النساء معنيات بحماية أسرهن من خلال تجنب المجالس المكتظة والمواظبة على النظافة اليومية

للحفاظ على اليمن خالياً من وباء كورونا:المرأة اليمنية .. في مواجهة التحديات والمخاطر

 

 

أثناء المحن والخطوب التي تتعرض لها الشعوب مثل تفشي الأوبئة والأمراض المختلفة يبرز الدور الهام والحيوي للأسرة وللمرأة تحديدا باعتبارها المدرسة الأهم لتربية الأجيال.
في الظرف الحالي الذي يتسارع فيه تفشي جائحة فيروس كورونا الوبائي لتضرب معظم بلدان العالم تبقى اليمن بحمد لله ورحمته خالية حتى اللحظة من شرور هذا الفيروس وهي النعمة الربانية الكبرى التي ينبغي على المجتمع باسره وفي مقدمته الأسرة اليمنية الفاضلة الحفاظ عليها ووقاية أبنائها من هذا الخطر الذي ينتشر انتشار النار في الهشيم ويخلِّف اضرارا وخسائر فادحة في أرواح البشر ومقومات معيشتهم حيثما حل.
الثورة / زهور عبدالله

المرأة في مجتمعنا اليمني معنية بصورة مباشرة بتحمل مسؤولياتها في حماية المجتمع من الوباء وذلك من خلال عدم التهاون في الالتزام بالتعليمات والإجراءات الاحترازية المعلنة وفي مقدمتها تلك الداعية الى تجنب الاجتماعات والمجالس التي تكون مكتظة، وكذلك إلزام سكان المنزل بالنظافة الدائمة والمواظبة على تنظيف اليدين بفركهما بمطهر أو بغسلهما بالماء والصابون وتغطية الأنف والفم عند السعال والعطس بمنديل ورقي أو بثني المرفق وتجنب مخالطة أي شخص مصاب بأعراض مشابهة لأعراض البرد أو الأنفلونزا وتجنب الاماكن المزدحمة قدر الامكان وعدم زيارة الأسواق المكتظة خاصة ونحن بصدد دخول الشهر الكريم وما يتطلبه ذلك من زيارات متعددة للأسواق.

مسؤولية مشتركة
على النساء اليمنيات أن يدركن أن هذه الأيام استثنائية تماما وليست كالظروف الاعتيادية ويجب التعاطي مع هذه المسألة بمسؤولية كبيرة وبروح وطنية عالية وتسجيل بصمة واضحة في التصدي لهذا الخطر مثلما كان دورها عظيما ومشهودا في التصدي للعدوان على مدى اكثر من خمس سنوات.
وتبقى الأمهات على مر العصور المدرسة الأولى التي يتخرج منها الأبناء ويستنبطون أفكارهم وحركاتهم وسكناتهم وهي التي يقع عليها تعليم وتربية أطفالها وتوجيههم وفي ظل المتغيرات الكثيرة في هذا الزمن وانتشار مرض كورونا في معظم دول العالم فتكون الأم مطالبة بإعداد جيل متسلح ومحصن ضد الأوبئة والأمراض وذلك بإرشادهم إلى كيفية الحفاظ على النظافة الشخصية والعامة، فهي المرأة اليمنية التي تحملت الكثير وقدمت التضحيات وعقلية هذه المرأة العظيمة رغم أنها كانت تعيش في ظلم إلا أنها استطاعت أن تخرِّج عظماء ويقع على عاتقها الآن أن تخرِّج جيلاً عظيماً متسلحاً بحبه وولائه وانتمائه للوطن يقوم بدوره في حماية نفسه وأبناء بلده من هذا الوباء الخطير.

