أعيد بناؤهـا من الصفـر تحت القصـف والحصار لتغير معادلة معركة الجو

الدفاعـــات الجويـة تقهــــر المؤامـــرة وتكسـر العـدوان

دفاعــــــــات اليمــــــــــــن الجويــــــــــة ..إنجــاز خـــارق للمؤامـرة يرقى إلى الإعجـاز
السيد القائد: كان المخطط يستهدف الصواريخ الباليستية لكن ثورة 21 سبتمبر منعتهم من ذلك
السيد: بإيماننا وتمسكنا بهويتنا صنعنا صــواريخ أقــوى من التـــي دمــــروها وسننهض نهضــة حضــارية
سهلت أدوات أمريكا تفكيك وتفجير قدرات الدفاع الجوي وجاء العدوان ليجهز على ما تبقى
حشد تحالف العدوان 280 طائرة نفذت ما يقارب 257 ألف غارة استهدفت 80% منها المدنيين
العميد سريع: أسقطت دفاعاتنا الجوية 371 طائرة مقاتلة ومروحية وتجسسية للعدوان حتى اليوم
تم كبح عدد غارات طيران العدوان من (15353) غارة في 2018م إلى (6534) في 2019م
تم تدمير 5763 من صواريخ الدفاعات الجوية و103 من بطارياتها و53 قبضة إطلاق لها
انكشفت خيانة النظام بوثائق وفيديو لعمليات تدمير الدفاعات الجوية خلال (2005-2014م)
العميد راشد: أشرف نائب وزير الدفاع الأمريكي على تدمير 4500 من صواريخ الدفاع الجوي

الدفاعات الجوية تتصدى لتشكيل قتالي من طائرات العدوان وتجبره على مغادرة الأجواء» .. واقع صار في حكم شبه اليومي، يعد بكل المقاييس بمثابة انجاز فارق يرقى إلى الإعجاز الخارق لمؤامرات دول العدوان على اليمن، ومارق على كل مخططاتهم المبكرة والسابقة لشن عدوانهم بما لا يقل عن 10 سنوات، وأحدث فارقا كبيرا في معادلة معركة الجو، التي تشكل نصف حرب العدوان، تمثل في تقييد طائراته الحربية ويسير باتجاه تحييدها عن الأجواء اليمنية 100 %.
لم يكن هذا وارداً بالمرة في بال دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن، بعد أن نجحت على مدار 10 سنوات سابقة لعدوانها في تدمير قدرات الدفاعات الجوية اليمنية وتفجير الآلاف من صواريخها بتواطؤ وخيانة أدواته في النظام قبل العدوان وبعده، وأجهزت غارات طائراتها في الليلة الأولى لعدوانها على ما تبقى من منظومات ورادارات دفاعات اليمن الجوية، ليتباهى بأنه «فرض سيطرة كاملة على الأجواء اليمنية، ويحلق بحرية كاملة.
لكن تصدي الدفاعات الجوية اليمنية لأسراب طائرات تحالف دول العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي، واعتراضها وإصابتها وصولا إلى إسقاط المئات منها، سرعان ما حدث، وظلت عملياته تتصاعد، كما وكيفا، وخسائر العدوان تتفاقم نوعا وعددا، مسببة صدمة لتحالف العدوان وكابوسا، وخيبة كبرى لآماله، وسقوطا ذريعا لأحد أبرز رهانته، وتبعا هزيمة مريعة بحسابات جرد ما تحقق من أهدافه، لم يتوقعوها أو يستوعبوها بعد.
الثورة / إبراهيم يحيى

مخطط تآمري
التآمر الأمريكي التدميري لمقدرات اليمن الدفاعية، منذ سنوات عدة سابقة للعدوان، وانكشف أخيرا بوثائق خطية تضم مراسلات رسمية ووثائق مرئية تضم مشاهد فيديو بالصوت والصورة لمراحل تنفيذ مخطط تدمير منظومات الدفاعات الجوية اليمنية وصواريخها، أعده واشرف عليه «مكتب إزالة الأسلحة» في وزارة الخارجية الأمريكية، وبدأ فرض تنفيذه بزيارة وفد عسكري من المكتب إلى النظام في العاصمة صنعاء في العام 2014م.
انكشاف مراحل ووثائق مخطط تدمير قوات اليمن الجوية ودفاعاتها، يؤكد تحذيرات مبكرة أطلقها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي مع بداية الألفية الجديدة، وإخراج المخابرات الأمريكية والصهيونية «هجمات 11 سبتمبر 2001م على مبنيي التجارة العالمية في نيويورك» ذريعة لتدشين ما سماه الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن «حربا صليبية» قبل أن تتدارك الإدارة الأمريكية، المصطلح بتسمية «الحرب الدولية على الإرهاب».
وتنفي وثائق مراحل المؤامرة الأمريكية على مقدرات اليمن الدفاعية، مزاعم أن الصواريخ المدمرة «تم سحبها من القبائل وأسواق السلاح ومصادرتها من خلايا إرهابية»، وتؤكد ما كشفه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بشأن استمرار التآمر الأمريكي على هوية اليمنيين وقيمهم ومقدرات اليمن الدفاعية وجيشه لسنوات بتواطؤ وخيانة النظام السابق وأنها «كانت تستهدف في مرحلة لاحقة الصواريخ الباليستية قبل أن تمنعها ثورة 21 سبتمبر 2014م».

