الشيخ الخزعلي: من المهم التفكير أن ضرر كيان العدو الإسرائيلي ممتد لكل المنطقة

 

الثورة/
أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي في كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي أن ضرر الكيان الإسرائيلي أصاب العالم العربي والإسرائيلي ولم يقتصر على الفلسطينيين وفلسطين.
ورأى الشيخ الخزعلي أن القضية الفلسطينية عاشت في ضمير الأمة الإسلامية “منذ بدء محاولة زرع الصهيونية في جسد أمتنا العربية والإسلامية إلى الآن”، مشيرا إلى فتاوى الشهيد الصدر بشرعية العمليات الاستشهادية للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الشيخ الخزعلي إن الشهيد الصدر صرح بأن الثورة الفلسطينية ثابتة في ذمم المسلمين جميعا بمختلف مذاهبهم واتجاهاتهم ودولهم.
ورأى الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق إعلان الإمام الخميني يوم القدس بمنزلة تجديد الذكرى لهذه القضية وتذكير للعالم اجمع بها،مؤكدا أنه يهدف إلى استمرار العمل المقاوم لتحرير القدس والقضاء على هذه الغدة السرطانية.
واعتبر أن الكيان الإسرائيلي يؤمن من منطلقات دينية وعقائدية بحقه في السيطرة واحتلال جزء كبير من الأراضي العربية، مشددا على أن العراق في مقدمة الدول التي يكن لها الاحتلال الإسرائيلي العداء لأسباب دينية وعقائدية.
ووصف الشيخ الخزعلي اغتيال الشهيدين المهندس وسليماني بـ “الجريمة الكبرى في هذا العصر”، مؤكدا أنه كان بتنفيذ أمريكي لكن بقرار إسرائيلي بامتياز.

نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
يمر علينا يوم القدس هذا اليوم وبلدنا العراق الحبيب ودول المنطقة العربية والإسلامية بل والعالم أجمع يعيش ظروفاً وتحديات خاصة في مسألة الصراع بين الحق والباطل، هذه المعركة التي تتجلى أوضح معالمها في قضية فلسطين الخالدة.
هذه القضية التي عاشت في ضمير الأمة الإسلامية منذ بدء المشروع الاستكباري بمحاولة زرع الصهيونية في جسد أمتنا العربية والإسلامية وإلى الآن، وشهدت خلال هذه المدة مواقف وتضحيات خالدة من كل إنسان عربي مسلم غيور على عروبته وإسلامه.
وكان في مقدمة تلك المواقف والتضحيات، مواقف وتضحيات علمائنا على طول تاريخ القضية الفلسطينية منذ يومها الأول وإلى يومنا الحاضر. وكان من ضمن هذه المواقف الخالدة هو الموقف الذي صدر من آية الله العظمى السيد الشهيد محمد الصدر رضوان الله عليه،عندما أفتى بشرعية العمليات الاستشهادية للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعندما صرّح بأن الثورة الفلسطينية وإن كانت ثورة الشعب الفلسطيني، إلا أنها ثابتة في ذمم المسلمين جميعاً، بمختلف مذاهبهم واتجاهاتهم ودولهم لكي يكونوا يداً واحدة، ومتعاونين دوماً على الفعالية والجهاد ضد أعداء الله والإسلام.
طبيعة هذه المواقف هو ما أسسه آية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني رضوان الله تعالى عليه، بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران من إعلان الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوماً للقدس والقضية الفلسطينية، فكان هذا الإعلان بمنزلة تجديد الذكرى لهذه القضية وتذكير العالم أجمع بها واستدامةً للمعنويات لاستمرار العمل المقاوم لتحرير القدس والقضاء على هذه الغدة السرطانية.
ومن المهم التذكير بأن هذا الكيان المعتدي لم يكن ضرره مقتصراً على فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني، وإنما ضرره لكل العالم العربي والإسلامي.
وما تواجده في فلسطين إلا ذريعة لتحقيق هذا الهدف، لأن العدو يؤمن ويعتقد ومن منطلقات دينية وعقائدية على حقه في السيطرة واحتلال جزء كبير من الأراضي العربية وشعاره التوراتي هو “من الفرات إلى النيل، بلدكم يا بني إسرائيل”. هذا الشعار هو شعار مضمن إلى علمهم الذي يرفعون ومترجم إلى خطوات عملية على الأرض في تهديد وضرب استقرار وحدة وأمان الدول العربية والإسلامية. وكان في مقدمة الدول التي يكن لها هذا العدو العداء هو العراق الحبيب، لأسباب دينية وعقائدية كما ذكرنا. منها أن هذا البلد وهذا الشعب كما هم يعتقدون كان السبب في القضاء على دولتهم وتدمير هيكلهم المزعوم سابقاً، وأن هذا البلد والشعب سيكون هو سبب دمار دولتهم الحديثة لاحقاً.
لذلك قصة الصهاينة مع العراق هي قصة طويلة بدأت منذ زمن طويل وكان من ضمنها وليس كلها الإشارة إلى الاحتلال الأمريكي إلى تدمير البنى التحتية للدولة العراقية وحلّ الجيش العراقي وإلغاؤه.
ولم تنته هذه القصة مع هذا العدو إلى الآن، فبعد أن مكروا مكرهم وأرادوا تدمير العراق وتقسيمه نهائياً من خلال صنيعتهم وصنيعة الولايات المتحدة الأمريكية داعش، واستطاعت هذه الصنيعة أن تحتل ثلث مساحة العراق.
لكن العراقيين بفضل الله سبحانه وتعالى، وهمة الشعب العراقي وفتوى المرجعية الدينية ووجود فصائل المقاومة الإسلامية،ودعم الجمهورية الإسلامية، استطاعوا أن يقفوا أمام هذا المشروع الخبيث ويتصدوا له ويفشلوه. وكانت نتيجة هذا الانتصار أن عاد العراق قوياً مرة أخرى وعاد جيشه وقواته المسلحة قوية كذلك، وأضيف إلى قوتها لهذا الوجود المقدس ألا وهو الحشد الشعبي.
لذلك قام العدو الصهيوني بقصف مقرات الحشد الشعبي تحت غطاء الولايات المتحدة الأمريكية التي يفترض أن مسؤوليتها توفير الحماية للأجواء العراقية، ومن ثم قامت الولايات المتحدة الأمريكية راعية الإرهاب في العالم ومؤسسة القاعدة وداعش باعتراف المسؤولين الأمريكيين أنفسهم، قامت بنفسها بتنفيذ الجريمة الكبرى في هذا العصر، ألا وهي اغتيال قائد الحشد الشعبي الحاج أبو مهدي المهندس ومعه رفيقه في الجهاد قائد المقاومين وعزّ المجاهدين الحاج قاسم سليماني.
صحيح أن الذي قام بعملية الاغتيال هو الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن القرار كان قراراً إسرائيلياً بامتياز، لأنه وببساطة ليس من مصلحة أمريكا أن تقوم بهذه العملية وتعرض قواتها ومصالحها في العراق والمنطقة إلى الخطر فعلاً كما حصل بعد عملية الغدر هذه وإنما المصالح الإسرائيلية هي التي تستدعي اغتيال الحاج سليماني، لأنه كان مصدر التهديد الأول لها والسبب الرئيسي لدعم العمل المقاومة ضدها فيكل مكان في العالم.
وكانت الإدارة الأمريكية تظن أن بفعلتها هذه ستطفئ جذوة المقاومة، أو ستخفت لهيبها، ولم تعلم أن دماء الشهداء ما هي وقود لهذه النهار المباركة، وأن دماء الحاج سليماني والحاج المهندس ستحول هذه النار إلى جهنم تحيط بقواعدهم وتقضي على مصالحهم وتدمر مشاريعهم.
أيها الأحبة أيها المقاومون، يا جماهير المقاومة في كل مكان، إن مسألة إنهاء الوجود العسكري في العراق والمنطقة هي مسألة حتمية وهي الهدف الذي من أجله جاهد الحاج سليماني والحاج المهندس وكل شهداء الحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية الذين ساروا على هذه الطريق وهي الوعد الذي نعده ونتعهد به، وهي الوفاء المطلوب أمام دماء الشهداء. وإن مسألة زوال الاحتلال الإسرائيلي من أرضنا العربية لقدسنا الإسلامية بعد انتهاء الوجود العسكري الأمريكي الحتمي هي مسألة حتمية كذلك وهي الأمنية التي من أجلها استشهد الحاج سليماني وكل شهداء المقاومة في العالم، وهي الوعد الإلهي الذي وعده الله سبحانه في كتابه الكريم.

قد يعجبك ايضا