الجيش الأبيض يواصل معركته مع كورونا

 

تعبئة طبية شاملة في القطاع الصحي واستنفار للكوادر الصحية في مختلف التخصصات
البدء في إنتاج 19 صنفاً من الأدوية ضد الفيروس محلياً
مراكز عزل خاصة في المستشفيات الخاصة مجهزة بكوادر طبية كاملة

رغم شحة الإمكانات والظروف الاستثنائية التي يعيشها اليمن إلا أن السلطات الصحية في صنعاء والجيش الأبيض مستمرون في معركة المواجهة مع فيروس كورونا مخاطرين بحياتهم في سبيل المواطن اليمني فعلى امتداد المحافظات الخاضعة لسيطرة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ يقف جميع الأطباء والممرضين والعاملين في مجال الرعاية الصحية أبطالاً يواجهون وباء كورونا في الصفوف الأمامية رغم المخاطر المحدقة بهم مستمدين قوتهم بعد الله تعالى من قيادتهم المتمثلة بوزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل الذي استطاع قيادة المرحلة بكل حكمة واقتدار رغم المصاعب .
الثورة  / قضايا وناس

الزام المستشفيات الخاصة باستقبال الحالات المرضية
بعد تلقي وزارة الصحة شكاوى عن رفض عدد من المستشفيات استقبال الحالات المرضية وحالات الاشتباه بكورونا أصدر وزير الصحة العامة والسكان تعميماً للمستشفيات والمراكز الطبية في المحافظات التي تقع تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ ،الزم فيه رؤساء هيئات المستشفيات العامة ومدراء المستشفيات الخاصة، بـاستقبال كافة الحالات المرضية بما فيها الحالات الوبائية الواصلة إلى المستشفيات وتقديم كافة الخدمات التشخيصية والعلاجية اللازمة .
كما ألزم المستشفيات بـاستقبال ومعالجة حالات الاشتباه وتجهيز أسرة رقود وأسرة عناية مركزة مع أخذ كافة التدابير الاحترازية الوقائية، وضرورة توفير المستلزمات الوقائية لكافة العاملين في المستشفى .
وشدد التعميم الصادر برقم 373 على “الأخذ بالتدابير الاحترازية عند استقبال الحالات المشتبهة والتعامل معها .
كما أصدر الوزير المتوكل تعميما معززاً حمل الرقم 374 وقضى بأن يتم رفع الجاهزية وتخصيص أقسام عزل وعناية مركزة لاستقبال ومعالجة الحالات المشتبهة” بفايروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ونص التعميم بإلزام المستشفيات العامة والخاصة في العاصمة والمحافظات بأن “يتم تخصيص أقسام عزل وعناية مركزة خاصة لاستقبال الحالات المشتبهة وعمل الفحوصات اللازمة ومعالجتها في المستشفيات”.
وشدد التعميم على التزام المستشفيات بأن يتم توفير أدوات الحماية الكاملة للكادر الطبي في المستشفيات بما يتناسب مع مثل هذه الحالات، كما يتم رفع الجاهزية وتواجد الكوادر الطبية المتخصصة والمساعدة.
إعلان التعبئة الطبية الشاملة
مع توسع انتشار فيروس كورونا وزيادة نسبة الإصابات أعلن وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل منتصف الأسبوع الماضي التعبئة الطبية الشاملة في القطاع الصحي واستنفار الكوادر الصحية في مختلف التخصصات لمواجهة وباء كورونا .
وقال المتوكل إن اليمن تخوض مواجهة شرسة مع فيروس لا يُرى، وبالتالي هي بحاجة لكل طبيب وأخصائي وفني وممرض للوقوف إلى جانب المرضى ، مؤكداً أن الكوادر الطبية والصحية هم رأس مال مهم للبلد .
