البرنامج سيهتم بدمج هذه الفئة في المجتمع وتنمية مهاراتها

المدير التنفيذي لصندوق تنمية المهارات لـ”الثورة”: أطلقنا برنامجاً وطنياً لتأهيل أحفاد بلال بناء على توجيهات السيد القائد

العدوان سعى منذ البداية لخلق حالة شلل في جانب التدريب المهني والتعليم الفني كونها الجهة التي ستنهض وتعمر البلد
نحرص على إنجاح الرؤية الوطنية باعتبارها خطة شاملة للنهوض الإداري للدولة وقيام مؤسساتها الحكومية بمسؤولياتها

الثورة / رجاء عاطف
أوضح الأخ عبدالله محمد الهادي- المدير التنفيذي لصندوق تنمية المهارات عبدالله محمد الهادي أن الصندوق أطلق البرنامج الوطني لتأهيل أحفاد بلال الذي سيكون ضمن مهام الصندوق في مكافحة البطالة وخلق فرص عمل للشباب وأن البرنامج بدأ بناءً على ما وجه به السيد عبدالملك الحوثي في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة وأن من الضرورة بمكان الاهتمام بهذه الفئة ودمجها في المجتمع، حيث سيكون البرنامج شاملاً التدريب لكافة أبناء هذه الشريحة باعتبارهم من أبناء الشعب ومن أهم الشرائح في المجتمع.
مؤكداً أن العدوان زاد المسؤولية على الصندوق باستهدافه لمعاهد التعليم الفني والتدريب المهني في كافة المحافظات كونها من أهم الجوانب التي ستنهض وتعمر بها البلاد.
تفاصيل أكثر في سطور اللقاء الذي أجرتها “الثورة” مع عبدالله محمد الهادي- المدير التنفيذي لصندوق تنمية المهارات… فإلى الحصيلة:

في البداية اعطونا لمحة عن صندوق تنمية المهارات؟
– صندوق تنمية المهارات مؤسسة وطنية خدمية تنموية تتمتع بشخصية اعتبارية وذمة مالية مستقلة وأهلية قانونية كاملة لتحقيق أهدافه في تنمية الموارد البشرية، حيث يشرف على أعماله مجلس إدارة مكون من (13) عضواً.
ونتيجة لما تتكبده الدولة من تكاليف مالية باهظة لإنفاقها على عملية التدريب والتنمية لمهارات الكوادر البشرية، برزت الحاجة الملحة لإيجاد شراكة حقيقية بين الدولة والقطاع الخاص للنهوض بهذا المجال التنموي وتم إصدار القانون السابق رقم (15) لسنة 1995م، الخاص بإنشاء صندوق التدريب المهني والتقني والذي مثل شراكة حقيقية في الإدارة والتمويل لهذا المجال التنموي .
ونظراً لحداثة التجربة في اليمن وزيادة الطلب للتدريب وارتفاع نسبة البطالة تم إجراء العديد من الدراسات المحلية والأجنبية لإيجاد وسائل تمويل عالية لتلافي أوجه القصور في القانون السابق، وتم التعديل وإصدار القانون رقم (29) لسنة 2009م الخاص بصندوق تنمية المهارات، وكان من أبرز التعديلات القانونية أن يكون مجلس إدارة الصندوق من القطاع الخاص الذي تربطه علاقة كبيرة مع الصندوق باعتباره مجلس الإدارة وكذلك أن شريحة كبيرة من المساهمين هم أيضا من القطاع الخاص الذي يتم سداد المساهمات من جهة ويعود لهم التدريب كعائد تدريبي من جهة أخرى.
ولدى الصندوق مهام متعددة وأساسية في مجال التدريب منها القيام بتدريب موظفي القطاع العام والخاص والمختلط ،إضافة إلى تدريب المساهمين وأيضا مكافحة البطالة وخلق فرص عمل للشباب اليمني وتدريب كافة شرائح أبناء المجتمع حسب إمكانيات الصندوق والموارد المتاحة، كذلك دعم المعاهد المهنية حسب أوجه الدعم التي حددها القانون في تجهيزات وصيانة وبناء القدرات المؤسسية وتدريب المدربين وغيرها من المهام المتعلقة بدعم هذه المعاهد للقيام بمسئولياتها فيما يخص التدريب المهني والفني.
وحالياً الصندوق يقوم بتدريب المساهمين حسب احتياجاتهم التدريبية وما يطلبونه من برامج ويقوم الصندوق أيضا بطلب الخطط التدريبية ليقوم بتلبية احتياجاتهم أولاً بأول .