خلفيات التآمر
في هذا، كشف السيد القائد، خلفيات هذا التآمر والتواطؤ معه، وقال: «ما قبل وما بعد المبادرة الخليجية، الحالة الرسمية في البلد كانت قائمة في سياستها على أساس الولاء لأمريكا والاستجابة التامة لها في كل ما تريده وكل ما تطلبه، وفي كل ما تحدده لهم أمريكا، لدرجة أن كان السفير الأمريكي في صنعاء هو المسؤول الأول فوق الرئيس وأي مسؤول في هذا البلد، تتنافس السلطة والأحزاب في التودد إليه، في أخذ المكاسب والتنافس على المكاسب السياسية بالاعتماد عليه».
وأبرز فداحة مآلات هذه التبعية سياسيا واقتصاديا، وقال: «أكبر خطر على شعبنا في هويته الإيمانية كان يتمثل بالتبعية لأمريكا. هذه حقيقة، هذا أمر أكيد لا شك فيه، وكان هذا ملاحظاً، الأمريكي كان يركِّز على المناهج التعليمية، وكان يركِّز على السياسة الإعلامية، وكان يركِّز على أنشطة ذات طابع اجتماعي، لكن على نحوٍ هدام، يؤثر على القيم، على الأخلاق،على العادات والتقاليد الحميدة والإيجابية والإيمانية لشعبنا اليمني العزيز».
مُضيفا في خطابه بمناسبة ذكرى «جمعة رجب»، نهاية فبراير الفائت أن الأمريكي: «كان يريد أن يسلب من شعبنا الشعور بالكرامة، الشعور بالعزة، الشعور بالاستقلال، كان يريد أن يسلب من شعبنا حياءه، عفته، طهره، قيمه، أخلاقه، وطبيعة الدور الذي تلعبه المنظمات معروف». مردفا: «حتى على مستوى القدرات العسكرية، حرص الأمريكي على أن يسلب من بلدنا القدرات العسكرية التي تمثِّل سلاحاً لمواجهة أي عدوان خارجي».

استلاب تام
السيد القائد قال في تعليقه على كشف وثائق التآمر على دفاعات اليمن الجوية، بقوله: «نحن وإياكم كجمهور شاهدنا بالأمس ما عرضته القنوات الوطنية والمحلية من مشاهد مخزية للنظام السابق، بعد أن يرسل الأمريكي موظفة أمريكية تأتي إلى اليمن ومعها أعوانها، ويكون دور هذه الموظفة الأمريكية، أن تتجاوز وتتحدى وتدوس على استقلال هذا البلد، تصل ليسلم إليها سلاح الدفاع الجوي في هذا البلد، ولتشرف هي شخصياً على تدميره، ويحضر ما يسمى- آنذاك- بالأمن القومي».
وتابع قائلا: «أرادوا لهذا البلد في الوقت الذي كان فيه نظامه يواليهم، وسلطته تواليهم. أن يكون مسلوب القدرة في مواجهة أي خطر خارجي، ألاَّ يستطيع أن يدافع عن نفسه، فيقدم تلك الأسلحة، وتأتي تلك المرأة الأمريكية لتشرف وتباشر عملية تدمير ذلك السلاح على أرض اليمن، أين هي الوطنية؟!». مردفا: «إذا لم يمتلك الإنسان هويةً إيمانية يمكن أن يفرط حتى بوطنيته؛ لأنه لم يعد ذو قيم، ذو أخلاق، ذو مشاعر حرة بما تعنيه الكلمة».
لافتا إلى أن المخطط التآمري شامل، وقال: «هذا على المستوى العسكري، لكنهم لم يكونوا يتحركون على المستوى العسكري فحسب، كان هذا مساراً واحداً من مسارات متعددة، في كل مجال كانوا يتحركون على هذا النحو: سياسات تسلبنا القدرة، عوامل الثبات، التماسك، تصل بنا إلى الانهيار، الهدف الرئيسي الذي كانوا يعملون على تحقيقه بمساعدةٍ من عملائهم الذين كانوا في موقع السلطة، وفي موقع القرار، وفي موقع المسؤولية الأول لحماية هذا الشعب وهذا البلد».

مراحل المؤامرة
وفقا لما كشفه مصدر أمني مسؤول فإن الولايات المتحدة الأمريكية وبتواطؤ الخائن عمار محمد صالح مسؤول جهاز الأمن القومي سابقا، نفذت بالتعاقد مع شركة رونكو الأمريكية المتخصصة في التعامل مع المتفجرات عمليات «تدمير 1263 من صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية و52 قبضة من قبضات إطلاق الصواريخ المحمولة على الكتف و103 بطاريات صواريخ تابعة للجيش اليمني، على دفعات خلال الأعوام (2005-2014م)».
المصدر الأمني، أوضح أن صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية التي جرى تدميرها في منطقة الجدعان ووادي حلحلان في مارب، على دفعات بإشراف أمريكي تنوعت بين « صواريخ سام 7 ستريلا، وصواريخ سام 14، وصواريخ سام 16، وكان بإمكانها أن تساهم في الدفاع عن اليمن وتحد من المجازر بحق النساء والأطفال». مُؤكدا أن «الولايات المتحدة الأمريكية دأبت في سياستها تجاه اليمن إلى إفقاده مصادر القوة حتى يصبح سهل المنال».

