يجب وضع إستراتيجية لدمج أحفاد بلال في المجتمع وإشراكهم في كافة نواحي الحياة

حقوقيون لـ”الثورة ” : الانتصار لأحفاد بلال.. دعوة للإنسانية ونبذ الفواراق الطبقية والعنصرية

 

أحفاد بلال ضربوا دروسا وطنية في مجابهة العدوان والذود عن الأرض والعرض

عندما تدعو للمساواة فإنك تقيم العدالة التي لا تميل للجنس ولا للون ولا للمنطقة ولا تعرف أي نوع من أنواع العنصرية. المهمشون لفظ مرير لواقع مؤلم يعكس مدى المعاناة التي تعيشها هذه الفئة في مختلف دول العالم.. إلا أن دعوة قائد المسيرة القرآنية اليوم لدعم هذه الفئة ودمجها في المجتمع لبنة أولى نحو الإنصاف والعدالة الاجتماعية والجبر النفسي لأحفاد بلال التاريخ والتضحية والفداء في سبيل الله والوطن.. الدعوة لقت مباركة حقوقية ولكنها لازالت تنتظر من المجتمع والمعنيين التنفيذ انطلاقا من الإنسانية التي لا بد أن تزيل كل الفوارق الطبقية والدونية..
الثورة/ أسماء البزاز

الناشطة الحقوقية والكاتبة بلقيس علي السلطان تقول : لقد حملت دعوة السيد القائد للحكومة بإطلاق برنامج وطني للعناية بأحفاد بلال أهمية كبيرة كون هذه الشريحة مهمشة ومنسية و تعاني من وضع معيشي بائس وصعب مقارنة ببقية فئات المجتمع ، والاهتمام بهذه الشريحة ودمجها في المجتمع وإعطائها حقوقها الدستورية والقانونية سيمثل نقلة للمساواة بين فئات المجتمع وجعل معيار التقوى والاستقامة وخدمة ومنفعة الأمة هو المعيار الأمثل لجميع فئات المجتمع ، كما أن الاهتمام بأحفاد بلال وتحسين مستواهم المعيشي سيقيهم من أن يكونوا عرضة للاستغلال في مجالات التخريب والسرقة و التسول وغيرها من أساليب الاستغلال، وكذلك على المستوى الصحي فمستوى معيشتهم وسكنهم يجعلهم عرضة للأمراض والأوبئة المختلفة.

أحداث عنصرية
وترى السلطان أن هذه الخطوة الهامة تأتي في ظل أحداث العنصرية التي تشهدها بعض الدول الكبرى وفي مقدمتها أمريكا التي تنادي بالحرية والمساواة في حين يشهد العالم مشاهد مؤلمة وتمييزاً عنصرياً ضد من يسمونهم (بالسود) يعكس مدى التهميش والاستهزاء بهذه الفئة ، مبينة إن هذا إن دل على شي فإنما يدل على الفرق بين مبادئ الإسلام السامية التي تدعو إلى العدل و المساواة بين جميع أطياف الناس قال تعالى : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
وأوضحت السلطان إن الاهتمام والاحتواء لجميع فئات الشعب ومن ضمنهم أحفاد بلال بالإمكانيات المتاحة سيمثل خطوة هامة في طريق البناء للوطن واستغلال طاقاتهم في إعمار وبناء الوطن والدفاع عن حياضه ، حتى يتحقق النصر المبين بمشاركة الجميع ويعم الخير والتطور والتقدم للجميع.

فخر وعزة
من جهتها تقول الناشطة وفاء الكبسي إن أحفاد بلال اسم تفتخر به هذه الشريحة من المجتمع اليمني المستضعفة ، وهي بداية الإنصاف الحقيقي لهم فلطالما عانت الأمرين من خلال تسميتهم “بالأخدام” أو “بالمهمشين” إلى جانب المعاناة من التهميش وغياب حق المواطنة ناهيكم عن النظرة الدونية لهم بالاحتقار والامبالاة.

