استعجال جني الثمار يعد من أبرز عوامل التأثير سلبا على الجودة والإنتاجية

“2321” هكتارا من إجمالي المساحة المحصولية في اليمن تزرع بالتفاح وتنتج 20357.2 طن منه

 

 

انخفاض إنتاجية التفاح بصعدة نتيجة استهداف العدوان لمزارع المواطنين
البدء بخطوات تنظيم لتسويق محصول فاكهة التفاح
18.7% متوسط إجمالي إنتاج اليمن من الفواكه

اليمن بلد زراعي متعدد المناخات وبسبب ذلك تتنوع المحاصيل البستانية وبالذات الفاكهة التي تنمو في هذه المناخات المتعددة.
لكن التعامل مع أشجار الفاكهة لم يكن لأجل المتاجرة والزراعة التجارية وإنما لأغراض إشباع هوايات المقتدرين ورغباتهم الشخصية.. كما أن الغروسات والبذور كانت تزرع فيما كان يسمى بالبساتين التقليدية وربما كان من أشهرها بساتين الأئمة والسلاطين في لحج وحضرموت وذمار وصنعاء وتعز والحديدة…إلخ.

الثورة / يحيى الربيعي

وخلال السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين وبالذات بعد قرارات منع استيراد الفواكه والخضروات شهدت البلاد توسعاً متصاعداً في زراعة أنواع الفاكهة المختلفة لأغراض تجارية وبمساحات استثمارية تختلف سعتها بحسب المناطق البيئية الزراعية.
وانطلاقا من التوجهات الرسمية الحالية الخاصة بتنظيم تسويق المنتجات الزراعية للحد من استيراد ما يمكن إنتاجه من المحاصيل الزراعية المنتجة محلياً وتطبيقاً للوائح والأنظمة المنظمة لعمل الوحدات الفنية الإشرافية على تسويق وتصدير المنتجات الزراعية وبتعاون وتنسيق مع المؤسسات الزراعية الفاعلة بدأت خطوات تنظيم تسويق محصول فاكهة التفاح.. وهي خطوات وفرت احتياج السوق المحلي من محصول التفاح بالمواصفات القياسية التي ترضي كافة الشرائح المستهلكة بعد تطبيق حظر بيع التفاح الخارجي في الأسواق المحلية ويليها خطوات أخرى في عموم محافظات الجمهورية.
خطوة جعلت اليمن في طليعة الدول المنتجة للعديد من أصناف الفواكه ذات الجودة العالية، فقد ساعدت الظروف المناخية المتميزة لليمن على إيجاد بيئة مناسبة لزراعة الفواكه حيث تزرع الفواكه في المناطق التي تتوفر فيها مياه العيون والآبار والغيول والسدود.
وتقدر المساحة التي تزرع بالتفاح ب” 2321″ هكتارا من إجمالي المساحة المحصولية في الجمهورية اليمنية، حيث يصل متوسط المساحة التي يتم زراعتها بمختلف أنواع الفواكه سنوياً نحو (93194) هكتاراً.. وينتج اليمن من فاكهة التفاح حسب ما جاء في تقرير المركز اليمني للمعلومات ما يقدر بـ” 20357.2″ طن بمتوسط سنوي.
وتنتج الفواكه في جميع محافظات الجمهورية وبنسب مختلفة من محافظة إلى أخرى، وعلى الرغم من أهمية هذه المجموعة من المنتجات لما لها من قيمة غذائية ومردود اقتصادي إلا أنها لم تحقق تطوراً كبيراً في إنتاجيتها ويعود السبب في ذلك إلى تدني المساحة المزروعة بهذه المحاصيل نتيجة للتوسع في زراعة القات، وكذلك قلة الأمطار بالإضافة إلى أن هذه الأنواع من المنتجات سنوية المحصول أي أنها تٌثمر في السنة مرة واحدة مقارنة ببقية المحاصيل الأخرى مثل القات وغيره والتي تنتج طوال العام. ويشكل إنتاج الفواكه نسبة (18.7 %) بالمتوسط من إجمالي الإنتاج في الجمهورية اليمنية، حيث يصل متوسط الإنتاج بمختلف أنواع الفواكه سنوياً إلى(995404) أطنان.