مقدمات العدوان
وتكشف هذه الحقائق «جانباً واحداً من الدور الأمريكي التدميري في اليمن فيما يخص الدفاعات الجوية فقط غير الأدوار الأخرى الرامية لتدمير الجيش اليمني» حد تأكيد المصدر الأمني، في إشارة إلى إشراف السفير الأمريكي في اليمن خلال الأعوام (2011-2013) جيرالد فايرستاين، على ما سمي «إعادة هيكلة الجيش والأمن» وتصريحه بأن بلاده «تتولى هذه المهمة ضمن جهود رعايتها اتفاق المبادرة الخليجية ودعم العملية الانتقالية وبناء اليمن الجديد» حسب زعمه.
تُبرز تفاصيل هذا الكشف الأمني، جانبا من مقدمات العدوان على اليمن السابقة بعشر سنوات لشنه في 26 مارس 2015م، وتبدد الشكوك واللبس حيال الدور الأمريكي باتجاه تأكيد أن العدوان أمريكي في الأساس، وتجاوز شواهد ذلك الإعلان عن بدء شنه من العاصمة الأمريكية واشنطن، إلى التآمر والتخطيط والإشراف والتنفيذ عبر أدواتها في المنطقة من دول تحالف العدوان، الذي انكب في ساعاته الأولى على تدمير ما تبقى من مقدرات القوات الجوية والدفاع الجوي.

امتداد تدميري
جاء العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ليستكمل تفكيكا وتدميرا ممنهجين للجيش والأمن في اليمن، بدأا منذ العام 2011م تحت مسمى «إعادة هيكلة الجيش والأمن» بإشراف لجنة تضم مسؤولين عسكريين امريكيين وبريطانيين وسعوديين وأردنيين (دول تحالف العدوان لاحقا)، و»استهداف تجمع الإصلاح (الإخوان) بحملاته الإعلامية وهجمات ميليشياته القبلية وتنظيم القاعدة، قيادات ووحدات الجيش والأمن باقتحام ونهب المعسكرات ومقرات قيادة المناطق العسكرية وصولا لاقتحام مجمع وزارة الدفاع نفسه»، و»إقصاء نحو 70 ألفا» و»اغتيال وإصابة نحو 4500 من منتسبيه». حسب بيانات وزارتي الدفاع والداخلية خلال الأعوام (2011-2014م).
طال هذا الاستهداف القوات الجوية اليمنية خلال (2011-2014م)، فتعرضت إلى «تدمير ممنهج» حسب تأكيد رئيس أركان القوات الجوية والدفاع الجوي اللواء ركن طيار إبراهيم الشامي. كان ذلك عبر استهداف حافلتين لمنتسبي القوات الجوية بعبوتين واغتيالات لطيارين، وإسقاط 4 طائرات «سوخوي-22» وطائرة «ميغ-21» وطائرتي «أنتونوف-26» ومروحيتين عسكريتين، في تعز وأرحب ومارب وقاعدة العند في لحج ووسط 3 أحياء سكنية في العاصمة صنعاء، بجانب تفجير 3 طائرات «سوخوي-22» وطائرة «نورثروب F-5» وإحراق مروحية «ميل مي -17» في مرابضها بقاعدة الديلمي في صنعاء.
الأمر الذي أشار إليه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قائلا: «لاحظوا المفارقة الكبيرة كيف اتجهوا في تلك المرحلة إلى تدمير الدفاع الجوي، إلى تدمير القوة الجوية؛ حتى أصبحت الطائرات تتساقط في وضح النهار في صنعاء وفي غير صنعاء بكل بساطة، قال لك: عطل فني، قال: خلل مدري أيش…، قال لك: … هكذا في غير حرب، كيف اتجهوا إلى إضعاف وحالة من الإهمال والتسيب بحق القوة البحرية».
وأضاف السيد القائد في خطابه بمناسبة ذكرى «جمعة رجب»، نهاية فبراير الفائت، قائلا: «ثم في نهاية المطاف كانت آخر مرحلة يريدونها استكمال تدمير ما بقي من صواريخ بالستية، لولا أن الثورة الشعبية (ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر) أعاقتهم عن استكمال مسار طويل كانوا يعملون عليه لسلب هذا البلد من كل القدرات التي تساعده على الدفاع عن نفسه في مواجهة أي عدوان خارجي».

