الحديدة تستقبل عيد الفطر في ظل قواعد مقيدة للاحتفال للحماية من فيروس كورونا

 

معظم الأسر في الحديدة أعدت أفكاراً بديلة لمشاركة الأطفال فرحة العيد
التواصل الاجتماعي منصة للمشاركة العائلية
ابتكار أساليب مبهجة وبناء جسور التفاهم والتقارب الأسري

في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا وباقي دول العالم بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)… أكد أهالي مدينة الحديدة ممن التقت بهم “الثورة” التزامهم بالإجراءات الوقائية والالتزام بالترابط الأسري وإتباع قرارات اللجنة الوزارية العليا لمكافحة العدوى واللجنة الفرعية بالمحافظة اللتان أكدتا على حظر التجمعات المرتبطة بالعيد مثل صلاة العيد وتجمعات المعايدة والاحتفالات الجماعية بالعيد لخطورة مثل هذه التجمعات على نشر المرض في أوساط المجتمع، وإلزام الجميع بارتداء الكمامات في الأماكن العامة، وتشمل جميع مواقع الأنشطة التجارية والصناعية المسموح بها، وفي أماكن العمل في القطاعين العام والخاص ووسائل النقل العامة.
لافتين إلى تبادل التهنئة عبر الهاتف وقنوات التواصل الاجتماعي وعدم فتح المجالس لاستقبال المهنئين بمناسبة عيد الفطر المبارك مثل كل عام وبما يسهم في مواجهة الفيروس بأقل الخسائر الممكنة :