خطة مدروسة
وبينت الكبسي أن دعوة السيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- جاءت لتؤكد مدى حرصه الكبير بالاهتمام بكافة الشعب اليمني بكل فئاته وأطيافه، و يكفينا. أنه قال:” إن خدمة الشعب اليمني من أعظم القربات إلى الله تعالى”، وهذا يدل على أن السيد القائد منبع الإنسانية ومثال للقلب الرحيم المؤمن، الذي تجسدت فيه أخلاق بيت النبوة.
ووقالت : تأتي أهمية هذا التوجيه بدمجهم في المجتمع لأنهم جزء لا يتجزأ من الشعب اليمني ولهم دور فاعل في مواجهة هذا العدوان، بل هم في مقدمة الصفوف للدفاع عن الوطن، إلى جانب مشاركتهم في عملية البناء والتنمية، مؤكدة على ضرورة أن ينالوا كامل حقوق المواطنة في إطار الحقوق والواجبات المكفولة لهم كسائر المواطنين اليمنيين، بعيداً عن المزايدات والشطحات السياسية التي مللناها طوال عقود من الزمن.
وأضافت : لقد قامت الحكومة بترجمة توجيهات السيد القائد من خلال الاهتمام بأحفاد بلال وذلك بإعداد خطة مدروسة باحتياجات إخوتنا من أحفاد بلال لتنفيذ مشاريع مستدامة وفقاً للإمكانيات المتاحة، بأن يتم دمجهم في المجتمع بالشكل اللائق الذي يحفظ لهم كرامتهم وعزتهم وانتمائهم الأصيل لهذا الوطن الحر الأبي.

مبدأ المساواة
وأما الناشطة رجاء اليمني فذهبت إلى القول إن العدل والمساواة مطلب شرعي وحق سماوي نزل به جبريل ليترجم على أرض الواقع. ولكن غُيِّب ذلك وأُقصي أحفاد بلال عن حق مشروع لهم من السماء، وبوجود العلم والنور الذي نستضئ به. فقد أكد السيد في جميع الخطابات والمحاضرات عن العدل والمساواة ليترجم كل آيات القرآن الكريم على أرض الواقع. حيث قال تعالى *{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} هذا المبدأ السماوي الذي أقر المساواة بين الناس وأكد على تكافؤ فرص العمل.
واسترسلت قائلة : عندما نقرأ خطابات السيد ، فإننا نلاحظ من الناحية الاجتماعية تأكيد السيد سلام الله عليه على مبدأ التقارب المجتمعي على أساس ومنهج قرآني مرتبط بالله وإن الجميع لهم كافة الحقوق والواجبات وهم سواسية في التعامل والعمل والعلاقات والتعايش. وإيثار المنفعة التي تكسر كل أبواب التمييز العنصري الذي يُوجِد الحقد ويكون له آثاراً سلبية تصب في خدمة أعداء الإسلام. بالإضافة إلى إخضاع كافه الناس إلى أحكام الله وإلغاء التمييز قال تعالى : {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} وهذا العامل الاجتماعي يقوي بل يوجد اللبنة الأساسية لمجتمع سوي قادر على النهوض والازدهار كأنهم جسد واحد والرابط الوحيد الذي يجمع بين كل إفراد المجتمع هو الدين الإسلامي والالتزام بمنهج الهدى ودين الحق وكل شيء بدلائل واضحة موثقة بكتاب الله وأمر سماوي قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
وأوضحت إن من هذا المبدأ يتساوى الناس في كل الحقوق والواجبات في كل الأمور منها العبادات الزكاة والجهاد والإنفاق والفارق الوحيد للتميز بين الناس هو العمل الصالح والالتزام بشرع الله قال تعالى :
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
فنلاحظ من خلال الآيات القرآنية أن التميیز بين الناس يكون بالتسابق لعمل الطاعات والفرائض والتسابق في الخير. وهذه هي منهجية الله وعليها سار النبي وآله والأولياء الصالحين وهذا ما أكدت عليه خطابات السيد سلام الله عليه لتبين الطريق الصحيح لتكوين مجتمع متماسك.
وقالت اليمني : لقد وجه السيد ضرورة الالتزام بهذه المبادئ؛ والخروج عنها يعد خروجاً وعدم التزام بالمنهج الإلهي. لأن أحفاد بلال لفظ جميل أطلقه السيد القائد سلام الله عليه ليرفع شأن من كانت لهم مسميات تدل على عقلية الكبر والغطرسة بل عقلية لا تتماشى مع دين الله (المهمشين) أو (الأخدام). موضحة بكونها مسميات تفتقر إلى الذوق الإسلامي والإنساني، وتدل على الاستحقار من هذه الطبقة. فالتفرقة العنصرية موجودة في كل أرجاء الكون بسبب لون البشرة أو العرق أو الدين. وقد تم إلغاء هذه التفرقة حين خطب السيد وقال “أحفاد بلال” ليرفع قيمة هؤلاء البشر الذي طالما ذاقوا كل أنواع التميز العنصري والاستحقار من خلال النظام السابق. وأردف القائد قائلا: انا خادم لهذا الشعب بكل أطيافه. وهنا تتجلى المساواة الاجتماعية بل العدالة السماوية كما هي أيضاً في كل خطابات السيد القائد.

