فتاوى

“هل الاستنجاء من أركان الوضوء”
• قال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) ولم يذكر أن غسل الفرجين من أعضاء الوضوء .. فما جوابكم على ذلك¿
– الجواب: اعلم أن غسل الفرجين ليس من أعضاء الوضوء فمن توضأ فعليه أن يسمي الله تعالى وجوباٍ أو ندباٍ على الخلاف ثم يتمضمض ويستنشق وجوباٍ عند الهادوية والشوكاني أو سنة عند الجمهور وابن الأمير الصنعاني.
ثم يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح رأسه ويغسل قدميه هذا إن كان قد انتقض وضوؤه بأي ناقض من نواقض الوضوء غير البول أو الغائط أو أي شيء يخرج من الفرج وهو شيء مرئي أما إذا كان قد انتقض الوضوء بالبول أو الغائط أو المذي فلابد من الاستنجاء بالماء أو الأحجار.
“يتوضأ فقط”
* هل يجوز لمن قد استنجى بعد قضاء الحاجة وأراد بعد فترة الوضوء للصلاة أن يتوضأ دون أن يستنجي¿
– الجواب: اعلم أن الاستنجاء المزيل للنجاسة من الفرجين هو عقب قضاء الحاجة ولا يجب عليه أن يستنجي عندما يتوضأ لأن غسل الفرجين ليس من أعضاء الوضوء على القول الصحيح الذي ذهب إليه الجمهور من العلماء وهكذا من نام وأراد أن يتوضأ لكون النوم قد نقض وضوءه عليه أن يتوضأ الوضوء الشرعي الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام بالمضمضة والاستنشاق وغسل الوجه واليدين ومسح الرأس وغسل القدمين ولا يجب غسل فرجيه إذا لم يكن قد بال أو تغوط وإنما نام فقط أما إذا كان قد بال أو تغوط بعد النوم أو قبله فعليه أن يستنجي كما هو معلوم.
“هل هما من أعضاء الوضوء”
* هل الفرجان من أعضاء الوضوء¿ وهل من نام وهو متوضئ وأراد أن يجدد الوضوء فهل يغسل فرجيه أولاٍ ثم يتمضمض ويستنشق ويغسل وجهه ….الخ أم يكفي أن يتمضمض ويستنشق ويغسل الوجه واليدين ….الخ¿
– الجواب: اعلم بأنه لم يرد في القرآن الكريم مايدل على أن الفرجين من أعضاء الوضوء أبداٍ وكذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مايدل على أن الفرجين من أعضاء الوضوء وهكذا لم يرد عن الصحابة ولا التابعين ولا عن أصحاب المذاهب الفقهية وهكذا لم يذكر واحد من الفقهاء والمتأخرين أن الفرجين من أعضاء الوضوء ولكنه نص على أنه من أعضاء الوضوء الإمام المهدي ابن أحمد المرتضى مؤلف كتاب (الأزهار) وتابعه من جاء بعده من الفقهاء المتأخرين المقلدين لصاحب الأزهار والواجب على المصلي أن يتوضأ كما أمره الله كما جاء في كتاب الله والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وذلك بأن يتمضمض ويستنشق وجوباٍ عند فريق من العلماء وعلى جهة السنة عند آخرين ثم يغسل وجهه ويديه ويمسح على رأسه ثم يغسل قدميه بشرط أن يكون قد أزال النجاسة عن فرجيه أما إذا لم يكن قد أزال النجاسة من فرجيهº قالوا يجب عليه أولاٍ أن يزيل النجاسة عن فرجيه فالخلاف بين الجمهور وبين المتأخرين من فقهاء المذهب الزيدي والهادوي هو: هل يشرع لمن يريد أن يتوضأ للصلاة وقد بال أو تغوط أن يغسل فرجه مرتين مرة باسم الاستنجاء ومرة أخرى باسم الوضوء أي بدعوى أن الفرجين من أعضاء الوضوء أم لايشرع له ذلك¿! فمن كان على مذهب المتأخرين من الهادوية فيقول إنه يشرع للذي يريد الوضوء وقد بال أو تغوط أن يغسل فرجه الأسفل والأعلى أولاٍ لإزالة النجاسة وهي آثار البول أو الغائط ثم بعد ذلك الغسل الذي يسميه الفقهاء الاستنجاء بنية الوضوء لأن الفرجين عندهم عضو من أعضاء الوضوء بل هو أول أعضاء الوضوء.
