الصدقات والدعاء والاستغفار وإخلاء الذمة وصلة أرحامهم وزيارة قبورهم .. أمور تغافلها الناس بحق موتاهم


استطلاع / أسماء حيدر البزاز –

إذا آلمك فراق من أحببت وفاض بك  الشوق اليوم لمن عز عليك بالأمس فراقه وحال الموت دون وصاله,هو الآن يستصرخ معروفك وإحسانك إليه في قبره بموقف أشد وأعظم من كل مصابات وابتلاءات الدنيا , أعمال ينتظرها الأموات يطرحها العلماء والدعاة في ثنايا الاستطلاع الآتي:

 يقول العلامة جبري ابراهيم حسن : هناك أعمال تصل إلى الميت بعد وفاته , بل إنه أحوج ما يكون إليها فمن تلك الأعمال والأجور والحسنات التي تصله إلى قبره ما كسبته يداه في الدنيا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : [ إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم يْنتفع به أو ولد صالح يدعو له ] وقوله : [ إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماٍ علمه ونشره أو ولداٍ صالحاٍ تركه أو مصحفاٍ ورثه . أو مسجداٍ بناه أو بيتاٍ بناه لابن السبيل أو نهراٍ أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته ] .
موضحا : إن بعد وفاة المؤمن مازال ميزان حسناته في الصعود والهبوط , فإذا كان من أهل الميت إكرامه بعد وفاته بالدعاء له والاستغفار تتضاعف أجوره وتفرج كرباته والدعاء أقل واجب تجاه الميت من قبل ذويه وأهله وأقاربه والمؤمنين على حد سواء لقوله تعالى   : والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاٍ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم :  إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء )
   الصدقات في المقدمة
أما الشيخ محمد أبو طالب فقد أكد في حديثه على أهمية الصدقات بنية إهدائها للموتى  وأنهم أحوج إلى صدقات من بعدهم بل ينادون كل جمعة أن أنفقوا من أجلنا لقوله صلوات ربي وسلامه عليه  : إن أرواح المؤمنين تأتي كل جمعة إلى السماء الدنيا بحذاء دْورهم وبيوتهم ينادي كل واحد منهم بصوت حزين باكين : يا أهلي ويا وْلدي ويا أبي ويا أمي وأقربائي : أعطفوا علينا يرحمكم الله بالذي كان في أيدينا والويل والحساب علينا والمنفعة لغيرن,  أعطفوا علينا بدرهم أو رغيف أو بكسوة يكúسوكم الله من لباس الجن,  ثم بكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبكينا معه ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : أولئك إخوانكم في الدين فصاروا تراباٍ رميماٍ بعد السرور والنعيم فينادون بالويل والثبور على أنفسهم يقولون : يا ويلنا لو أنفقنا ما كان في أيدينا في طاعة الله ورضائه ما كنا نحتاج إليكم فيرجعون بحسرة وندامة وينادون أسرعوا صدقة الأموات   )
 أبواب الصدقات
 ومضى أبو طالب يقول : أحباء وأقرباء كانوا بيننا بالأمس وأصبحوا اليوم تحت التراب كنا نصلهم ونكرمهم في حياتهم ولربما كانوا في غنى عن ذلك واليوم يستصرخون ولو بريال صدقة تخفف عنهم أهوال القبر وكرب الآخرة وما تنفقه في سبيلهم الآن تذكر بأنك ستكون يوما بينهم وتستصرخ الصدقات ولو بشق تمرة !!
وأضاف إن باب الصدقات في مثل هذا المجال مفتوح ومتفرع كالإحسان إلى الأيتام والفقراء والمساكين أو المساهمة في مشروع خيري كبناء مسجد أو دور لتحفيظ القرآن الكريم أو تفريج معسر أو هم مديون وغيرها من أبواب الصدقات فعن الحسن عن سعد بن عبادة  ,  أن أمه ماتت فقال : يا رسول الله : إن أمي ماتت أفأتصدق عنها ¿ قال : نعم  قلت : فأي الصدقة أفضل ¿ قال : سقي الماء قال الحسن : فتلك سقاية آل سعد بالمدينة  ورجلاٍ جاء النبي صلوات الله عليه وسلامه قائلا  : إن أبي مات وترك مالاٍ ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه ¿  قال : نعم .
 يصلهم كل خير
إذا مات ابن آدم ليس يجري
عليــه من خصال غير عــــــشر
علوم بثها ودعاء نجــــــــــل
وغرس النخل والصدقات تجري
وراثة مصحف ورباط ثغــــر
وحـــــفر البئر أو إجــراء نـــــهر
وبيت للغريــــب بناه يـــأوي 
إلــيه أو بــناء مــحل ذكـــــــــــر
وتعليم لقــــــرآن كــــــريـــم
فـــــخذها من أحاديـــــــث بحصر
 
بهذه الأبيات للإمام السيوطي استهلت الداعية إيمان النجدي – جامعة القرآن الكريم وعلومه حديثها معنا موضحة : إن أفضل الأعمال التي تصل إلى الميت قراءة القرآن إلى روحه ,  فيما ذهب الإمام النووي بقوله أنه لا يصل للميت وذهب أحمد بن حنبل وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أنه يصل موضحين بذلك أن الاختيار أن يقول القارئ بعد فراغه : اللهم أوصل مثل ثواب ما قرأته إلى فلان  ,وقد روى أحمد والطبراني والبيهقي عن عبد الرحمن بن شبل : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (  اقرؤوا القرآن و اعملوا  , ولا تجفوا عنه ولا تغفلوا فيه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به ] , فالقرآن يثقل ميزان حسنات الميت ويجعل قبره روضة من رياض الجنة وهو ونيسه و أنيسه , فلا تبخلوا على موتاكم بالقرآن فكل خير يصلهم .
 
 أحب الأعمال
فيما أكدت الداعية حياة أحمد إسماعيل – جامعة الإيمان : على أهمية الصوم عن الميت إن كان عليه صيام لقوله صلى الله عليه وآله وسلم من مات وعليه صيام صام عنه وليه)   ومثله مثل الدين لقوله  :  أرأيتم لو كان على فلان دين أكنت قاضيه عنه فالله أحق بالوفاء )
مضيفة : وهناك أعمال يجب أداؤها وهي دليل على البر والإخلاص وقمة الإيمان تتمثل بصلة أرحام الميت والتودد والإحسان إليهم من أولاد أو أبوين كبيرين في السن كان المتوفي عونا لهما وبرحيله ساءت حالتهم فأي الأعمال أعظم أن تفي من رحل بصلة رحمه  لقوله عليه الصلاة والسلام : إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي .( .
ومضت تقول : إن أحب الأعمال إلى الميت والتي تسره وتدخل الفرح والمؤانسة إلى قلبه زيارة قبره فعن  السلف الصالح محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله الصادق   : نزور الموتى ¿ فقال :  نعم قلت:  فيسمعون بنا إذا أتيناهم ¿ قال  : إي والله ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم    ) فأقبلوا عليهم مسلمين قائلين : السلام عليكم  أهل الديار من المسلمين والمؤمنين , .   أنتم لنا فرِط ونحن إن شاء الله بكم لاحقون , مبينة :  ومن علم أن الميت كانت عليه مظالم فليستسمحه ممن ظلمه ويرد حقوقهم ويخلو ما عليه من إقرارات مالية حتى يلقى الله خاليا من أثقالها , ففي حديث قدسي يقول الله تعالى : وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كفَ بكف لو مسحة بكف ونطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة ثم يبعثهم الله للحساب  )

قد يعجبك ايضا