كيف تقي نفسك ومجتمعك الإصابة بكورونا ؟

التزام المواطنين بالتعليمات والإرشادات سيساهم في بقاء اليمن خالية من الوباء

 

 

الثورة / إبراهيم الأشموري

لا يزال فيروس كورونا الذي غزا العالم كما يقول الأطباء حول العالم غامضا وبالتالي فإن إيجاد اللقاح الناجع للقضاء عليه لا يزال بحاجة إلى المزيد من الوقت والأبحاث والتجارب، ولذلك فإن جهود المواجهة تنصب حاليا في غالبية البلدان التي تفشى فيها الوباء، وهي عبارة عن إجراءات وقاية واحترازية هدفها الأول الحد والتخفيف من حدة انتشار الوباء.
اليمن وبفضل الله وألطافه الجمة بأبناء هذا الشعب المؤمن الصابر تظل من بين الدول القليلة جدا التي لم يصل اليها الوباء لذلك فإن هناك اليوم مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق الفرد والمجتمع في مواجهة جائحة كورونا والحيلولة دون وصوله إلى البلاد.
المواطن حجر الزاوية
يؤكد المختصون على أهمية تضافر جهود الجميع دون استثناء من أجل إبقاء البلد بعيدة عن الوباء وفي سبيل ذلك لا بد من الإدراك العميق من قبل المواطن بأهمية دوره في هذه المواجهة التي لا تقل أهمية عن التصدي للعدوان، ويتمثل ذلك في الالتزام بالتعليمات والإجراءات الحكومية الاحترازية وتطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي قدر الإمكان وتجنب الازدحام وتجنب إقامة وحضور المناسبات الاجتماعية التي تشهد حضورا جماهيريا كبيرا وقبل كل ذلك الحفاظ على النظافة الشخصية والمداومة على غسل اليدين بالماء والصابون وكذلك التعقيم الدائم للأدوات المنزلية والشخصية كل هذه الإجراءات ستساهم إلى حد كبير في دعم الإجراءات الاحترازية الرسمية ونجاح أهدافها.
إننا من خلال تكثيف الجهود وتنسيقها ما بين الأطراف الرئيسية المعنية بهذه المواجهة وبالتعاون الفاعل من المجتمع نكون قد أخذنا بالأسباب وفوضنا الأمر لله سبحانه وتعالى الذي لن يخذل من توكل عليه ووثق في ألطافه ورحمته .
الجهد المشترك
حزمة القرارات لحكومة الإنقاذ الوطني كإجراء الفحص لكل الوافدين إلى البلد دون استثناء وإيقاف الرحلات الواصلة إلى مطار صنعاء وإغلاق المنافذ البرية أمام جميع المسافرين وكذا تعليق الدراسة والامتحانات في المدارس والجامعات والمعاهد والكليات وما في حكمها حتى إشعار آخر وإجراءات تنظيم الحجر الصحي بالمنافذ البرية والجمركية وغيرها من الإجراءات والخطوات الهامة تتطلب تعاونا من الجميع ومن الضروري أن تترافق تلك القرارات مع تكثيف المساعي لإعادة تأهيل المرافق الصحية التي تعاني منذ أكثر من خمسة أعوام جراء العدوان والحصار الظالم والعمل على تحسين الظروف المعيشية وإقامة الدورات التأهيلية المناسبة للكوادر الطبية المختلفة من الأطباء والممرضين وكلمن يعمل في المجال باعتبارهم خط الدفاع الأمامي في هذه الحرب غير المسبوقة ويبقى المجتمع الركيزة الأساسية في هذه المواجهة باعتباره الأهم لتحقيق النجاح في هذه المعركة.
التحدي الكبير
لا بد من التأكيد أن هذا الفيروس العابر للحدود أحدث أزمة صحية غير مسبوقة بالرغم من التقدم الصحي الكبير في الدول المتقدمة إلا أنها وقفت عاجزة في مجابهة تفشي هذا الوباء ولم يعد بإمكانها سوى اتخاذ إجراءات احترازية قد يكون لها تأثير إيجابي أكثر نجاعة في الحد من سرعة انتشار هذا الفيروس، ولهذا كانت القرارات الأكثر صرامة هي الحل الأمثل في الحد من انتشار الوباء بعد أن عجزت الإمكانيات الطبية في القيام بدورها نتيجة الإصابات المهولة، وحري بنا أن نذكر هنا أن النظام الصحي في اليمن يعاني الكثير وليس بالإمكان مقارنته بالدول الأخرى.
في إطار ما تقدم يجب التأكيد على أننا في اليمن لا نمتلك حصانة استثنائية عن بقية البشر، وأن الرهان هو على رفع الوعي المجتمعي في هذه الأزمة، والمسؤولية هنا تكاملية وتشمل الجميع ولن يتحقق النجاح في التصدي لهذا الوباء سوى بالالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات ذات العلاقة.
