العدوان واستهداف النخب فلا تكونوا أدوات

 

هاشم علوي
منذ انطلاق العدوان السعوصهيوأمريكي على الشعب اليمني اتجهت الآلة الإعلامية الهائلة إلى استهداف العقل اليمني وتشويه فهمه للعدوان وأهدافه وأسبابه ومجريات الأمور في محاولة لثقب العقل اليمني والذاكرة الوطنية في استهداف واضح عبر التضليل الإعلامي وتزوير الحقائق بكافة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمنابر والجامعات والمدارس والمقايل والاجتماعات المناسباتية وغيرها والتي تهدف إلى اختراق الوعي المجتمعي للجبهة الداخلية عبر نشر وترويج ما تضخه المطابخ الإعلامية ويبثه أشخاص محسوبون محللون استراتيجيون وما إن تسمع التضليل والكذب المفضوح والمكشوف تجد من النخب السياسية والفكرية والثقافية والأكاديمية من يكون فريسة لتلك الهجمة الخادعة ويتحول إلى مروّج لتلك الأكاذيب والخدع التي لا تنطلي على العامة فما بالك بتلك الشرائح التي يعوّل عليها أن تكون الدرع الحصين للوطن والشعب والمعوّل عليها كشف أساليب التدليس والتضليل والكذب واختراق العقّول تجد أنها أول من ينزلق في أتون الغيبوبة الفكرية والثقافية والسياسية فلا تجده إلا بوقاً لما روج له إعلام العدوان السعوصهيوأمريكي وناشراً ومروجاً لتلك الأكاذيب والشائعات المغرضة التي تهدف إلى ضرب الجبهة الداخلية وتمزيج النسيج الاجتماعي تحت أي عناوين لا تقبلها العقول والواقع.
المشكلة هنا ليست باتباع العدوان والخلايا التي يستخدمها العدوان في الترويج والتضليل وإثارة السخط الشعبي تجاه الأوضاع الداخلية والقضايا المعيشية الصعبة التي أنتجتها دول العدوان بالاعتداء والحصار ونقل البنك وقطع المرتبات ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود، فهذه الأدوات مكشوفة، إنما المشكلة أن من تعتقد أنهم ذوو عقول راجحة ودرجات علمية رفيعة وفهم واعٍ وكوادر تعتقد أنها تحمل ثقافة عالية تجدهم يتماهون مع أهداف العدوان وينخرون الصف الوطني ويضربون الجبهة الداخلية ويسممون الأفكار ويبثون الأباطيل ويخدمون بذلك العدوان، عرفوا أم لم يعرفوا، إنما قذفت بهم الأوضاع التي خلفها العدوان من قطع المرتبات، فالبعض لا يهمهم العدوان وجرائمه ولا دماء وأشلاء أطفال ونساء اليمن ولا يعنيهم الحصار الجائر ولا يثير انتباههم منع الوقود ولا يكترثون بمن جاع واكل من أوراق الأشجار ولا سوء التغذية ولا معاناة النازحين التي يصنعها العدوان والحصار إنما المهم لديهم المرتبات وبدون أن يسألوا أنفسهم مَنْ قطع المرتبات ومن ينهب النفط والغاز وموارد الموانئ والمنافذ ومن دمر العملة الوطنية بسرقة ما تبقى من موارد للعملة الصعبة وطباعة العملة غير القانونية وتأثيراتها على الاقتصاد الوطني.
كل تلك الأساليب لا تبرر أن تقع شرائح مستنيرة علمياً وثقافياً فريسة الغباء الذي يتعامل من خلاله إعلام التهريج والسذاجة الذي يتنفس كذباً وزوراً.
معاناة الشعب اليمني جراء العدوان السعوصهيوأمريكي والحصار كبيرة ولم تستثن أحداً حتمت على المزارع البسيط الذي لم يدخل الأكاديميات العليا ولا يطلع على كبريات الصحف العودة الى الأرض واستصلاح الأرض ساعيا إلى هدف الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي لذاته وأسرته، فما بال النخب انحدرت وتهاوت في براثن التضليل وإصابتها بالخور الذهني والعفن الفكري والتيه النفسي، وهذه خطورة كبيرة على المجتمع كون من يجب ان يكون أكثر صمودا وأكثر كشفا لأساليب الحرب العدوانية لم يعد كذلك فلا تهبطوا بعقولكم إلى مستوى إعلام العدوان الساقط مهنيا وأخلاقياً وإنسانياً وتصبحون أداة بيد عدوكم ضد شعبكم وضد أنفسكم ولا تخيبوا آمال شعبكم بكم فمن يتماهي مع العدوان ويترك وعيه مكشوفا وعقله مثقوبا فالوعي الوعي والبصيرة البصيرة، فمن يصمت عن جرائم العدوان الذي يدمر البيوت على رؤس الساكنين الآمنين المدنيين وحصار شعب بأكمله لا يريد أن يتأثر وتتحرك مشاعره العدائية للعدوان وأدواته إلا بعد أن تسقط حمم طيران العدوان على منزله ويفقد أسرته ويلملم أشلاء أطفاله ونسائه أم عندما تموت طفلته بمستشفى انعدم فيه الوقود للكهرباء التي يتطلب إنقاذها إجراء عملية جراحية.
تحتاجون الى الوعي فلا تكونوا لقمة سائغة للتوحش العدواني فالمجتمع لم يعد يجهل المنافقين والمرجفين والمتمرزقين مهما علت مكانتهم المجتمعية. فحافظوا على عقولكم دون ثقوب ولا تكونوا أبواقاً يسهل اصطيادكم ولا أدوات تمر عبركم المؤامرات، فالمواطن العادي يلحظ الانحدار ويعرف عدوه أكثر من بعض النخب فالتٱكل داخل الذاكرة يهدد أجيالاً وثقب الوعي يؤدي بصاحبه إلى حافة الهاوية.
اليمن تنتصر
العدوان يحتضر
الحصار ينكسر
الله اكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

قد يعجبك ايضا