اليمنيون انتصروا لحكمتهم ويمضون صوب المستقبل المأمول


الدعم الدولي غير المسبوق للتسوية السياسية التاريخية في اليمن مثل العلامة الفارقة في مسيرة التنفيذ وظل المجتمع الدولي يتابع كل تفاصيل تطبيق بنود التسوية عبر كل المراحل.. وحمل اجتماع مجلس الأمن الدولي في الـ 21 من فبراير الماضي في صنعاء في الذكرى الأولى لانتخاب الرئيس هادي وبحضور أمين عام الأمم المتحدة وممثلي الدول الراعية للمبادرة رسائل هامة لخصت الأهمية الكبرى التي يحتلها اليمن وأمنه واستقراره ووحدته للعالم وأنه لا تهاون أو تساهل إزاء كل من يحاول عرقلة جهود الانتقال السلمي أو محاولات العودة باليمن إلى ماضي الانقسام والصراعات.
وظلت منظمة الأمم المتحدة ممثلة بمستشار الأمين العام للمنظمة الدولية ومبعوثها إلى اليمن جمال بنعمر متابعة ومثابرة في مواكبة كل صغيرة وكبيرة بخصوص التسوية وعملية التحول الحضاري في اليمن¡ كما حرص مجلس الأمن الدولي على مناقشة واستعراض التسوية اليمنية بين حين وآخر من خلال تقارير المبعوث الدولي الذي أشاد مرارا◌ٍ بمستوى النجاحات الكبيرة التي يتم تحقيقها على أرض الواقع دون أن يخفي الصعوبات والتحديات المماثلة ملوحا◌ٍ بأن المؤسسات الدولية لن تتوانى في اتخاذ الإجراءات الضرورية اللازمة ضد كل من يحاول إعاقة مسار التسوية.
كما حرصت الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والمتمثلة في الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي على المتابعة الدقيقة لتفاصيل مستجدات الوضع السياسي في البلاد.
وها هم رعاة المبادرة الخليجية يواكبون الاحتفال بذكرى مرور عامين على توقيع المبادرة الخليجية وينوهون في بيان أصدره سفراء هذه الدول بصنعاء أمس الأول بالنجاحات الكبيرة التي حققتها التسوية السياسية في اليمن وخاصة مؤتمر الحوار¡ مؤكدين على ضرورة أن تعمل كافة الأطراف على استكمال أعماله وتتويج هذا الاستحقاق الكبير بالنجاح المأمول للتسوية السياسية التي مثلت خارطة الطريق الآمنة لتحقيق التحول السياسي في يمن موحد مواكب لتطلعات الشعب في التغيير المنشود وتأكيد حقيقة النموذج الحضاري المشرف الذي قدمه اليمانيون لدول العالم وحظي بإعجابها واحترامها.

شهادات عالمية
الشهادات العالمية على مضي اليمن تحت قيادة الرئيس هادي بثبات وثقة إلى المستقبل تتوالى تباعا◌ٍ ولعل آخر تلك الشهادات الهامة ما ورد على لسان نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي باربارا ليف التي زارت اليمن مؤخرا◌ٍ والتي أكدت في كلمتها قبل أيام أمام الكونجرس الأميركي أنه ومنذ التوقيع على المبادرة الخليجية قبل عامين قامت اليمن بخطوات عديدة ومهمة نحو إجراء اصلاحات جادة تمثلت بتشكيل حكومة الوفاق الوطني في ديسمبر 2011م وكذا إجراء الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2012م وانتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي كأول رئيس لليمن منذ قرابة 3 عقود مع تدشين مؤتمر الحوار الوطني الشامل في مارس الماضي بمشاركة 565 مندوبا يمثلون كافة الاطياف السياسية والذين انخرطوا سويا◌ٍ في مناقشات شاملة ومميزة لكافة القضايا العالقة وذلك لأول مرة في تاريخ اليمن.
ويبقى القول أن المبادرة الخليجية مثلت طوق نجاة لليمن وأبنائه وأن مسؤولية الوصول بها إلى النجاح الكامل تقع على كافة المواطنين دون استثناء ولا سبيل سوى هذا النجاح المأمول لمواصلة مسيرة الوطن الظافرة صوب المستقبل المنشود والدولة المدنية الحديثة.

قد يعجبك ايضا