الأسرى المحررون في الذكرى الخامسة للصمود في وجه العدوان لـ(الثورة): من يمتلك الإرادة قادر على صنع الانتصار ومن يرهن قراره للخارج سيبقى عبداً مهاناً

 

الثورة / أحمد كنفاني

مفارقة كبيرة وكلمات امتزجت حروفها بالمشاعر المختلطة التي عايشها أسرى محررون ما بين الألم والفرح والنصر اجتمعت في أفئدتهم ووجدانهم وهم يتابعون أحداث العدوان تارة خلف قضبان سجون الاحتلال المظلمة، وتارة أخرى بعيدا عن هذه القضبان ، واليوم يعيشون انتصارا جديدا في معركة الصمود والتحدي في الذكرى الخامسة من الصمود ليتم التأكيد من خلالها على صمود الشعب اليمني والنصر في الوقت الذي يعيش فيه العدو السعودي الأمريكي ومن كان على شاكلتهم أجواء الهزيمة والخسران..
“ الثورة” وفي إطار مواكبتها لفعاليات اليوم الوطني للصمود جمعت المشاعر والأجواء لأسرى محررين لنقل صورتين امتزجت بهما معالم الصمود والثبات على مدى خمسة أعوام في وجه العدوان :

فرق كبير
مشاعر مختلفة ممزوجة مابين الفرح والنصر اختلطت لدى الأسير المحرر صادق عبدالله هجام 32 عاما من أهالي مديرية الحوك وهو يتحدث لـ”الثورة” بأحداث مختلفة كان الشاهد عليها، لتجتمع داخله الكثير من الأشياء “كان هناك الفرق الكبير حينما كنت داخل سجون مرتزقة العدو السعودي الأمريكي وكنت في معركة الدفاع عن حياض الوطن “جبهة نهم” وشعرت بألم كبير يزداد يوما بعد يوم لأهلنا في الدريهمي المحاصرة خاصة أن العدو كان يهدد بغزو واحتلال مدينة الحديدة، فكان الأسرى يتابعون بشكل متواصل لهذا التهديد مما أحدث الكثير من المعاناة لهم، ناهيك عما كان يتجرعه الأسرى من التعذيب والتعسف على أيدي المرتزقة المأجورين “.
وأشار هجام إلى أن الدعاء كان يخفف عنهم كثيرا، وكان دعاء الأسرى متواصلا بتحقيق النصر ودحر الغزاة عن الحديدة والساحل الغربي.
وبيَّن أنه على ثقة من الله تعالى ثم برجال الجيش واللجان الشعبية الذين أظهروا العديد من المفاجآت في الكثير من العمليات العسكرية والأمنية، حيث استبسلوا في معظم الجبهات مما زاد الثقة لديهم ،وأكد على أن ما حدث وما سوف يحدث يجعل الثقة بالنصر القريب والمؤزر بإذن الله.

قوى الاستكبار
وحول الحديث عن ذكرى اليوم الوطني للصمود علق قائلا: تأتي هذه الذكرى في ظل استمرار العدوان الهمجي الذي تشنه قوى الاستكبار والظلم على شعبنا ووطننا، ذكرى سقطت فيه آلاف الضحايا من الشهداء أطفالاً ونساءً وشيوخاً ومقاتلين ومجاهدين حتى الصحفيين والمسعفين والأطباء لم ينجو من القصف والموت ، والآلاف من الجرحى ومثلهم من المنازل والمنشآت الخدمية المدمرة ،
حتى المساجد ودور العلم والعبادة والمشافي والمدارس والجامعات لم تنجو من القصف والقتل في أبشع مجازر ترتكب في العصر الحديث وبمباركة ومشاركة وتواطؤ من المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة والهيئات الحقوقية والإنسانية الذين اغمضوا أعينهم أمام ما يمارسه وترتبكه دول تحالف العدوان ويفترض أن تكون في مقدمة من تدين العدوان وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين، لأنهم من يتشدقون بقيم ومبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها والدفاع عن الشرعية الدولية ومواثيقها واتفاقياتها، من أجل إرضاء مشيخات النفط المنهارة قياداتها الفاقدة لكرامتها ولقرارها السياسي.

الدفاع عن الوطن
ويشاركه الشعور ذاته الأسير المحرر محمد أبو الكرار حيث قال : في معركة الدفاع عن ميدي كان الأمر صعبا على الأسرى، كنا قلقين عما يحدث في الساحل الغربي وتهديد العدو غزو الحديدة، وأكمل حديثه “لكن حينما جئنا للحديدة شعرنا أن قلقنا على الحديدة كان مبالغا فيه “.
وأكد أن المفاجآت التي قدمها رجال الجيش واللجان الشعبية والطيران المسير قد قطع الشك باليقين بأن النصر حليف اليمنيين، وهذا ما أثلج صدورنا وحماسنا للمشاركة في القتال والانضمام مرة أخرى في معركة الدفاع عن الوطن مهما كان الثمن .
وعبَّر عن سعادته بالانتصارات الأمنية والعسكرية التي حققها ويحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في كافة الميادين.
وذكر أنه خلف سجون العدو السعودي الإماراتي الأمريكي كان يعيش أجواء النصر مع الأسرى في كسر شوكة العدو في الساحل الغربي من خلال الصرخة والتهليل والتكبير .
وأكد أن ذكرى اليوم الوطني للصمود في وجه العدوان هذا العام سيكون لها طعم مختلف، حيث أنها جاءت بعد الانتصار في عمليات “ البنيان المرصوص، نصر من الله ، فأحبط أعمالهم، فأمكن منهم” والعدو يعيش أجواء الهزيمة والذل”.