إعادة التصحيح
وقالت اليمني :إن مبدأ عدالة التعايش والعطاء والبذل هو ما نلمسه في خطابات السيد سلام الله عليه فمبادئ العدالة الاجتماعية والاستحقاق والوحدة كلها تصب في إصلاح هذه الأمة ورفع وضعها من كل الجوانب مبدأ التساوي والمساواة والتفاضل بين الناس على أساس التقوى هذه هي الهوية الإيمانية التي غابت سنين وظهرت في كل خطابات السيد سلام الله عليه.
وأضافت :إن اختيار اللفظ وتسميتهم بأحفاد بلال أيضا يدل على أحقية التاريخ. فإنّ أحد الدعائم والناصرين لدين الله هم أحفاد بلال وهذا يمثل خط هداية مستمداً من دين الله وتاريخ الإسلام وارتباطهم القوي بثقافة القرآن الذي سيوجد لأحفاد بلال العدالة والمساواة المستمدين من المنهل الرباني. فاستشعار حقوق هذه الطبقة المهضومة لعدة سنين وهنا نجد مبدأ البناء الصحيح والمنهج السوي والهدي المستمد من نور الله وكتاب الله والذين يجعل الأمة كجسد واحد في كل جوانب الحياة. وما خابت امة طبقت شرع الله ومشت بشرع الله في الأرض.

جبهة الدفاع
العلامة حسين السراجي يرى بأن توجيهات قائد المسيرة لدمج أحفاد بلال في المجتمع والحفاظ على حقوقهم خطوة رائعة وإن تأخرت لكنها في الطريق الصحيح بل هي إعادة تصحيح لخطيئة ما ضوية.
وقال السراجي هذه الشريحة وإن غلبت عليها تسمية التهميش شريحة كبيرة وواسعة ويمكن أن تشكل رافداً مجتمعياً مهماً للوطن فيما لو مضت الحكومة بجدية لوضع إستراتيجية فعلية تنفيذية للتغيير.
وأضاف: إن الموضوع يحتاج لإرادة وعزم فقط ومنذ عقود ونحن نسمع مثل هذا الكلام وسرعان ما كان يتبخر والتعويل في الجدية هو في عزم السيد القائد حفظه الله ومتابعته للأمر حتى يصبح واقعاً ملموساً وترجمة حية لما ورد في خطابه.
وأوضح: لقد أثبت أحفاد بلال خلال المرحلة الحالية ومن خلال انخراط شبابهم في جبهة الدفاع عن الوطن أنهم نعم الرجال فيما لو تم استيعابهم وتغيير واقعهم فإنهم طاقات إبداعية على كل المستويات.الخطوة تحتاج قبل التحرك التوعوي في المخيمات والمحاوي يجب أن يكون هناك تحرك توعوي تثقيفي شامل ومدروس باتجاه المجتمع العنصري للقبول بهذه الشريحة وتغيير القناعات الخرافية والعنصرية التي شغل المجتمع نفسه بها طوال الحقب الماضية.
وأكد السراجي أهمية التوعية بأهمية التعليم والدفع بالصغار للانخراط في العملية التعليمية بشكل واسع ومتابعة حثيثة ولو بتكوين حقيبة وزارية في الحكومة خاصة بشئونهم وإقامة مراكز محو الأمية للكبار و الدفع بالشباب لدخول المعاهد التقنية والفنية والجامعات ومنحهم مقاعد مجانية فيها.وإنشاء مراكز ومعامل خياطة وحرف يدوية متعددة للنساء. بالإضافة إلى تكثيف الزيارات المجتمعية للمسئولين وطلاب الجامعات والمدارس باتجاه المحاوي للتعرف والدمج.وتوظيف العاملين وتثبيتهم ومنحهم الرعاية والتأمين الصحي.
وبين أن الخطوات التي يجب اتخاذها كثيرة وكبيرة ونتائجها كبيرة ومضمونة.خاصة وإن هناك من يسترزق باسم المهمشين حتى من نفس الشريحة وهناك من يتاجر بآلامهم وهذا كله يجب أن يتوقف لتبدأ مرحلة حقيقية وجدية.

