" الحلقة الثانية"

الصرخة في وجه المستكبرين.. السلاح الذي لم يستطع الأعداء مواجهته

صادق البهكلي

هكذا يحاول واحد على ضوء ما يسمع، وعلى ضوء ما ينزل، يعني: العمل معناه: أن نعمل بالحاصل. هذه هي القضية الصحيحة، يكون عندك استعداد عملي أن تعمل، وتشتغل بما حصل، في المسيرة العملية [نعمل بهدى الله] ولا ندري نحن كيف الخارطة أمامنا لكن عندنا ثقة بالله سبحانه وتعالى أن نسير على هداه، وكيفما كانت النتيجة بالنسبة لنا شخصياً كيفما كانت.
إذاً فهذا من ألطاف الله سبحانه وتعالى بنا، فلنتفهم حتى نعرف قيمة ما نعمل، هذه قضية هامة، نتفهم أثرها، وأن تعرف أنها مؤثرة بالنسبة للعدو، وفق رؤية العدو، ومقاييسه هناك، وإن كانت قد تبدو غير مؤثرة بالنسبة لمقاييسنا نحن العرب في الصراع .
معلوم أن العدو نفسه من الأمريكيين والإسرائيليين يركزون جداً على موضوع أن يهيئوا قابلية لهم في الشعب الذي يريدون أن يحتلوه، ودعاية عن طريق عملاء لهم، سواء بشكل أحزاب، أو بشكل غير أحزاب، يروجون لهم، وكل الترويج ينصب على ثلاثة أشياء : حرية، وديمقراطية، ورعاية حقوق إنسان .
تلاحظ أنه استطاع الناس بهذا الشعار أن يفضحوهم. إذاً ألم يحصل هنا انتصار بأعداد قليلة؟ فعلاً حصل انتصار للناس أنهم وقوا الأمة هذه على أقل تقدير، وما يمكن أن يستفيدوا من هذا من خارج، وقوا اليمن على الأقل، ووقينا أنفسنا نحن من ننطلق في هذا الموضوع من أن يتقبل أحد منا أي دعاية ترويجية للأمريكيين هي في الأخير تخلق قابلية للاحتلال. أليست هذه تعتبر إيجابية كبيرة جدا؟ .
إذاً فكما قلنا سابقاً: هذا الشيء من العمل نعرف قيمته، عمل في الساحة مطروح، عمل أن تنشر ملازم، وشعارات، وزعها، وتتحرك من عندك أنت، بقدراتك الخاصة، توزعها بين الناس، وتشجع الناس على قراءتها، وتشجع الناس أن يرفعوا الشعار في هذا المسجد، أو هذا المسجد بالطريقة العادية. هذا عمل.
في نفس الوقت، عندما يكون عملهم مثلما نقول دائماً: يجب أن يكون في سبيل الله، وأنه بسبب أننا على هدى الله؛ لأن هذا هو البديل الوحيد أمام الناس، البديل الوحيد أمام الناس، يعطي ثقة للآخرين بـأنه متى ما سار الناس على هدى الله سيكونون أقوياء، وسيخاف منهم العدو، وسينتصرون على العدو إذا ساروا على هدى الله .[الدس العاشر ـ دروس رمضان]
الشعار فضح الأمريكيين وعملاءهم المنافقين
ويقول الشهيد القائد في الدرس (السابع عشر من دروس رمضان) عن أهمية ودور الشعار في فضح الأمريكيين وعملائهم المنافقين، مؤكداً أن الشعار يفضح دعاياتهم الزائفة:
“أليسوا دائما يقولون: إن من الحقوق التي يعملون لأن ينالها كل إنسان هو الحق في حرية التعبير، الحق في الرأي والرأي الآخر وأشياء من هذه؟ لماذا لا يتعاملون مع من يرفعون شعاراً في المساجد وهم على مدى سنة كاملة يوجهون بسجنهم؟ أليسوا كذابين أن يقولوا أنهم يريدون حقوقا؟
إذا كانوا صادقين في مسألة حقوق، هناك حق أنتم دائما تفخرون بأنكم تحافظون عليه هو حق التعبير، لماذا لا تتركون للرجال حق أن يعبروا عن مشاعرهم عن رؤاهم عن مواقفهم عندما يرددون [شعاراً] في المساجد؟ عندما يسجنونهم أليسوا يشهدون على أنفسهم بأنهم كاذبون في أنهم يريدون أن يعطوا كل ذي حق حقه؟” [الدرس السابع عش]
ويقول في محاضرة (الشعار سلاح وموقف):
الشعار هذا أثبت عندما مسحوه, عندما تراه ممسوحاً هو يشهد – وهو ممسوح – بماذا؟ أنه مؤثر على الأمريكيين, عندما تراهم يخدشوه يشهد بأنه مؤثر على الأمريكيين, أيضاً مؤثر على الوهابيين, مؤثر على الوهابيين أيضاً بشكل كبير, ما ندري كيف سووا حتى أصبحوا هكذا يعني نافرين منِه, ما كان المحتمل أنهم يتقبلوه ويرفعوا الشعار هذا؟ وأيضاً لم يعد محسوباً عليهم وهو ظهر من عند أناس آخرين, لماذا نفروا منه! لماذا حاولوا أن لا يرفعوه! لماذا يحاربوه حتى؟! يحاربوه حرباً, ما أدري ماذا معهم من أهداف في هذه.
