التحذير من آثار اجتماعية كارثية وتفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد


الأسرة/ زهور السعيدي –
عودة مئات الآلاف من المغتربين اليمنيين بشكل قسري إلى الوطن أعاد إلى الذاكرة تلك الأجواء والأزمات الاجتماعية التي شهدتها اليمن مطلع عقد التسعينات إثر العودة المماثلة لأعداد كبيرة من المغتربين اليمنيين من المملكة السعودية وعدد من دول الجوار الخليجي إبان أزمة الخليج وتداعياتها التي لا تزال آثارها قائمة إلى اليوم ..
وبحسب اختصاصين فإن رجوع هذه الأعداد الكبيرة من المغتربين ينذر بكارثة اقتصادية واجتماعية خطيرة قد تنعكس سلبا◌ٍ على استقرار البلاد عموما خاصة وأن ترتيبات الحكومة لاستيعاب هؤلاء متواضعة جدا وقد تكون منعدمة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اليمن حاليا .
تحذيرات دولية
العودة القسرية والمفاجئة لقرابة نصف مليون مغترب إلى ارض الوطن من شأنه أن يؤدي إلى مشكلات كبيرة وخاصة على المستويين الإنساني والاجتماعي وكان مكتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في صنعاء قد حذر الأسبوع الماضي من مغبة تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في اليمن جراء ترحيل مئات الآلاف من المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية إلى اليمن التي تعاني من وضع اقتصادي مترد وأزمة إنسانية بالغة الخطورة وفيما تتواصل عملية ترحيل اليمنيين من الأراضي السعودية وسط توقعات بوصول أعداد هؤلاء إلى قرابة المليون تتعالى الأصوات والتحذيرات من الآثار الاجتماعية الخطيرة المترتبة على هذه العودة غير المتوقعة في الظروف الحالية على الأقل.
تجارب ومؤشرات
ويؤكد الأخصائيون الاجتماعيون بأن تجربة التسعينات وما شهدته اليمن في أوائل هذا العقد جراء عودة المغتربين من دول الخليج لاتزال ماثلة للعيان ويشيرون إلى أن نسبة الجريمة سجلت ارتفاعا◌ٍ كبيرا في السنوات التي تلت عودة المغتربين مطلع التسعينات إذ أن الكثير منهم وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل واضطر الكثير منهم إلى الدخول إلى عالم الجريمة حيث انتشرت ظاهرة السرقة في ذلك الوقت وسادت في كل المناطق كما زادت ظاهرة الدعارة في كثير من المحافظات وخاصة في المحافظات التي لجأ إليها العائدون إضافة إلى أن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة وجدت في هؤلاء أهدافا◌ٍ سهلة للاستقطاب والانضمام إليها ..
ويشيرون إلى أن ما سيحدث حاليا لن يختلف كثيرا عن ما حدث في السابق خاصة وان البلاد تعيش أوضاعا◌ٍ اقتصادية صعبة ومعقدة أكثر مما كانت عليه في التسعينات ويؤكد هؤلاء الاختصاصيين بان على الحكومة أن تطلب مساندة ودعم المجتمع الدولي بشكل عاجل حتى تتمكن من وضع الترتيبات والإجراءات اللازمة لاستيعاب العائدين وقطع الطريق أمام الجهات المتطرفة التي تتربص بالعائدين وتحاول استغلال ظروفهم لتحقيق أهدافها التخريبية .
وتشير الدكتورة آمنة الأسلمي مسئولة قطاع الأسرة بجمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية إلى أن عودة المغتربين اليمنيين إلى الوطن في ظل هذه الأوضاع الصعبة من شأنه أن يفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد وهو ما سيكون له بكل تأكيد آثار سلبية على المستوى العام وعلى سير التسوية السياسية.
وتؤكد الأسلمي عدم التفاعل مع المشاكل وكذا في مساعدة هؤلاء العائدين سيجعل كثيرا◌ٍ منهم هدفا◌ٍ متاحا◌ٍ لأطراف الصراع الدائر في دماج وقد يتحول هؤلاء الضحايا إلى وقود لتلك المعركة العبثية إضافة إلى أن تنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الجهادية المتطرفة قد تسعى بكل قوة لاستقطابهم واستخدامهم بصورة بشعة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية .

قد يعجبك ايضا