ومن الضروري التذكير بأن هناك منظمات للمجتمع المدني ومن الواجب أن تقوم بدورها في هذه المحنة خاصة وأن أعداد تلك المنظمات تقدر بالآلاف، وتنتشر في مختلف مناطق الحضر والريف وبإمكانها التحرك والتنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية لخلق حالة من التعبئة المجتمعية الواعية بأهمية الامتثال للإجراءات الاحترازية الاستباقية وعلى ضرورة تطبيق التعليمات الصحية الوقائية خاصة المرتبطة بمنع انتشار فيروس كورونا، وأن تلك الإجراءات تأتي في إطار الحفاظ على صحة المجتمع كاملا، وأن الخرق الفردي أو الجماعي لأي تعليمات سوف تكون له عواقب كارثية على المجتمع ككل.
وفيما يخص القطاع الخاص ودوره في الأزمات وهو ما يعرف اليوم “بالمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص” فبالإمكان التأكيد أن هناك دوراً تكاملياً لا بد أن يقوم به القطاع الخاص إلى جانب القطاع الحكومي لتجاوز أزمة كورونا من خلال الحفاظ على الاستقرار الداخلي عبر توفير السلع دون أي زيادات في الأسعار وعدم احتكارها، بالإضافة إلى تدشين المبادرات لمعالجة الآثار السلبية المترتبة على الأزمة من خلال تقديم الخدمات والمعونات الغذائية والصحية لتجاوز الأزمة الحالية التي تعصف بالعالم حاليا.
معلومات هامة عن الفيروس
ولخوض هذه المعركة مع هذا العدو الخفي بكفاءة لا بد من معرفة بعض ما تم اكتشافه عن الفيروس وهنا نستعرض المعلومات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية عن كورونا وكيف يمكن تمييزه عن الانفلونزا العادية .
وتقول “الصحة العالمية” في تقريرها أن هناك صعوبة على التمييز بين الفيروسين، فالأعراض لكورونا والانفلونزا متشابهة وطريقة العدوى وانتقال المرض بين الأشخاص أيضا إلا أن وباء كوفيد-19 “ينتقل بسرعة كبيرة.
ومن أبرز أعراض فيروس كورونا التي تميزه عن الانفلونزا ما يلي: فقدان حاسة الشم أو التذوق
الفقدان المفاجئ لحاسة الشم أو حاسة التذوق أولى الخصائص التي تميز المصابين بفيروس كورونا ، على الرغم من عدم انسداد الأنف، طبقا لتصريحات الدكتورة مروة بروين، طبيبة في قسم الطوارئ بمستشفى منطقة أرجونتوي بضواحي باريس.
وأشارت الطبيبة إلى صعوبة تمييز الفرق بين الأنفلونزا وكوفيد-19، وذلك لأن الأعراض تختلف من مريض لآخر، مشددة على أن الحمى التي تتسبب بها الأنفلونزا غالبا ما تصل لدرجات حرارة أكثر ارتفاعا من تلك التي يعاني منها مريض فيروس كورونا.
وأضافت بورين أن أغلب أعمار المرضى الذين تم تشخيصهم بكوفيد-19 تبلغ أعمارهم 50 عاما فما فوق، وأكدت أنه “إذا وصل الأمر بالمريض إلى الذهاب إلى المستشفى فمعنى ذلك أن الأعراض التي يعاني منها بلغت ذروتها وأصبح في حاجة إلى عناية طبية مكثفة”، وكشفت طبيبة الطوارئ “بعض الحالات وصلت إلى المستشفى بآلام في البطن وإسهال شديد، وهو ما يربك في التشخيص حيث عادة مايتم تشخيص هؤلاء بأمراض معوية ولكن مع انتشار كوفيد-19 أصبحنا أكثر تدقيقا وبالفعل سجلت حالات إصابة بالفيروس بعد ظهور هذا العرض (الإسهال) فقط عليهم”.
الأعراض الأولية
-إذا شعر المريض بارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم أو سعال مفاجئ، فهو مريض بنسبة 80% بالأنفلونزا وليس بفيروس كورونا على عكس الاعتقاد السائد، حيث أن من المعلومات الواردة عن كوفيد-19 حتى الآن هي تسلله إلى جسد المريض بشكل تدريجي ابتداء من يوم الإصابة، ليصبح من غير الممكن أن تظهر أعراض ثانوية أو أولية على المريض بشكل مفاجئ، بخلاف الأنفلونزا التي حين تصيب الأبدان تطرحها الفراش مباشرة ولمدة لا تقل عن ثلاثة أيام.، وهو ما أكده طبيب في قسم الطوارئ، لصحيفة آر تي إل الفرنسية جيرالد كيرزك، قائلا: “الأنفلونزا لها بداية إصابة أكثر وحشية، حمى شديدة وأوجاع قوية بالنسبة لفيروس كورونا، تبدو الحمى أكثر اعتدالا. وفي البداية، لا يشعر المريض بعدم القدرة على ترك فراشه مثل الأنفلونزا”.
أعراض مفاجئة
وفي بعض الحالات الحرجة، تتجسد الأعراض المفاجئة على مرضى كوفيد-19 في ضيق التنفس الحاد، أو الفشل الكلوي الحاد أو توق فبعض الأعضاء الأساسية عن العمل. ومن هنا تأتي الزيادة اليومية في أعداد الوفيات سواء للحالات الحرجة أو للحالات التي يجمع الأطباء أنها مستقرة، هنا أيضا تكمن الخطورة، وفقا لتقرير منظمة الصحة.
-مدة الإصابة ابتداء من ظهور الأعراض

