ناشطات وإعلاميات يمنيات:

“رئيسنا الشهيد” لك عهد منا لن ننسى فضلك يا أبا الفضل

 

 

كان الصماد قدوة في سيرته ومدرسة متكاملة لكل مجاهد

وحدهم العظماء من يكتبون التأريخ وتقف لهم صفحاته بإجلال ليُدونوا عليها بطولاتهم الخالدة ومواقفهم النبيلة لتبقى حية بعد رحيلهم وتأبى الذبول ويستحيل أن تدخل طي النسيان، كان منهم الشهيد الرئيس صالح الصماد، وفي الذكرى الثانية لاستشهاده بعد أن تسلم زمام دولة على حافة الانهيار يتحكم فيها إرث الأنظمة السابقة العميلة والمرتهنة للأجنبي وكان لايزال ذلك الموروث هو المسيطر على كل مفاصلها في فترة تكاد تكون من اخطر المراحل التي مرت بها اليمن بسبب عدوان جائر وخونة أرادوا لليمن أن تكون رهينة كما كانوا هم مرتهنين.
لكنه استطاع بحنكته السياسية أن يرسي دعائم الصمود في وجه العدوان وينتشل اليمن من أيدي الفاسدين وينهض به حاملاً شعار (يد تبني ويد تحمي) ،حتى استطاع الوصول به إلى بر الأمان.. هذا ما أكدته الكثير من الإعلاميات والكاتبات في الجبهة الثقافية للمركز الإعلامي للهيئة النسائية لمناهضة العدوان، من ترك الصماد في قلوبهن بصمة مفعمة بالامتنان والود له ،مؤكدات أن استشهاده مثّل خسارة لليمنيين ومن الصعب انتزاع نجاحاته المتميزة وأفضاله أو طمس البصمات التي تركها الصماد على جبين وفي قلوب كل أبناء اليمن ..