– الخلاف بين متأخري الهادوية وبين جمهور العلماء في من كان متوضأٍ فانتقض وضوؤه بالريح (الفْسِاء أو الضِرط) أو بالنوم ومن كان على المذهب (الزيدي الهادوي) الذي صرح به صاحب الأزهار ومن جاء بعده من علماء المذهب الزيدي الهادوي المتأخرين فعليه أن يغسل فرجيه أولاٍ ثم يتمضمض ثم يستنشق ثم يغسل وجهه ثم يديه ثم يمسح رأسه ثم يغسل قدميهº لأن الفرجين من أعضاء الوضوء وأما من كان على مذهب الجمهور من أتباع الأئمة الأربعة (أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد بن حنبل) بل ومن أتباع الإمام زيد بن علي نفسه أو من أتباع الإمام جعفر الصادق أو من أتباع داود الظاهري فإن من نام وهو متوضئ أو انتقض وضوؤه بالريح وأراد أن يْعيد وضوءه من جديد ولم يكن على أحد الفرجين نجاسة لا بول ولا غائط عليه أن يعيد الوضوء من المضمضة والاستنشاق وجوباٍ عند بعضهم وندباٍ عند آخرين ثم يغسل وجهه ثم يديه ويمسح رأسه ثم يغسل رجليهº ولا يجب عليه عند الجمهور أن يغسل فرجيه باسم أنها من أعضاء الوضوء أو أنهما أول أعضاء الوضوء لأنهما ليس فيهما نجاسة حتى يزيلها بالاستنجاء مادام هو لم يِبْل ولم يتغوط وإنما نام أو انتقض وضوؤه بالريح أو بغيرها من نواقض الوضوء.
هذا هو حاصل الخلاف بين متأخري الهادوية والجماهير من علماء الشيعة والسنة أم (رأيي الشخصي) والمذهب الذي أختاره وأعمل به وأفتي به فهو المذهب الذي عليه الجمهور لأنه مبني على الأصل وهو عدم القول بمشروعية أي شيء من الأشياء حتى يرد في مشروعيته دليل صحيح صريح خالي عن المعارضة ولم يرد عن الله عز وجل من القرآن الكريم ولا من السنة النبوية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا بسند صحيح ولا حسن ولا ضعيف حديث يصرح بأن الفرجين من أعضاء الوضوء أبداٍ لا من قول النبي ولا من فعله ولا تقريره كما لا يخفى على من له اطلاع على المؤلفات التي دونت السنة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم.
وهكذا لم يرد عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا عن أحد من التابعين ولا أحد من أصحاب المذاهب المتبوعين وغير المتبوعين لا عن (زيد بن علي) ولا عن (جعفر الصادق) ولا عن (الأوزاعي) ولا (الثوري) ولا (الليث بن سعد) ولا (الشافعي) ولا عن (أبي حنيفة) ولا عن (الإمام أحمد بن حنبل) ولا عن (مالك بن أنس) ولا (داود الظاهري) ولا عن أحد من المتقدمين بقول (أن الفرجين من أعضاء الوضوء أو هي أول أعضاء الوضوء) .. كما لا يخفى على من اطلع على كتب الفقه التي تذكر الخلافات الفقهية والآراء الفرعية من يقول بذلك والله أعلى وأعلم.

قد يعجبك ايضا