إرشاد الأبناء
يقول المختصون إنه على الأسرة والأم بالتحديد أن تقوم بمراقبة تصرفات أطفالها في جميع الاعمار وإرشادهم بتجنب الأماكن المزدحمة وعدم الخروج إلا للضرورة، فلا تجعل الأسرة كل همها توفير متطلبات العيش لأبنائها بل تراقب تصرفاتهم في كل وقت، وعليها تطوير مواهبهم والجلوس معهم والاستفادة من الوقت وأهم شيء معرفة كيفية التعامل مع المراهقين الذين يجدون الخلاف في المنزل وسيلة وحجة للهروب منه، ومن هنا فعلى الأم أن تعي أن المرحلة التي تمر بها البلاد بحاجة إلى أن يكون لها فيها دور رئيسي في حماية البلاد، فيقع على كاهلها توعية الأبناء بحب الوطن والتضحية من أجله والقيام بدورهم في هذا المجتمع والمحافظة على سلامته اذا تضافرت كل الجهود ابتداء من الشخص فالأسرة ثم المجتمع .

التعامل السليم
على الأسرة والوالدين التعامل السليم مع المعلومات في هذه الفترة والشرح للأطفال والأبناء أن يأخذوا حذرهم من هذا الفيروس ولكن يجب عدم إخافتهم وجعله كابوساً يقضي على تفكيرهم ويؤرقهم.
فالتعامل الخاطئ يعد أحد أهم العوامل التي تسببت في زيادة خوف الكثيرين وانتقالهم إلى مرحلة الهلع، لذلك فمن المهم تجنب الانسياق وراء الشائعات والتعامل مع أي معلومة يتم نشرها على أنها حقائق.
يقول المختصون في مجال الطب النفسي “على الأسرة أن تشرح لأبنائها أننا نعيش في مرحلة حرجة وأن الوباء قد غزا معظم البلدان وأن الجميع يجب أن يتعاونوا في حماية اليمن من هذا الفيروس والالتزام بالإجراءات الوقائية والتعاون مع رجال الدولة في ذلك، ولكن يجب أن نتجنب التعرض للوسواس المرضي من كورونا لأنه سيكون كارثة كبيرة على مجتمعنا، علينا التعامل مع الأزمة بشكل أكثر منطقية دون تهوين أو تهويل فعلى الأسر أن يتجنبوا التعامل مع الاخبار على أنها مصدر للحقائق بل إن فيها تهويلاً واستنتاجات قد تكون غير صادقة تبث الرعب والخوف في نفس المشاهد وإن أردنا أي معلومات صحيحة فنأخذ المصدر من تصريحات وزارة الصحة مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك الكثير من الأشخاص قد تماثلوا للشفاء من هذا المرض فالاكتفاء بأرقام المتوفين والمصابين فقط سبب رئيسي من أسباب الإصابة بالذعر، وعلينا عند زيادة القلق أن نتجنب كافة الاخبار حول الفيروس سوى كل ما نريد معرفته حول طرق الوقاية من الفيروس وتجنب أي معلومات زائدة عن ذلك طالما ستتسبب في زيادة التوتر”.

عدم إثارة الرعب
ويضيف المختصون “نحن مقبلون على شهر رمضان المبارك وعلى الأسر أن تعي مسؤوليتها وتتجنب الزحام والأسواق وعليها أن تشتري الاحتياجات الأساسية فقط، فمثلا الدول التي تمتلك نظاما صحيا متطورا أصبحت تسجل إصابات عديدة وبصورة مخيفة، وكذلك اثارته الرعب والخوف بين الناس في كافة الدول وتتجلى صورة هذا الخوف والقلق في إقبال الناس بصورة ملفتة للانتباه يحذوها القلق والتوتر على شراء السلع والمواد الغذائية بكميات كبيرة لخوفهم من تعطل الحياة ومن أن يتحول هذا الفيروس المستجد إلى وباء عالمي يهدد كافة مناحي الحياة في أرجاء المعمورة، حيث عطلت الكثير من المحافل العالمية رياضية ودينية وسياسة وثقافية واقتصادية وذلك لأن مثل هكذا تجمعات تساعد في انتشار الفايروس عن طريق السعال والملامسة والرذاذ من الأشخاص المصابين” .
وعلى الأسرة التنبه من الأمور التي تساعد على القلق والخوف من هذا الفيروس كالتهويل والتوتر الذي تزرعه وتغذيه بعض مواقع التواصل الاجتماعي ما يؤثر على نفسية الشخص ويجعله متوتراً إلى أبعد الحدود ويصبح الشخص في بعض الأحيان غير سوي ويفقد اتزانه ويصاب بحالة نفسية مضطربة جدا.

