النظام العالمي ولعبة استثمار الحروب القذرة!

عبد العزيز البغدادي

 

في حال تبين أن هذا الفيروس اللعين (كورونا) نتاج تلاعب بالجينات وحرب الفيروسات وتوجيهها كوسيلة قذرة من وسائل استخدام العلم في خدمة الجريمة المنظمة والحروب والتي تعد أمريكا أبرز أبطالها كما هو ثابت في تأريخها الذي تخلق من رحم الاستعمار الأوربي الإجرامي بحق الإنسان والحياة وكما هو معروف وموثق في اليابان والصين وكوريا وفيتنام واليمن وفلسطين والعراق وأفغانستان وغالبية بلدان العالم, ومن الجرائم المعروفة ما حدث في مدينتي هيروشيما وناجا زاكي اليابانيتين اللتين تعرضتا للإبادة بالقنابل الذرية ، أمريكا التي هي نتاج أكبر وأقذر عملية إبادة جماعية في التأريخ الإنساني لن تستقر ، ولن يعيش شعبها المحتل لأرض الغير سعيداً ومع ذلك فإني أعتقد أن لسان حال الطيبين فيها وفي كل العالم يقول: إن هذا الموت الذي يحصد الآلاف نتيجة طبيعة للاستهتار بموقع الرئاسة وموقع اتخاذ القرار في كل سلطات الدول والتهاون في أداء الوظيفة العامة وعدم المبالاة بنتائج وصول بعض الشخصيات إلى موقع الرئاسة مثل ترامب وغيره من الرؤساء المعتوهين والمغرورين وعديمي الخبرة والإحساس والإنسانية وتحويل السياسة إلى مجرد لعبة قذرة تدار بواسطتها المصالح بمنطق التوافق وهو نفس المنطق الحاكم في أنظمة المحاصصة والمشاركة والتقاسم الطائفي والحزبي والمناطقي المعروف في لبنان مثلاً أو الذي خططت له المبادرة السعودية المسماة بالخليجية في اليمن أو ما نتج عن الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان, هذه النماذج يراد بها ومن خلالها أن تبقى السلطة معلقة في يد لصوص الحكم من مدعي ممثلي الأحزاب وما يسمى بالقوى السياسية الفاعلة ! بعيداً عن معايير الكفاءة والنزاهة وتقوى الله في الناس وهو كذلك منطق من يدعون أن ولاءهم لله وحده وهم من يحق لهم توزيع مواقع السلطة وبالاعتماد على الاستحواذ البشع والانحراف العاطفي وراء المفهوم الخاص لجملة (يحبهم ويحبونه) المجتزأة من الآية الكريمة (54) من سورة المائدة وخارج سياقها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)؛
فالاجتزاء مبني على الإيثار العاطفي الغرائزي القائم على العصبية بكل أشكالها ودوافعها الهمجية وبعيدة عن الوعي والعقل والإيمان الحقيقي لرسالة الإسلام التي تقوم على العدل والحرية والمساواة، والعلاقة بين العدل والمساواة والحرية علاقة مرتبطة بالوعي والإدراك لمنظومة القيم الإنسانية والدينية التي يفترض ان تقوم عليها الشرعيتان الثورية والدستورية في الدولة الحديثة؛
هذه العلاقة الواعية بين القيم تشكل نواة العمل الذي يفترض على الإنسان المسلم القيام به وجوباً على مدى مسيرة حياته كنتيجة طبيعية لالتزامه بتأدية الأمانة المناطة به ليكون حقاً ملتزماً بجوهر الإسلام المضمن بقوله تعالى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) سورة آل عمران (110)؛
إن عالم اليوم في ظل السباق المحموم على المصالح المتوحشة الذي تعقدت فيه أساليب الجريمة ووسائل الحروب فأصبحت فيه الجريمة ضمن المشاريع الاستثمارية ويدرك رؤساء كبار الدول وفي المقدمة أمريكا وعصبتها الحاكمة أن استخدام العلم في تصدير الحروب للبلدان التي أوصلتها مؤامراتها إلى حالة الدول الفاشلة من خلال تولية الحكام الجهلة وأمراء الحروب ولصوص السياسة يدركون أن هذا التصدير لا يبعدهم عن كوابيس ما يصدرونه مهما أوهموا شعوبهم بإمكانية الاحتماء بالأسوار والحواجز ومنع الهجرات إلى بلدانهم من البلدان التي استهدفوها بأشكال الحروب وأبرزها حروب الفيروسات العابرة للحدود والحواجز كما هو حاصل اليوم مع ( كورونا ) الذي تتبادل أمريكا مع الصين الاتهامات والثابت أن أول من عانى منه هي الصين وان كانت أمريكا الآن أكثر معاناة وقد صرحت الصين بعد مواجهة الفيروس وإجراء بعض الفحوصات والأبحاث العلمية أن أمريكا قد تكون المصدر له عن طريق الجيش الأمريكي ، وصيغة التصريح الصيني فيه من الحصافة ما افتقر ويفتقر إليه الرئيس الأمريكي ترامب الذي يعتمد في سياساته على الأكاذيب وبصورة لا تليق برئيس دولة هي في نظر الكثير الأعظم في العالم, ومن هذه الأكاذيب تصريحه ووزير خارجيته بأن الفيروس صيني ، وفي كل الأحوال فان هذه المسألة لا تبت فيها إحدى الدولتين إذ لا يجوز لأي شخص طبيعي أو معنوي أن يكون خصماً وحكماً في ذات الوقت بل الواجب لو كان هناك نظاماً عالمياً حقيقياً إجراء تحقيق مستقل من قبل المنظمة المسماة الأمم المتحدة التي نشاهد كيف يتم التلاعب بقراراتها لشرعنة الحروب القذرة في العالم لمصلحة الدول المتحكمة بالقرار الدولي وبالذات أمريكا فالتحقيق المستقل هو الطريق الطبيعي للوصول الى الحقيقة ومن ثم إسناد المسئولية لمقترف الجريمة الشنعاء التي تعرض العالم اليوم لأفدح الكوارث الإنسانية وتتسبب للبشرية بأقسى الآلام !
أوردة الموت تمتد
والعنتريات تحت الحصار
من يصنع الموت صار إحدى ضحاياه
ولله عاقبة الأمور.

قد يعجبك ايضا