أعيادنا ملغية.. ورياضتنا منسية

 

د. جابر يحيى البواب

العيد مناسبة اجتماعية مميزة ورائعة لتقوية وتعزيز أواصل الترابط والتماسك والتراحم والتكافل الاجتماعي، بالإضافة إلى أنه مناسبة ذات أهمية اقتصادية، حيث تهتم الأسر بمختلف مستوياتها الاجتماعية والاقتصادية بالإعداد والتحضير له من خلال شراء السلع والبضائع والمنتجات المختلفة الجديدة، وتعتبر الأعياد مناسبة للفرح والسعادة والتقارب بين الأفراد، سواء على مستوى الأسرة أو الجماعة أو المجتمع، ظاهرة جميلة ومبهجة تقلصت بفعل العدوان والحصار على اليمن وجشع تجار الحروب واختنقت بسبب انتشار فيروس كورونا الذي أصاب أكثر من 5 ملايين و500 ألف حول العالم، وقضى على ما يزيد عن 350 ألفاً، بينما تعافى من هذا المرض أكثر من مليونين و310 آلاف، وفق موقع Worldometer»”، الأرقام غير ثابتة فكل يوم تتغيَّر، لأن الوباء مستمر في الانتشار، والعالم مستمر في محاربته ومحاولة السيطرة عليه.
لم يكن لنا النصيب الأكبر من مظاهر الفرح والسرور والاحتفال بالأعياد المختلفة “الوطنية والدينية والاجتماعية” التي مرت علينا في السنوات الأخيرة، فمؤشر سعادة اليمن السعيد شعباً وأرضاً بدأ بالانخفاض التدريجي، حتى اختفى مع ظهور وباء “كوفيد 19” الذي حرمنا من التواصل الاجتماعي مع الأهل والأحباب والأصدقاء “عيدك في بيتك”، وحرمنا من الاستماع لأغنية الفنان المرحوم علي بن علي الآنسي “آنستنا يا عيد”، لكننا شعب التحدي والخروج عن المألوف، لم ندع العيد يمر مرور الكرام، ولم نسقط أغنية “آنستنا يا عيد” كلياً من حساباتنا، لقد طبقنا جزءاً من أبياتها “اضحك على الأيام.. وابرد من الأوهام.. وامرح مع الأنغام…وافرح بهذا العيد” رغم التباعد والمكوث في البيوت ومقاطعة الحدائق وأماكن الترفيه وحرمان الأطفال من الأماكن الأكثر قرباً إلى قلوبهم، لقد فرض علينا هذا الوباء إغلاق النوادي والصالات والملاعب الرياضية وإيقاف الكثير من الأنشطة والفعاليات والمناسبات الشبابية والرياضية.
وحتى لا ننسى أننا أبناء اليمن السعيد الصامدون الشامخون في وجه العدوان والحصار، الصابرون على كل الظروف والمحن التي ابتلانا بها الله منذ العام 2011م، فإن البديل لنا هي الرياضة التي يمكنها أن تحفِّز هرمونات الفرح وتعيد لنا ألوان السعادة والسرور؛ هناك الكثير من الأسباب التي تجعل من ممارسة التمارين الرياضية خلال العيد أمراً ضرورياً، خصوصاً وأن عادات العيد والوجبات الدسمة التي يتم تناولها خلاله إضافةً إلى الحلويات كل ذلك يساهم في تكدِّس الدهون وزيادة الوزن.
كما أن الرياضة من شأنها أن تحسِّن المزاج كونها نشاطاً ترفيهياً ممتعاً ومفيداً، ولذلك يجب أن نتصدى للوباء والملل والكسل خلال الحجر الصحي وعطلة أيام العيد، وننطلق لممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على نشاط وحيوية الجسم وتعزيز المناعة وتقويتها ورفع قدرتها على التصدي لفيروس كورونا.
حيث ينصح الأطباء وخبراء التغذية بضرورة الالتزام بحمية غذائية مع تخصيص وقت من إجازة العيد لممارسة أي نشاط رياضي؛ لأن العيد فرصة مناسبة لا تعوَّض لعمل برنامج رياضي صحي ترفيهي، خاصةً لأولئك الذين لا يجدون وقتاً كافياً لممارسة الرياضة في الأيام العادية بسبب الانشغال والعمل، كما أن الحجر الصحي الذي فرضه علينا وباء كورونا تجنباً للإصابة بالفيروس، فرصة لمن حرم من ممارس التمارين، لإعداد برنامج رياضي مناسب لإعادة اللياقة البدنية، ولمن هم رياضيون إعداد برنامج رياضي للمحافظة على مستواهم الرياضي والبدني العام والخاص حتى يزول عن هذا الوباء، ويجنِّب الله اليمن السعيد كل بلاء ومكروه.
كل عام وقلوبنا بيضاء، وكل عام ونحن في نقاء، وكل عام والنصر حليفنا، وكل عام ونحن سعداء، وكل عام ونحن بصحة وعافية، أعاد الله هذه المناسبة الدينية العظيمة على شعبنا وعلى الأمة العربية والإسلامية بالأمن والأمان والصحة والسلامة والاستقرار.

قد يعجبك ايضا