نكبة عدن وصراع الأدوات في المحافظات الجنوبية

 

هاشم علوي

كانت عدن قبل أن تطأها أقدام الغزاة الجدد درة اليمن وثغر اليمن الباسم والعاصمة الاقتصادية والمنطقة الحرة ومتنفس اليمن فماذا حل بها بعد أن تمكنت دول العدوان باحتلالها بمساعدة أبنائها وغيرهم من مرتزقة المحافظات الجنوبية الذين استطاعت دول العدوان وعلى رأسها السعودية والإمارات تطويعهم بالمال والسلاح والترهيب والترغيب والإغراءات حتى تمكنت من معظم نخب وقادة المحافظات الجنوبية التي أوهمتهم بأن عدن ستتحول إلى دبي الثانية؟
فماذا حل بعدن والمحافظات الجنوبية؟ لقد سيطرت دول العدوان على المحافظات الجنوبية بما فيها عدن وصنعت فيها أدوات تحت مسمى النخب والأحزمة والأذرع القاعدية والداعشية وتجميعها من الداخل والخارج ودعمتها بالمال والسلاح وصارت تستخدمها ضد بعضها وتركت المواطن، حتى وصلت إلى الاقتتال مثلما يحصل بين أدواتها من مسميات الشرعية والانتقالي التي تتقاتل وتقاتلت في عدن وأبين وشبوة وسقطرى وبين أذرعها في عدن اليوم وكل يوم أو يومين تحدث اشتباكات بين مرتزقة العدوان سواء التابعة للسعودية أو الإمارات أو مرتزقة حزب الإصلاح الخائن، فماذا جنت عدن والمحافظات الجنوبية من دول العدوان وأدواتها وأذيالها؟! فلم تجن غير الويلات والقتل والتشريد والسجون والتعذيب والاغتيال لقياداتها وعلمائها وخطبائها وصحفييها وناشطيها والذين كانوا في أغلبهم ممن ينتمون لما كان يسمى “المقاولة” وينتمون لحزب الإصلاح وبعد أن أعلنت حكومة الفنادق لعدن مدينة منكوبة بسبب الأمطار، فإنها منكوبة بالعدوان وأدواته، فماذا قدمت دول العدوان وأدواتها لعدن وغيرها من المحافظات الجنوبية والتي تئن من تحت وطأة الكوارث والصراع والأوبئة والتلوث وغياب الخدمات وفقدان الأمن والاستقرار والحياة الكريمة ناهيك عن التغرير بشبابها والذهاب بهم إلى جبهات القتال في الحدود السعودية والذين يقتلون دفاعا عن جنوب المملكة وليس دفاعهم عن جنوبهم المزعوم، إن المرحلة تتطلب ثورة شعبية في المحافظات الجنوبية ضد الاحتلال الإماراتي السعودي ودحر أدواتها الخائنة فلسان سكان عدن يقول: كانت الرياض قرية وسط رمال الصحراء فصارت مدينة بها ناطحات السحاب، وكانت أبوظبي قرية وسط رمال الصحراء فصارت مدينة بها ناطحات السحاب، وكانت عدن مدينة بها ناطحات السحاب فتحولت بسبب الرياض وأبوظبي إلى قرية موبوءة منكوبة، بعد أن خانها أبناؤها من المرتزقة فمازال لأحرار عدن والمحافظات الجنوبية كلمة لابد من قولها وصرخة قوية في وجه دول العدوان وأدواتها التي لا تحمل للجنوب أي مشروع وطني، فمن تعتقله السعودية والإمارات وتمنع عودته إلى وطنه ويسلط كسوط على أبناء جلدته يتمرزق ويبيع ويشتري بآلام أبناء وطنه ليس كفوء لأن يقود وطن إلى بر الأمان، ومتى ما خرج أبناء المحافظات الجنوبية من غيبوبة التيه والذل تحت أقدام المستعمر والمحتل الجديد ويقولون للاحتلال ارحل وللمرتزقة كفى سيكون الشعب اليمني معهم في خندق واحد نحو تحرير كل شبر من أرض الوطن فلا المهرة سعودية ولا سقطرى إماراتية.. ولأبناء الضالع وردفان اخلعوا ثوب الذل والهوان ولا تكونوا سوطا مسلطا على أبناء وطنكم فلن تفروا منهم طال الزمن أو قصر.. عودوا إلى صف وطنكم اليمن ولن تفيدكم الإمارات بمسابقة نتف شعر الإبط ولا السعودية بمسابقة نقش الحناء وعودوا بأطفالكم من جنوب السعودية والساحل الغربي، فجثثهم تتناثر بالجبال والصحاري تأكلها السباع والضباع وكفاكم ارتزاقا وعمالة وخيانة.. عودوا لرشدكم فلا شرعية أنقذتكم ولا انتقالي أمنكم فما يريدوه أن يضل الجنوب مرتعا للفوضى والقتل والاغتيال وما يجري بين اذرع العدوان الإماراتي في كريتر ليس ببعيد وسيظل وضعكم هكذا يوميا وفي كل يوم يظهر الصراع في مكان آخر وما يجري أيضا في أبين وشبوة وسقطرى والمهرة وحضرموت ليس عنكم ببعيد فما تريده دول العدوان أن تفجروا في الخصومة لإخوانكم من أبناء المحافظات الشمالية الساكنين والعاملين بالمحافظات الجنوبية فليس من أخلاق الشعب اليمني أن ينال من إخوته تحت عناوين مناطقية غير أخلاقية فلا تسقطوا ما تعرضتم له من الإذلال والإهانة من قبل أسيادكم الإماراتيين على أبناء جلدتكم وهذه نصيحة لوجه الله لأنه ما تموت العرب إلا متوافية.
عدن تتوسل لكم لا تفرطوا بها وتتركوها وحيدة بين فكي وأنياب وحوش وأدوات الاحتلال ومرتزقته ولا نامت أعين الجبناء أيها القوم عودوا لإنسانيتكم تسود عدن الإنسانية.

قد يعجبك ايضا