الأطعمة الرمضانية المكشوفة.. تهديد مستمر لصحة وسلامة المواطنين

 

المواصفات والمقاييس: أطعمة الشوارع مصدر خطير لحدوث التسممات الغذائية المختلفة
حماية المستهلك: الأطعمة المكشوفة في الشوارع كارثة صحية تعمل على تدهور الصحة المجتمعية العامة

عندما نتحدث عن الأطعمة المكشوفة فإننا نثير العديد من الظواهر السلبية المرتبطة بها والتي وصلت إلى حد يفترض معه تضافر جهود المسؤولين وأفراد المجتمع لوضع حل لها ونشر الوعي وزيادة الاهتمام بالبيئة كونها ضرورة حيوية لاستمرار كافة أوجه النشاط الإنساني والمجتمعي ومع حلول شهر رمضان تأتي العربات المتحركة المكشوفة وعلى متنها أطعمة وحلويات ومشروبات رمضانية متخمة بعوادم السيارات ومعروضة على أبواب أسواق مكتظة بالناس، ووسط كل هذه الزحمة تصبح أطعمة ملوثة بالفيروسات والأمراض المختلفة قد تفتك بالمواطن المسكين في الوقت الذي تحذر فيه هيئة المواصفات والمقاييس معها حماية المستهلك من هذه الأطعمة التي قد تتحول إلى مصدر خطير ينقل العديد من الأمراض الخطيرة .. كل هذه الأخطار توضحها لكم سطور التحقيق التالي: لنتابع :