الثورة  / أحمد كنفاني

▪ بداية يقول رب الأسرة محمد عبدالله الميتمي : يأتي علينا عيد الفطر المبارك هذا العام في ظل ظروف خاصة، لم نشهدها من قبل، هذه الظروف تفرض علينا في العيد، سلوكيات لم نعهدها من قبل في أعيادنا، لكنها ضرورية من أجل صحتنا وسلامتنا، نحن وأهالينا وأقاربنا وأصدقائنا ومجتمعنا، إنها ظروف جائحة فيروس كورونا، الذي يفتك بالبشر في كل أنحاء العالم، والذي تفرض علينا مكافحته ألا نقترب ولا نتعانق ولا نتجمع معا في الأماكن المزدحمة، وألا نهنئ بعضنا البعض بالمصافحة، وأن نتوخى الحذر في تصرفاتنا.. متمنيا أن يعيد الله هذه المناسبة السعيدة على بلادنا والأمة العربية والإسلامية بالخير والبركة والأمن والأمان ووضع معيشي أفضل.
حرمان الأطفال من العيدية
▪ ويؤكد رئيس مجلس الآباء بمدرسة 7 يوليو صالح حسن مهدي من وجهة نظره أن الأطفال الأكثر تأثرا بإلغاء عادات وتقاليد العيد، لأنهم لن يخرجوا من منازلهم للعب مع أصدقائهم، ولن يحصلوا على العيدية النقدية من أعمامهم وأخوالهم والأقرباء.
وأشار إلى أن مرور عيد الفطر لهذا العام سيكون كبقية أيام الأسبوع نظرا لإلغاء مظاهر العيد، ومنها عدم الخروج من المنزل وتبادل الزيارات الأسرية ومنع الزيارات للمتنزهات والحدائق.
وأوضح أن مواجهة وتعزيز سبل مكافحة الفيروس بات أهم من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك.
التباعد الجسدي
▪ فيما يرى الأكاديمي بجامعة الحديدة الدكتور محمد المازن أن ثقافة التعامل مع فيروس كورونا من فرض التباعد الجسدي والإجراءات الاحترازية خلال هذه الفترة ستنعكس على علاقاتنا الاجتماعية مستقبلا، ما سيؤدي إلى اختفاء العادات والتقاليد تدريجيا من حياتنا الاجتماعية.
وأشار إلى أن التباعد الاجتماعي أصبح أساس العلاقات والسلوكيات العفوية والتلقائية بين المجتمع، وأنه مع مرور الوقت فإن العادات والتقاليد ستتأثر وتختفي وسيكون تأثيرها أقل مما هو متوقع.
طقوس مختلفة
▪ ولفتت من جانبها أم مالك إلى أنه سوف يغيب عن عيد الفطر هذا العام العديد من الطقوس والعادات والتقاليد المحلية التي أعتاد عليها الناس، مفتقدين أجواءها التي تعلوها البسمات وعلامات الفرح، حيث يأتي عيد الفطر هذا العام وقد أفسد وباء كورونا الكثير من مظاهره وطقوسه، ولكن يمكن أن نلتمس فرحة العيد في أبسط الأشياء التي بالإمكان فعلها في المنزل.
منوهة إلى أنه لم يكن من اهتماماتنا تزيين المنزل قبل هذا العيد، لأن العيد في جوهره كان لقاء من نحب فلا نعود للمنزل إلا للراحة ، ولكن لأول مرة نعايش عيدا مختلفا، فرض علينا طقوسا مختلفة، وبوجود الأطفال كان لابد من إضفاء أجواء من البهجة حتى يستمتعوا ونستمتع معهم بالعيد.
وأضافت نتشارك أنا وأخواتي وصديقاتي الأفكار عبر قنوات التواصل المختلفة في كيفية إقامة فعاليات ترفيهية متنوعة تضفي بهجة وجمالا على العيد مع عائلاتنا الصغيرة.
ابتكار ألعاب مسلية
▪ من جهتها علقت المرشدة الاجتماعية بمستشفى دار السلام للصحة النفسية أشواق حسن بالقول : العيد فرحة وفرحته تكتمل بلمة الأهل والأحباب، وبسبب الظروف الاستثنائية هذا العام اختلفت نوعا ما طقوس العيد، سوف نحيي طقوسه داخل المنزل ولا تتعدى خارجه.
وأكدت أن صناعة الفرحة داخل المنزل حاليا هي وظيفة كل رب منزل يخاف على أبنائه من الاحتكاك بالمجتمع، ووظيفتي كأم هي أن أعمل على إبقاء أبنائي داخل المنزل مع مراعاة صحتهم النفسية وأن يحظوا بقدر عال من الرفاهية لتجنب أن يصابوا بالملل، وذلك من خلال ابتكار ألعاب مسلية وإشغال وقت فراغها بالتعليم والتهذيب وزرع المهارات.
اتباع الإرشادات .. حماية وأمان
▪ وقال المستثمر الشيخ ثابت إبراهيم المعمري إن تجهيزات العيد من الطعام والكساء والمعايدة متوفرة في كل بيت تهامي، فالأصل فيها التزاور والتراحم ونشر الفرحة في قلوب الصغار والكبار في المجتمع، ولكن العيد هذا العام جاء بالتزامن مع الوباء الذي حل بنا، فانقطعت جميع الأسس التي يقوم عليها العيد، وبخروجنا من هذه الوباء بأمان سيكون لنا بدلا من العيد عيدين، فلنكتفي ونقلل من الخروج من المنزل الذي قد يضر بنا بدلا من أن ينفعنا.
التحلي بالصبر
▪ فيما رأى كل من محسن علي الصادق وفوزي محمد محنى وقاسم رامي زين ويوسف ماجد عباس أن عيد الفطر لدى أبناء الحديدة تظل مناسبة عظيمة تتجلى فيه كل معاني الإنسانية وتتوحد فيه المشاعر وتتلاقى فيه القلوب وتتصافى فيه النفوس والعيد فرصة للراحة وصلة الأرحام وزيارة الأهل والأقارب والجلوس معهم بعيدا عن هموم الدنيا ومشاغلها فيتشارك الجميع الفرح بالعيد ويتقاسمون لحظات سعادته.
مشيرين إلى أن الحديدة ومديرياتها ترتدي حللا قشيبة من مظاهر الفرح والابتهاج احتفاء بالعيد بالرغم من المعاناة الإنسانية على وقع استمرار العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني والحصار وتردي الأوضاع المعيشية للمواطنين وانتشار جائحة وباء كورونا وما تبذله حكومتنا الرشيدة واللجنة الوزارية العليا لمكافحة العدوى من جهود وتطبيق للإجراءات الاحترازية التي نأمل من خلالها مواجهته والتقليل من أضراره ومخاطره.
وأكدوا أنه على الرغم من الإجراءات والموانع التي فرضها الوباء، فلا بد للناس أن تفرح وتبتهج في العيد مع مراعاة التباعد الاجتماعي وإجراءات الوقاية والسلامة.. داعيين في الوقت نفسه إلى التحلي بالصبر لتخطي هذه المحنة.

قد يعجبك ايضا