يصدُر عن تاريخ ثقافي عريق ليحمل بجدارة القضية اليمنية العادلة في زمن العدوان والحصار

الزامل..من الأسطورة إلى فلكلور معارك الذود عن السِّيادَة “الحلقة الأولى”

 

 

(قبـــــــــّح الله وجهك يا الذليل              عـاد بعد الحرايب عافية
عند شبَّ الحرايب ما نميل                   باتِجيك العلــوم الشافية)

رغم قِدَم هذا الزامل المنسوب أسطورياً إلى معشر الجان القاطنين أودية اليمن وجبالها ووهادها، ورغم قلة كلماته، إلا أن معانيه تتسع لتعبر باختزال بليغ عن مشهد صمود الشعب اليمني ممثل بجيشه ولجانه الشعبية (حُرّاس السّيادة) على أبواب العام السادس، وبرهان صادم لكل من يخاف من المواجهة في الحروب أو يفضل تتبع مصالحه عبر القفز الى حيث القوة والسلاح والوهم المخزي بانتصار الغريب والغازي والمعتدي على شعبه الحضاري.. كما يعد هذا الزامل البذرة التي نمى عليها البعد التاريخي لثقافة وفلكلور الحرب كمضمار للفروسية والبطولة والنصر أو الموت على إيقاع ألحان معارك الانتصار لقضية الأرض والسيادة وعلاقتها بكرامة الإنسان في وطنه..
في هذه المادة الصحفية -التي ستنشر على حلقتين- سنتتبع حضور الزامل في الحياة اليومية اليمنية تاريخيا واسطوريا وامتدادا عابرا للتحولات الاجتماعية القبلية والدينية والسياسية، وصولاً الميداني العسكري الحديث في معركة بدت للعالم غير متكافئة حيث أفقر شعب يقاوم أكثر حروب التاريخ عدوانية وهمجية وأوسعها تحالفا وأفتكها وأحدثها أسلحة، ما يجعل موقع الزامل في غمارها مختلفا جدا عن نماذجه في حرب القبائل اليمنية وسلمها ومناسباتها وأحداثها العابرة.. متطرقين الى كيفيات الاختلاف في عصر التقنية والتسجيلات الفنية، ليشكل الزامل طفرة في مسار صناعية المعنويات والحرب النفسية التي زلزلت ترسانة العدو خلال خمس سنوات من العدوان والحصار….. إلى تفاصيل الحلقة الأولى:

محمد إبراهيم

بالإشارة إلى الزامل المذكور آنفاً- تجدر الإشارة إلى أن الأديب والشاعر اليمني الكبير الاستاذ عبد الله البردوني أورد في كتابه الثقافة الشعبية، وفي سياق تأصيله لأصول فن الشعر الزواملي في الأدب الشعبي اليمني، حكاية تروي أن بعض القبائل اليمنية فرَّت في سنة (دقليانوس) إلى كهوف الجبال خوفاً من هجوم المعتدي، وفي هدأة الليل سمعت أصواتاً جهيرة كثيرة العدد، بديعة الإيقاع لم تسمع أجمل منها إثارة وحماسيةً، وكانت تردد باللغة الشعبية زاملاً يهز النفوس ويرنح قامة الصمت، وعندما أصغت إليه القبائل حفظتْ ذلك الزامل:
قبّح الله وجهك يا الذليل
عاد بعد الحرايب عافية
عند شبَّ الحرايب ما نميل
باتجيك العلوم الشافية
وكانت أصوات الزمّالين تقترب فتثير الفزع، وتبتعد فترجعها الرياح.. وكانت القبائل المختبئة تخرج من مخابئها فلا ترى أحداً، وإنما تسمع ضجيجاً وتشاهد أمواج الغبار، فتأكد المختبئون من اشتعال حرب بين (الجان)، فهيَّجَهُم ذلك الزامل الحماسي فاجتازوا الخوف واندفعوا لمقارعة العدو.
