الشباب في رمضان متفاوتون في استغلال أوقات فراغهم

شباب يبادرون إلى فعل الخيرات والتطوع في رش الأسواق والتجمعات السكانية لتجنب انتشار وباء كورونا

 

 

علماء الاجتماع:
على الشباب استثمار شهر رمضان وأوقات الفراغ خير استثمار وأن تشرف الأسرة والمجتمع على ذلك

في حالة استثنائية من نوعها أتى رمضان هذا العام، والكل متخوف من انتشار الأوبئة خاصة ونحن محاصرون من قبل العدوان الجائر منذ خمس سنوات على التوالي توقف معظم العاملين من أعمالهم وطلاب المدارس والجامعات عن امتحاناتهم وتوقف كثير من المعاهد عن التدريس في شهر رمضان الفضيل، وبسبب جائحة كورونا بقي مئات الآلاف من الشباب والشابات متفرغين عن أداء أي تكاليف موكلة اليهم وهذا ما يثير الفضول ويضع علامة استفهام، فإلى أين يذهب هؤلاء الشباب وما هي الأعمال التي يقومون بها؟
وهل تعود الأعمال التي يقوم بها الشباب في شهر الخير بالنفع للمجتمع أم أنها تثقل كاهل البلاد بالمشاكل التي لم تعد تقوى على احتمال المزيد منها ؟