الثورة / خاص


\الكاتبة أ/ أشواق مهدي دومان تقول :إن الكلام عن الرّئيس الشّهيد / صالح الصّمّاد لن يخلو من زفرات الألم والحنين لعهده، ولا أعتقد أن يخلو أيّ مقام يذكر فيه صالح الصّمّاد من ترقرق الدّموع في العيون، وقد أجمع الشّعب كلّ الشّعب على أنّ الرّئيس الشّهيد كان بمثابة فتحة النّور المطلّة على نفق حالك الظّلمة، وفي حكمه عادت تدبّ روح اليمن فيها بعد أن كادت تلفظ أنفاسها يأساً من تحقق شيء اسمه وطن ؛ فما قبله كانت عبارة عن مهزلة ترقص فيها دمى المحتلّين على رؤوس الثّعابين ( كما اعترفت هي ذاتها ) ولكنّها تهيئات واستبدالات إلهيّة، وتمهيدات لانبلاج فجر اليمن قويّا من جديد وكما أراد له اللّه ذلك ؛ فقد اختير الصّمّاد ليقود زمام حكم اليمن المعتدى عليها ثلاثة من الأعوام ،صان فيها اليمن وحافظ عليها بل أمسكها من الضّياع وقبضها كالقابض على الجمر.
وتضيف دومان قائلة :الصّمّاد الذي لم يكن مرفّها في جامعات دراسته متنقلا بين ناطحات البيت الأبيض وناطحات دبي، ولم يتخرّج من جامعات روما وباريس لكنّه كان جنديّا في سبيل اللّه متخرّجا من مدرسة ( هيهات منّا الذّلة ) القرآنيّة باذلا روحه حين حاربت حكومات الأحمريّين أولئك الأحرار في صعدة، وهناك وجدنا الشّهيد الرّئيس لم يتخلف عن معركة من معارك وغزوات مسيرة القرآن مجاهدا من طراز فريد، أخرجته حروب عفّاش الظالمة على صعدة أسدا لا يقبل الضّيم ولا يساوم على الشّرف، رغم جور ما لاقاه من عفّاش وزمرته ومن بَعدهم، خاض غمار معركة حامية الوطيس وانتصر كمن انتصروا تحت راية القرآن بقيادة الشّهيد القائد السيّد حسين بن البدر الحوثي، ومن بعده حامل لواء الحق العلم المحمدي السيّد القائد عبدالملك بن البدر الحوثي.
وتشير أشواق دومان إلى أن الصّمّاد كان رئيسا بل قائدا مغوارا استطاع باقتدار وتمكّن من أن يلملم ويبلسم جراح اليمن، ويجمع أطرافها المتبعثرة حول مائدة مستديرة، ويرقّع تلك الجروح ترقيعا بصدقه وإخلاصه وتضحيته حتّى وصل لقلب كلّ مواطن، فشهد له اليمن كلّ اليمن بالفضل وهو أبو الفضل الذي لمّ شملها، وأحدث فيها ما يشبه الصّعق الكهربي بالحق والعدل والسّلام بين أفراد المجتمع والوطن اليمني كطبيب يصعق جسد مريضه المثخن بكل أنواع الجراح والأسقام والأمراض، استخدم الصعق الأخلاقي فكان الوطن المتسع للجميع بأخلاقه وتواضعه، وكان الإنسان يتحسّس آلام وحاجات المواطنين، كان لا يتعالى على مواطن، يمشي بين الناس كفرد آمن بأنّ الوظيفة تكليف لا تشريف، فحمل مسؤولية يمن تعتدي عليه أكثر من ثمان عشرة دولة عظمى استكبارية.
وفيما يخص الجبهات تؤكد دومان أن الرئيس الشهيد الصماد عزّز الجبهات وساحات البطولة فقد ساندها بمدد الرّجال حين كان قدوة ،ففي سيرته مدرسة وافية متكاملة لكل جنديّ صادق انطلق مجاهدا لا يتردد، ومخلصا لا يبتغي متاع الدنيا، حكم ثلاثة أعوام ولم يضع حجر أساس ليبني لأبنائه بيتا وكانت اعتمادات الدّولة وخزائنها تحت يديه، ذاب في وطنية تكاد تنعدم إلّا منه.
وقالت :لقد أسس لمشاريع بنيوية، وأشرف على تطوير أسلحة بلاده، شجّع المتعلمين والمخترعين، نادى وبدأت اليمن تزرع فيأكل اليمني من عمل يديه، وغرس روحه في ترابه الطّهور، شهد الجبهات وزارها بطلا يقتحم الشّبهات ولا يرتع فيها، ساوى بين أفراد الشّعب في الحقوق والواجبات، اختفت أمراض وأسقام مزمنة فتقهقرت الرّشوة، وتراجع الرّبا، وكادت المحسوبيّة أن تختنق فقد وضعها تحت قدمه ومضى يزور البسطاء وينزل إلى النّاس سائلا عن حاجاتهم متفقدا نواقصهم، مهيّبا ومفعّلا وزراء حكومته، متّخذا بطانة صالحة، بل كان يتقصّى الحقائق (‘معتمدا على اللّه ثمّ على نفسه ) فيقيم العدل ،افتتح مؤسسات تدعم المنتج المحلي وتؤسس لقيام صرح اقتصادي شامخ يمني خالص، أرسى دعائم الزّكاة التي اختفت من قاموس حكومة عفّاش ومن بعده أمينته وخبزته، حارب الظّلم، وحاول أن يغلق كلّ باب تدخل منه رياح الارتهان والعمالة، فقطع الطريق على خونة الوطن الذين تآمروا عليه فباعوه للعدوان، ولكنّ الصّمّاد أحرجهم شديدا، وعرّاهم أمام هذا الشّعب، وأبان الخيط الأبيض من الخيط الأسود من معادن الرجال، فلم ينفد صبره ولكنّه كان المرن اللين الوقور الهادئ إلى أن تحقّق من شركاء الحكم ،فما إن خان الشّريك الوطن، وحاول تخريبه وبثّ الفتنة فيه بتوظيف الحزبيّة، فكان اليد التي كسرت كلّ يد ممدودة للمحتل.
