إحياء للإسلام لأن القدس إرث للإسلام والمسلمين وجزء من عقيدتهم

مفكرون ومراقبون لـ”الثورة “: يوم القدس

علاو:الأوضاع الحالية تؤكد صوابية إعلان يوم القدس العالمي
ربيع المهدي:وسط هذه العتمة تنير شعلة المقاومة
عمرو جابر:يوم القدس العالمي وجَّه البوصلة نحو فلسطين
عبدالرحمن العلفي:الأنظمة العربية تخلَّت عن واجبها نحو فلسطين

فيما المسلمــون يتحــررون بالجوع والصيــام مــن طغيان المــادة، ووطأة الجســد، عليهم أن يحتفوا بيوم القدس العالمي الذي يحل موعده في آخر جمعة من شهر رمضان المبــارك .. من أجــل أن تبقى قضية فلســطين حية في نفوسهم ومــن أجل أن تبقى مشــاعر جذوة الجهــاد ملتهبة في قلوبهم ، و تبقــى مشــاعر الرفــض لإســرائيل حية في وجــدان الأمة ،
و إحيــاء هــذا اليوم يعتبر فعــلاً عبادة كما أن إحيــاءه يعتبر أيضاً ممارســة جهادية في ســبيل الله ..ومن خلاله يؤكد اليمنيون ان فلسطين ستبقى قضية العرب والمســلمين المركزية.. في هذا الاستطلاع كان لنا عدد من اللقاءات مع بعض المفكرين والمراقبين اليمنيين ..نتابع:

استطلاع/ حاشد حسين مزقر

 

رئيس منظمة الشــرق الأوسط لحقوق الإنســان ،عبدالله علاو عبر عن رأيــه في هذه المناسبة بالقول: يــوم القــدس العالمي أو اليــوم الدولي للقدس هو حدث سنــوي يعارض احتلال إسرائيــل للقــدس يحييــه العالــم كل عــام فــي كثير من الــدول العربية والأوروبية والآسيويــة ومنها الجمهورية الإسلامية إيران وغيرها ويتم حشــد وإقامة المظاهرات المناهضــة للصهيونيــة حيــث أن أول مــن اقتــرح هــذه المناسبة الإمام الخميني بهدف تصويب البوصلة نحــو فلسطين وبهــدف تحقيق السلام والحــوار العربي والإسلامــي وتوجيه مقدرات الأمة نحو تحرير فلسطين ونحو نــزع الغده السرطانيــة التي تمثلهــا إسرائيل في قلــب امتنا لتسبب الفساد والألم والاعياء الذي تعيشــه امتنا.
ويضيف بالقــول :مناسبة يوم القــدس العالمي تؤكد صوابيتهــا نظرا لأنها أطلقت ابان الثــورة الإسلامية في إيــران وكانت دعــوة الإمام الخميني للأمــة حينها كخط استراتيجــي قائم على اننا امة واحــدة عربية وإسلامية ينبغــي ان نتحــاور مــع كل الافكــار والمشــارب الدينية والسياسيــة والقائمــة علــى نظريــات البنــاء وجمــال الأفغانــي ومحمد عبــده وغيرها مــن رؤى مفكري الأمة جميعــا ومــن خلال حــوار يهــدف الى استخــلاص رؤية تقــدم مشــروعا نهضويا وحضاريــا لأمتنــا يضعها أمام الأمــم والحضارات الأخرى كحضــارة لها قوتها ونديتها وقدرتهــا في جميع المجــالات امة نهضة وعــدل وإبداع وتقــدم تواكب فيــه الحضــارات الأخــرى.
وزاد بالقول : لتحقيق هذا ينبغي ان تتلاشــى صراعاتنا ونحل السلام بيننــا كأمة عربيــة وإسلاميــة ونتجه للحــوار والنهضة بالأمة وهذا ما تعمل على إفساده الصهيونية بتدخلاتها ومكرهــا وكيدهــا وهيمنتها علــى امتنا لذلك فــإن فساد الحكام الذين مكنوا الصهيونية من هذا التدخل والفساد لتبقى عروشهم وكراسيهم على حساب الشعوب وتابع :كــان فقدان الأمل بهؤلاء الحكام وتحولهم الى أدوات يستخدمهــا العدو الصهيوني ضــد امتنا توجهت الحركة نحو الشــعوب التي بيدها الخــلاص من الهيمنة والفســاد الصهيوني واحيــاء يوم القدس هــو يوم لتعبر الشعوب عن ارادتها ومستقبلها من خلال اعلان وحدتها حول مشــروع واحد هو دعم السلام بيــن الأمة مناهضة الصراع البيني في امتنا.
ومضــى يقول :تصويب البوصلة نحو إسرائيل والغدة السرطانيــة الصهيونيــة للتعبيــر عن وحــدة الأمة دون تمييز هذه الوحدة التي قبلتها ومشروعها مقاوم لتحرير فلسطين ورفض الاستعمار بأشكاله وقيادة دور ريادي مقاوم يضع الأمة في موقعها كأمة واحدة ومشروع واحد هو مشــروع العــزة والهيبــة والقــوة وإقامــة دول تعتمد العدل والحق والتنمية ونهضة وتطور امة الإسلام كبديل للضعــف والصــراع والفوضــى والفرقــة وهيمنــة العــدو والاستكبــار الناتــج عن هيمنــة الصهيونيــة والاستكبار العالمــي الأمريكــي وحــال امتنــا المقاومة اليــوم يبعث الأمل ومسيرة تحرير فلسطين تقترب من نقطة الوصول وان جنــد الله وحزب الله هم الغالبون وحزب الشــيطان لخاسرون.