هدف رئيس
وفقا لمساعد متحدث القوات المسلحة اليمنية، العميد عزيز راشد فأن «اليمن قبل 2015 لم تكن لديه دفاعات جوية متطورة، وجميعها كانت دفاعات جوية تقليدية قديمة، منها سام2 وسام6، وسام7، وغيرها من الأسلحة». مُضيفا في تصريح لوكالة «سبوتنيك» الروسية مطلع ديسمبر الفائت: «وقد دمرت قبل بدء العدوان، فتم تدمير 3000 صاروخ إستريلا (SA-7) و1500 صاروخ سام 2 في باب المندب بإشراف نائب وزير الدفاع الأمريكي، تحت مسمى هيكلة الجيش اليمني، وبمشاركة الخبراء الأردنيين في حينها والأمن القومي اليمني».
ومع أن غارات طيران تحالف العدوان منذ اليوم الأول قصفت مرافق الأمن والقوات المسلحة في اليمن، بما فيها الأمن المركزي والشرطة العسكرية، في توجه «يخدم الفوضى وتمكين عناصر تنظيم القاعدة»؛ إلا أنه كرس معظم غاراته لأجل أهم أهدافه المعلنة «تحييد (تدمير) القواعد الجوية والطائرات ومراكز العمليات والقيادة والسيطرة والاتصالات، والصواريخ البالستية». وقد أكدها سفير السعودية بواشنطن قائلا: «العملية العسكرية (العدوان) تهدف لتدمير الأسلحة التي قد تشكل خطراً على المملكة سواء أكانت أسلحة جوية أو صواريخ باليستية».

تدمير شامل
استهدفت طائرات تحالف العدوان في اليوم الأول قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء، ودمرت هنجر التسليح وطائرات حربية «ميج-29» و»سوخوي-17» و»نورثروب F-5» من أصل 275 طائرة تابعة للقوات الجوية اليمنية، وغرف العمليات والسيطرة ونظم ومراكز الاتصالات العسكرية ومدرج القاعدة، والألوية (101 و110 دفاع جوي و4 و6 و8 طيران)، وهنجر الصيانة باللواء الثاني طيران، ومقر قيادة القوات الجوية، ورادار جبل النبي شعيب واللواء 101 شرطة جوية، وموقع دفاع جوي في بيت عذران غربي صنعاء، ومدرج مطار صنعاء الدولي المدني، واقترفت أول مجزرة بحق المدنيين في حي «بني حوات» شمالي مطار صنعاء.
واصلت غارات تحالف العدوان الكثيفة طوال الثلاثة الأيام الأولى استهداف مقدرات اليمن العسكرية الدفاعية وبخاصة الجوية، فقصفت الدفاعات الجوية وبطاريات «صواريخ سام» قاعدة الديلمي الجوية، ولواء الدفاع الجوي في معسكر السبعين واللواء 140 دفاع جوي في ضلاع شملان واللواء 160 دفاع جوي في معسكر الصمع بمديرية أرحب، ومقر كلية الطيران والدفاع الجوي. وألوية الصواريخ في فج عطان، جنوب غرب العاصمة صنعاء، ودمرت مدرج مطار الحديدة الدولي وقاعدة الحديدة الجوية (اللواءين 67 و68 طيران واللواءين 65 و130 دفاع جوي واللواء 22 رادار)، ومواقع للدفاع الجوي بميناء الصليف.
كما دمرت غارات تحالف العدوان قاعدة طارق الجوية في تعز، بما فيها من معدات عسكرية وأسلحة وطائرات واللواء 170 دفاع جوي. ومنصة صواريخ الدفاع الساحلي في مدينة المخا المطلة على باب المندب غربي محافظة تعز. واستهدفت مطار صعدة ومحطة الكهرباء والغاز والمواقع والمرافق الامنية والعسكرية، وقاعدة اللواء 180 دفاع جوي في محافظة مأرب ودمرت محطة رادار في صافر، ومقر قاعدة العند الجوية في لحج واللواءين 39 و90 طيران واللواءين 201 و210 مشاة ميكا. وأعلن التحالف الأجواء اليمنية منطقة محظورة.

مواجهة التحدي
مع ذلك لم يرفع الجيش اليمني وقواته الجوية الراية البيضاء، كما كان يتوقع تحالف العدوان. وتظهر وقائع المواجهة استبسالا منقطع النظير لم تدخر فيه وحدة الدفاع الجوي ووحدات الجيش واللجان الشعبية جهدا أو وسيلة متاحة إلا واستخدمتها في مواجهة أسراب 280 طائرة حشدها تحالف العدوان وغاراتها التي بدأت «بمعدل 120 غارة يوميا» حسب ما أعلن ناطق التحالف حينها العميد احمد عسيري. متباهيا بأن «قوات التحالف استطاعت فرض سيطرة جوية كاملة على الأجواء اليمنية خلال 15 دقيقة»، مردفا: أن «طيران التحالف يحلق بحرية كاملة».
استخدمت في مواجهة غارات طيران تحالف العدوان، كل الأسلحة المتاحة، من جانب القوات الجوية ووحدة الدفاع الجوي، ووحدات الجيش واللجان الشعبية، وكذا من جانب المواطنين في المحافظات أيضا، بدءا من الصواريخ المحمولة على الكتف، وما تبقى من صواريخ أرض- جو (سام)، وغيرها من أسلحة الدفاع الجوي التي جرى تفكيك الآلاف منها وتدميرها قبل بدء شن العدوان، ومرورا بالقناصات المطورة محليا ليصل مداها إلى (5 كم)، وبالطبع المدافع الأرضية المضادة للطيران.

