصاد فيه، وأن تداعياته ستستمر لأشهر وربما لسنوات، لن تبقى محصورة بلبنان وحده فحسب، بل ستشمل شعوب المنطقة والعالم.
وإثر الحدث الجلل والمؤلم، تتالت حملات التضامن والتعاطف مع الشعب اللبناني من الأشقاء والأصدقاء والأحرار في العالم، وأنه لن يبقى في محنته وحيداً ، اليمن الذي كان وما يزال رغم جراحه يقف مع الشقيق في السراء والضراء ، ووقف مع الشعب اللبناني في كل المحن التي مر بها ، فكان إلى جانب لبنان المقاومة ، ولبنان الصمود، ولا يزال اليمن قيادة وشعباً وجيشا إلى جانب لبنان ويقف اليوم إلى جانبه في محنته ولو بالموقف لعجز ذات اليد عن مساعدة لبنان بالمعونات التي يمكن له أن يساعده على تجاوز محنته ، فاليمن منكوب بفعل ست سنوات من الحرب العدوانية البشعة.
وقد أعربت الحكومات والفعاليات السياسية العربية والدولية عن وقوفها إلى جانب حكومة لبنان وشعبها ومساندته لتجاوز محنته وإعادة الحياة لمرفأ بيروت شريان الحياة الاقتصادي للبنان ، ولعل في مواقف الدول العربية والإسلامية في العراق وسوريا والأردن وقطر وعمان ومصر وإيران وغيرها من الدول التي بادرت وأرسلت مساعدات ومؤناً ما يلاطف جراح اللبنانيين..
إن حملة التضامن والتعاطف التي وجدها لبنان من الأشقاء والأصدقاء والأحرار في العالم، والتي ستتجسد في دعم خطواته ومساعدته بكل الإمكانات الاقتصادية لرفع المعاناة وآثار الكارثة وإعادة البناء والإعمار، وما وصلت من مساعدات من دول عربية وإسلامية ستخفف بدون شك من معاناة لبنان وتنقذه من الأهوال التي خلفتها كارثة الانفجار، وتؤكد أهمية لبنان وبيروت في قلوب العرب والشعوب العربية والإسلامية، وضرورة أن يستعيد دوره ومكانته في المنطقة والعالم، ويقطع الطريق أمام الصهاينة الذين ليسوا بعيدين عن هذه الجريمة المروعة.
أضرار ضخمة لا تزال تتوضح تباعا بعد كارثة مرفأ بيروت، فيما تستمر في منطقة المرفأ ومحيطه أعمال الإغاثة بحثاً عن مفقودين بعد الانفجار الضخم، وتعمل الأجهزة الأمنية على تحديد المعلومات الكاملة عن انفجار كمية كبيرة من مادة النيترات في العنبر رقم 12 داخل مرفأ بيروت، وأعلن الجيش اللبناني في بيان أن وحداته تستمر في عملية البحث والمسح في مرفأ بيروت.
يتعرض لبنان اليوم إلى كارثة أكبر من تلك التي سببها عدوان تموز 2006م ، وما يؤلم أكثر أن ما يُدمَّر اليوم في لبنان يتعلق بحياة اللبنانيين ومعيشتهم ، وما يدمي القلب أن عدوا ماكرا يتربص بالشعب اللبناني الشر ويتوعده الثبور يوميا، ويجد في تفجير مرفأ بيروت ما يشبع غرائزه وأحقاده العدوانية.
بيروت ستلملم جراحها وستضمِّد مصابها.. على أن ما يشفيها هو خروجها من أزمتها الراهنة التي استطالت بفعل الحصار الأمريكي والإجراءات القسرية المفروضة على لبنان.. ولن يطول الوقت ببيروت فستنهض كالعنقاء من بين الركام.. ومن صنعاء سلام لبيروت.

قد يعجبك ايضا