هو يشهد بأنه ما كان يعرف عنهم أنهم باسم دعاة للإسلام, وأنهم أعداء لأعداء الله, وأشياء من هذه, أنها عبارة عن كلام, عبارة عن كلام؛ لأنهم لو كانوا أعداء حقيقيين لأمريكا, أعداء لإسرائيل, أعداء لليهود والنصارى لكان لهم من المواقف أعظم مما لنا, شعارات, مظاهرات, هم الآن في الساحة عبارة عن حزب كبير تحت اسم حزب الإصلاح, حزب كبير, ما باستطاعته أن يكون له مظاهرات؟ مثلما يعملون في لبنان, الشيعة في لبنان, مثلما يعملون الشيعة في إيران, مظاهرات ضد أمريكا, مظاهرات ضد إسرائيل, يكون لهم شعارات يرفعونها, يوزعونها.
ولا كلمة ولا موقف, هذا يعني يثير الشك فيهم هم, يثير الشك فيهم هم؛ أو أنهم ليسوا موفقين إلى أنه يكون له موقف مشرف ضد أعداء الله.
ثم يقول: الآن يعملون بجد على محاربة هذا النشاط ومحاربة الشعار هذا, وأحياناً يضاربوا, ما هذا فضحهم؟ هو يفضحهم حقيقة, هو محرج لهم الشعار محرج, مؤثر جداً على مكانتهم وعلى شعبيتهم في البلاد؛ لأن المطوع الذي أمامك قبل قليل يظهر وكأنه داعية للإسلام, وكأنه من المجاهدين في سبيل الله, ويظهر أمامك وكأنه عدو لأعداء الله وإذا هو لا يريد يطلّع كلمة من هذا, وإذا هو يعارض بشدة.
الصرخة موقف ديني وليست عملاً حزبياً أو طائفياً
كما يؤكد الشهيد القائد (رضوان الله عليه) على أن الشعار موقف ديني وليس عملاً حزبياً ولا طائفيا يقول: ((نحن سنصرخ سواء – وإن كان البعض منا داخل أحزاب متعددة – سنصرخ أينما كنا، نحن لا نزال يمنيين، ولا نزال فوق ذلك مسلمين، نحن لا نزال شيعة، نحن لا نزال نحمل روحية أهل البيت التي ما سكتت عن الظالمين، التي لم تسكت يوم انطلق أولئك من علماء السوء من المغفلين الذين لم يفهموا الإسلام فانطلقوا ليدجنوا الأمة للظالمين، فأصبح الظالمون يدجنوننا نحن المسلمين لليهود. أليس هذا الزمن هو زمن الحقائق؟. أليس هو الزمن الذي تجلى فيه كل شيء؟. ثم أمام الحقائق نسكت؟!. ومن يمتلكون الحقائق يسكتون؟!. لا يجوز أن نسكت.
بل يجب أن نكون سباقين، وأن نطلب من الآخرين أن يصرخوا في كل اجتماع في كل جمعة.. الخطباء، حتى تتبخر كل محاولة لتكميم الأفواه، كل محاولة لأن يسود الصمت ويعيدوا اللحاف من جديد على أعيننا.
لقد تجلى في هذا الزمن أن كُشفت الأقنعة عن الكثير، فهل نأتي نحن لنضع الأقنعة على وجوهنا، ونغمض أعيننا بعد أن تجلت الحقائق، وكُشفت الأقنعة عن وجوه الآخرين؟!. لا يجوز هذا، لا يجوز)).
منطلقات هذا المشروع
أولاً: الوعي بحقيقة الأهداف الأمريكية:- إن تحرك أمريكا إلى منطقتنا ليس أبداً كما يقولون هم: [بهدف مكافحة الإرهاب] لا، هو: بهدف احتلال بلدان هذه المنطقة، والسيطرة المباشرة عليها ، بهدف استهدافنا في: [قيمنا، وأخلاقنا، ومبادئنا، وحريتنا، وكرامتنا، واستقلالنا]، هذا هو الهدف الحقيقي للتحرك الأمريكي.
