أطفال اليمن لا بواكي لهم

حمدي دوبلة

 

لا تلبث السعودية طويلا في قوائم العار الأممية لمنتهكي حقوق الأطفال في اليمن وسرعان ما ترضح الأمم المتحدة للضغوطات ودبلوماسية حقائب الأموال المسافرة لتعلن وبكل وقاحة شطب اسم السعودية من تلك القوائم السوداء دون أن تبدي أسبابا لذلك الشطب والإلغاء ..
ما أعلنه أمين عام الأمم المتحدة مؤخرا بخصوص شطب اسم تحالف العدوان بقيادة السعودية من قائمة العار السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال ليس هو الأول من نوعه، فكثيرا ما سمعنا عن إدراج النظام السعودي في هذه القائمة غير أنه يتم شطبه بعد وقت قصير في مشهد ممجوج وباعث للسخرية والغثيان وللكثير من الأسئلة والاستفهامات الحائرة.
ترى لماذا أذن تجهد الأمم المتحدة نفسها وتقوم بإدراج تلك الأنظمة “البريئة” في تلك القوائم أصلا؟ وهل هي تتجنى علي دول العدوان في البداية قبل أن تشعر بتأنيب الضمير وتسارع إلى إصلاح أخطاء وتقارير فرقها الفنية المختصة بالرصد والتقييم؟ أم أن هناك تقييماً من نوع آخر يقرره قيادات المنظمة الأكبر في العالم يعتمد على معايير ومعطيات أخرى لا صلة لها بالمبادئ والقيم وكل الشعارات المرفوعة عن حقوق الإنسان عموما وعن حقوق الأطفال تحديدا، وبالتالي الانصياع للضغوط السياسة وبريق المال والانخراط جنبا إلى جنب مع المجرمين في محاولاتهم المتواصلة لطمس الصورة القبيحة التي ترسخت في ضمير الرأي العام العالمي المصدوم جراء المجازر والجرائم المروعة التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي الأمريكي بحق أطفال ونساء اليمن على مدى أكثر من خمس سنوات؟!
الأمر ببساطة – وكما بات واضحا للجميع – يكمن في أن دماء أطفالنا الزكية أصبحت في نظر هذا العالم المتجرد من كل القيم الأخلاقية والإنسانية ليس أكثر من ورقة للابتزاز والتكسب والاسترزاق..
لقد جاء قرار الأمم المتحدة الأخير القاضي بتبرئة السعودية من جرائم سفك دماء أطفال اليمن متزامنا مع تشديد الحصار الشامل ومنع وصول مشتقات النفط والغذاء والأدوية وتعريض حياة الملايين من اليمنيين صغارا وكبارا لخطر الموت المحقق، الأمر الذي يجعل المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة في موضع غير نزيه وغير منصف بل وفي موقف المناصر والمساند للمجرمين ومرتكبي أفظع المجازر الوحشية بحق الإنسان والإنسانية، وبمثابة التشجيع وإعطاء الضوء الأخضر لتحالف الشر والعدوان لاقتراف المزيد من الجرائم البشعة والتمادي الآمن في الانتهاكات الخطيرة بحق أبناء الشعب اليمني بمختلف فئاته ومستوياته ..
دماء أطفال اليمن الذين فاضت أرواحهم بالآلاف بفعل نيران وأحقاد الآلة الحربية الغاشمة للأمريكيين والسعوديين وأن كان لا بواكي لهم، إلا أن تلك الدماء الطاهرة لم تذهب هدرا وإنما أرست الكثير من الحقائق التي باتت مترسخة في الوجدان العالمي حول وحشية وسقوط هذه الأنظمة والكيانات المتشدقة بشعارات حماية حقوق الإنسان وقيم الحضارة الحديثة، كما أن أطفال اليمن وما يعانون من ويلات وتحديات جمة تتهدد حياتهم كل يوم وكل ساعة بفعل العدوان المتواصل وحصاره الخانق كل ذلك يجعل مصداقية المجتمع الدولي وتحديدا المنظمة الأممية على المحك وفي اختبار لا يتوقف على مدى نزاهتها وحقيقة ما ترفعه من شعارات وإن كان ذلك قد تبينَّ جليا ولايزال من خلال شطب السعودية من قائمة العار السوداء واصمة نفسها بعار أسود لن يمحى بسهولة مهما تقادمت السنون .

قد يعجبك ايضا