وأكد الوزير المتوكل ان الوزارة ستعمل على توفير الحماية الكاملة للكوادر بكل الإمكانات المتاحة، داعياً رجال المال والأعمال والخيرين والمنظمات للقيام بواجبهم في توفير وسائل الحماية الشخصية للكوادر الطبية .
التوجه نحو إنتاج الأدوية المحلية
وفي ظل الاحتياج الكبير للأدوية المتعلقة بكورونا توجهت صنعاء إلى إنتاج الأدوية محلياً حيث أكد وزير الصحة أن المواد الخام متوفرة، ولا يبقى سوى الإنتاج والتركيز على الأدوية التي يتم احتكارها وتغطية السوق بها لكسر الاحتكار .
وفي الاجتماع الذي عقده وزير الصحة العامة والسكان الأسبوع الماضي مع منتجي الأدوية أكد رئيس الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية الدكتور محمد المداني تجهيز 19 صنفاً من الأدوية المتعلقة بكورونا، بما فيها فيتامين سي وغيرها، ليتم إنتاجها محلياً بجودة عالية وبأسعار مناسبة فيما أكد منتجو الأدوية الاستعداد لإنتاج الأدوية وتغطية السوق المحلية خاصة في ظل الأوضاع الراهنة .
مصدر طبي مطلع أكد أن تصريحات وزير الصحة الدكتور طه المتوكل عن اكتشاف علاج كورونا ليست للاستهلاك الإعلامي وإنما تصريحات من واقع حقيقي وملموس لا مجال للتشكيك فيه، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستثبت ذلك.
وأوضح المصد الطبي، أن الأبحاث والدراسات عن علاج كورونا بصنعاء كبيرة وناجحة ومبشرة ولها واقع واعد بكل ما تعني كلمة واعد.
لافتا إلى أن ما يجري حاليا هو بالفعل ما أكده وزير الصحة الدكتور طه المتوكل أن العلاج سيكون من اليمن ولا عزاء للساخرين أصحاب النفوس الضعيفة الحاقدة.
تفقد مراكز العزل الصحي
خلال زيارته لمركز العزل الصحي في مستشفى زايد وعدد من المستشفيات الخاصة شدد وزير الصحة على ضرورة استقبال كافة حالات الالتهاب الرئوي في جميع المستشفيات الخاصة والعامة وتقديم خدمات الرعاية التشخيصية والعلاجية، مع الأخذ بالتدابير الاحترازية عند استقبال الحالات المشتبهة والتعامل معها والالتزام بإجراءات مكافحة العدوى وتوفير الحماية للكادر الصحي .
ونظراً لاستكمال تجهيز مركز العزل في مستشفى زايد بكافة أجهزة ومعدات العناية المركزة، بما فيها أجهزة التنفس الصناعي وجه وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل بسرعة استقبال الحالات الحرجة في مستشفى زايد بدلاً من إرسالها إلى مستشفى الكويت .
تطمينات وتوضيحات
وفي ظل ما تتداوله وسائل الإعلام المأجورة للعدوان عن عدد ارتفاع عدد الوفيات بسبب كورونا في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية التي تخضع لسيطرة المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ أوضح الناطق الرسمي لوزارة الصحة اليمنية الدكتور طه الحاضري أن حالات الوفاة التي نراها هذه الأيام ليس لها علاقة بفيروس كورونا، مشيراً إلى أنه في اليمن يموت (2000) مواطن يومياً بسبب الأمراض المزمنة وأمراض أخرى مختلفة، ومنها الموت الطبيعي وكبر السن، داعياً إلى ألَّا تتحول هذه الأرقام إلى “كورونا” والذي يؤثر على الحالة النفسية للمجتمع.