قهر المؤامرة
في المقابل انكبت القوات المسلحة اليمنية على تجميع ما تبقى من مخزون أسلحتها وإصلاح ما أعطب منها، ومحاولة تصنيع ما دمر، وتطوير ما تبقى، باستخدام المتاح من الإمكانات، والاستعانة بالكوادر اليمنية العلمية والمهنية والتقنية في جميع المجالات ذات العلاقة، والتي ظلت مهمشة وجرى استدعاؤها بعد بدء العدوان على اليمن، و»البدء من مرحلة الصفر» وفق متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع.
استطاعت القوات الجوية ووحدة الدفاع، تحدي المؤامرة، وإفشال الرهان الأمريكي وبددت سعادة واشنطن والسعودية التي عبر عنها ناطق التحالف في أول مؤتمراته الصحافية قائلا:» استطاع التحالف فرض سيطرة كاملة على الأجواء اليمنية وطائراتنا تحلق بحرية»، ثم إعلان الرياض نهاية الشهر الأول للعدوان «تدمير جميع قواعد القوات الجوية والدفاعات الجوية والصواريخ الباليستية وكل ما يشكل تهديدا للمملكة ودول المنطقة» حسب ما أعلن سفير السعودية في واشنطن حينها ووزير خارجيتها لاحقا عادل الجبير.

منظومات رادعة
شهد الدفاعات الجوية اليمنية تطورا تصاعديا وبوتيرة متسارعة على صعيد عمليات وقدرات اعتراض وإصابة وإسقاط طائرات تحالف العدوان، منذ أعلن السيد القائد عبد الملك الحوثي في 14 سبتمبر 2017م، عن جهود حثيثة لتطوير منظومات الدفاع الجوي، وقال مبشرا اليمنيين: «اليوم هناك عمل جار لتطوير منظومات دفاع جوية تتصدى للطائرات الحديثة والقدرات الأمريكية الحديثة التي تشتغل فوق سماء بلادنا وهذا سيعتبر إنجازا كبيرا جدا «. مضيفا: «نحن نواجه التقنية الأمريكية في أحدث ما وصلت إليه، وليس مواجهة تقنيات السعودية وأعراب الإمارات».
وبجانب استمرار الدفاعات الجوية في التصدي لغارات طائرات تحالف العدوان منذ اللحظة الأولى وإنهاك الطائرات طوال عام ونصف، استطاعت قوات الدفاع الجوي بدعم ومتابعة مباشرة من السيد القائد عبد الملك الحوثي، تطوير ما تبقى من صواريخ وذخائر وإدخال تعديلات تقنية عليها، وابتكار أنظمة رادار متطورة وغيرها من التقنيات، لتبدأ تدريجيا وتحديدا من نهاية العام الثاني للعدوان تصنيع منظومات دفاع جوي وطائرات مسيرة استطلاعية وهجومية وصواريخ باليستية مطورة محليا.

وعد القائد
جاء الكشف أخيراً عن منظومات الدفاع الجوي الجديدة امتداداً لإعلان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في 25 مارس 2019 ضمن خطابه بمناسبة إنهاء عام الصمود الرابع بوجه العدوان، أن «العام الخامس هو عام تطوير القدرات العسكرية. الرؤية الوطنية ستبنى على أساس هوية شعبنا الإيمانية والاستفادة من التقنيات العصرية». مضيفا: «سيندم أعداؤنا لأنهم سيدركون أن بلدنا أصبح منتجاً للقدرات العسكرية ليتبوأ مكاناً مهماً على مستوى التصنيع العسكري. نمتلك تقنيات مهمة على مستوى التصنيع العسكري لا تمتلكها السعودية والإمارات».
السيد القائد أكد في خطابه عن ثقة بالله ويقين بانتصار اليمن واليمنيين في معركتهم المصيرية، أن «العام الخامس سيكون عاماً متميزاً بالمزيد من الانتصارات، وتحصين الساحة الداخلية». وأوضح للعالم «لسنا عدوانيين، ولا نريد الاعتداء على أي بلد عربي، ومشكلتهم معنا هي رفضنا للاستعباد. إذا أراد الأعداء أن يجعلوا منا عبيداً، فهذا أبعد لهم من عين الشمس». مؤكدا: «نحن نصر على أن نكون شعباً حراً مستقلاً وهذا حقنا شرعاً وقانوناً. من يريد أن يسلب منا حقنا في الحرية والاستقلال سنسلب روحه».
وفي 22 إبريل 2019م، جدد السيد القائد عبد الملك الحوثي، وعده في أول مقابلة تلفزيونية معه، قائلا: «نسعى لتوفير المزيد من التطوير للقدرة الإنتاجية في مختلف الوحدات العسكرية. هناك سعي حثيث لدى الخبراء العسكريين في اكتساب الخبرة والمعرفة في مجال التقنيات العسكرية رغم الحصار والوضع الاقتصادي الصعب». مضيفا:» شعبنا جدير بأن يكون منتجاً ومبتكراً، والإنسان اليمني تواق للمعرفة والإنتاج والابتكار. الشعب عاش ظروفاً صعبة بشكل مستمر، ما ساهم في تعزيز الجهود والابتكار في التحرك لمواجهة الحصار الاقتصادي».

