20 ألف أسرة تعتمد على الكدم المقدم من قصر السلاح كصدقات


تحقيق وتصوير/ رجاء عاطف –
(الكدم) هو المخلوط من جميع الحبوب الذي لا يصنع غيره في (أفران لواء غمدان) قصر السلاح سابقاٍ المكان الذي عاصر وخدم أكثر من عهد ودولة يمنية حيث تم بناؤه في أواخر العام 1285هجرية أي في العام 64-65م في الفترة الأخيرة من عهد العثمانيين كما تذكر بعض المصادر التاريخية وكانت الكدم للمدارس الموجودة في ذلك الحين مثل المدرسة العلمية ومدرسة الأيتام ومدرسة جمال جميل وهي المدارس الخاصة التي تتولاها الدولة .. إضافة إلى توزيعه للجيش آنذاك لعدم وجود أفران في الماضي مخصصة للوحدات العسكرية كما يوجد الآن وإنما كان يتم الصرف من داخل القصر نفسه لأن أموال القضاء العسكري والمرتبات والخزينة وإيراد الزكاة كانت تورد من جميع المحافظات إلى داخل القصر وتوضع في المخازن ويطحن منها كل يوم بالقدر المحدد (للكدم) وحاليا تحولت هذه الأفران لموزع رئيسي للفقراء والمساكين وبعض فروع الوحدات العسكرية وبعض الدوائر الحكومية ومدارس الأيتام وتأسست البطائق الخاصة بالصدقات بعد السبعينيات حيث أن عدد المواطنين المستفيدين من عملية صرف الكدم أكثر من عشرين ألف أسرة دون الفروع الأخرى في السلك العسكري.
شكاوى عديدة من المواطنين وجدناها أثناء إنجاز التحقيق حول ما يخصم من مستحقات الصدقات من الكدم أو رداءة صنع الدم وطريقة الصرف التي لم تعد عادلة.. نتابع الحصيلة:
هناك أناس من الفقراء الذين يعتمدون كثيرا على هذا الصرف من الكدم المقرر يوميا من قصر السلاح منذ زمن ومنهم الأخت فاطمة (أرملة) التي قالت: أحيانا تحدث إشكالات لا نعلمها ولا يأتي الموزع بالصرف فيسبب لي ذلك المتاعب في كيف أتدبر قوت يومنا أنا وأبنائي الذي فعلا لولا هذا الصرف من الكدم لمتنا من الجوع وإن كانت الكدمة الآن صغيرة جدا ولا تكفي الواحدة منها لطفل .
فيما يشتكي زكريا السامعي من الخصم ويقول هنا: نحن لدينا أربعة (أشفات) .. بالمعنى العامي أربع حبات كدم ولكن للأسف قد ينقص صرفا كاملا أي أربع حبات من خبز الكدم وغالبا ما نستلمه كاملا دون نقص وأحيانا نتأخر بالحضور ولا نجد شيئاٍ لأنه قد تم توزيعه لمن سبق ونرجع المنازل بخفي حنين وهذا الصرف هو ما نعتمد عليه صباح كل يوم .
حجمها يتضاءل
ومن جانبه يقول يحيى مهيوب : كانت الكدمة الواحدة في السابق تشبع الفرد لمدة نصف يوم وكان حتى في الماضي يصرف للشخص الواحد منا أربع كدم لتكون قوته إلى آخر اليوم ولا شيء آخر جانبها إلا قليلا من الأرز والطبيخ أما الآن أصبحت الكدمة الواحدة خاصة التي توزع من الصدقات لا تشبع عصفورا فكيف بالشباب أو الأطفال وللأسف برغم أنها صدقة إلا أن حجمها يتضاءل يوما بعد آخر ونخاف أن يأتي يوماٍ ولا نجدها .
مراقبة الموزعين
محمد اليمني يقول: أحيانا نجد خصومات كثيرة في ما يصرف من الصدقات فيخبرنا الموزع أنها ناقصة هكذا بأوامر من القصر ولا نعلم أسباب النقص هذا وفي اغلب الأحيان نجد الموزع التابع للمنطقة وقد أخذ الكمية وباعها في أحد الأسواق الكمية وباعها ونستطيع إثبات ذلك لأن هناك من يراقب ما يحدث من الموزعين ونحن بدورنا نتساءل: لمن ترجع قيمة المبيعات هذه هل هي له شخصيا ويستفيد مما يخصم على المواطنين المعتمدين كثيرا على هذا الصرف أم لإدارة القصر نفسه¿ ونتمنى من الجهات المعنية البحث في ذلك .