في رحاب
الخالدين

الشهيد العلاَّمة زيد علي مصلح .. حمزة العصر معراج للشهادة

إعداد / عبدالله الطويل
الشهيد العلاَّمة زيد علي مصلح سند يمتد نسبه الشريف إلى الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين حفيد الإمام علي ابن أبي طالب عليهم السلام.
نور الله في الأرض لا بد له من ربيين يمثلون هذا النور الرباني العظيم لكي يحيوا سنة الوجود للإنسان ومهمته السامية وهي الاستخلاف في الأرض لحقب متتالية، ومن عتمة الليل الحالك المثقل لاح من البعيد شعاع نور كبارقة أمل طال انتظاره طويلاً .. ظهر زيد و يا ترى ما المعاني لزيد؟ بطل خاض لله كل الميادين مقارعاً الأعداء الظلمة المعتدين.. إنه حمزة العصر ودليل إرشاد لأجيال قادمين لاستكمال بناء مشروع قرآني عظيم، فكان عالماً لا يجارى وأستاذاً لصناعة القادة وصنع من مقامه سلماً للنصر ومعراجاً للشهادة.
بدأ مشواره بخوض الصرح التعليمي في منطقه مران عام 1978م حيث مثلت انطلاقته العلمية انطلاقة مميزة منذ نعومة أظافره، إذ عرف باهتمامه وجده واجتهاده، وكان يتميز في صغره بجرأة وبثقة عالية بنفسه وبشخصية.
كان رفيقاً للسيد بدر الدين الحوثي ،انتهل من علومه الدينية ونال الصفات الحسنة التي اكتسبها من معلمه ومربيه .
عٌرف زيد منذ بداية ريعان شبابه مجاهداً مخلصاً محتسباً بمعية النجباء المخلصين الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي والشهيد عبدالله علي مصلح وغيرهما ممن يقيمون حلقات الدراسة والتعليم لفريق الشباب المؤمن لتوعية المجتمع بالأنشطة المختلفة بخطورة المرحلة .
بعض من سمات وصفات الشهيد:
– من كبار علماء الزيدية، مجتهد ، محسن، زاهد، ورع .
– عُرِف بتعاونه مع الناس ذوي الحاجة، وكان يسارع في جمع التبرعات.
– كان في حياته عالماً وإدارياً وشاعراً ومرشداً اجتماعياً.
– -كان يمتلك استراتيجية وخبرة عسكرية في الحروب وكذلك في التأهيل وإعداد المقاتلين.
– محسن ومحب للمجاهدين وكان يقدم مصلحتهم على نفسه.
دوره في العديد من المهام :
ــ من الأعضاء المؤسسين لمدرسة الإمام الهادي عليه السلام.
ــ مؤسس فرقة الرسالة الإنشادية، وكان يحرص على نجاح هذه الفرقة حتى كان لها صدى كبير.
ـ مؤلف العديد من القصائد التي بلغت عنان السماء ومؤلف ديوان( فجر الشهادة) الذي له صدى كبير في المشروع القرآني.
– كان يقوم بالعديد من الدورات التأهيلية واستقطاب واستقبال الوفود وكان يقوم بعملية طباعة الملازم وإخراج أشرطة الكاسيت لمحاضرات السيد حسين.
ــ كان للمسرح دور في نقل الفكرة لدور المشروع القرآني وطريقه إيصال المعلومة بعدة أساليب، لذلك أعطاه جل اهتمامه بتأليف القصص وإشرافه على من يقومون بالأدوار.
ــ قائد عسكري في الجبهات وكان يمثل السيد حسين في غيابه سواء في حل قضايا المجتمع أو الخطابة أو الأعمال الأخرى.
الشهيد زيد وتأسيس المشروع القرآني :
بينما الشهيد يعيش خضم الأحداث العالمية بما يشاهده ويتابعه من أحداث ومجريات في الساحة الدولية ومواجهة أمة الكفر والنفاق، وبعد أن أطلق السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي أول صرخة بالشعار في 20 / 1 /2002م كانت سعادة الشهيد غامرة، لأنه حلمه الذي كان يحلمبه بالجهاد في سبيل الله، فشق طريقه من بين الصمت المترامي على امتداد البلاد الإسلامية ليواجه إجرام البغاة والمعتدين ويصد مخططهم الفظيع ليكون هذا الصوت أملا لكي يعود للأمة مجدها وكرامتها .