انبعاث القوة
أكد السيد القائد انبعاث القوة اليمنية، قائلا يومها: «هناك إنتاج لأسلحة مهمة وفعالة في السلاح البحري إضافة لوسائل مؤثرة باتت جاهزة للاستخدام عند الحاجة. لدى القوات المسلحة اليمنية تقنيات مهمة، وامتلاك التقنية والمعرفة والخبرة لدى خبرائنا ساهمت في هذا الجانب. السعودي والإماراتي يعتمد على الشراء في موضوع التسليح ولا يستطيع أن يستقل بنفسه في الاستفادة من هذه الأسلحة أو أن يصنع بنفسه». مردفا: «صواريخنا قادرة على الوصول إلى الرياض وما بعد الرياض، إلى دبي وأبوظبي وأهداف حيوية وحساسة لدى قوى العدوان».
تمكنت ابتكارات التصنيع العسكري اليمني للقوات الجوية والدفاع الجوي سريعا من تغيير معادلة معركة الجو، واستعادة زمام حماية الأجواء اليمنية تصاعديا، عبر تطوير منظومات «فاطر1»، و»ثاقب1» و»ثاقب2»، و»ثاقب3» بخبرات يمنية من صواريخ روسية قديمة، استطاعت تحويلها من صواريخ «جو-جو» إلى صواريخ «أرض-جو» وإدخال تعديلات فنية وتقنية حديثة زادت مدى صواريخ الدفاع الجوي للتراوح بين 9 كلم و23 كلم، وبما يجعلها قادرة على اعتراض وإصابة مختلف أنواع الطائرات الحربية الحديثة للعدوان.

فروق جوهرية
في بيان جوهر الفرق بين مرحلتين، قال السيد القائد في خطابه بمناسبة ذكرى «جمعة رجب»: إن «الأمريكي لم يكن يركِّز فقط على أن يسلبنا عناصر القوة المادية؛ إنما كان قبل ذلك ومع ذلك وأهم- بالنسبة له- من كل ذلك يسعى لأن يسلبنا القوة المعنوية، القوة الإيمانية: أخلاقنا، قيمنا، مفاهيمنا، حريتنا، شعورنا بالكرامة، شعورنا بالعزة، كان يريد أن يحول أبناء هذا الشعب إلى وضعية يتقبلون فيها السيطرة الخارجية عليهم، الاحتلال الأجنبي لهم، الإذلال لهم، الإهانة لهم».
وتابع: «لاحظوا المفارقة ما بين تلك المرحلة وما بين هذه المرحلة، في هذه المرحلة يأتي الجيش واللجان الشعبية، تأتي الجهات المعنية بالتحديد في الدفاع الجوي أو في الصاروخية لتعمل على تطوير وصناعة القدرات والأسلحة اللازمة للدفاع عن هذا البلد، والحماية لهذا الشعب، ومن ظروف بالغة الصعوبة، في حرب شرسة، وحرب معروفة، وحصار لا مثيل له على هذا البلد، ومع انعدام الموارد المالية التي هي تحت سيطرة الأعداء من نفط وغاز وغير ذلك».
مضيفا: «في هذه الظروف الصعبة جداً على المستوى الاقتصادي، في ظروف الحرب والاستهداف المستمر على المستوى العسكري، يأتي أحرار هذا البلد ليصنعوا القدرات، أولئك كانوا يدمِّرون، وهؤلاء يصنعون، في الدفاع الجوي صنعوا صواريخ ذات قدرة فائقة، تفوق تلك الصواريخ التي سلَّمها النظام السابق للأمريكي، وخنع وخضع للموظفة الأمريكية التي أتت لتكون فوق مستوى أولئك، الذين كانوا يُظهِرون عضلاتهم على هذا الشعب، ويتنمرون عليه».

انجازات فارقة
حققت منظومات الدفاعات الجوية اليمنية الأربع، حتى 23 مارس الجاري انجازات صادمة لتحالف العدوان، تمثلت في إصابة وإسقاط ما يزيد عن 371 طائرة متنوعة لتحالف العدوان، بينها 23 طائرة حربية نفاثة من طرازات F15 وF15SA وF16 وتايفون وتورنادو، و30 مروحية عسكرية من طرازي أباتشي وبلاك هوك وغيرهما، و15 طائرة مقاتلة درون (بلا طيار) من طرازيMQ9 وMQ1 الأمريكية وطرازي CH-4 وWing Loong الصينية، و318 طائرة تجسسية، واستطلاع ذات أنظمة ملاحية حديثة.
ذلك ما أعلنه متحدث القوات المسلحة العميد سريع في مؤتمره الصحفي، الذي عقده في العاصمة صنعاء، الاثنين الفائت، تحت عنوان «قادمون في العام السادس». موضحا أن «قوات الدفاع الجوي نفذت خلال خمسة أعوام منذ بداية العدوان أكثر من 721 عملية تنوعت بين إسقاط طائرات وتصدي وإجبار على المغادرة». وأكد أن «عمليات الدفاع الجوي في إشغال طائرات العدو وإجبارها على المغادرة بلغت حوالي 350 عملية».
وفقا للعميد يحيى سريع، فقد نفذت الدفاعات الجوية طوال سنوات العدوان أكثر من 350 عملية تصدٍ واعتراض ناجحة لطائرات العدوان المتنوعة بينها F15 و F16 و F15 SA وفانتوم وتورنادو وتيفون وميراج، أجبرتها على مغادرة الأجواء اليمنية قبل أن تنفذ مهماتها العدائية، علاوة على ما نجحت الدفاعات الجوية في إصابتها وإسقاطها منها، ومن الطائرات العسكرية المروحية من طراز أباتشي وغيرها.
متحدث القوات المسلحة، أكد: إن «منظومات جديدة للدفاع الجوي دخلت خط المعركة وجاري تطوير منظومات أخرى لتصبح أكثر فاعلية على أرض المعركة». وأضاف: «خلال الأشهر الماضية نفذت دفاعاتنا الجوية 64 عملية منها عملية إسقاط طائرة تورنادو وعمليات تصدٍ وإجبار على المغادرة». مؤكدا تنامي فاعلية الدفاعات الجوية في إسناد المعارك في مختلف الجبهات وتقييد طائرات العدوان وإجبارها على مغادرة الأجواء قبل تنفيذ مهماتها العدائية.