وهذه الحكاية بتاريخيتها سنة (دقليانوس)تشير إلى الغزو الروماني بقيادة (اكتافيوس) وربما حرفت اللهجة المحلية اسم القائد فسموه (دقيانوس)، ولعل هذه التسمية تعرف الغزو الروماني والحبشي معاً في مطلع القرن الثالث الميلادي، وإلى هذه الفترة تنتسب نشأة فن الزوامل، وتعلمتها الجموع القبلية عن (الجان)، ثم أصبحت تقليداً، لأن (الجان) أعلى أمثال الشجاعة والإبداع القولي، من وجهة نظر أسطورية.
ويؤكد الباحثون أن أول إشارة تدل على هيئة الزامل، وهو ما جاء ذكره في قصة (ثيونانس) في أوائل القرن السادس عندما تكلم عن الوفد الذي أرسله قيصر الروم إلى ملك حِمْيَر (اليمن)، وهو الوفد الذي رأسه شخص يدعى (يدليانوس)، الذي ذكر أنه رأى الملك الحميري عندما خرج في موكبه واقفاً على عربة، أو مركبة تجرَّها أربعة أفيال، وليس على هذا الملك من الملابس إلا مئزراً محوكاً بالذهب حول حقويه (منتصفه) وأساور ثمينة في ذراعيه، ويحمل بيده ترساً ورمحين، وحوله رجال حاشيته وعليهم الأسلحة، وهم يتغنون بإطرائه وتفخيمه.. فلما وصل السفير وقدم للملك كتاب القيصر قبَّله السفير نفسه وقبَّل الهدايا التي حملها السفير.
وهذا الوصف – حسب الباحثين- يدل على ما هو معروف لدى اليمنيين بالزامل المستعمل كفن في المواكب والأعياد والاستقبالات والزيارات والمناسبات الأخرى كالأعراس وغيرهم.. ومن هذا نستدل أن الزامل كان معروفاً وشائعاً قبل الإسلام لدى عَرَبِ اليمن، بل قبل هذا التاريخ بفترة لأنه ليس وليد الساعة، أي في القرن السادس الميلادي، وبإثبات وجود الزامل، هذا الوجود المبكر، يُرجّح وجود الشعر الذي هو مادة الزامل حيث لا زامل بدون شعر”.. وتبعا لذلك فقد خلص الأديب والشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني -في كتابه – إلى “أربع نظريات” تدور حول تقديم الأدب الشعبي اليمني وضروبه المختلفة ومنها الزامل، حيث تذهب الأولى في تعريفها للأدب الشعبي بأنه مجموع الإبداع القولي الشفاهي المعبر عن الشعب على اختلاف أطواره.. فيما عرَّفت الثانية الأدب الشعبي بأنه: الفن المروي شفهياً، ولا يعرف أحد له قائلا معينا له لسهولة تناقله وكثرة استعماله، بين مناطق الشعب وقبائله.. أما الثالثة فعرفت الأدب الشعبي بأنه: الفن الذي يعبِّر مباشرة عن الحياة سواء كان قائله معروفا بعينه أو مجهولاً أما النظرية الرابعة ف تعرف الأدب الشعبي بأنه كل فن يعبّر عن أحوال الشعب وتطلعاته بغض النظر عن عامية اللغة وفصاحتها، وبغض النظر عن معرفة القائل أو مجهوليته.. موضحا أن هذه النظريات تنطبق على الزامل كأحد أجناس الأدب الشعبي اليمني.
