بعد أقل من 48 ساعة على تحذير السيد القائد تحالف العدوان وتوعده بقوة الردع

«مفاجآت» العام السادس .. صدق التحذير ونفاذ الوعيد

السيد القائد: الاستقلال والحرية جزءٌ أساسيٌ من ديننا ومن إيماننا، لا يمكن التفريط به
سبق أن حذر السيد القائد تحذيرات عدة متحققة ولكن قادة العدوان «لا يفهمون ولا يعقلون»
فاتحة «المفاجآت» قصف أهداف حيوية في الرياض ونجران وعسير وجيزان بوقت واحد
خبراء دوليون وإقليميون ينصحون بتجنب تداعيات كبرى لتنامي الهجمات الصاورخية والجوية المسيِّرة

الثورة / إبراهيم يحيى

«لا ينبغي تجاهل التحذير أو الاستهانة بالخطر واستمرار المخاطرة». يقول مراقبون دوليون وإقليميون في نصح تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي بوقف حربهم ورفع حصارهم عن اليمن. محذرين في قراءاتهم من خطر الاستمرار في الحرب ومن تداعيات كبرى، يؤكدون أن نذرها تزداد وضوحا يوما بعد آخر، وليس أبرزها انكشاف دول التحالف أمام الهجمات الصاورخية والجوية المسيرة المتنامية.
تأكد هذا مجددا، خلال أقل من 48 ساعة على أحدث تحذير وإنذار. كانت مملكة العدوان منتصف ليل السبت على موعد مع مطر الإيفاء التالي لرعد الوعد، وتجسيد التحذير وتسديد الوعيد، الذي تضمنه خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اليوم الوطني للصمود، الخميس، وتدشينه عاما سادسا من التصدي والتحدي لتحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي.
دشن السيد القائد العام الجديد من معركة التحرر واستعادة السيادة وانتزاع الاستقلال، بثقة كاملة بالله وتوكل مطلق عليه ويقين بنصره. مؤكدا أن صمود اليمنيين خمسة أعوام «صمود عظيم أسطوري وثبات لا مثيل له، قياسا بحجم إمكانات وأسلحة وجرائم دول تحالف «أعنف حربٍ على وجه المعمورة، وأشرس عدوانٍ على وجه الدنيا» تشرف عليه أمريكا وتنفذه السعودية ضمن تحالف واسع، أنظمة وجيوشا.
وذَكَّر دول العدوان بأن «منطلقات صمود هذا الشعب، ومنطلقات عطاء الأوفياء والأحرار في هذا البلد، هي منطلقات إيمانية وأخلاقية، إنَّه يمن الإيمان، الإيمان الذي نتربى فيه على العزة، على الحرية، على الكرامة، الذي نتربى فيه على المبادئ العظيمة، فلا نقبل بالإذعان لغير الله، والخنوع لغير الله، والاستسلام لغير الله -سبحانه وتعالى- لا نقبل بأن نكون عبيداً إلا لربنا وهو الله سبحانه وتعالى».

نصائح صادقة
العملية العسكرية الكبرى للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، منتصف ليل السبت، على منشآت اقتصادية في الرياض، ونجران وعسير وجيزان؛ جاءت ردا على تجاهل تحالف العدوان بقيادة السعودية، نصائح صادقة جدد السيد القائد إسداءها، واتبعها بتحديد خيارين لا ثالث لهما، الجنوح للسلام بتنفيذ خطوتين رئيسيتين أو المضي في التصدي بقوة، محذرا من «مفاجآت لم تكن في حسبان دول العدوان».
خاطب السيد القائد النظام السعودي ودول العدوان بعقلانية وموضوعية، قائلا: «أهم درس لتحالف العدوان بمختلف أنظمته: أنه لا جدوى من الاستمرار في هذا العدوان، مهما فعلتم بعد كل الذي قد فعلتم منذ بداية العدوان وإلى اليوم، وعلى مدى خمس سنوات، بعد كل الذي قد فعلتم وارتكبتم من الجرائم، بعد فشل كل تلك المؤامرات والمخططات في كل المجالات، ما الذي يبقى بعد؟
وأضاف: «بعد كلما قد تكبدتم من الخسائر، ما الذي يجديكم؟ ما الذي ينفعكم من الاستمرار؟ ما الذي تكسبونه من الاستمرار في هذا العدوان؟. استمراركم في هذا العدوان بعد خمس سنوات فعلتم فيها كل الذي تستطيعون فعله، لن يوصلكم إلى أهدافكم المشؤومة أبداً». مردفا: «أَلا تجدون أنَّ مسار صمود شعبنا في كل أشكاله، وتجلياته، في كل مجالاته: عسكرياً، وغير عسكري، هو إلى تصاعد؟».