مشروع إعادة القدس
الدكتــور ربيع شــاكر المهــدي وكيل محافظة أبين ورئيس منتدى اكاديميون قال: هذه المناسبة المباركة تعزز من وحــدة الأمة حــول فلسطين التــي ليست مجــرد قضية فلسطينية أو عربية فقط ولكنها إسلامية أيضا والإسلام هو الذي يعطي الهوية الشــاملة للصراع من حولها وهذا مغــزى أن تنطلــق دعوة إحياء هذا اليــوم من طهران، إن يوم القدس يوم إحياء للإسلام والشريعة الإسلامية لأن القدس إرث للإسلام والمسلمين وجزء من عقيدتهم ، ولا يجوز لأحد التفريط بها واليــوم إذ نحتفــل بهذا اليــوم العزيــز والمجيد لا بد أن نلحظ هــذه الحالة من الانحطــاط والانهيار والتفتت والجاهليــة والسقوط في الهاويــة لم يسبق لها مثيل في تاريخنا، استســلام رسمــي كامــل لمشــيئة الإمبرياليــة الأمريكيــة واعتــراف بمصالحهــا على حســاب مصالح أمتنــا وشــعوبنا، وتمريــر لسلامها المدنــس الذي يأخذ بالاعتبــار المصالــح والمواقــف والأهــداف الصهيونيــة ويجعل من الشعب الفلسطيني كبش فداء.
وزاد قائــلا: إن مــا يحــدث علــى مــدى ساحتنا العربيــة يجعلنــا نتســاءل إن بقيــت كلمة عــرب تحمل مدلــولا حضاريــاً وسياسيــاً واقتصاديــاً، أم أنهــا مجرد لفظــة تــدل على جنس بشــري ، وأي جنس بشــري هو اليــوم كما يجعلنــا نتســاءل إن كان هناك عــرب فعلاً أم باتــوا مجرد سراب ولكن وسط هــذه العتمة التي يريدها السيــد الأمريكي ، تتقدم شــعلة الانتفاضة الباسلة التي تتطــور من وقــت لآخر تلتـئـم بمــد المقاومــة الإسلامية لتؤكــد أن معــاً أن امتنــا أقوى ممــا نتصور وأن هــذا العدو أضعــف مما نتصــور ، إن مــزاج أمتنا العنيــد لا زال حياً ومستعــداً للجهــاد والمقاومة بل وفي الوقــت الذي ظن الغــرب الأطلســي إنه يسير نحــو إحراز نصــره النهائي والكبيــر على مستــوى العالم الإسلامــي وعلى مستوى العالم، في هذا الوقت قامت الأمة لتحقيق أكبر مشاريعها علــى الإطلاق في هذا القرن: مشــروع إعادة الإسلام إلى ســدة الحكم وإيصال ملحمة النضال من أجل الاستقلال إلى نهايتها الظافرة.