وبصفة عامة، يعرَّفُ الزامل كجنس أدبي في المراجع اللغوية والنقدية بأنه: فنٌ خاص من فنون اليمن وقبائله وبعض القبائل الأخرى في جزيرة العرب، بمعنى أنه لا يشمل كل القبائل العربية، وهو بقبائل الأرياف والبوادي أقربa وهي القبائل التي يطلق عليها النسابون القبائل الكهلانية والقضاعية، أما قبائل حمير والقبايل العدنانية –حسب الباحثين- فلا تميل إلى هذا الفن كثيراً، بالرغم مما ذكره المؤرخون من أن هُذَيْلاً وثَقِيفاً، وهما قبيلتان عدنانيتان، كانتا تزوملان ولكن بندرة…
وتستدل المراجع في حكمها على نسبة أصل الزامل الى قبائل اليمن، بما حدث في صدر الإسلام إذ قدمت القبائل اليمنية إلى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهي ترتجز زوامل في مديح النبي صلوات ربي وسلامه عليه وتأييداً للرسالة المحمدية، حيث أوردت المصادر التاريخية قصصاً كثيرة من وفود قبائل همدان وخولان وقبائل أسلم وغفار وغيرها، و”يكفي الإشارة إلى استقبال (الأوس والخزرج.. وهما قبيلتان يمنيتان) لرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما وصل إلى “يثرب” مهاجراً، فقد استقبلوه بالإنشاد الزواملي وقرع الطبول مُرددِين:
طلع البدرُ علينا
من ثنيّة الوداع
أيها المبعوث فينا
جئت بالأمر المطاع
جئت شرَّفت المدينة
مرحباً يا خير داع
وَجَبَ الشكُر علين
ما دعا لله داع
وهذا زامل مرتجل مصحوب بالطبول، وصادر من قبيلتين يمنيتين، اعتادت الاستقبالات بالزوامل وقرْع الطبول ولا زالت على حالها لدى قبائلنا في مناسبات الاستقبال والوداع.
التحول الى فلكلور
إن قضية تحول الزامل الى فلكلور تقتضي في البدء الإشارة إلى أن فارقاً جوهرياً بين الزمّال والبدّاع، فالزمّال هو من يزمِل أو نشد بالشعر أو يردّده، والبدّاع هو الذي نظمه، والزمّالة هي المجموعة أو المجاميع التي تتحد لتردد معاً وبصوت واحد هذا الرجز الشعري.. وغالباً ما يكون “البدّاع”، “زمّالاَ”، أي هو من ينظم الشعر ويردّده فيما المجموعة تردد خلفه، ونادراً ما يكون بداعاً -فقط- أي ينظم الشعر الزواملي والآخرين يرددونه، ويحفظه الناس جيلاً بعد جيل حتى يختفي القائل من كثرة التناقل، فيتحول هذا الزامل إلى موروث تحفظه الذاكرة الجمعية وتبني عليه حكايات وقصصاً قد تطول.. ويسمى ب(البدَّاع) لأنه يبتدع(الزامل) كفن يستنطق الحال، وبعد إنشاده يسمى (زوامل) لكثرة الأصوات التي تردده، فعندما يجتمع الناس في القرى لتلبية أي حادث يصنع (البدَّاع) شطرين أو ثلاثة أشطر يرددها الصف الأول على مرحلتين، أولاها بأصوات قراءة للحفظ عن طريق التلقين.. وتاليها تجربة الأداء بأصوات خافتة، حتى يتحسن الأداء ثم تعلو الأصوات بالزامل المعبر عن الحدث.. وإذا كان الجمع كثيفا، تُقسّم إلى صفوف: الأول يفصح عن المناسبة كما نظمها (البدَّاع).. والصفوف الأخرى تطلق زوامل متعددة الإيقاع، لا يشترط في أصواتها الدلالة على المناسبة، لأنها تتوخى مجرد رفع الصوت كبرهان على الكثرة المندفعة، ولا يشترط أن يكون القائل معروفاً، لأن المراد رفع الصوت بأي أثر محفوظ.. وهذا التعريف الوصفي ينطبق على (الزامل) كفلكلور شعبي وفن فردي وجماعي.. وفي الحرب يشكل الزامل بعدا فلكلوريا حقيقيا بما يبعثه من تطور وحماس في الأداء الجمعي في المعارك.. فهو القول المنظوم المعبّر عن الحالة الحركية التي تتسم بالمشاركة لأكثر من شخص، فهو يصدر من مرسلٍ ليحدث ردة فعل لدى المستقبل، محدثاً أثراً وتحولاً عملياً لدى الجماعة في السلوك وفق عملية تتسق مع غريزة التنافسية عند الفرد ليظهر أمام الجماعة كعضو نافع لها ومثابر من أجله، وبهذا يملك الزامل صِفَة الإيقاعية الملازمة لمناسبة القول وحال القائل فالإيحاء الحركي يكون له حُضور دلالي واضح على حال القائل أو الموصوف بالقول..