انعدام الجدوى
أكد السيد القائد بصدق لتحالف العدوان أن استمرار العدوان يزيد اليمن قوة ويزيدهم ضعفا، وقال: “كلما استمر عدوانكم؛ كلما كان وضعنا أقوى، كلما كان تماسكنا أقوى، كلما كان مسارنا التصاعدي في تحقيق الإنجازات والانتصارات أقوى، وأكبر، وأوسع، وأعظم، أَلا تأخذون العبرة من هذا؟ أَلا تستفيدون الدرس المهم، أنكم إنما تجنون المزيد من الفشل والفشل كلما استمر عدوانكم؟”.
وأضاف: «في كلما قد مضى، وفي الوضع الراهن الدرس الكافي، والعبرة الكافية لكم إن كنتم تفهمون، إن كنتم تعلمون، إن كنتم تعقلون، ولكن مشكلتكم هنا: مشكلتكم أنكم لا تعقلون ولا تفهمون». مؤكدا أن «لا مبرر لكم في الاستمرار، الاستمرار لن يوصلكم إلى أهدافكم في السيطرة التامة على هذا البلد، في الاستعباد لهذا الشعب؛ لأن هناك المَنَعَة الإيمانية والأخلاقية والمبدئية والإنسانية لأبناء هذا البلد». مُنوها بأن من يوالي التحالف لا يقاس بهم موقف اليمنيين، بقوله: «إذا كان هناك حفنة من الخونة والعملاء الذين ارتموا في أحضانكم، والذين عبَّدوا أنفسهم لكم، وباعوا أنفسهم منكم، فإنهم لا شيء أمام الملايين من أبناء هذا الشعب من رجاله ونسائه، الذين يحملون الهوية الإيمانية بكل ما فيها من مبادئ، وقيم، وأخلاق صنعت هذا الصمود، وصنعت هذا الثبات، الذين يعتمدون كلياً على الله -سبحانه وتعالى- ويثقون به، ويتوكلون عليه، وبذلك يحظون بتأييده ومعونته ونصره».
ولمزيد من التبصير، تابع السيد القائد قائلا: «هناك منعة، وتأييد إلهي ومعونة من الله -سبحانه وتعالى- وقضية عادلة، وموقف حق يتمسك به شعبنا اليمني، ووعي بخطورة التفريط، بخطورة التقصير، بخطورة تمكينكم من تحقيق أهدافكم المشؤومة، الملايين من أبناء هذا الشعب يعون جيداً- وقد شاهدوا ما يحدث في المناطق المحتلة- يعون جيداً ماذا سيترتب على تمكنكم من احتلال هذا البلد».
مجددا التأكيد بحزم: «المسألة مصيرية بالنسبة لنا كشعبٍ يمني، مسألة لا يمكن التفريط بها، ولا المساومة عليها.لا، هناك استعداد تام لتقديم التضحيات مهما بلغت، وللاستمرار في الثبات مهما كان حجم ثمن هذا الثبات؛ لأن الكلفة الهائلة والكبيرة جدًّا للتفريط وللاستسلام لا يمكن أبداً القبول بها». موضحا أن ما سيخسره اليمنيون في المقابل «هو الحرية، هو الاستقلال، هو الكرامة، هو العزة، هو القيم الإيمانية، هو الهوية الإيمانية، هو المستقبل، ولا يمكن القبول بذلك».