أطلقتم برنامجاً وطنياً لتأهيل أحفاد بلال ما الذي سيُعنى به؟
– أن البرنامج الوطني لتأهيل أحفاد بلال يأتي ضمن مهام الصندوق في مكافحة البطالة وخلق فرص عمل للشباب وبدأنا البرنامج بناءً على ما ذكره السيد القائد عبدالملك الحوثي في الكلمة الأخيرة بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة والذي أشار إلى ضرورة الاهتمام بهذه الفئة ودمجها في المجتمع وكان من أبرز الجوانب اللازمة لإدماجهم هو جانب التدريب.

أين تكمن أهمية إطلاق هذا البرنامج؟
– عندما أطلقنا هذا المشروع متعدد الأوجه بمعنى أن الصندوق سيقوم بعدة أعمال لتنفيذه وأبرزها جانبان أساسيان، الجانب الأول المواكبة والتحرك العاجل حتى تعزز الثقة لديهم عندما يلمسوا التنفيذ الآني للتوجيهات وهنا سيتم التنسيق مع السلطات المحلية وأيضاً الجمعيات والمنظمات المهتمة للشأن التنموي للاستفادة من تجاربهم في هذا المجال وأيضاً من المعلومات التي لديهم عن هذه الشريحة المستهدفة.
والجانب الآخر هو جانب البناء، وهنا الصندوق لديه عدة خطوات ومراحل تحقق لنا استكمال لهذه الشريحة من كافة الجوانب، المرحلة الأولى هي القيام بعمل مسح لهذه الفئة لمعرفة أماكن تواجدها وأعدادها وسيتم ذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية.
المرحلة الثانية وهي مرحلة الدراسة والتقييم، دراسة متكاملة لواقع هذه الفئة وسيكون في عدة مجالات منها تقييم ثقافي واقتصادي وتقييماً اجتماعي.
والمرحلة الثالثة وهي عملية زيادة الوعي، استهدافهم بدورات عامة لزيادة الوعي ودورات سلوكية وأيضاً دورات في الجوانب الإدارية الأساسية التي يحتاجها كل فرد، فهذه المرحلة ستكون أيضا لاستهداف كافة أبناء هذه الشريحة وأيضاً دورات ثقافية باعتبار الوازع الديني هو الذي يمثل أهم الضوابط البشرية في الجانب السلوكي .
أما المرحلة الرابعة وهي التدريب التخصصي وسيكون مرتبطاً بالتمكين والذي يحرص الصندوق على أن يُدرب أي شخص وينتهي التدريب بالتوظيف وليس تدريبه ليعود إلى منزله، وفي هذا التدريب سيكون لنا شركاء من عدة جهات سواء من القطاع الخاص لاستيعاب مخرجات هذا التدريب أو من الجهات الحكومة المعنية سواء وزارة الصناعة أو وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وكذلك السلطات المحلية.
كذلك التدريب التخصصي سيكون على أساس المرحلة الختامية والتي سيكون التدريب فيها على حسب واقعهم واحتياجات سوق العمل وإمكاناتهم وكفاءتهم وخبراتهم وعلى سبيل المثال بالإمكان أن يتم التنسيق مع اللجنة الزراعية العليا ليتم استيعاب البعض كمشرفين زراعيين في مناطقهم وهي كذلك في الجهات والجوانب الأخرى.