اليمن تناصر القدس
وتابــع بالقــول :الإســلام سيحقق انتصــاره الحاسم إن أجــلاً أو عاجــلاً ، لن يبقــى للأمة عاجــلاً أم أجلاً غير نصــر الله. ويومئذ يفرح المؤمنــون ويظنونه بعيداً ونراه قريبــاً أتذكر اليوم وأقتبــس لكم عبــارة للرئيس الراحل ياســر عرفات الــذي قال وقتهــا: أي أيدلوجيــا تجعلني أكتفــي بيمن واحد مــع أن الاثنين لي وقــال وقتها اليمن شــطرين شــمالي وجنوبــي وفلسطيــن الشــطر الثالث اليمن شــعباً ودولة صغيرة وكبيــرة، مثقفوه وعامته، من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية عبر تاريخ القضية الفلسطينيــة مع قضيــة فلسطين وشــعبها المظلوم في وقــت تتجلى فيه اليوم مؤامــرات بعض دول المنطقة من تحــت الطاولة إلى فوقها لتصفيــة القضية الفلسطينية، وتحديــداً الــدول التــي تعتــدي علــى اليمن لأنــه نفس السيناريــو ونفــس العــدوان ولكــن تختلــف الأدوات ، والتاريخ يسجل لهذا وذاك وفي ظل غياب الإحصائيات الرسميــة حول عدد الشــهداء اليمنييــن لصالح القضية الفلسطينية، تشــير بعض المصــادر الفلسطينية إلى أن عدد الشــهداء اليمنيين تجاوز الألــف، خاضوا المعارك إلــى جانب جنسيــات عربية وغير عربيــة، في محطات مهمة من تاريخ الثورة الفلسطينية، ولعل أبرز الشــهداء اليمنييــن محمــد حسين الشــمري، وعبد الــرؤوف عبد الســلام علــي، وهمــا من أبطــال عمليــة الساحــل التي نفذتها حركة فتح في آذار 1978م.
واستطرد :اليمن من الدول التي استقبلت العشــرات من مقاتلي الثــورة الفلسطينية، بعد خروجهم من لبنان عــام 1982 ،وافتتحــوا قواعــد عسكرية فــي مدينة عدن، ً كما أن شوارع اليمن، غصت بالجماهير الداعمة لانتفاضة الأقصى في العام 2000 ،حيث شهدت في سنــوات سابقــة مسيــرات حاشــدة نصرة للشــعب الفلسطينــي ولا ننسى شــارع فــي صنعــاء يحمل اسم محمــد الدرة، إضافة إلى مستشــفى محمــد الدرة، وفي محافظــة صعــده مدرسة محمــد الدرة، وفــي المقابل لا تنسى فلسطين اليمــن من جغرافيتها، ففي بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، يوجد حي اليمن في يوم القدس وعلى ضــوء كل هذا التاريخ وكل هذه التجارب وكل أوضاع المنطقة وتطوراتها ومستجداتها، ماذا يبقى من خيار أمام الشعب الفلسطيني؟ ماذا يبقى من خيار أمام الذين يؤمنون بالقدس وبكرامة المقدسات الإسلاميــة والمسيحية فــي فلسطين، هــل الرهان على النظــام العربي؟ أم انتظــار داعش والنصــرة والقاعدة؟ أم انتظــار المجتمــع الدولــي؟ أم انتظــار الملوك والرؤســاء والأمــراء وجامعــة الــدول العربيــة؟ أو خيار المقاومة؟

صحوة إسلامية
الدكتور طبيب عمرو جابر رئيس منظمة إنسانية قال في هذه المناسبة : نــداء اطلــق منــذ خمسة وثلاثين عامــاً بتحريــر بيت المقــدس مــن أيــادي المغتصبيــن فــي آخــر جمعة من رمضــان وهــي استجابــة لنصــرة الشــعب الفلسطيني المظلــوم انــه يــوم لنصــرة القضايــا العادلــة والمبدئية ومواجهــة قــوى الاستكبــار هو يــوم القــدس العالمي و يــوم القــدس العالمــي محاولــة لتوجيــه البوصلــة نحو فلسطين، كمــا أن احياء هذا اليوم يعتبــر فرصة للتأكيد علــى أن العدو الحقيقي للأمة هــو الكيان الصهيوني وان هذا الكيان يقف وراء كل المشــاكل فــي المنطقة هو يوم لاصطفــاف كل الأمم للوقوف بوجــه جميع المستكبرين والصهاينــة ونأمل ان تنجلي أكثر مــن ذي قبل ان طريق المستقبــل مبنــي على عدالــة كل الشــعوب ان الظروف الراهنــة والتــي تشــهد صحــوة إسلامية فــي العديد من الــدول العربية والإسلاميــة يحظى يوم القــدس بأهمية خاصة كمــا ان التظاهر التي تنظم في البلدان الإسلامية وغيــر الإسلامية ستؤدي الى نهايــة هذا الكيان الغاصب ان تظاهــرة الشــعوب لديها ثلاثــة أهداف مهمــة، الأول تقويــة المقاومة الفلسطينيــة، والثاني تقويــة الصحوة الإسلامية، والأخير تقوية جبهة المقاومة لذا فــإن لهــا تأثيــراً كبيــراً وأهمية قصــوى ويضيف مناديا: يا احرار العالم انه نداء الحق خاصة وان الشــعب الفلسطينــي يعاني ولعقود طويلة مــن الظلم والاحتلال ولابد ان يعمــل العالم على تحرير الأراضي الفلسطينية من الكيان الإسرائيلي الغاصب.

