بين استشهاد إياد ومقتل فلويد.. سلطة الإرهاب الصهيو أمريكي واحدة

 

القدس المحتلة/ سبأ
جاءت حادثتا مقتل الأمريكي جورج فلويد خنقاً تحت أقدام الشرطة في مدينة مينا بوليس واستشهاد الشاب الفلسطيني إياد الحلاق المصاب بالتوحّد باثنتي عشرة رصاصة بسلاح حرس الحدود التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ليؤكد على أن سلطة الإرهاب والإجرام والعنصرية مصدرها واحد أمريكا والكيان الصهيوني.
وتزامنت عملية اغتيال الفلسطيني اياد مع عملية اغتيال فلويد ليتأكد للمجتمع الدولي ، أن إدارة الرئيس ترامب تتكامل بعنصريتها ووحشيتها مع الكيان الصهيوني الشريك له في إنتاج العنصرية والفاشية والإرهاب، والغاصبة لحقوق الشعب الفلسطيني.
وما الرابط بين العمليتين الوحشيتين إلا للدلالة على العلاقة الوثيقة بين القتلة الإسرائيليين والأميركيين العنصريين. وهو ما يستدعي العالم الحر، وكل صاحب ضمير إنساني للخروج عن صمته، والتصدي لغلاة العنصرية والفاشية، وملاحقتهم في كل المنابر السياسية والقانونية والإنسانية، وقبل ذلك أمام محكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب.
الرابط بين الحادثتين أكده الصحافي الإسرائيلي، جدعون ليفي، وهو من أبرز الأصوات ضد الاحتلال ، عبر مقال نشره في صحيفة هآرتس ربط فيه بين حادثة مينيابوليس العنصرية وجرائم الاحتلال التي ارتكبها بحق الفلسطينيين والتي كان آخرها اغتياله للشهيد المقدسي إياد حلاق.
وأكد ليفي في مقاله : «إن حرس الحدود ليسوا أقل وحشية أو عنصرية من الشرطة في أمريكا، هناك يفتحون النار على السود، الذين يعتبر دمهم رخيصا وفي إسرائيل يفتحون النار على الفلسطينيين الذين يعتبر دمهم أرخص. ولكن هنا تجعلنا عمليات القتل ننام، وهناك تثير الاحتجاجات».
بدوره الكاتب اللبناني جلبير الأشقر أكد في مقال له نشرته صحيفة القدس العربي إن العنصريتين، الاستعلائية الأمريكية والصهيونية، من طينة واحدة ، وليس من تدليل رمزي على ذلك أسطع من تزامن جريمتي قتل جورج فلويد وإياد الحلّاق، حيث يمثلان الفئتين القابعتين في درك التراتب العنصري في كل من أمريكا وإسرائيل.
وأضاف أنه بمثلما اعتاد أعضاء الشرطة الأمريكية على حصانة تحميهم من المعاقبة على قتلهم للسود، تعوّد أعضاء الأجهزة المسلّحة الإسرائيلية على حصانة تحميهم من المعاقبة على قتلهم للفلسطينيين، وفي كلا الحالين ثقافة مماثلة من الاستعلاء العنصري الأبيض.
وتمنى الكاتب في نهاية مقاله أن تشكل الانتفاضة الجديدة للسود الأمريكيين وسواهم من المناهضين للعنصرية في الولايات المتحدة، أكبر دعم يتلقّاه الفلسطينيون منذ سنين عديدة. وهو دعم نأمل أن يُلهم انتفاضة فلسطينية جديدة، لا بدّ منها في التصدّي لمشروع الضمّ الصهيوني الجديد وتمادي دولة إسرائيل في تصعيد اضطهادها العنصري لكافة الفلسطينيين الواقعين تحت سيطرتها من البحر حتى النهر.
واعتبرت حركة حماس مشهد قتل جنود الاحتلال الإسرائيلي للشاب الفلسطيني المقدسي إياد الحلاق بدم بارد، ومشهد قتل الأمن الأميركي للمواطن الأسود جورج فلويد خنقًا حتى الموت، بأنه يعكس عنصرية الإدارة الأميركية والاحتلال.
وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة أن «ما جرى يعكس بشكل واضح عقيدة وثقافة الكراهية والعنصرية والتطرف التي بنيت عليها هذه الأجهزة، والتي تمنح الشرعية والغطاء لارتكاب جرائمها وانتهاكاتها، من قبل قياداتها السياسية التي عمدت على مأسسة وتصدير العنف والإرهاب إلى كثير من دول العالم، والتي لطالما عانى منها الشعب الفلسطيني وكثير من شعوب المنطقة».
وأضاف : إن هذه السياسات الخطيرة في التعامل مع البشرية بحاجة إلى فضحها والوقوف في وجهها من قبل كل أحرار العالم، والمدافعين عن الحرية وكرامة الإنسان .
في سياق متصل، اعتبرت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة، ان الاعدامات الميدانية التي تنفذها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين، خطة ممنهجة لفرض وجودها وجزء من تنفيذ صفقة القرن.
وتابعت ابو دقة، ان «إسرائيل تتمدد وتستخدم العنجهية والبطلجة الامريكية التي تمارس في أمريكا على مستوى عنصري وفي فلسطين كل يوم على مستوى الاسرى والارض والمقدسات والمعاقين والنساء والأطفال .
وأطلق نشطاء عرب وأجانب حملة دولية، لتسليط الضوء على الجرائم العنصرية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، والتي تكررت في أمريكا ضد ذوي البشرة السوداء والبنية أيضا.
وأكد الناشطون أن مشهد الشرطي الأميركي وهو يدهس بركبته على رقبة جورج فلويد، قبل أن يلفظ الأخير أنفاسه ويشعل شرارة احتجاجات غير مسبوقة منذ عقود في الولايات المتّحدة، يحاكي عشرات المشاهد من الأراضي الفلسطينية، حيث يكرر جنود الاحتلال استخدام أسلوب «الركبة على الرقبة» هذا في عمليات الاعتقال والتحقيق العنيفة بحق الفلسطينيين. لا يصبح الأمر محض صدفة بالنظر إلى برامج التدريب المشتركة التي تعززت أكثر خلال السنوات الأخيرة بين الشرطة الأميركية وقوات الأمن الإسرائيلية، وتتزايد معها الدعوات لوقفها داخل الولايات المتّحدة، بحكم التاريخ الدموي الطويل لقوات الاحتلال الإسرائيلية، وعقيدتها المبنيّة على التمييز والعرقنة، والاستخدام المباشر للقوة، بما فيها المميتة، حينما يتعلّق الأمر بالفلسطيني.
ويشير النشطاء إلى سجل إسرائيل الواضح في انتهاكات حقوق الإنسان وعنف الدولة تجاه الفلسطينيين واليهود الملونين واللاجئين الأفارقة.
ونشر ناشطون صوراً ومقاطع فيديو تعبر عما يعانيه الفلسطينيون كشعب منذ سنوات عديدة من تعامل عنصري يومي، وتطابق مطالبهم بالعدل والمساواة مع ما يدافع عنه الكثيرون في أمريكا وحول العالم الآن، قائلين إنهم يواجهون عدواً واحداً وهو: العنصرية العنيفة الممنهجة.

قد يعجبك ايضا