واختتمت دومان حديثها عن الصماد بالقول: ماذا أُحدِّث (بعد) عن رجل عُرِف طيبا مفوها بليغا مبينا رغم ارتجاله لخطاباته إلّا أنّه كان القرآن ينطق بلسان وهيئة إنسان رمز اسمه صالح الصّمّاد، نعم كان رجل دين ودولة متكامل الشّخصية، سويّ النّفس، كان صالح الصّمّاد .
رجل المسؤولية
بدورها الإعلامية “زينب الديلمي” تقول: انه قبل تشكيل سلطة المجلس السّياسي الأعلى، أدركت اليمن جيداً أنّها بحاجة إلى من يُدير حُكم البلد رغم ظروف العدوان الحالك حينما كان كُرسي الحُكم فارغاً آنذاك، واختارت اليمن وشعبها من هو جدير في أنّ يحمل كاهل المسؤوليّة على عاتقه وهو الرئيس الشهيد « صالح الصمّاد » الذي أثبت بقدرته أنّ مناله هو بناء يمنٍ خالٍ من لسعات جور الظّالمين وسطّوة المُستبدين، فكان مشروع « يدٌ تبني ويدٌ تحمي » الذي أطلقه كفيلاً بتحقيق الصّمود والعنفوان اليمني الذي قهقر به العدوان، وخير دليلٍ على ذلك تمسّكه بالحفاظ على مؤسسات الدولة وحمايتها من تسلل يد الفساد ،والسبب يعود إلى نشأته في كنف التربيّة القرآنيّة التي تربّى في أمّا سر نجاحه في قيادة الدولة فيتمثل –حسب الإعلامية زينب الديلمي- في اتباع قاعدة : « النّاس صنفان : إمّا أخٌ لكَ في الدين، أو نظيرٌ لك في الخلق » كما نستذكر هذه القاعدة من قصّة مالك الأشتر – رضوان الله عليه – الذي ولاّه الإمام علي – عليه السّلام – والياً لبلاد مصر رُغم كمين الأعين التي ترصّدت الأشتر آنذاك ؛ لأنهم يعلمون أنّ اعتلاء العظماء على عرش الحكم سيجرفهم إلى اخدود الهزيمة، واستطاع أشتر اليمن – الصمّاد – اجتياز تماس الغموض والإبهام، وفي نهاية الاختبار الحسّاس نال الصمّاد جواز السّفر إلى الجنّة ووسام الشّهادة العُظمى التي حباها الله له وأكرمه بعد عناء المسؤوليّة الدنيويّة التي لم يكن يهمّه سوى ابتغاء مرضاة الله ونيل المُنى الكُبرى، كان ولا زال الصّماد أنموذجاً ومدرسةً يفيضُ من أنهار الأخلاق القرآنيّة، وقائداً ضرغاماً سلك سبيل القرآن المجيد ونهج نهج الأبرار السّباقين .
“نجاح الصماد”
تؤكد الكاتبة “إكرام المحاقري” أن الثقافة القرآنية المسيطرة على مشاعر ووهج الشهيد الرئيس الصماد هي من حققت كل ذلك النجاح وكل الامتيازات بتحركه القرآني في المستوى السياسي والاجتماعي والديني، لم يفرِّق الرئيس الشهيد بين ثلاثة هذه المجالات بل كانت بالنسبة له خانة واحدة مرتبطة بتوجيهات الله تعالى خاصة، وقد تحمل المسؤولية رئيساً للمجلس السياسي في ظل ظروف حساسة كال لها العدو بمكيالي الدين والسياسة.. كما شهدت مؤسسات الدولة أوضاعاً حرجة في ظل انقسام وتنازع الأحزاب السياسية حيث كان في أوساطها مندسون يخلقون الفتن لصالح العدوان بشكل عام, لم يكن يخفى على الصماد كل تلك التصرفات إلا انه تلافاها بحكمة وصبر وأنفة وتقديم للتنازلات الجسيمة حتى لا تصل إلى مآربها وتفكك الشعب تحت مسميات أحزاب, كذلك يكمن سر النجاح في تحديد أولويات في قائمة الصراع وهذا ما عمله الشهيد الرئيس صالح الصماد.
وتضيف “المحاقري” إن الرئيس الشهيد صالح الصماد كانت له سياسته القرآنية الخاصة به في واقعه وتحركاته في جميع المجالات, كما كان يمتلك تلك النظرة الحكيمة والثاقبة لِلم الشمل ونبذ الفرقة, وكان في ذات نفسه مشروعاً عظيماً لبناء الدولة لا يقل عن مشروع الرئيس المغدور الأسبق إبراهيم الحمدي, فمنطقه منطق الحاكم المثابر لبناء الدولة الحديثة ذات القرار والسيادة والمكانة تحت مشروع عظيم “يد تبني ويد تحمي”، قدمه للمجتمع اليمني كحل للخروج من الأزمة العسكرية والدينية والمجتمعية التي دخل اليمن فيها من باب فتن أمريكا وإسرائيل وعملائهما.
