غيــاب الجهـــات المختصـــة علــى أبواب المـــــدارس يفاقم المشكلة


المعاكسات ومضايقة النساء في الشوارع وفي مختلف الأماكن خاصة في المدن من الظواهر السلبية والسيئة التي تتزايد يوما بعد يوم ومن الملاحظ ان هذه الظاهرة الخطيرة لايوجد لها رادع لوقفها أو الحد منها وهناك من ينظرون لخروج النساء من بيوتهن نظرات خاطئة وظالمة متجاهلين ان المرأة صار لها حضور وتفاعل نشط إلى جانب اخيها الرجل في مختلف المجالات ولكن مع الاسف الشديد هناك من لايتركونهن لحالهن وتصدر منهم تصرفات خاطئة وغير لائقة تسئ اليهن وتضايقهن عن طريق المعاكسات.
في هذا التحقيق نحاول التطرق إلى هذه الظاهرة وتأثيرها ومعالجتها.
لماذا¿
الاخت إلهام محمد طالبة في كلية الإداب تقول: من المؤسف له وجود مجموعة من الاشخاص لاسيما الشباب لايكفون يوما عن مضايقاتنا احيانا بنظراتهم الحادة واحيانا بتعليقاتهم السخيفة ولاندري لماذا تصدر تلك التصرفات تجاهنا خاصة والكثير منا لايتركن منازلهن للتفرط أو الترفيه إنما للذهاب إلى الجامعة أو المدرسة أو العمل.
معاكسات بالتاكسي
الطالبة شيماء ثالث ثانوي علمي تقول: من الغريب والمؤسف له ان هناك بعض سائقي التاكسي ليس همهم طلب العيش انما همهم المعاكسات فعندما نمشي في الشارع احيانا يضايقنا سائق تاكسي ويمشي ببطء وتصدر منه كلمات وكأنه يريد منا الصعود إلى التاكسي لغرض في نفسه والبعض يرفعون صوت الموسيقى وغيرها من التصرفات.
الاخت أم صلاح تقول: أنا ممرضة أعمل في إحدى المستشفيات ولا اخفيكم حتى في المستشفيات يتجول اشخاص ليس لهم أي سبب للمجيء سوى المعاكسات ومزاحمة النساء والوقوف على أبواب المستشفيات.
على الباصات
الأخ مصطفى محسن سائق حافلة ركاب يقول: من خلال ممارستي مهنة السواقة ونقل الركاب طوال اليوم فقد تعرفت على أشخاص منحرفين يتعمدون ركوب الحافلات لمضايقة الحريم والجلوس بجانبهن ومحاولة معاكستهن وهناك من يقومون بتصرفات لا اخلاقية مثل ملامسة الحريم وتعمد مزاحمتهن.
تعليق
تلك امثلة حية على بعض التصرفات الخاطئة التي يقوم بها بعض ضعفاء النفوس من معاكسات وتحرشات وما خفي كان أعظم في ظل الانحراف الاخلاقي لدى البعض وضعف الوازع الديني.
رأي الدين
الشيخ هزام الغويدي خطيب ومرشد ديني يقول: ديننا الإسلامي واضح وصريح في تعاليمه وأوامره ونواهيه فهو يأمرنا بالتزام مكارم الاخلاق ومنها غض البصر لقوله سبحانه وتعالى (قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم إن الله خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن….. الاية).
فالله سبحانه وتعالى ومن خلال الآيات السابقة ينهى عباده المؤمنين عن النظر إلى ما حرم الله وكذلك هو امره للمؤمنات لان العين تزني وزناها النظر وفي حياتنا المعاشة تجاوز الأمر النظر إلى ماحرم الله إلى المعاكسات والمضايقات والتحرشات بالنساء سواء في الشوارع العامة والأماكن المختلفة وعلى الباصات والحافلات وابواب المدارس وداخل الجامعات وهذا محرم ولا يحق لاي انسان ان يتجاوز حدود ما حرم الله فلا صغيرة مع الاصرار وتلك التصرفات قد تقود إلى الفحش الأكبر وهو الزنا فللزنا نوافذ يجب ان تظل مغلقة ومنها النظر إلى المحرمات والمعاكسات والتحرشات.