وقد رأى السيد زيد في هذا المشروع ساحة مفتوحة للمواجهة الفعلية مع الأمريكيين والإسرائيليين ومن لف في فلكهم من الأعداء، فانطلق وعلى عاتقه نصرة هذا المشروع القرآني وكان من أوائل طلبة الشهيد القائد ومعلماً من المعلمين لهذا المشروع من خلال العمل والتوعية والنشاط في مناطق واسعة حتى خارج المحافظة.. بدأت أولى صرخات الحرية في الجامع الكبير بصنعاء عندها بدأت آثار الصرخة على أعداء الله وأعلن السفير الأمريكي استياءه من هذه المواقف ،فإذا بالاعتقالات للمكبرين في الجامع الكبير من يقومون برفع الهتاف بهذا الشعار وبدأت المواجهة الفعلية من قبل السلطة الظالمة.. كان لا بد للسيد زيد أن يستعد لهذه المواجهة، فكان يعد الشباب ويجهزهم ويمولهم رغم قلة الإمكانات لكي يقوموا برفع الشعار في الجامع الكبير وبدأ هذا المشروع ينتشر ورفع الشعار في العديد من المحافظات وبسرعة جعلت العدو محتاراً وكان عدد السجناء اكثر من 700 سجين وما زالت التهديدات تصل إلى السيد حسين لإيقاف هذا الشعار والسكوت عنه، لكن ذلك لم يكن يشكل أي خوف أو قلق لديه، وفي السابع عشر من شهر يوليو لعام 2004م تفاجأ الناس بصلية من الصواريخ والقذائف تهز أرجاء المنطقة وبدأت السلطة الظالمة الحرب ضد هذا المشروع العظيم، وكان لا بد لأبناء صعدة المجاهدين أن يقفوا ضد هذا العدوان الظالم.. اختار الشهيد زيد موقعاً له وهو موقع الخربان وهو جبل يقع أسفل منطقة مران وكان في مقدمة الصفوف متصدياً للعديد من زحوفات الأعداء والمحاولات المتعددة لكي يتقدموا إلى منطقه مران .
الاستراتيجية العسكرية التي انتهجها ضد الأعداء كانت تنبئ عن قيادة عسكرية محنكة سواء من ناحية التحصين والتمويه أو من خلال شد المعنويات للمجاهدين وزرع الأمل في نفوسهم وأنهم هم المنتصرون حتى لو قتلوا في سبيل الله رغم أنهم لم يكونوا خريجي أكاديميات عسكرية عليا وحتى الترتيبات العسكرية كانت مدهشة، وهزمت الجيش ليتراجع عن مواقفه خالي الوفاض .
كان السيد زيد على تواصل مستمر بالسيد حسين لكي يطلعه على كل التفاصيل وكل جديد ويستشيره في كل مهمة ويرفع له الإشكالات التي تحتاج للقيادة في البت والنظر فيها .
في يوم الخميس التاسع عشر من جماد الأولى 1425هـ واصل العدو زحوفاته المتكررة والمستمرة للتقدم باتجاه موقع الخربان لليوم الثامن عشر على التوالي لكنه كان أمام كتل من الثبات وجبال من الصبر واستحال عليه تجاوزها فقد كان السيد زيد يمثل التيار المعنوي لروحية المقاتلين.
وبعد ضرب شديد مكثف للطيران والمدفعية لعدة أيام وبشكل مستمر وزحوفات متواصلة للعديد من الألوية المختلفة تجاه هذا الموقع وصل العدو إلى التبة المقابلة لموقع الخربان من جهة الشرق وكانت المواجهة شديدة يقابلها جبل من الصبر وبحر من التضحية وقتال مثل قتال محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسيف من يد الإمام علي والحسين ورمح وتضحية كسيدنا حمزة ذلك هو الشهيد زيد علي مصلح حمزة العصر .
رُفع غبار دماء المعركة الدامية لينبئ عن خبر استشهاد السيد زيد ثابتاً صابراً محتسباً.
عندها وصل خبر استشهاده إلى السيد حسين، فتحرك بمجاميع من المؤمنين إلى ذاك الموقع وحرروه من الظلمة المعتدين وحصل الانتصار الكبير في ذاك اليوم على الجيش ورجع خائباً وحصلت الهزيمة المخزية للسلطة الظالمة .
ذاك هو حمزة العصر الشهيد زيد علي مصلح الذي سيظل مدرسة تتعلم منه الأجيال كل معاني الحياة وتستنير به في كل الميادين ثباتاً وصبراً وبصيرة ووعياً.. فسلام الله عليك وعلى مقامك الذي جعلت منه سلماً للنصر ومعراجاً للشهادة .

قد يعجبك ايضا