هل حددتم آلية التنفيذ بما في ذلك توفير الموارد؟
– صندوق تنمية المهارات هو معني بالكادر اليمني بشكل عام وبالتالي سيكون البرنامج شاملاً لكافة هذه الشريحة (أحفاد بلال) سواء أن وجدنا جهات مانحة تكون شريكاً لنا من منظمات أو غيرها ما لم سنقم بتحمل الأعباء كاملة عن طريق الصندوق لأنها أولاً مسؤولية ثانياً أن التعويل على الخارج قد لا يكون منه غير التأخير أو محاولة لإفشال أي أعمال هامة وجوهرية كفيلة ببناء البلد.
وحالياً بدأنا بالتنسيق لمرحلة البناء أو مرحلة المواكبة وهناك لقاءات بيننا وبين وزارة الصناعة وأيضاً مع أكاديمية بنيان وكذلك لقاءات مع بعض المختصين في أمانة العاصمة وخطوات التنفيذ جارية، وسيتم الاستفادة من البرنامج بحسب مخرجات اللقاءات وبالتزامن نقوم حاليا بعملية مسح لتعداد هذه الفئة على مستوى المحافظات.

ماذا عن التدريب في الجانب الصحي والتعليم للبرنامج ؟
– سيكون البرنامج حسب الاحتياج والمخرجات بمعنى إذا كان واقعهم يتطلب مخرجات صحية بالتأكيد ستكون ضمن الأولية وذكرنا الجانب الزراعي سابقاً كمثال وكذلك سيتم تأهيل وتدريب من لديه القدرة والاستيعاب للعمل ضمن الجانب الصحي.
كما سنحرص على أن تكون هناك أطراف مشاركة لتوفير الأجهزة لما بعد التدريب في أي مجال ونحن نقوم بتدريب الفئة المتدربة ليكون هناك تمكين لما بعد التدريب فالشركاء الذين سنحرص أن يكونوا معنا ستكون لهم أدوار مكملة وهامة حتى لا يكون مجرد فقاعة إعلامية وإنما يلمسوا أثرها في الميدان.
أحفاد بلال شريحة من أبناء الشعب ومن أهم الشرائح ونعتبر واقعهم الحالي ناتجا عن تقصير من قبلنا وليسوا هم السبب ولذلك ذكرنا بأننا سنقوم بالاهتمام بهم بداية في جانب الوعي والجانب السلوكي وغيرها من الجوانب الكفيلة بزيادة مستواهم وتنمية مهاراتهم، وما أود الإشارة إليه هو أن أبناء الشعب اليمني بشكل عام ينظرون إليهم كمكون وثروة أساسية من أبناء الشعب وهم مورد أساسي ومكون اجتماعي هام، ولا يوجد هناك أي تهميش لهذه الفئة بل على العكس احترام متبادل، فأبناء الشعب اليمني الكرام يتعاملون حتى مع من يسيء إليهم باحترام .

ماهي رؤية الصندوق لتنمية المهارات الوطنية؟
– إن مهام الصندوق كانت ضمن سبعة أهداف رئيسية تضمنت أيضاً سبع مبادرات وأفرزت ٣٤ نشاطاً رئيسياً حسبما ذكرنا سابقا تدريب أحفاد بلال، وهي ضمن الرؤية الوطنية وضمن خطة الصندوق ونحن حريصون على إنجاح الرؤية الوطنية باعتبارها خطة شاملة للنهوض الإداري للدولة وقيام مؤسساتها الحكومية بمسؤولياتها.
وعندما تحركنا في الصندوق كان ضمن مهامه القانونية وأبرز المؤشرات لنا لإعداد الخطط والتحرك الجاد هي توجيهات السيد القائد ضمن المحاضرات الرمضانية في الـ١١ والـ 13 من شهر رمضان ١٤٤٠هـ لثلاثة جوانب أساسية وهي: ارتباط التدريب بالإنتاج حتى لا يكون مخالفاً لاحتياجات سوق العمل وحرصنا أن يكون هناك مسح لسوق العمل وكان آخر مسح قبل العام ٢٠٠٤م أي ما يقارب ١٦ عاماً لم يتم عمل أي مسح لسوق العمل، والآن سيتم مسح احتياجات سوق العمل لمعرفة التدريب المطلوب من جهة وأيضاً تم تضمين مسح احتياجات سوق العمل ضمن خطة الصندوق في الرؤية الوطنية.
والمؤشر الثاني الذي تحركنا عليه ضمن التوجيهات ما يخص زيادة الإقبال على التدريب المهني حيث أن هناك نظرة دونية عند البعض بهذا التدريب، وبالتالي قام الصندوق بعدة أنشطة لزيادة الوعي بأهمية التدريب المهني وكانت هناك عدة فلاشات ولوحات إعلامية في هذا الجانب إضافة إلى الورش والفعاليات التي أُقيمت وحضرت الحكومة ورئيس الوزراء وبعض الوزراء.
وقد أشار السيد إلى أننا لن نبني بلدنا ونحن خلف المكاتب وإنما بسواعد أبنائنا وبناتنا وبالتالي وجدنا إقبالا كبيرا من أبناء محافظة تعز ومحافظة ريمة والذي نريد أن نعمم تلك الروحية على بقية أبناء المحافظات الأخرى ليعلم الجميع أنهم عمليون.
أما الجانب الثالث فيتعلق بتطوير وتحديث المعاهد بما يتوافق مع التطور العلمي العالمي والذي نقوم بعدة أنشطة لدعم المعاهد وكانت ضمن مسارات أساسية تحث على تحديث المناهج بما يتواكب مع التطور العلمي وتطوير الأجهزة والمعدات وفق المناهج الحديثة وأيضاً تدريب المدربين عليها.
ولدى الصندوق أنشطة كثيرة في عدة محافظات وأبرزها ما تم في محافظة ذمار في مديريتي وصاب السافل ووصاب العالي حيث تم الدعم بمعامل كمبيوتر ومكائن خياطة وطاقة شمسية وغيرها من التجهيزات وكذلك في محافظة الحديدة وصعدة وغيرها من المحافظات ولدينا أنشطة في معظم المحافظات بشكل عام دون استثناء لأي محافظة .