تبديد توجس
في المقابل، جدد السيد القائد تطمين دول تحالف العدوان وتبديد مخاوفها، قائلا: « لا مبرر لكم، لا جدوى لكم من الاستمرار في هذا العدوان على هذا الشعب، لن تصلوا إلى أهدافكم أبداً أبداً أبداً بإذن الله -سبحانه وتعالى-، ولا مبرر لكم، لستم بحاجة إلى الاستمرار في هذا العدوان؛ لأنه ليس صحيحاً أنَّ هذا الشعب يشكِّل خطراً على أمن أحدٍ في محيطه العربي والإسلامي».
وأضاف: «الأحرار في هذا البلد الذين يهتفون بالموت لأمريكا وإسرائيل، شرفاء هذا البلد، وأخياره، وأحراره، الذين لهم موقف مبدئي تجاه قضايا أمتنا الإسلامية، هم ينطلقون في موقفهم هذا من منطلقات إيمانية ومبدئية، وموقف طبيعي جدًّا لهم، ولكنهم على مستوى محيطهم العربي والإسلامي لا يشكِّلون خطراً على أحد، ولا تهديداً لأحد».
ودعا قادة دول التحالف إلى التشافي، قائلا: «الذي يريده شعبنا هو الاستقلال، هو الحرية، هل تستكثرون عليه ذلك؟! هل تعتبرون هذه بالنسبة لكم طامة وكارثة؟! هل هذا أمرٌ لا تستطيعون تحمله؟! فهذه مشكلة خطيرة عندكم، أنتم بحاجة إلى أن تسعوا للتشافي منها، للعلاج منها، أنتم بحاجة إلى إعادة النظر في طبيعة تفكيركم، في طبيعة نظرتكم إلى الآخرين، حتى في طبيعة نظرتكم إلى هذا الشعب؛ لأن هذا الشعب العزيز هو جديرٌ بالحرية والاستقلال، وأهلٌ لذلك».

ثوابت مصيرية
السيد القائد أكد في خطابه، ثوابت مصيرية، لا يمكن أن تتزعزع، قائلا: «من يفكِّر في أن يجعل من هذا الشعب بكله مجرد أداةٍ تحت سيطرته، وأن يجعل من هذا البلد بكله بلداً محتلاً، هو واهم، هو حالم، هو يعتمد في نظرته السرابية على الخيال، غير الممكن التطبيق في الواقع، هذا شعبٌ كبير وشعبٌ عظيم، شعبٌ له أصالة، له تاريخ، له هوية، شعبٌ عُرِف بلده على مدى التاريخ بأنه مقبرة الغزاة».
وتابع: «الاستقلال والحرية عندنا جزءٌ أساسيٌ من ديننا ومن إيماننا، هو فينا روحٌ نحمله، هو جزءٌ في تكويننا الذاتي والنفسي والمعنوي لا يمكن التفريط به، فأي بلد، أي نظام، أي متسلط، أي طاغية في هذه الدنيا، يستكثر علينا أن نكون بلداً حراً مستقلاً، لا نفوذ لأي طرف أجنبي عليه، ولا يتحكم به أي طرف هنا أو هناك في هذه الدنيا، ويسعى إلى أن يروِّضنا على الاستسلام، وعلى الخنوع، وعلى الاحتلال؛ فهو فاشل وخائب، ولن يصل إلى تحقيق أهدافه، كل من يفكِّر هذا التفكير، ولا مبرر لأحد».

