الرباعية هي من تعرقل إصلاح سفينة صافر

 

فهمي اليوسفي

كمدخل لفهم اللعبة السحرية للغرب عن سفينة صافر العائمة في البحر الأحمر من خلال اتهاماته الكاذبة زورا وبهتاناً تكيلها دون خجل ضد القوى المناهضة للعدوان وتتهمها بعرقلة إصلاح هذه السفينة وقراءتي عن ذلك أوضحها بشكل مختصر على التالي .
كل المؤشرات تؤكد أن بنك المطامع البريطانية في اليمن تتم عبر الإمارات والأجندات التابعة لها في الداخل أي التي تتولى التنفيذ هي ابوظبي عبر الانتقالي في الجنوب وقوات طارق محمد عبدالله صالح في الساحل الغربي وأجزاء من محافظة تعز .
عملية الرقابة على التنفيذ تتم من خلال السفير البريطاني ويشترك في هندستها المبعوث الأممي غريفيث الذي سخر ويسخر مهمته الأممية كوسيلة التفافية لصالح بلده سواء من خلال مشاريعه الوهمية التي تحمل اسم السلام أو مبادراته الخداعية وغيرها .
يزداد قلق لندن خلال هذه الفترة نظرا للتقدم المتواصل للقوى المناهضة للعدوان على الصعيد الميداني خصوصا بعد أن تمكن المجاهدون من تحرير محافظة الجوف وأجزاء كبيرة من مارب بعد أن ظلت هذه المحافظات خاضعة للوصاية غير المباشرة من قبل السعودية والأمريكان لعقود من الزمن بعد أن تمكنت قوى العدوان من احتلالها منذ بدء العدوان . .
يزداد قلق دول الرباعية نظرا لتنامي درجة التصدع داخل دول التحالف وأجنداته وانقلاب موازين المعركة لصالح قوى ٢١سبتمبر من خلال تحول مجرى المعركة من دفاع إلى هجوم . وقصف أرامكو ومواقع عسكرية في الرياض بعد أن راهن الكيان الصهيوسعودي على دخول صنعاء خلال شهر أو شهرين واليوم دخل العام السادس وأصبح رهانه “فشنج” ولم يتحقق ما كان يصبو اليه فأصيب تحالف العدوان والناتو بخيبة أمل .
كل هذا زاد من درجة القلق والخوف لدى الرباعية لأن ذلك سيجعل مطامع الغرب في خبر كان خصوصا بعد عجز سلمان ومملكته المنشارية من تحقيق بنك أهدافها بالمكنة العسكرية وهذا سيكون له تبعات كبيرة وبالغة الخطورة على منظومة العدوان ومطامع الناتو .
من خلال توزيع الأدوار بين لندن وواشنطن في المنطقة بشكل عام واليمن تحديدا . سنجد أن الدور الأمريكي برز في العديد من دول المنطقة ومنها اثيوبيا تحت اسم سد النهضة والشركات التي تعد العدة للبدء باغتصاب حقل اوغادين وكذلك دور واشنطن تجذر أكثر في السعودية وتوغل في ليبيا خصوصا دورها باغتصاب النفط وكذا العراق واستمراره في تدمير سوريا ونزع جزيرتي تيران وصنافير التابعتين لمصر وتسليمهما للسعودية وتقديم تسهيلات من (سي سي) مصر لواشنطن ببناء قاعدة عسكرية لها في البحر الأحمر وضمان ولاء المجلس السوداني للبيت الأبيض والحصول على تأكيد “أوكي” من الصومال بالموافقة على بناء قواعد عسكرية لها في بربرة التي كانت حلماً بالنسبة للأمريكان في عهد محمد سياد بري وتواجدها لأكثر من عقد في ارتيريا . وهنا تصبح معظم دول حوض البحر الأحمر تحت نفوذ الجانب الأمريكي .أما في اليمن فقد اخفق راهنا مع أن نفوذها قائم في بلدنا من الماضي وبالذات في محافظة مارب عندما بسطت شركة هنت على حقول النفط في مطلع الثمانينات وكذا الجوف وحضرموت من خلال مصالحها الاغتصابية في مجال النفط بعد أن بدأ تأسيس تلك المطامع مطلع ثمانينات القرن المنصرم كما أسلفت ومنذ بدء العدوان فإن النفوذ الأمريكي يتم بغطاء سعودي وأجندات متسعودة ومؤامركة منها تيارات التكفير والتفجير . بينما ينحصر النفوذ البريطاني بغطاء إماراتي في الجنوب باسم الانتقالي وفي الساحل الغربي ومعظم محافظة تعز باسم معسكرات طارق محمد عبدالله صالح ومسنودة بتيارات سلفية تكفيرية يقودها أبو العباس .