ثانياً: الوعيٌ بطبيعة وأسلوب تحرك الأعداء ومستوى خطورة هذا التحرك:- لأن الأمريكي يتحرك بأساليب معينة، منها: عناوين يجعل منها غطاءً لخداع الشعوب، يعني: أن الأمريكي حرص على أن يستخدم أسلوب الخداع مع الشعوب ومع الأنظمة؛
ثالثاً: الوعيٌ أيضاً بمتطلبات الموقف: كالنشاط التوعوي من منطلق الثقافة القرآنية، ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية…الخ. وكسر حالة الصمت، التي أُريد لها أن تفرض على الجميع.
رابعاً: الوعي بضرورة استنهاض الأمة وتحريكها: لأنه لا يكفي أن يكون هناك مجرد توعية، يعني: كلام كلام هكذا فاضي من دون أن يكون هناك مواقف، من دون أن يكون هناك تحرك عملي،
خامساً: الوعي بضرورة تعريف الأمة بعدوها الحقيقي: وهو أيضاً توجيه لبوصلة العداء نحو العدو، الذي يراد له في سعيه، ومن خلال أدواته، أن يتحول هو إلى من يقود الأمة، أن يكون الأمريكي من يقود الأمة الإسلامية، أن يكون هو إمام المسلمين وقائد الأمة الإسلامية، الذي يوجه، الذي يأمر، الذي يجتمع حوله الجميع؛ ليحدد لهم واجباتهم ومسؤولياتهم، ويطلق لهم التوجيهات ويأمرهم بالأوامر. فإذاً هذه مسائل مهمة جداً، ومنطلقات أساسية لهذا المشروع القرآني الحر والمسؤول، والذي كانت تفرضه الوقائع والأحداث والظروف.
سادساً: الوعي بمخططات العدو: الأَمريكي لا يهمه أبداً أبداً أبداً أن يقتصر على ضمان الحصول على مصالح بالقدر المشروع وبالقدر المعقول، لا ليست المَسْألَة لديه أن يضمن لنفسه الحصول على احتياجاته من هذه المنطقة بطريقة مشروعة، لا هو يريد السيطرة المباشرة عليها هو يريد الاستئثار بها هو يريد الاستغلال لها الأَمريكي طماع بالتأكيد أطماعه كبيرة ولديه النزعة الاستعمارية، هذه مَسْــألَـة مؤكدة وواضحة.
سابعاً: من منطلق الشعور بالإحساس بالكرامة والعزة: لذلك من واقع الظروف التي تعيشها الأمة، وهي أمة أبناؤها كبشر لهم إحساس، لهم معاناة، لهم واقع مؤسف، يفرض عليهم أن يتحركوا. الحالة الإنسانية، الإحساس بالكرامة الإنسانية التي هُدِرت والتي استبيحت، الإحساس بالذل والهوان، الإحساس بالاستهداف الممنهج والشامل يفرض علينا من واقع حسّنا الإنساني أن لا نقبل بذلك، وأن لا نصمت تجاه ذلك، وأن لا نخضع إزاء ذلك، وكذلك موقفنا الديني، انتماؤنا الديني، قيمنا الدينية، أخلاقنا الدينية، وفي مقدمتها العزة.
ثامناً: من منطلق ما يفرضه علينا ديننا وفطرتنا: لا يمكن أبداً أن ينسجم بحال من الأحوال الانتماء إلى مبادئ الإسلام وقيم الإسلام وأخلاق الإسلام مع الرضا بالهوان والإذلال والاستعباد والقهر. لا يمكن أبداً أن نرتضي لأنفسنا أن نكون أمةً مستباحة، نُقتل، نُهان، نُذل، نُستعبد، نُقهر، دون أن يكون لنا موقف ودون أن يكون لنا أي صوت، ودون أن نتحرك أي تحرك لدفع هذا الشر وهذا السوء عن أنفسنا، هذا غير مقبول عند الله سبحانه وتعالى، ولا ينسجم مع الفطرة بأي حال من الأحوال.
تاسعاً: من منطلق الشعور بضرورة أن يكون للأمة مشروع تتحرك فيه: لا يمكن أبداً أن تتوقع الأمة لنفسها الخير والعز والشرف في الوقت الذي تبقى فيه هامدةً خاضعة مستكينةً مستسلمةً ليس لها موقف وليس لها مشروع، لا يمكن بهذا أن تدفع عن نفسها لا الشر ولا الخطر ولا الضرر، لأن تحرك الشعوب هو حتميةٌ وهو ضرورةٌ وهو مسئولية، مسئولية أمام الله، أمام أجيالنا اللاحقة، وأمام التاريخ وهو أيضاً لمصلحتنا كشعوب أن نتحرك لندفع عن أنفسنا الشر والخطر والضرر والاستهداف الكبير الذي هو استهداف شامل لأنه ليس هناك من يمكن أن يتحرك بالنيابة عنا.

قد يعجبك ايضا