تغيير المعادلة
استطاعت القوات الجوية بوحداتها الثلاث (القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والدفاع الجوي) تغيير معادلة معركة الجو. حسب ما أكد متحدث القوات المسلحة،قائلا: «فرضت منظومات الدفاع الجوي اليمني على قوى العدوان معادلات جديدة وأجبرتها على التعامل بحذر، لقد دفعت طائرات العدو لاتخاذ إجراءات معينة بعد أن كانت تنفذ عملياتها دون أن تعترضها أي أسلحة». ذاكرا من احترازات طائرات العدوان «التحليق المرتفع وإطلاق البالونات الحرارية».
وأضاف: «منظومات الدفاع الجوي في المناطق التي تعمل بها تشكل تهديداً حقيقياً لكافة الأهداف الجوية المعادية وهذا ما أثبتته المراحل السابقة». وتابع: «تمثلت نجاحات الدفاع الجوي في تدمير الهدف المعادي، السيطرة الإلكترونية على الهدف المعادي، إجبار الهدف المعادي على مغادرة الأجواء، ولعل من أهم ما حققته منظومات الدفاع الجوي تحييد الأباتشي بنسبة 70% وتحديداً في جبهات الحدود». مؤكدا «استمرار التطوير حتى التصدي لكافة أنواع الطائرات المعادية».

ردع الطغيان
كبح جماح طيران التحالف وتقييد استباحته الأجواء اليمنية أمام غاراته؛ يعني إخراج اليمنيين كافة من دائرة الاستهداف الذي ظل طوال 5 سنوات يطالهم بلا استثناء، في أحيائهم السكنية ومرافقهم المدنية والشوارع والطرقات بعموم اليمن. وكانت محصلة «نحو 257 ألف غارة للتحالف»، وفق العميد سريع تدمير مئات الآلاف من المنشآت العامة والخاصة في اليمن كليا وجزئيا، بما فيها الحدائق والملاعب الرياضية والمواقع التاريخية والمعالم الأثرية، بل وحتى المقابر.
ظلت غارات طيران العدوان تقصف المنازل والمنشآت المدنية بنسبة تتجاوز 80%، و»عدد القتلى والجرحى المدنيين جراء العمليات العسكرية المباشرة لدول العدوان يتجاوز 43,345» وفق تقرير لوزارة حقوق الإنسان أصدرته في 21 ديسمبر الفائت، يُضاف إليهم «3.8 ملايين من المدنيين هجرتهم وأرغمتهم على النزوح من قراهم ومدنهم» إلى غياهب التشرد وعذاب الشقاء وهوان الحرمان، وفق أخر إحصائية للمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية.
لذلك، يعد إعلان وزارة الدفاع «إدخال القوات الجوية اليمنية تقنية جديدة لمنظومة الدفاع الجوي»، وإثبات استعادة مقدرتها على إسقاط مقاتلات التحالف وطائراته المروحية القتالية والمُسيّرة المقاتلة والتجسسية؛ إنجازا مبهرا ونبأ سارا لليمنيين كافة. فهو إنجاز مبهر في ظل الحصار المحكم برا وبحرا وجوا، المفروض على اليمن من تحالف الحرب، ورقابته المباشرة في المنافذ وعبر الأقمار الاصطناعية. ونبأ سار لأنه يعني تغير موازين الحرب باتجاه النهاية، وتمكن اليمنيين كافة من التقاط أنفاسهم.
لم يكن سهلا ولا ممكنا احتمال واقع استباحة تحالف العدوان الاجواء اليمنية، فقد أحال اليمنيين كافة إلى طرائد سانحة وفرائس سائغة لطائرات متوحشة لا تميز بين منزل أو معهد أو مدرسة أو مستشفى أو صالة عزاء أو زفاف أو سوق أو حديقة أو مسجد أو بئر مياه أو محطة محروقات أو ملعب أو مرفق حكومي مدني، وبين معسكر أو ثكنة وساحة معارك. كما أثبتت وقائع خمس سنوات من التربص باليمنيين أينما ذهبوا وحلوا. وأكدته تقارير مختلف المنظمات الحقوقية الاقليمية والدولية، كمنظمة هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، وغيرهما.