ومن خلال دخول الزامل الشفاهي الى الممارسة العملية والتطبيقية في الأعمال والمناسبات، تحول مع الزمن إلى فلكلور شعبي له فنونه ورقصاته وايقاعاته كرقصة البَرَع لدى القبائل اليمنية، والشّرْح والعرْضَة لدى بعض القبائل اليمنية والحجازية والنجدية.. كما أن أنساق البناء الشعرية وموازين الزامل هي نفسها المتعارف عليها في علم العروض الذي ابتكرها واكتشفها الخليل بن احمد الفراهيدي في الشعر العربي، غير أن الباحثين والنقاد أكدوا أن ميزة موازين الزامل كفن وشعر شعبي، تمحورت حول أكثر البحور يُسْرَاً وقِصَراً لارتباطه بالحالة الحركية لمناسبة القول ودلالته على عمق مشاعر البدَّاع والمجاميع المرددة من حوله، وقد ابتكر شعراء الزامل موازين جديدة، محدثين طفرة عروضية فريدة تتفرع من الأبحر المعروفة، وهو ما يتطلب من المختصين الفنيين والإيقاعيين دراسة هذا الفن دراسةً عروضية نقدية.
أغراض الزامل
وتتعدد أغراض الزامل – حسب الباحثين- بتعدد وسائل الحياة وأحداثها وتقلباتها، فتجده حاضراً في السلم والحرب، وفي طوارق الأحداث والفواجع المحمولة على الصُدفة، وفي المناسبات، والاستقبال، والوداع، والمفاخرة. كما تجده منبراً حُراً مُعبّراً ومعززاً للقيم النبيلة السامية في التعايش، وفي نجدة الملهوف، والانتصار للمظلوم. وأداة لتدوين الحوادث الزمنية العابرة، ومجريات الصراعات القبلية، ومجريات أي خطر قد يهدد الخارطة اليمنية أي كون الحرب مع غزاة ومستعمرين، وهو مقام حديثنا فيه هذا المقام.. لكن التطرق الى مشهد الزامل في وقتنا الحاضر والعدوان والحصار المضروب على اليمن للعام الخامس على التوالي، تقتضي الضرورة الموضوعية إلى الإشارة إلى الزامل كقول منظوم قد شكلا حاملا جيدا لأغراض التعبير عن الحري (الفروسية والبسالة) لشحذ همم الرجال وإشعال عزائم البسالة والصمود للذود عن حق القبيلة والوطن والجاه، فهو لسان القبيلة الذي يعلن الحرب أو يسكته وهو رفيق الذخائر، والخناجر والعصي إن استدعى الأمر لبعض الاشتباكات والمواجهات.. كما يخدم الزامل غرض اللوم والعتاب في المواقف التي تستلزم لوم فرد في القبيلة بعينه، أو جماعة أو لوم القبيلة على عمل مناف لقيم وأعراف القُبُل اليمنية، وغالباً ما يمس العتب واللوم للقبيلة بأسرها، حتى لو كان وجّه لفرد منها.. وأيضا قد يكون الزامل حاملا صادقا لقول الاعتراف بالخطأ والتحكيم في قضايا القتل الخطأ أو المواجهة المفاجئة وغير الواردة في الحسبان، كشجار نشب على طرف سوق بين شخصين كل منهما ينتمي لقبيلة، وما أكثر هذه الحوادث، فيتطور الشجار الى الاشتباك وأحياناً إلى القتل الذي يحسب في عرف القبيلة خطأ محكوما بالصدفة القدرية، أحيانا يحدث أن بعلب الأبناء الشباب بأسلحة الآباء، فيحدث القتل الخطأ، فيكتب الزمّال زامله بدم قلبه في أسلوب موغل في الإيمان