وتشهد الزراعة في اليمن تراجعاً وإخفاقات كبرى منذ السبعينيات، فبينما كان يحقق اليمن الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية، إلا أن ذلك تراجع حتى 15 % وتدنت مساهمة الناتج الزراعي في الدخل المحلي الإجمالي إلى 13 %، برغم أن المجتمع اليمني مجتمع زراعي ويعمل في هذا القطاع 53 % من قوة العمل، كما يعتمد 50 % من سكان الجمهورية على عوائد الإنتاج الزراعي.
تضاريس الأرض اليمنية صعبة ولا توجد أنهار وإمدادات المياه شحيحة، على الرغم من كل هذه العوامل تمكن اليمنيون القدماء من ابتكار نظام ري ومحافظة على المياه قل نظيره في العالم القديم مما مكنهم من زراعة محاصيل متنوعة حولوا صحراء الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية إلى أراض زراعية.
الاستعجال والعدوان
أكاديميون ومختصون في مجال الزراعة والري عزوا انخفاض إنتاجية محافظة صعدة من التفاح إلى وحشية القصف الذي مارسه العدوان الأمر الذي أدى إلى تدمير العديد من مزارع الفاكهة بالمحافظة،
كما يعتبر الجني المبكر للثمار والجهل بالممارسات والأساليب الزراعية الصحيحة أحد العوامل المساهمة في تراجع إنتاجية الفاكهة وتدني الجودة.
إلى ذلك أوضح مختصون أن استعجال معظم مزارعي التفاح في جني الثمار حرصاً منهم على تسويقها في وقت مبكر وتحقيق أرباح مجزية لتغطية تكاليف الإنفاق، يعد من أبرز العوامل التي تؤثر سلبا على جودة وإنتاجية الثمرة، كما أن تدهور كثير من الأراضي الزراعية في صعدة أحد أسباب تراجع الإنتاج حيث يتم الاعتماد بدرجة أساسية على محافظة صعدة في إنتاجية ثمار التفاح والرمان.. مؤكدين أن جهل بعض المزارعين بالمعاملات الزراعية الصحيحة في ري وتقليم وجني الثمار ومعاملة البذور وغيرها، أحد الأسباب التي تؤدي إلى تدني إنتاجية الثمار وجودتها.
ودعا مرشدون في وزارة الزراعة والري ممثلة بالإرشاد الزراعي إلى ضرورة تنفيذ برامج إرشادية مكثفة لتوعية المزارعين في شتى المجالات لاسيما زراعة الفاكهة إلى جانب اضطلاع البحوث الزراعية بدورها في إيجاد تقانات واستنباط أصناف جيدة من هذه الثمار ذات إنتاجية وجودة عالية.
مهتمون قالوا إن معظم ثمار التفاح المعروضة حاليا في الأسواق غير ناضجة نتيجة السباق الحاصل بين المزارعين وتنافسهم في تسويق ثمارهم والدفع بها إلى الأسواق قبل موعدها لتحقيق عائدات ربحية كبيرة “.
وأكد خبراء زراعيون أن المشكلة الأساسية تكمن في أن بعض المزارعين لا يدركون أن المستفيد الأكبر هم وسطاء البيع الذين يفكرون فقط في تحقيق أرباح مالية من بيع وتسويق الثمار حتى وإن كانت غير ناضجة.
وتنتشر زراعة التفاح في محافظات صعدة، عمران، مارب، صنعاء، وذمار، وتحتل محافظة صعدة المرتبة الأولى من حيث مساحة زراعة التفاح وإنتاجه.
وتشهد أسواق الفواكه والخضروات في عموم محافظات الجمهورية هذه الأيام تدفقا لكميات كبيرة من ثمار التفاح وبأسعار زهيدة مقارنة بالمعروض من التفاح المستورد من الخارج.
ويتراوح سعر الكيلوجرام الواحد من 500-350 ريال فقط مقارنة بآلاف الريالات للكيلوجرام من التفاح الخارجي، وهو ما يدعو إلى ضرورة إيجاد آليات لدعم وتطوير زراعة وإنتاجية التفاح في اليمن والذي يعد أحد المزروعات الخالية من مبيدات الآفات النباتية.

قد يعجبك ايضا