فرحة النصر
بدوره أكد الأسير عبدالملك قاسم أبو الحسن على الجهاد والسير في خطوات ثابتة بالإيمان والثقة بالله تعالى لنصر اليمن، ويعيش الأسرى المحررون – ومعهم أبناء الشعب اليمني كافة – فرحة النصر وتحقيق وعد الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.
وتابع قائلا “لكن الآن والحمدلله وبفضله الأمر أختلف بتقدم الأمن والجيش والتطوير في الإعداد والتسليح والجاهزية ووضوح الهدف أمامها لتحرير كل شبر في أرض الوطن”.
وأكد على أن الاستشهاد في معركة الدفاع عن حياض الوطن لن يجعل رجال الرجال يقفون، بل سيواصلون مسيرة الجهاد في سبيل الله تعالى للدفاع عن اليمن وتحرير وتطهير كل شبر دنستها قدم المحتل الغاصب والمرتزق.

دعم واسناد
من جهته قال الأسير حسين معتز مفتي أن ذكرى يوم الصمود الوطني 2020م وولوج العام السادس من الثبات في وجه العدوان السعودي الأمريكي الغاشم يأتي بطعم النصر .. نعم اليمن انتصرت بصمودها وبرجالها الصناديد وبالتحام شعبها مع جيشها ولجانها الشعبية وبوحدتها الأمنية والعسكرية، وكذلك هي انتصرت بإسناد كل جماهير شعبنا الذي راهن العدو بأنه قد استطاع تفكيكهم وإخراجهم من دائرة الفعل وليكتشف أنهم رأس الحربة في الصمود والدعم والإسناد، فهم صنعوا الحدث بامتياز وعن جدارة واستحقاق، وهم أوصلوا رسالة ليس للعدو فقط بل للمنهارين والمتخاذلين والمرتزقة من باعوا وطنهم ولنقول لهم كفاكم آن الأوان لكنس قدارتكم ووساختكم وتدمير شعبكم ووطنكم .. إلى متى ستظلوا مظلة وغطاء للعدو لكي يستكمل خططه ومشاريعه في تقسيم واحتلال ونهب ثروات الوطن ؟!

عدوان وحصار
فيما نوه الأسيرين الحسن علي رامي ومهدي محمد زيلع إلى أن شعبنا يشعر بالعزة والفخر والكرامة وهو يعيش أحداث الذكرى الخامسة للصمود في وجه العدوان السعودي الأمريكي المتغطرس، وأكدا أن الشعب اليمني يموت واقفا ولن يركع بالرغم من كل ما فرضه العدوان من تحديات اقتصادية وحصار .
وأشارا إلى أن العدو له أهداف سياسية يسعى لتحقيقها في اليمن، معتقدا ومتوهما بأن ما يتعرض له شعبنا من عدوان وحصار قد أضعف من قوته وأضحى غير قادر على الصمود والمواجهة، ولكن العدو وجد أنه دخل في مستنقع لن يستطيع الخروج منه حيث أن قدرات الجيش العسكرية شهدت تطورا نوعيا، ليس فقط على صعيد خلق معادلة توازن الردع من خلال الصواريخ التي طالت معظم مواقع العدو السعودي ووقوع أكثر مواقعه في مرمى الصواريخ الباليستية ناهيك عن التخبط والإختلافات والاتهامات على المستويين السياسي والعسكري لدول العدوان ومرتزقتهم، ويضاف إلى ذلك الكفاءة العالية للجيش والقوة الجوية وقدرتهم على تنفيذ عمليات نوعية خارج حدود اليمن .
ولفتا إلى أن هذا العام يحمل بشائر النصر وأن شعبنا يقترب من تحقيق أهدافه والإنعتاق من الاحتلال، والتحرر وما حدث في جبهات نهم والجوف والضالع والساحل الغربي يعد إنجازاً ونصراً بامتياز يبني عليه مستقبلا وسيغير في الكثير من المعادلات والتحالفات، وإبداع الشعب اليمني وصموده علم يجب أن يدرس لكل حركات التحرر والثوريين في العالم، وليس على الصعيد المحلي فقط، بل وعلى الصعيد العربي والقومي أيضاً وهذا النصر رسالة لدول تحالف العدوان بأن من يمتلك الإرادة والخيار قادر على صنع الانتصار ومن لا يمتلك لا إرادة ولا قرار ومهما اقتنى وابتاع من أسلحة متطورة فهو لن يصنع نصرا بل مزيدا من الذل والاستجداء، فالصمود والنصر بحاجة إلى ثقة بالذات وإرادة وقرار مستقل ورؤية وإستراتيجية واضحة، ومن يرهن قراره وحمايته للخارج، فلن يكون حرا في يوم من الأيام، بل سيبقى عبدا ذليلا مهاناً.

قد يعجبك ايضا