بقدرية الفواجع، وحتى لو اقتضى الأمر تسليم الابن للقصاص، وفق عرف قبلي لا قضائي.. وفي هذا السياق، تروي أحد الحكايات أن طالبين جارين في الثانوية العامة في إحدى قبائل الحدا كانا يذهبان سوياً في صف وأحد ويعودان للبيت فيراجعان الدروس ويبيتان سوياً في بيت احدهما أحياناً.. وفي أحد الأيام وصل السلاح “الشُمَيزَرْ” إلى يد أحد الزميلين وأثناء اللعب به، قتل الطالب (ابن صاحب البيت) زميله (ابن جارهم)، دون قصد. لقد فجعت الأسرتين والحيّ.. أما والد الطفل القاتل فأخذ ابنه إلى والد المقتول وقال له هذا الزامل:
بالسيف والا بالشُمَيْزَرْ
يسبق السيف القدر
ما قد تقرَّر بالسما
فالأخ ينهب روح اخوه
موقف تقرَّر صرَّ يا
ناصر كتبته في الحجر
الراحل ابنك صار يومه
والذي عاش انت ابوه
فكانت النتيجة أن عفا والد المقتول في تلك اللحظة وقبل الدفن.
أما غرض الفخر والتباهي فهو الغرض الأكثر شيوعاً وتناولاً، إذ تتفاخر القبائل بأفعالها حتى لو كانت في قضايا وحواد الثار.. ومن أمثلة الفخر بالقبيلة ما قاله زمّال من قبائل خولان وهي خمس قبائل تسمى قبائل السهمان، وقد قال الزامل بعد أن نجح أبناء قبيلته في أخذ ثار والده الذي كان رمزاً من رموز القبيلة، حيث قتلوا رمز القبيلة التي قتلت والده فقال في زامله:
(قوة وشدة بأس
يا السُّهمان ترفع كل رأس
من خمسهْ اخماسْ
النقا واضحْ ولا شيِ فيه عيب
قد كنت قاطع يأس
لما جا القضا حسب المقاس
الزير من جساس
أخذ ثأره على مقتل كليب)
وفي غرض الاستجارة وطلب الإنصاف ورفع المظالم، نورد مثلا من من زوامل قبيلة جبر بن غلاَّب، أحد أبرز رموز ومشائخ قبائل خولان، إذ ورد زامل فيها يعده الباحثون والزمَّالون من أشهر الزوامل التي قيْلَتْ في جبر بن غلاب بعد وفاته، حيث قال أحد المستجيرين ببني جبر، والذي قدم إليهم طالباً الإخاء والانتماء إلى القبيلة، لتنتصر لظلمه فخانه الحظ وتعثرت استجابتهم، فذهب إلى قبر جدهم جبر بن غلاب، وأنشد زامله الحزين قائلا:
يا جبر خاويتك ومن بعد الإخا سمّيت بك
واليوم هانا فوق قبرك بالجواري والحريم
يا جبر لي منعك إذا ما قد دُفِن منعك معك
لا يجزع الباطل عليا قهر ما هو من غريم
فكان هذا الزامل مفتاحاً لتعاطي قبيلة بني جبر بن غلاب مع مظلمته والانتصار لحقه، إذ رد عليه احد أبناء جبر بن غلاب:
قد جبْر ابي سِمْعَك ومن تحت الثرى قد جاوبك
واوصى عياله والقبيلة في القضية من قديم
باحْمِلْ قضيتكم مطيّة فوق ظهري واحملك
لو نترك الجنّة على شانك ونمضي للجحيم
كما يخدم الزامل كجنس شعري رسائل الرثاء واحتمال الحزن في سبيل قيم التعايش والإخاء والمصالحة، ولعل قضايا القبائل اليمنية وثاراتها التي تنتهي بنسيان الماضي والإقبال على التصافي والتسامي على الجراحات… يتبع في الحلقة الثانية الزامل.. جبهة في مواجهة العدوان والحصار.

قد يعجبك ايضا