ما هي الأسباب ¿¿
ظاهرة المعاكسات والتحرشات لها أسباب عديدة ومنها:
– ضعف الوازع الديني: فالمؤمن الذي يخاف الله ويخشى على نفسه الوقوع في المحرمات يتجنب ما حرم الله ومن تلك المحرمات النظر إلى ما حرم الله وتجنب مضايقة النساء في أي مكان كان.
– سوء التربية: حول تلك النقطة يقول الأخ خماش محمد الخياطي (ولي أمر) «إن سوء التربية وإهمال الأبناء في الصغر يؤدي إلى نتائج سيئة عند الكبر خاصة أثناء بلوغ سن المراهقة وسن الزواج ومن تلك النتائج معاكسة النساء ومضايقتهن وتجاوز ذلك إلى تصرفات غير لائقة فمعظم الآباء مهملين لأبنائهم لايعلمون عن تصرفاتهم شيئاٍ سواء داخل البيت أو خارجه».
– العزوف عن الزواج : الحكمة من الزواج أن يحافظ المرء على نفسه من الوقوع في الخطيئة كما أخبرنا نبينا محمد (ص) «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» فالزواج يساعد على غض البصر وحفظ الفرج.
الأخ أحمد اليمني ـ دراسات إسلامية ـ يضيف «ان عدم تمكن أي شاب أو شابه من الزواج في ظل غياب الوازع الديني يؤدي إلى سلوك طريق الانحراف ومن ذلك تعمد المعاكسات ومضايقة النساء كما هو واقع في حياتنا المعاشة» والمعلوم أن كثيراٍ من الشباب والفتيات فاتهم قطار الزواج والسبب التمادي في غلاء المهور وتكاليف الزواج التي تقصم الظهور وفي ظل الإغراءات التي تحيط بالشباب من حيث التفتح الإعلامي وما تعرضه القنوات الفضائية ومواقع الانترنت وغيرها من الوسائل الأخرى التي تعرض الإباحة الجنسية كل ذلك يساعدهم على الانحراف الأخلاقي بما في ذلك التسكع في الشوارع ومعاكسة النساء.
الأخ أحمد محمد عبدالله صاحب بقالة يقول: «كما تلاحظ أنا أقوم بالبيع في دكاني بالقرب من مدرسة البنات وكل يوم وأنا أشاهد شباباٍ يتعمدون المرور أو الجلوس بالقرب من المدرسة حتى خروج الطالبات يقومون بتصرفات لا أخلاقية وهذا بحاجة إلى إتخاذ إجراءات صارمة في حق أولئك المنحرفين»
أين دور الجهات المختصة ¿
الجهات الأمنية المختصة هي المسؤولة عن مراقبة ومتابعة وضبط أولئك المتسكعين بالقرب من مدارس الفتيات.. ولكن هل هناك متابعات وإجراءات أمنية تمنع مثل تلك التصرفات وتزيد من حرص الأهالي على نباتهم وتشجيعهن على التعليم ¿ الجواب متروك الإجابة عليه لتلك الجهات.
نتائج مأساوية
لهذه الظاهرة آثار ونتائج مآساوية عديدة ومنها :
– خوف أولياء الأمور على بناتهم من الخروج مما يؤدي إلى حرمانهن من التعليم.
– حدوث المشاكل بين الأهالي بسبب المعاكسات والتي قد تتطور إلى جرائم جسيمة.
– قد تمر الفتاة بفترة نتيجة استمرار المعاكسات وقد تسلك نفس الطريق وتقع ضحية سهلة ويحدث ما لا يحْمد عقباه.
– انتشار هذه الظاهرة دون الحد منها يخلق مجتمعاٍ عشوائياٍ تضيع فيه القيم والعادات والتقاليد.

قد يعجبك ايضا