عن الصحافة الرياضية

 

محمد العزيزي

قبل فترة من الزمن كان بيت الإعلاميين الرياضيين يعمل، ويجد الإعلاميون الرياضيون بيتاً يجمعهم ويتناقشون فيه حول مشاكلهم وهمومهم وتطلعاتهم، وبسبب العراك أو فلنقل بسبب خلاف فوضوي بين أهل البيت الواحد توقف نشاط الإعلام الرياضي.
الأسبوع الماضي احتفل العالم أجمع باليوم العالمي للصحافة الرياضية، إلا في بلادنا مرت هذه المناسبة وكأن اليمن خالية من الإعلام والإعلاميين والصحافة الرياضية بسبب غياب كيانهم الرياضي الذي تسببت في غيابه تلك الخلافات والصراعات والأحقاد التي زرعت في الوسط الصحفي للإعلام الرياضي، ويمتد عمر هذا الغياب بحسب تقديرات إلى أكثر من خمسة عشر عاما وإلى اليوم.
تعثرت الانتخابات لهذا الكيان وأصبح عدما ولا وجود له إلا في القانون واللوائح وفشلت، بل وغابت عن أرض الواقع.
الحقيقة المرة التي يجب التسليم بها أننا لن نعرف طريقا إلى المستقبل الذي نتطلع إليه إذا لم نستوعب دروس الماضي التي مررنا بها، وإذا لم نستخلص منها العبر والدروس وتتوحد رؤانا مع الأخذ بعين الاعتبار اختلافاتنا في الرؤى، وبالتأكيد فإن وسطنا الرياضي معني بما أرمي إليه هنا خصوصا وقد اشتعلت واشتدت صراعات الماضي، ليس فحواها مصالح (المنتمين) إلى هذا الوسط، بل للأسف أساسها الحفاظ على مصالح أخرى تنفيذا لرغبات أشخاص أو شخصيات لها مصالحها الخاصة على حساب الوسط الصحفي والإعلام الرياضي أنذاك.
أجد نفسي هنا في غصة وألم شديد لما ألت إليه الأمور وكيف صار حال الإعلام والصحافة الرياضية في بلادنا من ضياع وهدم لهذا الكيان المهم في الحياة الرياضية ،وأتمنى أن تعمل الوزارة الحالية على تفعيل هذا الكيان من جديد.
قد يقول قائل إن السبب في هذا الوضع ربما أن أبواب البيت الرياضي فتحت على مصراعيها فقد دخل إليها كل من أراد ومن له في الرياضة ومن لا يعرف عنها شيئاً حتى تمكن (الدخلاء) بل صاروا هم المسيرين لحركتها والماسكين بزمام أمورها ما أدى إلى فقدان البوصلة وضياع كل شيء….!!!!
مؤخرا حاول زملاء من الإعلاميين الرياضيين وعلى رأسهم الزميل بشير سنان تأسيس جمعية الإعلام الرياضي ككيان يضم ويلملم شتات الصحافة الرياضية إلا أن هذه الجمعية لاقت الكثير من الصعوبات والمعارضة كي لا ترى النور.
أخيرا.. تهانينا لكل الزملاء في الصحافة الرياضية بهذه المناسبة وأمنياتنا أن تعود كل الكيانات الرياضية إلى سابق عهدها وأفضل، وأن يتوحد أعضاء وكتاب الإعلام الرياضي من أجل إعادة كيانهم وبيتهم الرياضي ويحققوا من خلالها كل الطموحات الرامية إلى تطور هذه المهنة.

قد يعجبك ايضا