واقع المعركة بين صنعاء من جهة ودول تحالف العدوان من جهة أخرى افرز واقعاً آخر افضى إلى تغيير موازين المعركة واختلاف قواعد اللعبة. نتج عنه عجز السعودية عن تحقيق أهدافها خلال شهور أو عام بعد خوضها عدوان على اليمن منذ ٥ سنوات وفي النهاية خاب راهنها وبدأت تتساقط المناطق اليمنية التي خضعت لاحتلالها منذ بدء العدوان كما هو الحال بالجوف ومارب رغم استعانتها بجواسيس ومرتزقة كان آخرهم ياسر العواضي .
هذا التساقط انعكس سلبا على مطامع واشنطن خصوصا في مجال النفط الأمر الذي جعل البيت الأبيض يشد وجهه على سلمان ونجله وأصبحت مملكة المنشار تخشى انقلاب السحر على الساحر وتتجرع إهانات البيت الأبيض .
استفاد إنجليز لندن عبر الإمارات من المشاريع الخداعية التي كانت تأتي عبر دول شقيقة للسيطرة على معظم الجنوب والجزر اليمنية منها سقطرى بعد أن استثمرت عميلها الصريع علي عبدالله صالح قبل أعوام من داخل القوى المناهضة للعدوان كوسيلة لتسليم أجزاء كبيرة من الجنوب ومعظم تعز بما فيه المخا والساحل الغربي وساهم سماسرة الأمم المتحدة في وضع مشاريع التفافية لصالح الإمارات تارة باسم السلام وتارة بموقفها الهزيل من الحصار واستمرار لندن في توظيف قدراتها على هندسة الفتن .
لهذا يتنامى قلق بريطانيا كل يوم خصوصا مع استمرار تصدع قوى العدوان وليس أمامها سوى التفكير بالخروج من الخسارة والدخول بالفائدة لأنها غير مستعدة ان تخسر بل متعطشة للمكاسب وهي بنفس الوقت من أكابر الدول المستفيدة من العدوان على اليمن . ومن اجل الاستمرار في تحقيق بنك أهدافها دون أي خسارة فهي تحاول هندسة وتوظيف الفتن التي تجنبها الخسارة وهذه المرة فإن لديها فتنة لازالت قيد الإعداد والتحضير هي باسم سفينة صافر العائمة وتبرز من خلال ترويج السفير البريطاني بهذيانه ان من يعرقل إصلاح هذه السفينة ينذر بكارثة بحرية وسوف تشمل دول حوض البحر الأحمر في ظل مجريات المعركة بمحافظة مارب.
لندن تعتبر أن استمرار عملية التصدع لمعسكرات العدوان أمر مقلق لدول الرباعية وخطر على خارطة مشاريع إسرائيل التوسعية في المنطقة . وليس أمام الرباعية باعتقادي سوى أن تعالج قضية التصدع في معسكرات مرتزقتها بأن تتقن هندسة فتنة باسم سفينة صافر لتحقيق بقية أهدافها وتتخذ كذب السفير البريطاني وشهادته الزور وسيلة لنقل صورة مغايرة للواقع عن هذه السفينة ونسج الفتنة سوف يتيح لها إقحام قوى دولية من الناتو ودول حوض البحر الأحمر والمتوسط وما تيسر من إفريقيا بالعدوان على اليمن تبدأ من الساحل الغربي تحت هذه الذريعة الكاذبة ومن أجل أن تتضح الصورة نشير للآتي:
تحاول لندن وواشنطن أن توهمان المجتمع الدولي أن انصار الله في اليمن هم من يعرقلون إصلاح سفينة صافر العائمة في البحر وان أي غرق وتلف لهذه السفينة سيكون كارثة كبرى يترتب عليها تدمير للبيئة البحرية لدول حوض البحر الأحمر بينما كافة المعطيات والبراهين تؤكد أن الحلف الانجلوإمريكي والكيان السعوإماراتي هم من يعرقلون إصلاحها لكن تضليل سفير بريطانيا وحلزونية خداع غريفيث هو وسيلة ضغط على القوى المضادة للعدوان بحيث تتخلى صنعاء على ما تبقى من الساحل الغربي ويتيح للرباعية استكمال عملية القبض والبسط على ما تبقى من هذا الساحل وما تقوم به لندن بلا شك يعتبر جزءاً من التمهيد لإسرائيل لاغتصاب معظم الساحة اليمنية والسيطرة على باب المندب وبناء قواعد عسكرية في الجزر .