الانكسار العربي
عبدالرحمن العلفي المديــر التنفيذي لمركز منارات تحــدث في هذه المناسبة واستهــل رؤيته قائلا: في هذه اللحظة التاريخية أشــعر بالحزن الشديد على التراجع الكبير فــي الموقف العربــي من حقائق الصــراع العربي الإسرائيلي لصالح الكيــان الغاصب للمقدسات العربية بصفة خاصة وعلى مستوى القضية الفلسطينية بصفة عامة ذلــك أن حالات الانكســار والتراجع فــي المواقف المؤيــدة والداعمــة لاستعــادة الحق ومقاومــة الغاصب تراجعه على كل المستويات وطنيــا وعربيا ودوليا عما كانــت عليــه قبل عقد مــن الزمن وكــأن العــدو الغاصب يسجل انتصارات فــي معركته مع المدافعين عن الأرض والمقدسات .
ويــرى أن الأسبــاب وراء هــذا الانكسار ليســت في تفــوق العــدو الصهيونــي المستقــوي علينــا بالقــوة العسكرية وأشــكال القوة الأخــرى السياسية والثقافية والاقتصاديــة وإنما بسبب حالات الضعــف والوهن في المواقــف الفلسطينية والعربية والإسلامية والإنسانية فعلى الصعيــد الفلسطيني تراجعت الإرادة الجمعية للشــعب الفلسطيني من خيار المقومة لتحرير الأرض والمقدســات الى خيارات التسويــات السياسية.
التــي لا تغني عن الكفاح والتضحيــة والفداء وهذا خلل جسيم فــي صفوف الثورة الفلسطينية لصالح مشــاريع الاستســلام وإذعانــاً لسياســات المعسكــر المعــادي للحقوق الفلسطينية المشروعة والعادلة التي تنظر الى الوجــود الصهيوني كغاصب ومعتــد ولا يجدي التعامل معه إلا من خلال فوهة البندقية وعلى المستوى العربي للأسف الشــديد بعد أن كانــت قضية الصراع مع المحتل صــراع وجود وليــس صراع حــدود وتم تكييــف الصراع بأنــه شــأن فلسطينــي إسرائيلي وتخلــت أنظمة الحكم في الوطــن العربي عــن واجبها. الجهــادي في مواجهة الاحتــلال ولأسباب تعود الى تغلغــل النفوذ الصهيوني فــي الإرادة الجمعيــة للأنظمــة العربيــة المنهزمــة أمــام الغطرســة الصهيونيــة المدعومــة مــن الحليــف الاستراتيجي أمريكا والغــرب الأوروبي وعلى المستوى العالم الإسلام شهدت العقود الأربعة المنصرمة تراجعاً مخيفــاً فــي الموقــف الإسلامي مــن الحقــوق السيادية للشــعب الفلسطينــي والعربــي والإسلامــي والسبــب يعــود الى حــالات الانهيــار القيمي والأخلاقــي للأنظمة الحاكمــة للعالم الإسلامي التي هانــت عليها المقدسات الإسلاميــة والمسيحيــة واليهوديــة المجســدة للديانة الإبراهيمية التــي ترتبط بجوهر الإســلام الذي اختاره الله للكــون وللإنسانيــة جمعيا باعتبــار أن الإســلام فطــرة الله التي فطر النــاس عليها يؤطر هــذا الانكسار والتراجــع الهيمنة والاستكبار العالمــي لمعسكر النظام اللبرالي الــذي تفوده الولايات المتحــدة الأمريكية ومن ورائهــا الصهيونيــة والماسونيــة وحلفائها فــي الغرب الاستعمــاري القديم الجديد الذي وضــع استراتيجيات بعيــدة المــدى لينتقم مــن أمة الإســلام وحاملهــا الأمة العربية ورافعتها اليمن.
ويختم حديثه بالقول: الواقع الراهن لمعادلة الصراع العربــي الإسرائيلــي يحتــم علــى كل مواطن فــي اليمن والوطــن والعربي والعالــم الإسلامي أن يعيــد النظر في تحديــد عوامل القوة والضعف فــي معادلة الصراع لأنها مرتبطــة بأنظمة الحكم التي تمارس التجهيل والتعسف والاستبــداد وتسطيــح القيــم الإسلاميــة وإلغــاء القيــم العالمية للإســلام وجعله منبطحا أمــام جبروت الغرب وتحكمه فــي مقاليد الحياة الاقتصادية والسياسية وكل أشكال البناء للإنسان الحر المنتج المعتمد على حقائق العلــم والمعرفــة والتي تفــوق فيها علينا الغــرب فهزمنا في ميادين الصــراع ومنها استمرار دعمه لأنظمة الحكم المتخلفة والمنكسرة والرافضة لجعل الإسلام مشروعا علميا وحضاريا ورافعته الأمة العربية.

قد يعجبك ايضا