في حال تعذر الوصول إلى طبيب مختص، يجب على صاحب الأعراض أن يراقب مدة ظهورها عليه، فخير دليل على التمييز بين الإصابةبكوفيد-19 من عدمها هو مراقبة مدة ظهور الأعراض، فإذا تجاوزت الستة أيام تزيد احتمالات الإصابة بفيروس كورونا، وهو ما يعرف علميا بفترة حضانة الفيروس. فمتوسط حضانة كوفيد-19 هو 6 أيام، أما الأنفلونزا فمتوسط فترة حضانته ثلاثة أيام فقط، وفق تقارير منظمة الصحة العالمية.
وطبقا لشهادات الأطباء الواردة في التقرير نفسه، فإنه على الرغم من خطورة الأنفلونزا إلا أن الفيروس يمكن أن يختفي بعد يومين تقريبا من ظهور الأعراض، وهو ما يختلف تماما عن كوفيد-19، الذي تزداد حالة المصابين به سوءاً بعد مرور يومين من الإصابة.
صعوبة التنفس
وبناء على نفس المصدر، فإن عرض صعوبة التنفس يعتبر، على الأرجح، عاملا مميزا للإصابة بكوفيد-19. فإذا كان المريض لا يعاني أصلاً من أمراض صدرية أو مشاكل في الجهاز التنفسي واشتكى من صعوبة في التنفس مفاجئ، فمن المرجح أن يكون ذلك إنذارا بالإصابة بفيروس كورونا وليس الأنفلونزا.
ارتفاع درجة الحرارة
وهو العرض المشترك بين الأنفلونزا وكوفيد-19 والذي اتفق الأطباء على ظهوره في 90% من حالات الإصابة بفيروس كورونا، فباقي أعراض الأنفلونزا مثل السعال وانسداد الأنف والعطس المتكرر والآلام في عضلات الجسد ليست ثابتة لدى مرضى كوفيد-19، أما الحمى فهي العرض الوحيد المشترك والشائع بين الفيروسين.

قد يعجبك ايضا