مليون دولار في الهواء

 

حسن الوريث

أقر الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” منح الاتحادات الوطنية المحلية مبالغ مالية تصل إلى مليون دولار لكل اتحاد في خطوة وصفها جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بأنها تأتي ضمن خطة إنقاذ واسعة النطاق نطورها لمواجهة حالة الطوارئ بمجتمع كرة القدم التي أحدثها وباء كورونا وتسبب في تحديات غير مسبوقة لكل مجتمع كرة القدم ومن واجب الفيفا أن يدعم كل المتضررين ويقدم مساعدات مالية فورية للاتحادات الأعضاء التي بلا شك يعاني الكثير منها من أزمة مالية.
إلى هنا والأمر طبيعي فالاتحاد الدولي لكرة القدم يستشعر مسؤولياته تجاه الاتحادات المحلية التي تعاني من صعوبات مالية كبيرة تسببت بها جائحة كورونا وبما من شأنه إنقاذ لعبة كرة القدم في العالم واستئناف النشاط الكروي وبالتأكيد وبحسب تصريحات إنفانتينو فإن هذا الدعم هو البداية وسيستمر حتى تستعيد الاتحادات والأندية عافيتها وهذا هو حال كل من يتحمل المسؤولية باقتدار لكن الأمر غير الطبيعي والذي يؤكد أن بعض الاتحادات المحلية ومنها اتحادنا اليمني ليست في وارد المسؤولية وتحملها بل أنها تتهرب منها في الأوضاع الطبيعية فما بالك في مثل هذه الظروف التي تعتبرها فرصة للهروب والتنصل من مسؤوليتها بحجة كورونا وهي ربما جاءت لها بمثابة المنقذ لتجني الفائدة من اتجاهين الاتجاه الأول أنها تجني الملايين من الاتحاد الدولي لكرة القدم ومن المساعدات التي تأتي من بعض الجهات والثاني من ناحية أنها جمدت الأنشطة ونفقاتها على الأندية والمسابقات والمنتخبات لكن نفقات المرتبات والمكافآت تظل هي الثابت الوحيد عند هذه الاتحادات ومنها اتحادنا غير الموقر.
بالتأكيد إن الكثير من الاتحادات المحلية ستعمل على الاستفادة من هذا المبلغ كما فعلت مع كل المبالغ التي تتسلمها من الاتحاد الدولي لكرة القدم أو تحصل عليها من الاستثمارات المختلفة، لكن الأكيد أن اتحاد العيسي وشيباني سيعمل كعادته ولن نجد لهذه المبالغ أي أثر في الواقع ولن تستفيد الأندية التي هي في أمس الحاجة للدعم لتستطيع دفع مرتبات اللاعبين والاستعداد لأي أنشطة قادمة وحتى المنتخبات الوطنية التي تنتظرها استحقاقات، قادمة سيظل الركود هو السائد وربما يتم استدعاء لاعبيها قبيل المشاركة بأسبوع أو أسبوعين كما يعمل الاتحاد دائما وعمل معسكرات ساندويتشية مضغوطة ولا يهم النتيجة كيف تكون، المهم كم من الأموال سيجنيها هذا الاتحاد وأعضاؤه الكومبارس الذين نعرفهم دوماً أنهم في سبات عميق ولا حول لهم ولا قوة ولا يمكن لأي من هؤلاء أن يعارض لأن كل من يحاول الخروج عن الطوع يتم قطع الرضاعة عنه ومنع الحليب، لذلك تراهم جميعا لا يملكون إلا أن يقولوا ولا الضالين “آمين” خوفا من العقوبات العيسية التي يقترحها “شيباني” ضد من يخالفه الرأي.
وهذه بعض التساؤلات التي رصدناها من الشارع عن هذا الموضوع وعن هذه المبالغ وكل ما سبقها من دعم للاتحاد والذي لم يجد الشباب له أي أثر والكل هنا يقول: هل يمكن أن تقوم وزارة الشباب والرياضة بمحاسبة الاتحاد أو على الأقل طلب كشف حسابات هذه المبالغ أين تصرف؟ وهل يمكن أن يقوم هذا الاتحاد من باب إثبات النزاهة والشفافية بإعلان كشوفات الصرف عبر وسائل الإعلام؟ وهل يمكن أن يتم تقديم شكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم للتساؤل عن مصير هذه المبالغ التي يتسلمها الاتحاد اليمني؟ وهل سيجد الرياضي اليمني من ينصفه من اتحاد ينهب أمواله؟ وهل سيذهب مبلغ المليون دولار الأخيرة في الهواء كما ذهبت تلك الملايين التي سبقته؟.

قد يعجبك ايضا