الثورة /

الجمعية اليمنية لحماية المستهلك وصفت الأطعمة الرمضانية المكشوفة في الشوارع بالكارثة حيث تعمل على تدهور الصحة المجتمعية العامة, وقال فضل مقبل منصور رئيس الجمعية: إن الأطعمة المكشوفة التي تبيعها العربات المتحركة أو الثابتة هي ظاهرة تتجدد كل عام وتزداد تواجدا في شهر رمضان المبارك في ظل صمت رهيب من الجهات التنفيذية المختصة في الوقت الذي تطلق فيه الجمعية أشد عبارات التحذير للمستهلكين بعدم تناول تلك الأطعمة والحلويات، ولفت منصور إلى أن موضوع الأطعمة المكشوفة متشعب فالأطعمة والأشربة تنتشر بشكل كبير جدا وملفت وتمارس في الأسواق المختلفة وعلى قارعة الطرق والأرصفة دون رقيب أو حسيب ويقبل عليها المواطنون دون الاعتبار لأضرارها الصحية على حياتهم لأنها معرضة لأشعة الشمس وتلوث الهواء والأتربة وعوادم السيارات وغيرها من ملوثات البيئة المحيطة ببائع هذه الأطعمة أو الحلوى والأشربة والتي تتزايد بشكل ملحوظ في شهر رمضان .
وأشار إلى أن الرقابة عليها تكاد تكون معدومة لا من حيث المكونات للمواد المستخدمة والداخلة في الإنتاج ولا من حيث طريقة تحضير هذه الأطعمة والأشربة ولا غيرها من متطلبات الاشتراطات الفنية والصحية لمحلات إعداد الأطعمة وعن دور الجمعية في حماية المستهلك من هذه الأخطار، يقول: نفذت الجمعية على مدى سنتين متواصلتين حوالي ٢٤ اسكاتشاً إذاعياً توعوياً يتضمن الكثير من القضايا الاستهلاكية ومنها أطعمة الشوارع وبثت عبر الكثير من الإذاعات المحلية ،ولكن مازال مستوى الوعي متدنياً لدى عامة المستهلكين وتبين أن التوعية ما لم يرافقها رقابة ميدانية من الجهات المعنية تكون قليلة الفائدة لأن هؤلاء الباعة يستهدفون شريحة لا بأس بها من المجتمع وبالتالي إذا افترضنا استمرارية هذا القطاع فلابد من الالتزام بالاشتراطات الصحية والفنية لما يقدموه من غذاء وشراب وكذلك تطبيق المواصفات القياسية على ما يبيعه هؤلاء وهي موجودة إلا أن الرقابة على التنفيذ غائبة.
مصدر للتسممات الغذائية
المهندس عبدالرحمن الكستبان مدير دائرة التفتيش الفني بالهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة اعتبر الأطعمة الرمضانية المكشوفة وكذا المعروضة على الأرصفة وفي الطرقات والتي عادة تكون معرضة للشمس والأتربة والملوثات المختلفة مصدر خطير ينقل العدوى والجراثيم والبكتريا والطفيليات عبر الغذاء إلى الإنسان ويصيبه بالأمراض ويعرض حياته للخطر حيث يلاحظ في رمضان انتشار بيع السمبوسة والباجيا وأطعمة الإفطار المختلفة الجاهزة للأكل في الارصفة معرضة للأتربة والملوثات المختلفة والتي تعتبر مصدراً خطيراً على صحة المواطنين والصحة العامة ومصدراً لحدوث التسممات الغذائية المختلفة ومنها التسمم ببكيريا السالمونيلا والتي تؤدى إلى الإصابة بالتيفوئيد وقد تؤدي إلى الوفاة لا قدر الله.
ولفت الكستبان إلى أن الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة تقوم بواجبها في مجال اختصاصها في حماية صحة وسلامة المستهلكين بالرقابة على السلع والبضائع المختلفة سواء الداخلة إلى البلاد حيث يتم إخضاع تلك السلع لإجراء الرقابة والتفتيش في المنافذ ومراكز الرقابة بالسبة للسلع المستوردة أو عن طريق الرقابة على المصانع والمعامل والمنشآت الإنتاجية المحلية وكذا العمل على توعية المواطنين عبر وسائل الإعلام المختلفة أو عن طريق توزيع البروشورات والبوسترات التوعوية، أما الرقابة المباشرة على المنتجات الغذائية في الأسواق فإنه من اختصاص جهات رقابية أخرى، وهنا نحث المواطنين بضرورة التحري عند شراء السلع والمنتجات المختلفة والتأكد من سلامتها وكذا الإبتعاد عن الشراء من المنتجات المعروضة في الارصفة والشوارع واماكن بيع المنتجات الرديئة والقريبة الانتهاء.
صور مختلفة
في سوق دارس شارع المطار يستغل أصحاب العربات المتحركة زحمة الناس أمام سوق القات فيصنعون لهم الأكلات الرمضانية وسط مخلفات أصحاب البسطات وغيرها من القمامة المتراكمة والتي تتراكم بين ليلة وأخرى.. في وسط ذلكم الشارع يقف الكثير من أصحاب العربات أمام منتجاتهم المكشوفة وهم ينادون (فطورك يا صائم فطورك) في إشارة منهم إلى السمبوسة والفطائر المكشوفة التي وعلى الرغم من أن المكان الذي يقفون فيه لا يبعد عن مكان تجمع القمامة سوى مسافة قصيرة جدا إلا أن بعض المواطنين يقبلون عليهم ويشترون من هذه الأكلات المكشوفة غير مكترثين بالخطر الذي قد تنقله إلى أجسادهم وفي ذات السوق ولكن في الجهة المقابلة تنتشر أكثر من عربة مخصصة للعمل السنبوسة والطعمية تأتي الرياح بقليل من الأتربة والهواء الملوث الذي يختلط بهذه الأكلات والعديد من الناس يقبلون عليها و يأكلون منها وكل هذه العربات لا توجد عليها أية أغطية تحمي الطعام من تلوث البيئة.
بينما أصبحت هذه العربات ظاهرة منتشرة أمام كل سوق في العاصمة صنعاء ومن المعروف أن كل هذه الأسواق هي بمثابة الملتقى الكبير للمواطنين والازدحام الكبير قد يغذي كل هذه الوجبات المكشوفة بالفيروسات والأمراض القاتلة.
أمراض بالجملة
الدكتور عمرو جابر أخصائي أمراض باطنية، أبدى أسفه الشديد من انتشار ظاهرة الأطعمة المكشوفة في الشوارع خصوصا في شهر رمضان، وقال: نصف صحة المجتمع تأتي من ثقافتهم ووعيهم تجاه ما هو مضر ومفيد لصحتهم ولذلك يقولون (الوقاية خير من العلاج) وعن أضرار تناول الأطعمة المكشوفة يقول: تسمح الأطعمة المكشوفة بانتقال البكتيريا والفيروسات عن طريق الحشرات أو عن طريق البيئة المحيطة الملوثة وتسبب هذه البكتيريا والفيروسات أمراضاً عدة كلها تصنف في مربع الأمراض الخطيرة على صحة الإنسان ولعل أبرز هذه الأمراض التسمم الغذائي كما أن المتناول للأغذية المكشوفة يبقى عرضة لفيروس الانفلونزا والجدري ويتعرض الأطفال للحصبة وشلل الأطفال والنزلات المعوية وأمراض أخرى كثيرة.
خلاصة ما سبق أكدته العديد من الدراسات والتي أثبتت أن هناك مواد مسرطنة تتواجد في الزيت المكرر الذي قد يكون استخدامه مكررا في عربات الأكلات المكشوفة فضلا عن أن البيئة التي تباع فيها هذه الأطعمة أو الحلويات أو المشروبات غير مؤهلة لذلك فهي بيئة ملوثة تحيط بها المخلفات وعوادم السيارات وعادة تكون معرضة للشمس والأتربة والملوثات المختلفة لذلك تعتبر مصدرا خطيرا في انتقال الأمراض المنقولة بالغذاء ونقل العدوى والجراثيم والبكتريا والطفيليات إلى الإنسان وإصابته بالأمراض وتعريض حياته للخطر مما يستدعي تدخل الجهات المسؤولة وإنهاء العبث بصحة وسلامة المواطنين.

قد يعجبك ايضا