إستراتيجية طويلة
وأما الناشط والكاتب الصحفي محمد صالح حاتم فيقول من جانبه إن أحفاد بلال شريحة كبيرة ومهمة في المجتمع،وينتشرون في معظم محافظات الجمهورية،ولكن وللأسف الشديد فقد تعرضت هذه الشريحة للتهميش والإقصاء من قبل الحكومات السابقة بل إنه في بعض المحافظات كانوا عبارة عن عبيد وخدام يعملون عند المشائخ والمتنفذين مقابل لقمة العيش ،وظلوا هكذا عدة عقود من الزمن عمال وخدام للشخصيات النافذة في القبيلة والمنطقة جيلا بعد جيل كما كان في محافظات حجة والحديدة،وفي السنوات الأخيرة تعمدت هذه الحكومات أن تجعل من هذه الشريحة فئة منبوذة ومعزولة في الشعب،وذلك من خلال عزلهم في مساكن خاصة بهم ،وتدريس بعض من أبنائهم في مدراس مخصصة لأبناء هذه الفئة ،حتى أنه تم بناء مسجد وقسم شرطة مخصص لهم في ما يعرف بمدينة العمال بسعوان، وقد تم ايكال وتخصيص مهنة النظافة على أحفاد بلال، وهو ما جعلهم يشعرون بالنقص في المجتمع.
وبين حاتم إن ما دعا إليه السيد القائد عبدالملك الحوثي بضرورة دمج أحفاد بلال في المجتمع،والعمل على وضع إستراتيجية طويلة الأمد لدمجهم وإشراكهم في كافة نواحي الحياة ، نابع من روح الإيمان وتعاليم ديننا الحنيف،الذي جاء ليساوي بين البشر لافرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بتقوى الله.
ويرى أن دعوة السيد القائد جاءت ملبية لنداء الإسلام وتطلعات وأحلام أحفاد بلال الذين ظلوا محرومين ومضطهدين عقوداً من الزمن. معتبرا بأنها دعوة حكيمة من قائد حكيم ،لشريحة مهمة وكبيرة،ظلت لعقود تعاني ويلات الظلم والقهر والحرمان والإقصاء والتهميش ،لا لشيء ارتكبوه ،إلا لون بشرتهم السمراء والتي زينهم الله بها.

حوافز ومميزات
وتطلع حاتم أن يتم دمج أحفاد بلال في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية ، وأن يتم فرض التعليم عليهم وتشجيعهم على التعليم وتقديم حوافز مالية بهدف الالتحاق بالمدارس والمعاهد والجامعات ،وتخصيص مقاعد سنوية في الكليات العسكرية والجامعات الخاصة، وكذا تخصيص درجات وظيفية لهم سنويا في كافة المؤسسات والدوائر الحكومية، وأن يتم توزيع مساكن لهم في كافة المحافظات والمدن اليمنية وأن لايتم عزلهم في مساكن منفردة كما هو حالهم في مدينة العمال بسعوان.

قد يعجبك ايضا