وكان الشهيد الرئيس نموذجا في مسيرة جهاده العظيمة، لم يخضع ولم يتوان ولم يهن ولم يتراجع، وكان كلما ازدادت التهديدات ازداد صموداً وصبراً، وكانت فترة رئاسته للبلد في ظروف استثنائية حرجة وحساسة, ومشحونة بالتناقضات, لكنه أثبت أنه رجل المرحلة الجدير بالنجاح والتحدي لم يضق صدره يوماً ولم يفقد توازنه حتى في أشد الظروف وأحرجها .
وتضيف إكرام المحاقري قائلة :أما بالنسبة للثقافة القرآنية وكيف كانت عاملاً في إخراج القادة الأكفاء ومنهم الشهيد “صالح الصماد”, فهذه لها عود محمود إلى واقع الأنبياء وواقع أولياء الله وواقع أصحاب الكهف وواقع الحواريين, جميعهم حركتهم وربتهم وبنتهم الثقافة القرآنية التي هي المدرسة الوحيدة التي يتخرج منها الرجال الصادقون في كل زمان وكل مكان.
-أخ للمجاهدين وقائد لليمن-
أما الإعلامية زينب الشهاري فبدأت حديثها قائلة: كان الرئيس صالح الصماد رجل المرحلة، وتقلد الحكم في ظروف صعبة واستثنائية، وكان ذلك بمثابة تحدٍ له واجهه بصبر وحنكة وحكمة ومهارة وقاد سفينة الوطن بكل اقتدار، فكان أول رئيس يحكم اليمن المستقل الحر الذي يواجه أطماع الأعداء ومؤامراتهم ويفشلها، كان مثالاً للوطنية والنزاهة.
وتؤكد الشهاري أنه كان محط إعجاب وتقدير وحب الجميع، وكان القدوة والمثل الأعلى وكان الأصدق والأنقى، رأى في المنصب تكليفاً لا تشريفاً، وفي المسؤولية مغرماً لا مغنماً، أرسى دعائم الصمود وذلك بقربه من المواطنين ومعالجته لقضاياهم وتلبية احتياجاتهم ومحاولة التخفيف من معاناتهم فانعكست إنجازاته على الجبهة الداخلية صموداً وقوة ومنعة، كما كان ذلك المجاهد الذي يصول ويجول ولم يترك جبهة إلا وتعهدها بالزيارة المتواصلة، كان أخ المجاهدين والأقرب إليهم، كان الجهاد لديه هو الفخر والمجد الذي لا يضاهيه مقام، ولأجل ذلك اهتم بالمجاهدين وبالتصنيع العسكري وبالتالي وطد الصمود اليماني وعزز اليد التي تقاوم الأعداء.
كان الرئيس صالح الصماد رجل السياسة المحنك والحصن الآمن والملتقى الجامع لكل أطياف الشعب وكل تياراته السياسية والفكرية والقبلية بلا استثناء، وبذلك تجاوز كل المكائد والمؤامرات الداخلية والخارجية.
وتواصل حديثها :لقد كان نموذجا في الرئيس المجاهد الإنسان الذي جمع القيم الفضلى والمبادئ المثلى والهوية اليمنية الإيمانية الأصيلة.
وأضافت الشهاري قائلة: سر نجاح الصماد في قيادة الدولة يتمثل في أنه كان صادقاً مع الله والشعب والوطن، وكان يرى نفسه خادماً للشعب فكرس جهوده لخدمتهم وشحذ طاقاته لحماية الوطن وبنائه، كان الرئيس الذي لم يعمه المنصب ولم يغره كرسي الحكم، ولم يسع وراء حطام الدنيا، كان هدفه أرقى وغايته أسمى، فاستغلال المنصب كمغنم يعد خيانة عظمى في نظره، خيانة لله وللوطن ولدماء الشهداء، فكان شريفا نزيهاً لم يلهث وراء المال والسلطة، ،فكان لا يملك بيتاً وبعد استشهاده اضطرت أسرته إلى العودة إلى مسقط رأسهم ،فلم يكن شغله الشاغل كيف يبني الفلل والقصور ويجمع الأموال والسيارات الفارهة ويحيا حياة الترف والعيش الرغيد كغيره من الرؤساء ،بل كان يعيش ببساطة كغيره من مواطني بلاده، كان من أوائل خريجي مدرسة الثقافة القرآنية، فقد تحرك على أساس القرآن وتعاليمه، وعكس ذلك في واقع حياته وكان الإنسان المجاهد التقي الذي يرى مسح نعال المجاهدين أثمن من كل مناصب الدنيا، وكان المسؤول العادل المتحرك في كل الميادين رغبة منه في البناء والتنمية وخدمة الشعب والوطن بإخلاص ووفاء وحب وتفان، وهذه هي المسيرة القرآنية التي قدمت لنا قادة عظماء كالشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والشهيد صالح الصماد -رضوان الله عليه-، وستستمر هذه المسيرة بتخريج عظماء أمثالهم يخدمون دين الله والأمة.

قد يعجبك ايضا