اذاً ماذا نتوقع من لندن بهندسة هذه الفتنة إما استمرارها بعرقلة إصلاح السفينة وخلق صورة مزيفة أمام المجتمع الدولي .ليكون ذلك المدخل لغريفيث ان ينتزع قراراً أممياً يدين صنعاء ويتيح لقوى دولية من الناتو وتستطيع لندن إقحام دول حوض البحر الأحمر الدخول بمشروع عدواني على اليمن ليصب في نهاية المطاف لخدمة بريطانيا وإسرائيل ومطامعهما التوسعية في جنوب الجزيرة العربية مع أن لندن ربما على قناعة أن الدور الأمريكي والسعودي بدأ يتصدع في مارب والجوف وليس من مصلحتها الاستمرار في موقف المتفرج، ففي حال استكمل المجاهدون من الجيش واللجان الشعبية تحرير مدينة مارب سيكون ذلك بمثابة إعلان هزيمة كبرى للتحالف العدواني وفشلا للمطامع الأمريكية ونقل المعركة إلى عمق الأراضي السعودية ينذر بقطع المصالح الأمريكية في هذا المربع بعد أن بدأت مؤشراتها تتجلى بقصف بالستي وصل إلى عمق الرياض وطال شركات النفط السعودي وهذا قد يكون عاملا لسقوط القواعد العسكرية الأمريكية في السعودية . الأمر الذي يجعل لندن أكثر قلقاً بحكم خشيتها من ان ينتقل دور قوى ٢١ سبتمبر إلى الساحل الغربي لان ذلك سيكون مصيره بنفس الدور الذي كان في مارب والجوف، ولهذا السبب نجد سفير بريطانيا في اليمن يروج اتهامات كاذبة كما أسلفت عن سفينة صافر .كوسيلة ضغط على صنعاء بتوجيه رسائل التجويع من خلال الحصار ومنع دخول المشتقات النفطية ورسائل دموية ضد القوى المناهضة للعدوان من خلال ارتكاب مجزرة بحق الصيادين كما حدث قبل يومين .
بدأت لندن تؤسس مشاريع عسكرية في سقطرى وجزر البحر الأحمر بما فيه جزيرة ميون والهدف السيطرة الشاملة على باب المندب لتمكين إسرائيل من جزيرتي ميون وسقطرى لكن بغطاء إماراتي وتحاول بريطانيا والإمارات تأمين حماية ما هو تحت يدها من المناطق المحتلة من خلال سعيها لاستكمال سيطرتها على مناطق في اعماق الريف بمحافظة تعز وتحديدا مدينة التربة وما جاورها لعدة أسباب منها ان هذه المنطقة والمديريات المحيطة بها السيطرة عليها يضمن حماية تواجدها ونفوذها في عدن ولحج والمندب والساحل الغربي لتأمين أساطيلها البحرية في خليج عدن والبحر الأحمر بحيث تفوز بجائزة إسرائيل مع ان العطش الإسرائيلي بدأ يخرج للعلن من خلال تنسيقاته مع طارق صالح وتأكيد قيادة الحكومة الإسرائيلية .
من هذا المنطلق فإن ملامح الدور البريطاني في اليمن قد اتضحت من خلال سماعنا هراء وهذيان السفير البريطاني وما تم الإشارة اليه سلفا عن سفينة صافر وما بعد صافر تكون قد اتضحت لنا أبعاد المسرحية ما بعد فتنة لندن عن هذه السفينة العائمة ومعرفة الأهداف العميقة لهذا الهذيان ..
* نائب وزير الإعلام

قد يعجبك ايضا