الثقافة الصحية
ويمكن التغلب على هذا الفيروس وتجنب الإصابة به بطريقة سليمة وصحيحة بفضل الثقافة الصحية والنفسية التي يمتلكها الأشخاص وأهم أعراض القلق بسبب هلع كورونا الجديد: قلة النوم، وضعف التركيز، والمزيد من الخوف من كل شيء، وإذا وصل الشخص إلى الوسواس المستمر بهذا الفيروس عليه قطع سلسلة التواصل لأن كثرة الأخبار حول المصابين والمتوفين تسبب حالة من التوتر والضغط العصبي الشديد، وعلى الوالدين أن يسلكا أول الطرق لتخفيف التوتر الشديد في المنزل وخاصة توتر الأطفال وممارسة القراءة أو الجلوس مع أطفالهم وخلق جو اسري بعيد عن التوتر، والابتعاد عن الحزن والقلق .

إرشادات وقائية
وتوصي الطبية ليلى أحمد -أخصائية في طب الأطفال- بأن على الأمهات إرشاد أطفالهن بغسل الأيدي بعد القدوم من الخارج أو قبل تناول أي شيء وبعد دخول دورة المياه، وإذا لامسوا أي شيء في الأماكن العامة أو الأشياء التي لمسها الكثيرون اتباع طرق الوقاية باعتدال، وكذلك يجب على الأمهات أن لا يحولن النظافة وكثرة التعقيم إلى وسواس قهري أو سلوكيات قد يضجر منها الأبناء لكثرة المبالغة فيها، حيث يعد غسل يديك في كل مرة تأتي فيها من الخارج أمرًا ضروريًا، ولكن لا تحتاج إلى غسل يدك كل دقيقة إذا كنت في البيت، فالذعر الذي يعيشه الناس بسبب فيروس كورونا يؤدي بهم إلى الوقوع فريسة للقلق لذا يجب عليك تثقيف نفسك وطفلك بما فيه الكفاية من مصادر موثوقة أو أطباء بشأن التدابير الوقائية وكم مرة يجب أن تغسل يديك، حيث أن الخوف من الإصابة بالمرض دفع الناس إلى ممارسة الكثير من الأشياء الاندفاعية التي ليست ضرورية، والطريقة المثلى للوقاية هي نظافة اليدين واتباع طرق الوقاية مثل: العمل من المنزل إن أمكن وتجنب الأماكن العامة المزدحمة، اغسل يديك جيدًا وعقمهما، ارتدِ قناعًا إذا كنت مريضًا وتجنبه إذا كنت بصحة جيدة.

إجراءات احترازية
يقول الأطباء إن هناك العديد من طرق الوقاية الخاصة بفيروس كورونا وعلى الجميع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتعاون مع رجال الأمن والكوادر الصحية، حيث ترتفع وتيرة الجهود الحكومية لمواجهة فيروس كورونا في أمانة العاصمة وكل المحافظات وتعمل مؤسسات الدولة على تنسيق الإجراءات الاحترازية وتسخير كافة إمكانيات الدولة لحماية المواطنين ومنع دخول الوباء الى البلاد، ويجب أن يعي الجميع حجم المسؤولية الكبيرة للحفاظ على حياة الناس جميعا.
وعلى الجميع أخذ الحيطة والحذر والالتزام بالبقاء في المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة وتجنب الاتصال المباشر مع الآخرين بشكل دائم وتنطيف وتعقيم الأشياء التي تلمسها والأسطح، أيضا تغطية الفم والأنف بالكمامات أو المنديل يساهم بشكل كبير في تقليل فرص الإصابة بالفيروس ويقع على عاتق الدولة والمجتمع والأسرة ككل التعاون من أجل جعل اليمن خاليا من الفيروس فالجميع شركاء في ذلك وعلى المجتمع بأسره أن يتكاتف ويكثف الجهود للحفاظ على سلامة كل اليمنيين.

قد يعجبك ايضا