لسان العدوان وبشائر الانتصار

 

حمدي دوبلة

بدا بائسا ومرتبكا وليس لديه ما يقول سوى ترديد الأكاذيب والمزاعم التي تناقض نفسها..
إنه المدعو تركي المالكي لسان العدوان السعودي وترجمان انتصاراته وإنجازاته والتي لا وجود لها إلا في نفوس وعقول نظام بن سلمان وأبواقه الإعلامية.
ظهر المالكي مجددا قبل بضعة أيام وعقب عملية توازن الردع الرابعة للقوات المسلحة اليمنية التي ضربت أهدافا عسكرية وأمنية حساسة وهامة في قلب الرياض ليسرد خوارق وكفاءة قوات بلاده التي زعم بأنها تصدت باقتدار لا مثيل له لصواريخ وطائرات الجيش اليمني وجعلها هشيما تذروه الرياح لكنه عاد في المؤتمر الصحفي ذاته ليعترف ضمنيا بمدى الوجع والضرر التي احدثته تلك الضربات المسددة.
دأب النظام السعودي منذ اللحظات الأولى لعدوانه على اليمن مدفوعا بما في عقليات وصدور قياداته من كبر وغرور على الاستخفاف بالخصم والتعامل وفق هذه العقلية الجوفاء باستعلاء وفوقية مع اليمن لذلك وكلما تعرض للصفعات يسارع إلى اتهام إيران ويصب جام غضبه على الأسلحة والطائرات والصواريخ والعقول الإيرانية.
وكما هي العادة زعم لسان العدوان في مؤتمره هذا أن الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي استخدمت في ضرب مبنى وزارة الدفاع ومقر الاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية في الرياض إنما هي إيرانية وقد قدمت من طهران، لكنه بعد دقائق راح يتحدث أن الغارات الهستيرية التي نفذتها مقاتلات السعودية على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية استهدفت ورش تصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وعندما اراد أن يؤكد بأن الهجوم اليمني استهدف المدنيين عرض مشهد فيديو بدا وكأنه لمسافرين أثناء صعودهم إلى حافلة أحد المطارات وإذا بالانفجار يحدث بعيدا عن ساحة المطار دون أن يصاب أحد من أولئك المدنيين بالأذى وإنما اثبت مصداقية قواتنا المسلحة التي أكدت ضرب مرابض الطائرات الحربية في مطارات العدو وإصابتها بدقة متناهية وتلك المرابض عادة ما تكون على مقربة من المطارات المدنية .
لم ينس متحدث تحالف العدوان أن يهدد ويرعد ويزبد متوعدا كل من يستهدف المدنيين في المملكة حسب زعمه بالويل والثبور وعظائم الأمور متناسيا آلاف المجازر التي اقترفتها الآلة الحربية السعودية وما تزال إلى يومنا بحق المدنيين في اليمن، وفي المقابل فإن جميع الأهداف التي ضربها جيشنا في العمق السعودي عسكرية ومشروعة بامتياز.
ليس غريبا ما ثرثر به المالكي فهو يسير على خطى سلفه سيئ الذكر أحمد العسيري الذي أرعد وأزبد كثيرا في السنوات الأولى للعدوان ونسج في مؤتمراته الصحفية الاستعراضية أوهاما لانتصارات وخوارق “فوارس” آل سعود، ولا زلنا نتذكر كيف افنى العسيري وخلال الثلاثة الأشهر الأولى من العدوان أقواما وزلزل كيانات آخرين وأزال كل الأخطار التي قد تهدد أمن وبقاء عروش أسياده في مملكة سعود ومن حولهم من أنظمة أشباه الرجال وحتى أسيادهم في واشنطن وتل ابيب.. واليوم ونحن نعيش العام السادس من هذا العدوان لا يزال النظام السعودي وبحماقة غير مسبوقة ورغم كل ما تعرض له من صفعات وتمريغ لأنفه على أيدي المجاهدين قليلي العدة والعتاد لا يزال على عهده من الكبر والغرور والخيلاء.

قد يعجبك ايضا