ما الآثار الكارثية التي تسبب بها العدوان على عمل الصندوق؟
– العدوان في بدايته زاد المسؤوليات بشكل كبير جداً على الصندوق حيث قام في العام ٢٠١٥م باستهداف معاهد التعليم الفني والتدريب المهني في كافة المحافظات لمعرفتهم أنها أهم جهة ستنهض بالبلاد، وبالتالي كانوا حريصين على أن يكون هناك شلل فيما يتعلق بالتدريب المهني والتعليم الفني فاقم الإشكالية لدينا.
بإمكان الصندوق أن يقوم بأعمال بسيطة سواء المتعلقة بالصيانة للآلات أو الترميم للمعاهد لكن أن يقوم بإنشاء مبانٍ بدلاً المقصوفة كان ذلك من الصعوبة، وبالتالي عملنا على محاولة استمرارية التعليم في هذه المعاهد ونقوم بنقل أو شراء تجهيزات جديدة في سكن الطلاب، وحتى بالنسبة للمعامل التي قصفت تم توفير التجهيزات في السكن ليستمر التدريب والطلاب يسكنون في منازلهم.
فنقول إن العدوان أثر بشكل كبير في كل الجوانب حتى في القطاع الخاص وعدم تمكنهم من سداد المساهمات لتوقف أعمال كثيرة كما أثر بشكل عام على البلد والواقع الاقتصادي وأيضاً أثر على السيولة النقدية باعتبار أن المؤامرات الاقتصادية الكثيرة منها نقل البنك وطباعة العملة وغيرها من الإجراءات التي أثرت على واقع الصندوق وانسحبت على كل الإجراءات بشكل عام.

ما الكلمة التي ستختمون بها اللقاء؟
– نؤكد بأننا في الجانب الرسمي بشكل عام حريصون على تنفيذ الرؤية الوطنية كمشروع استراتيجي هام وأن نواكب الإنجازات والنجاحات العسكرية حيث أن العنصر اليمني الذي حقق تلك الانتصارات في الجانب العسكري هو بذاته الذي -بإذن الله- سيحقق انتصارات في الجانب الإداري، ونشكر الجيش واللجان الشعبية على عملية الردع الرابعة وندعوهم للمزيد حتى ينتهي العدوان على بلادنا، كما نؤكد أيضاً للسيد القائد أننا سنكون الوطنيين الذين سيمضون على خطى الشهيد الرئيس صالح الصماد ووفاء لدمائه وتنفيذ مشروعه الذي أكده “يد تحمي ويد تبني” وسنكون بإذن الله اليد التي تبني وأيضا خداماً” لهذا الشعب ونتشرف بخدمته.

قد يعجبك ايضا