كورونا.. وخداع بيانات التهويل!!

أحمد يحيى الديلمي

 

أحمد يحيى الديلمي
تتزايد المخاوف وحالات التوجس والقلق من انتشار جائحة كورونا ، وتتفاقم الهواجس لتتحول إلى هلع وترقب مخيف للموت بفعل الأخبار المتناقلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لما تحمله من إرجاف وتهويل من قبل وسائل الإعلام الخارجي ، بالذات المنابر السائرة في فلك العدوان والمؤيدة له بعد أن تخلى الإعلام عن المصداقية ونقل المعلومة الصحيحة كأهم حق مكفول للإنسان وحول المهمة إلى عملية تجارية وكسب غير مشروع ، وهو ما أقتضى تزييف الحقائق وابتداع أخبار كاذبة توافق رغبة من يدفع أكثر وتخدم مصالحه الذاتية .
للأسف هذا التوجه ذهب للتشكيك في مصداقية معلومات وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ الوطني عن وباء كورونا في اليمن ، مما حول العملية إلى مادة يوظفها المسؤولون في المنظمات الدولية وتتصدر بيانات التحذير حول تعاظم انتشار الجائحة في اليمن ، وكلها تحمل نوايا مبيتة تتحدث عن عدم الإفصاح بحقائق الوباء داخل المحافظات البعيدة عن نير احتلال أوباش آل سعود والإمارات ، المسؤولون في هذه المنظمات يأخذون معلوماتهم من وسائل التواصل وهطرقات المفسبكين وهم يعلمون بحالات التردي الخطير للأوضاع الصحية والأمراض الفتاكة التي تعصف بأرواح البسطاء من أبناء شعبنا في المحافظات المحتلة وفي المقدمة عدن الحبيبة ، بدلاً من أن يهتم هؤلاء المسؤولون بأوضاع الناس البائسة ويعالجوا أحوالهم المتردية ويدفعوا أذى المحتلين عنهم يتعمدون تعميم حالة السوء لهدف إرضاء أمريكا واستعادة ثقتها بالمنظمة بعد اتهامها بالتلاعب وعدم المصداقية ، وهو توجه خطير للتآمر يؤكد على انعدام الضمائر والمشاعر الإنسانية ، خاصة أن المعلومات المفبركة تكشف عن تناقض كبير بين ما سبق أن أبدته المنظمة من تعاطف وتوصيف دقيق لتهالك القطاع الصحي في اليمن بعد استهدافه الحقير من قبل المعتدين وبين مثل هذه التسريبات المغرضة .
الرسالة واضحة تعري الأسلوب الخادع لهذه المنظمات ودورها البائس في محاولة هز ثقة المواطنين بقيادة المسيرة وحكومة الإنقاذ الوطني في إطار البحث عن كل ما يؤدي إلى إضعاف حالة التماسك والصمود الأسطوري في جبهات العزة والكرامة ، والتأثير السلبي على الحاضنة الشعبية غير مدركين أنها تقف على أرض صلبة وتمد المجاهدين بكل مقومات النصر لأن القضية معروفة تعني الدفاع عن الوطن وإسقاط كافة المؤامرات ، لذلك ورغم تكالب الأعداء غير المسبوق والتفاوت الكبير في الإمكانيات إلا أن الاعتماد الكبير على الله سبحانه وتعالى غيّر المعادلة فلقد نجانا في اليمن من شدة قصف الطائرات وقنابل وصواريخ الدمار وأسلحة الفتك والإبادة الشاملة ومد اليمنيين بالرزق ومقومات المعيشة في ظل الحصار الاقتصادي الجائر وانقطاع الرواتب وأغدق علينا بالخير الوفير والأمطار الغزيرة بعد فترة الجفاف الخانقة الطويلة وما ترتب عليها من شحة في المياه ، كما عافانا سبحانه وتعالى من الكوليرا وحمى الضنك والملاريا وكل الحميات القاتلة في ظل ما تعرض له القطاع الصحي من استهداف ، وبالتالي فاعتمادنا عليه سينجينا من جائحة كورونا إن شاء الله ، المهم أن نعمل بالأسباب و تحرص كل أسرة على الالتزام بإجراءات الوقاية ومساعدة الفرق المعنية بالرش وعدم التبرم والامتعاض من الإجراءات الوقائية المصاحبة التي قد تقتضي الإغلاق ومنع التجول في بعض الحارات والأسواق ، والحقيقة أنها أفعال اضطرارية ويجب أن تلقى تجاوباً كبيراً من الشباب وكل من لديه القدرة ليقوم بعملية التوعية ويبادر لاتخاذ الإجراءات الاحترازية بشكل ذاتي في نطاق المنزل والحارة والسوق ، والأهم هو إبلاغ الجهات المعنية عن كل حالة تدور حولها الشُبهات بالذات الأشخاص الذين يعودون من الخارج ولا يخضعون لفترة الحجر الصحي ، والهدف واضح محاصرة الوباء وتمكين الجهات المعنية من أداء دورها للترصد والفحص والتدقيق ، وهي جهود جبارة لا يجب أن تتحول إلى مادة للتشنيع والتهويل وترويج الشائعات وتلفيق الأخبار الكاذبة وكل أعمال التشكيك والإرجاف .
هذه الأعمال تمثل جريمة مركبة كونها تسعى إلى تدمير إرادة الإنسان وتهز ثقته بنفسه ما يؤدي إلى إضعاف المناعة لديه فيصبح عرضة للإصابة بأي من الأمراض الخطيرة ، إن الحكومة توظف كل الإمكانيات وتبحث عن طريق السلامة من الوباء بأعمال مشروعة لا تتعارض مع مبدأ التوكل على الله وحسن الظن به بقدر ما تمثل وسيلة من وسائل الوقاية ، دلنا عليها الخالق سبحانه وتعالى حينما قال في كتابه العزيز ((خذوا حذركم من البينات)) .
والحمد لله أن لدينا وزيراً للصحة لديه ذهنية إيمانية وصدق توجه وهو الدكتور طه المتوكل ، الذي يعمل ليلاً نهاراً فيتحرك في كل الاتجاهات ويبذل جهوداً جبارة مع فريق العمل التابع له من أجل منع انتشار الوباء الخطير ، وكل ذلك مقابل نيل الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى ، ويجب أن نرفع له الراية ونسدي له الشكر لا أن نصب جام الغضب عليه أو نكيل له التُهم الجزافية فهو صادق في ما يعمل وحريص كل الحرص على أن يجنب اليمن كل مخاطر الوباء ، والمفروض أن نعينه بالمبادرات والدعاء وأن يشعر كل مواطن بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، وفي الخواتم المباركة دعونا نختم هذه التناولة برفع أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى فنقول ( يا الله يا عالم ما في السماوات والأرض ، أنت تعرف ضعفنا وقلة حيلتنا وتكالب الأعداء علينا ، ليس لنا سند ولا معين إلا أنت ، نسألك أن تجنبنا مخاطر الوباء وتجنب بلادنا كل الجوائح والأسقام ، وتنصر المجاهدين في سبيلك وتعينهم على كسر شوكة الأعداء ، إنك سميع مجيب الدعاء ) وعيد مبارك .. والله من وراء القصد ..

قد يعجبك ايضا