غراندي و”المهمة الإنسانية”

 

سعيد عبدالواسع شجاع الدين

يعتصرك الألم وأنت ترى أشلاء أطفال مبعثرة إثر غارة جوية لتحالف العدوان، تستهدف تجمعاً بشرياً في أي منطقة في بلادنا الصامدة في وجه الغطرسة السعودية –الإماراتية لما يقرب من ست سنوات، وسط صمت مخيف، سواء لأبناء العروبة والإسلام، أو للضمير العالمي بهيئته الدولية “الأمم المتحدة” هذه المنظمة التي لا يصل اليمنيين منها غير الموقف الموحد إزاء قتل اليمنيين في المدن والقرى والطرقات، وفي أي مكان بعيداً عن جبهات القتال، الأماكن التي يذيق فيها جيشنا ولجاننا العدوان ومرتزقته صنوف الذل والهوان، ليجد العدوان نفسه غارقاً في ارتكاب جرائم يندى لها جبين الإنسانية، في ظل حضور أممي ملحوظ يعمل في مسارات متعددة، لعل من أهمها الدور المسند لـ”غراندي” الممثلة للأمم المتحدة في مسعاها الإنساني لدرء الأخطار عن اليمنيين، وتحديداً المدنيين منهم، وإن شئت يكون الأطفال والنساء هم الأكثر ملاحظة لـ”عيون” غراندي التي لا تنام، وهي في مهمتها الإنسانية تخفف المعاناة بواسطة ما تمتلكه من إمكانات أممية تتيح لها إيصال حقيقة ما يتعرض له الطفل وما تتعرض له المرأة من قتل ومصادرة للحقوق.
وهو ما يؤكده موقف الأمم المتحدة التي تستند في ما يصدر عنها من مواقف إلى تقارير ممثليها في الدول، وما غراندي إلا واحداً من هؤلاء (الممثلين) الذين يعملون بقصد، أو بدون قصد على تحسين وجه العدوان، إما بغض الطرف عن الجرائم التي يرتكبها، أو التناسي الكامل، ناهيك عن الخروج بتقارير وتصريحات تصب في مصلحة تحالف العدوان؛ ليكون الطفل اليمني –مثلاً- هو الجاني على نفسه، أو أن تكون قرية المساعفة في الجوف قد حفرت قبرها بيدها، وهي كغيرها من القرى والمدن اليمنية تعرف جيداً أن لـ”غراندي” اليد الطولى في إيصال المساعدات للتخفيف من وطأة الحصار والعدوان السعوأمريكي، ولربما أن “المساعفة” لم يسعفها الحظ لتستمع إلى تغريدة غراندي، أو قل لتهنئة هذه المرأة الأممية لـ”عروس المساعفة” التي أسعدها مجيء غراندي في “مهمة إنسانية”.

قد يعجبك ايضا