تصحيح النظرة
السيد القائد جدد أيضاً تأكيد بطلان نظرة النظام السعودي لليمن واليمنيين. بقوله: «النظام السعودي إذا كان يفكِّر بأن جواره لبلدنا يمنحه هذا الأمر، ويجعل منه حقاً له، وكما يقول البعض بأنه ينظر إلى اليمن كحديقة خلفية، أنا قلت مراراً وتكراراً: أنه ينظر إلى اليمن نظرة سوداوية وسليبة جدًّا عليه أن يغيِّرها، ويريد لهذا البلد أن يكون مكباً للنفايات، وليس حديقةً خلفية». وتابع: «يريد لنا أن نكون بلداً ضعيفاً مقسَّماً محطماً، لا كيان له، لا حرية له، لا استقلال له، ويرى أنه بذلك سيطمئن».مضيفا: «شعبنا اليمني هو شعب الإيمان والحكمة، المفترض من كل الآخرين في محيطه العربي والإسلامي أن ينظروا إليه هذه النظرة الإيجابية، شعبٌ يتمتع بالمبادئ الإيمانية، والقيم الإيمانية، والأخلاق الحميدة، يتمتع بمكارم الأخلاق، لن يمثِّل خطراً وسوءاً على محيطه العربي والإسلامي، هو يحمل إرادة الخير لكل أبناء أمته».

خياران وحيدان
في المقابل، أكد السيد القائد : أن «من يسعى لإذلال هذا الشعب، وإخضاع هذا الشعب، واستعباد هذا الشعب، والسيطرة على هذا البلد، فهو يسعى للخيال، للأوهام، للسراب، ولا يمكنه تحقيق هذا الهدف بأيِّ حالٍ من الأحوال، طالما كان هذا الشعب معتمداً على الله وهو كذلك، وواثقاً بالله وهو كذلك، ومتوكلاً على الله وهو كذلك، ويحمل الهوية الإيمانية وهو كذلك، فلا مبرر للاستمرار في هذا العدوان، والنتائج سلبية، وتزداد سوءاً على تحالف العدوان، وهذا ملحوظ».
وحدد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، خيارين اثنين لا ثالث لهما، أمام تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، سبق أن أكد عليهما، وجدد التأكيد عليهما في خطابه بمناسبة يوم الصمود اليمني وتدشين العام السادس من التصدي والتحدي لتحالف العدوان، لخصهما في الجنوح للسلام بتنفيذ خطوتين رئيستين لازمتين، أو المضي في المواجهة، وتحمل العواقب.
وقال: «أدعو تحالف العدوان لوقف عدوانه، ولرفع الحصار بشكلٍ واضحٍ وقرارٍ صريح، وبشكلٍ عملي، وليس مجرد إطلاق تصريحات محتملة مع الاستمرار في الغارات، مع الاستمرار في الحصار، مع الاستمرار في احتلال هذا البلد، لا بدَّ من موقفٍ واضح في وقف هذا العدوان، وتطبيق عملي، والتزام فعلي بوقف هذا العدوان، ورفع هذا الحصار».
أما الخيار الثاني، فعبر عنه في تطمينه اليمنيين والأمة، قائلا: «أقول لشعبنا العزيز، أقول لكل الأمة: قادمون في العام السادس معتمدين على الله، متوكلين عليه، بمفاجئات لم تكن في حسبان تحالف العدوان، وبقدرات عسكرية متطوِّرة بإذن الله تعالى، وبانتصاراتٍ عظيمة إن شاء الله، طالما استمر هذا العدوان والحصار، في نفس الوقت مستعدون لخيار السلم، لخيار وقف الحرب، إذا اتجه تحالف العدوان بقرار جاد والتزام عملي لوقف العدوان والحصار».
وأضاف: «أؤكِّد لشعبنا العزيز أنَّ يثق بنصر الله وبالفرج، وأنَّ لكل هذه الشدائد نهاية، وأنَّ للصبر والعمل والتضحية والعطاء والتقوى عاقبة حميدة، وعاقبة سعيدة، وعاقبة عظيمة يحددها الله -سبحانه وتعالى- من إليه وحده يرجع الأمر كله، ترجع الأمور». الأمر الذي تؤكده مجريات الأحداث في الواقع منذ بدء العدوان وحتى اليوم، بفضل من الله تعالى وتوفقيه وعونه ونصره.

قد يعجبك ايضا