الثورة / وائل الشيباني

محمد الهندي- طالب في كلية التجارة والاقتصاد يؤكد على أن إجازة هذا العام بسبب كورونا تتطلب منا مزيداً من التعاون واستغلال أوقات رمضان الفضيل في البذل والعطاء كتطوع الشباب بالنزول الميداني للشوارع وتوعية الناس بخطورة المرض وطرق الوقاية منه وعلى وزارة الصحة ان تساهم بصورة مباشرة لدعم الشباب بأدوات التعقيم والمرشات وإعطائهم رخصاً للتفرق في الأحياء والأسواق والمطاعم. كنوع من التعاون مع الشباب القادر على العطاء. والتضحية من اجل سلامة البلاد.
الرياضة هي الجانب الذي يزداد بريقاً خاصة في شهر رمضان وهذا ما أكده وضاح طالب جامعي يقول: أنا لا أمارس الرياضة في العادة ولكن في شهر رمضان يأتي الشباب ويلعبون كرة الطائرة أمام بيتنا طيلة فترة ما بعد العصر وهذا ما يدفعني للعلب معهم حتى قرب المغرب من ثم أعود بعد التراويح للعب الشطرنج والدومينو مع باقي الشباب حتى قرب السحور وهكذا نقضي رمضان بالعب سواء في النهار أوفي الليل وهذا ما يحصل تقريباً كل عام.
استثمار
تتفق الفتيات على أهمية استثمار الإجازة في رمضان ولكن كل بحسب طريقتها الخاصة، فنضال وجليلة طالبتان في المرحلة الثانوية تؤكدان أنهما غالباً ما تتسابقان على فعل الخير في رمضان فكما تقولان إنهما في بداية شهر رمضان تقومان بوضع جدول لأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح والقيام وجدول يقسِّم كم الأجزاء التي لا بد من قراءتها في رمضان وهذا ما يجعل رمضان بالنسبة لهما مليئاً بالخير، وتضيف نضال: نحن نختم القرآن ثلاث مرات خلال رمضان ونداوم على الأذكار والصدقة وزيارة الأرحام وغيرها من الأعمال لكي نكون من عتقاء الله في آخر الشهر الفضيل.
وعلى العكس تماماً، تفضل مريم وشيماء وغزال متابعة المسلسلات الرمضانية وتؤكد شيماء مستوى ثالث لغات أنها تتابع ما لا يقل عن خمس حلقات في شهر رمضان تبث لأول مرة فهي حلقات جديدة وممتعة للغاية بالإضافة إلى أني في إجازة تامة لذا فأنا استثمر هذه الأوقات في متابعة المسلسلات الدرامية فاذا لم أتابعها في رمضان فإمكانية متابعتها بعد رمضان قليلة خاصة مع حلول فترة الدراسة الجامعية في الصباح والمعهد بعد العصر.
أعمال تطوعية
مصطفى خليل رئيس مبادرة (شاركنا) الشبابية وعضو في عدد من المؤسسات الخيرية يؤكد أن الشباب والشابات في شهر رمضان المبارك يتهافتون إلى فعل الخير، فالكثير منهم يقوم بجمع الدعم المادي لإفطار المحتاج وإعداد الأمسيات الرمضانية الثقافية المتنوعة والمساهمة الفاعلة في توزيع المساعدات الرمضانية على الفقراء في الكثير من الأحياء داخل العاصمة وهذا ما يبشر بالخير فحين يتعاطف الشباب مع فقراء ومحتاجين فإن الأمور تشير إلى ما هو أحسن في قادم الأيام، ويختم حديثه بالقول: صحيح أن الشباب لا يأتون إلا أثناء العطل للقيام بهذه الأعمال ولكن لا بأس في ذلك فهذا يدل على أن الشاب اليمني يحمل في عاتقه هم البلاد وحين ما تسمح له الفرصة بذلك يكون في مقدمة الصفوف التي تعمل على بناء اليمن.
وهذا ما تؤكده سامية، عضوة في إحدى المؤسسات الخيرية وطالبة في كلية الحاسوب تقول: كل ما تأتي إجازة أسارع للذهاب إلى المؤسسات الخيرية لأقدم ما بوسعي للمحتاجين واساعد بتصميم الإعلانات والمطبوعات وأدرِّس بعض الأيتام على كيفية استخدام الحاسوب وهذا ما يجعل إجازتي تفيض بالمتعة والإحساس بالارتياح.
المساعدة
محمد عبداللطيف يعمل في إحدى البسطات بشارع هائل وطالب في المرحلة الإعدادية يؤكد أنه يحب الإجازة أكثر بكثير من الدراسة التي يجبره والده على الالتحاق بها ففي الإجازة يذهب محمد للعمل لمساعدة أسرته وتوفير لهم كل احتياجاتهم التي لا يقوى والده كما يقول على توفيرها بالكامل، ويضيف: أنا حين أعمل أساعد أبي كثيراً فما أحصل عليه يوفر لقمة العيش الكريمة لأمي ولاخوتي الصغار .
كذلك الحاجة إلى مساعدة كل جميع من بداخل المنزل هو ما يحتاجه الكثير هذا ما قاله الوالد صبري الذي ينتظر أن يأتي شهر رمضان وحلول الإجازة لإقحام وئام وشذى على العمل بأحد المولات العملاقة بأمانة العاصمة وذلك لتوفير متطلبات رمضان والعيد وهذا ما يجعل الوالد صبري يعيش بعزة دون أن يمد يده لأحد كما قال .
فترة حساسة
يرى علماء الاجتماع أن فترة الإجازات والعطل تعتبر مفترق طريق في حياة الشباب ولا بد أولياء أن يعمل الأمور والجهات المختصة على خلق بيئة مناسبة وأماكن يجد فيها الشباب المملوءون بالطاقة ضالتهم وأن توجه تلك الطاقات العملاقة توجيهاً إيجابياً وأن تستعمل بصورة لا تؤثر على الشباب بصورة عكسية من خلال الانخراط بمجموعات شبابية ضائعة أو عبر استغلالهم من قبل جماعات متطرفة لذا على المسؤولين عن هذه الفئة أخذ الحذر ومراقبة وتوجيه أبنائها صوب الطريق الصحيح، فبعض الأوقات التي يملأها الفراغ حتى وإن كانت قصيرة من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف لنتائج لا يحمد عقباها .
طريق الخير
رمضان طريق للخير وأوقات الفراغ والعطل من الدراسة الجامعية والمدرسية يجب أن تستغل بما فيه الخير للنفس والمجتمع وللأمة بشكل عام، هكذا استهل الداعية محمد صالح حديثه عن فترة رمضان والشباب ودعوته لاستثمار أوقات الإجازة فيه، ويضيف: إن كثير من آيات القرآن الكريم تدعو إلى العمل وتحث عليه وتقرنه بالإيمان بالعمل الصالح وأن مفهوم العمل الصالح هو ما ينتفع به الناس ويفيد المجتمع وهذا ما يجب أن يراعيه الشباب والفتيات في شهر رمضان الكريم وأن يبتعدوا عن ما هو ضار لهم وأن لا يقعوا في شرك المسلسلات التلفزيونية والبرامج والمسابقات التي تحل محل الشيطان في رمضان لإغواء الناس عن العودة السليمة والجادة إلى الله عز وجل وعمل الخيرات.

قد يعجبك ايضا