ما تكره الأنفس
أم عبدالإله تتحسر على أن ما يتم توزيعه من الصدقات هو ما تكرهه الأنفس وأن هذه الكدم تكون إما حامضة جدا بسبب استعمال الخميرة الزائدة أو بائتة أو شديدة السواد بسبب ما تعرضت له الكدم من الحرق على النار ونشعر أن ما يتم صرفه هو المتبقي وكأنهم يرمونها للبهائم والمعروف أن التصدق يكون بأفضل ما لدى الإنسان وهذا ما لا نجده من حكومتنا الموقرة بينما نلاحظ جميعاٍ أن ما يتم بيعه أمام القصر خاصة بعد المغرب من الكدم الكبير الحجم والصالح للأكل غير ما يتم توزيعه لنا وكذلك التي توزع للوحدات والجهات العسكرية فلماذا هذا التفريق أليس نحن جميعا أبناء شعب ووطن واحد¿.
أسباب تموينية
وهنا أحد الموزعين ينفي ما يقوله بعض المواطنين في شكاواهم ويرجع النقص الحاصل في الكمية الموزعة إلى إدارة القصر نفسه (من الأفران) لأسباب تموينية بينما الموزعون لا علاقة لهم بذلك وإنما هم يؤدون عملهم وواجبهم كموزعين وكما نفى أيضا قصة بيع المتبقي للأسواق ويقول إنها افتراءات من المواطنين .
كميات محدودة
وبين شكاوى المواطنين ونفي الموزعين أوضح العقيد/ محمد الجبري – مدير شعبة الأفران بلواء غمدان :أنه يتم توزيع الكدم على الوحدات الموحدة بموجب الأوامر الواصلة من التموين العسكري الذي يحدد استحقاق الأشخاص بحيث تصرف على ضوء الأوامر الواصلة من هناك وأن يتم تجهيز الخبز للوقت المحدد ويأتوا ليصرفوه هذا ما يخص مستحقات الجيش أما بالنسبة لمستحقات الصدقات يقول : تأتي للقصر كمية مقررة لكل فصل والذي مدته (الفصل) ثلاثة أشهر وهو من الدقيق والقمح وغيره ويتم تجهيز الخبز من تمام الساعة الثانية بعد الظهر إلى صباح اليوم الثاني وتعبأ في شوالات حيث يتسع الواحد 20 صرفاٍ ويتم توزيعها والبعض يوزع في ميدان اللقية من الساعة الخامسة حتى الساعة السابعة أو الثامنة صباحاٍ والصدقات الأخرى يتم توزيعها فوق سيارات منها إلى دار الجامع الكبير وكذلك منطقة الروضة وأيضاٍ منطقة النهرين السائلة والفليحي وتوزع بحسب البطائق الموجودة لدينا من سابق وهناك بطائق لها أكثر من 40 سنة والبعض 20 أو 15 سنة وأقل بطاقة موجودة لها سنتين ومنذ أن توليت شعبة الأفران لم تقطع أي بطائق جديدة لأن الكميات محدودة وهي زيادة على ما يصرف.
حجمها صغير
وعن المقاييس التي يتبعونها في تحديد مقدار ما يعجن أشار الجبري إلى أنها محددة منذ زمن بالنسبة لما يخص الاستحقاق وهي ما يعادل نصف كيلو للفرد ولا زالت إلى الآن والشفت يسمى أربع كدم والفرد له نصف كيلو على أساس أن الكيلو يحتوي على صرفين كدم يعني للفردين ولكن مقاييس الصدقات لم تعد بتلك الكمية لأنه يتم عمل الكيلو لأربعة أشفات لذلك حجم الكدمة الصدقة صغير وأكد أن الوارد من المالية قليل ولا يكفي للبطائق المعطاة للأسر الفقيرة وأن هناك بطائق قطعت سابقا إلى العام 2008م- 2009م بموجب تحرير أمر رسالة من عاقل الحارة بأن المذكور مستحق وله أولاد وبموجبها يتم التوجيه باعتماد صرف أو أكثر بقدر الإمكان .
تحكمه الكمية
وردا على الشكاوى التي تأتي من المناطق التي يتم التوزيع فيها وأنه يتم الخصم من الصدقات على المواطنين قال العميد الجبري : أن الصدقات تعتمد بعبارة صدقة وليس استحقاقاٍ ولكن الفرد العسكري لاينقص من صرفه شيء لأنها استحقاق مقرر وأكد أن بطائق الصدقات بحدود 7 آلاف بطاقة وأسرة والاستحقاق المطلوب لـ26 ألف حالة وما يأتي من المالية لا يزيد عن 7000 كيلو دقيق فبديهي أن يوجد خصم من الصدقات بمقدار ما تخصمه المالية فنضطر لذلك الخصم حتى نرضي الجميع.
وأضاف العميد الجبري: أن الصرف المستحق الخاص بالوحدات العسكرية والذي يأتي من التموين العسكري يأتي محدوداٍ بمعنى أن يصرف عدد محدد بالكيلو للوحدة أو الشخص أو المسئول في اليوم وتموين وزارة المالية هو بكميات محدودة للثلاثة الأشهر بمعدل 7200 كيلو كل يوم وكما قلت استحقاق وحدات الجيش لا ينقص فيه شيء بل ينتقص ويزيد أحيانا في استحقاق الصدقات والمسألة تموينية فقط لا أكثر ولا أقل.

قد يعجبك ايضا