تفوق يمني
تجسد تطور قدرات وانجازات منظومات الدفاع الجوي اليمني في تراجع عدد غارات طيران تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن الذي كان ليلة 26 مارس 2015م «بمعدل 120 غارة يوميا» حسب ما أعلن ناطق التحالف حينها العميد احمد عسيري، متباهيا بأنه «تم تدمير منظومات الدفاعات الجوي والقوات الجوية وفرض سيطرة كاملة على الأجواء اليمنية»؛ إلى متوسط يتراوح بين 25 إلى 20 غارة يوميا في العام الخامس للعدوان.
تقلصت غارات طيران تحالف العدوان – وتبعا جرائمه بحق المدنيين الأبرياء – من (15353) غارة في 2018م إلى (6534) في 2019م. كنتاج تنامي قدرات اليمن الدفاعية وتغييرها معادلة معركة الجو، وليس نتاج إعلانات «الهدنة الإنسانية» أو «تفاهمات مبدئية» أو «مفاوضات سياسية معلنة أو غير معلنة بين الرياض وصنعاء»، كانت ولا تزال مجرد إعلانات سياسية وإعلامية عكسها الواقع.

اعتراف العدو
انتزعت تقنيات القوات الجوية اليمنية المطورة محليا، الدفاعية منها والصاروخية والهجومية المُسيّرة، اعتراف كبار الخبراء والمسؤولين العسكريين الغربيين والأمريكيين بأن «المنظومات الأمريكية المخصصة لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة فشلت والوضع معقد للغاية»، حسبما أعلن قائد القوات المركزية الأمريكية، على هامش مشاركته في مؤتمر البحرين للدفاع، وأكده خبراء معهد واشنطن للدراسات الإستراتيجية.
وفي حين لم يجد تحالف العدوان بدا من الاعتراف بعدد من عمليات إصابة واسقاط طائرات له والإقرار بأن «هناك تطور ملحوظ في قدرات الدفاعات الجوية للحوثيين»، فإنه في الوقت نفسه يلجأ إلى التقليل من كفاءة اليمنيين ونسب تطور قدراتهم العسكرية إلى شماعة «الخبرات والقدرات الإيرانية»، رغم أن خبراء أمريكيين يقرون بأن «الحوثيين توصلوا إلى ابتكارات ارتجالية لتقنيات صاروخية ورادارية خطيرة» وفق معهد واشنطن للدراسات الإستراتيجية.

جوهر التفوق
لكن السيد القائد، يبرز جوهر التفوق وعامل القوة، بقوله: «لاحظوا، في ظل هذا التوجه الذي عليه شعبنا حالياً، في ترسيخ هذه الهوية الإيمانية، في الانطلاقة على أساس هذه المنظومة المهمة من المبادئ والقيم والأخلاق والتعليمات الإيمانية، كيف نزداد قوةً يوماً بعد يوم بالرغم من حجم إمكانات أعدائنا الهائل، بالرغم مما يمتلكونه، بالرغم من مستوى هذه التحديات والأخطار، بالرغم من حجم الصعوبات؛ إلا أننا نرى في الهوية الإيمانية في منظومتها المتكاملة، في مبادئها وقيمها وأخلاقها وأسسها، عامل قوة يبنينا بالفعل، حتى يبني قدراتنا العسكرية».
مضيفا بثقة في خطابه بمناسبة «جمعة رجب» نهاية فبراير الفائت: «ولذلك أنا أقول لشعبنا العزيز ببركة الهوية الإيمانية، ما بقي لنا منها، وما علينا أن نعززه، ونسعى لاستكماله، سننهض بإذن الله -سبحانه وتعالى- نهضةً حضارية نحقق لبلدنا الاستقلال التام، ونحقق لنا كشعبٍ يمنيٍ الحرية والاستقلال والعزة والكرامة، ونواجه كل هذه التحديات، وكل هذه الصعوبات، هويتنا الإيمانية التي تجعلنا دائماً معتمدين على الله -سبحانه وتعالى- واثقين به، متوكلين عليه، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق: من الآية3]».

القادم أعظم
لا تُعد المنظومات الدفاعية الجوية الأربع المطورة محليا (فاطر1، وثاقب1، وثاقب 2، وثاقب 3) حتى الآن نهاية المطاف ولا كل ما بالإمكان الإتيان به، بقدر ما هي بداية مسار طويل من التطوير والابتكار اليمني المتواصل. ذلك ما أكده القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، لدى إزاحته الستار رسميا عن المنظومات الأربع في 22 فبراير الفائت.
الرئيس المشاط لدى تدشينه معرض منظومات الدفاع الجوي الذي حمل اسم رائد التطوير المحلي لصواريخها الشهيد عبد العزيز المهرم، قال: «هذه المنظومات الدفاعية الجديدة ستغير مسار المعركة، وستكون مقدمة لمنظومات دفاعية أكثر تطوراً وفاعلية في التصدي للأهداف الجوية المعادية». معلنا «تأكيد القيادة السياسية والعسكرية العليا تقديم كافة أوجه الدعم لتطوير وتحديث المنظومة الدفاعية لتحقيق توازن الردع مع العدو».
الأمر الذي أكد ترجمته متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، بإعلانه في نهاية أغسطس 2019م، أن «خطط الدفاع الجوي تتضمن نشر المنظومات الدفاعية في كافة المناطق اليمنية». مضيفا: «نؤكد استمرارنا في العمل على تعزيز القدرة الدفاعية الجوية لقواتنا حتى تتمكن من التصدي لكافة أنواع الطائرات المعادية، وكما كان 2018م عاماً للصواريخ الباليستية و2019 عاماً لسلاح الجو المسير، فإن العام 2020م إن شاء الله سيكون عاماً للدفاع الجوي».

قد يعجبك ايضا