التأكيد على أهمية الاستفادة من قرار العفو العام والعودة إلى حضن الوطن وطي صفحة الارتزاق

سياسيون وأكاديميون لـ”الثورة “:المصالحة الوطنية.. أخلاق المنتصر وطوق نجاة للمعتدي وأدواته

العيدروس: تقديم اليمن أي مبادرة أو تنازلات إثبات لحسن النوايا لتحقيق السلام
القيسي: من الحكمة أن يتعامل تحالف العدوان مع مبادرات السلام بإيجابية
حميد الدين: ننصح العدوان بالتوقف فالمستفيد هو العدو الصهيوني
د. الغيش: المصالحة تعني الحد من الصراعات واحترام حقوق جميع الفئات
د. الحاضري: ثورة 21 سبتمبر هي الثورة الوحيدة في التاريخ التي تمد يدها لمن ثارت ضدهم
أبو طالب: دعوات المصالحة تأتي من منطلق الواجب الديني والأخلاقي

تمثل دعوة المجلس السياسي الأعلى للمصالحة الوطنية الشاملة الفرصة الذهبية والوقتية الأمثل لأدوات العدوان لاستغلالها والعودة إلى صوابهم وأحضان الوطن وتسوية الأزمة داخلياً وطي صفحة التدخل الخارجي للأبد، ولن تعود هذه الفرصة مستقبلاً أو تتكرر، فمن لم يعد اليوم لن يقبله أحد بعد فوات الأوان.. وتأتي أهمية المصالحة الوطنية في الوقت الراهن بعد سلسة أحداث تكشفت فيها نوايا تحالف العدوان ومشروعه التخريبي في البلاد.
سياسيون وأكاديميون تحدثوا لــ”الثورة” عن أهمية المصالحة الوطنية في الوقت الراهن والخطوات العملية التي قدمتها القيادة السياسية لإثبات حسن النية.. وإليكم الحصيلة:
الثورة / أحمد السعيدي

كثيرة هي المبادرات التي أطلقتها القيادتان السياسية والثورية لدعوة جميع الفرقاء من مختلف الأطراف اليمنية إلى الانخراط الجاد في مفاوضات جادة وحقيقية تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أي طرف من الأطراف، وقد أطلقت فكرة تشكيل فريق وطني مفتوح العضوية للراغبين من المكونات المخدوعة بالعدوان الأجنبي حقناً للدم اليمني وحرصاً على ما تبقى من أواصر الإخاء وتغليباً للمصالح الوطنية العليا ليواصل الفريق مضاعفة جهود التواصل مع مختلف الأطراف اليمنية ليستغلوا العفو العام لتكون دعوة لكل المخدوعين من أفراد وقيادات إلى استغلال هذه الفرصة والعودة إلى حضن الوطن وجادة الصواب.. وفي آخر اجتماع لفريق المصالحة الوطنية – بحضور أعضاء الفريق ورؤساء لجان المسارات والمحافظات – تمت مناقشة مهام الفريق خلال المرحلة المقبلة في التواصل مع ممثلي الأحزاب السياسية والمشائخ والقيادات والشخصيات في الداخل والخارج، وتطرق الاجتماع إلى ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية على صعيد المصالحة الوطنية الشاملة والحل السياسي.
وطالب نائب رئيس فريق المصالحة الوطنية اللواء علي القيسي دول العدوان بالتعامل الجاد مع مبادرة فخامة الأخ المشير مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى حفظا للجوار وحقناً للدماء، وحث أبناء مارب الحضارة والتاريخ وخاصة مشائخها الأوفياء ووجهائها وعقلاءها على التعامل الجاد مع المبادرة التي تقدم بها فريق المصالحة الوطنية والمتمثلة في فتح طريق مارب – صنعاء وعودة توصيل الكهرباء إلى صنعاء وباقي المدن اليمنية وعودة ضخ الغاز وتوزيعه كما كان عليه سابقا وكذا عودة ضخ البترول كونه ملك الشعب وتوريد المبالغ المالية من واردات البترول والغاز والجمارك والضرائب إلى صنعاء وارتباط الإدارة بالعاصمة صنعاء، كما دعا اللواء القيسي المغرر بهم إلى العودة للصف الوطني بموجب قرار العفو العام ..مرحبا بالعائدين يوميا سواء بواسطة القادة والمشايخ أو لجنة المصالحة الوطنية.

إثبات حسن النوايا
بينما جدد رئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس الدعوة لدول تحالف العدوان لمراجعة مواقفها والتعامل بإيجابية مع مبادرة السلام التي أطلقها رئيس المجلس السياسي الأعلى بما يسهم بفاعلية في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام على كل المستويات الوطنية والإقليمية والدولية وبما يؤسس لعلاقات قائمة على حسن الجوار والمصالح المشتركة .. محذرا دول العدوان من مواصلة التعجرف.. ولفت إلى أن تقديم اليمن أي مبادرة أو تنازلات في هذا الملف يندرج في إطار الحرص على إثبات حسن النوايا والرغبة في السلام، خصوصا بعد تبخر أحلام العدوان في إخضاع اليمن بعد مرور خمس سنوات نتيجة صمود الشعب اليمني وإدراكه ما يحاك ضده من مخططات، كما دعا السلطة القائمة في مارب الى التعامل الإيجابي مع المبادرة التي اطلقها فريق المصالحة الوطنية والحل السياسي أواخر فبراير الماضي.. معربا عن امله في استجابة الطرف الآخر للنقاط الأربع التي تضمنتها المبادرة والتي تؤسس للسلام والمصالحة ويعود مردودها وفائدتها على الشعب اليمني بأكمله .

مصالحة القوة
الدكتور أحمد عبدالملك حميد الدين-عضو هيئة مكافحة الفساد ومستشار الرئيس الشهيد صالح الصماد للشؤون القانونية سابقا تحدث لـ”الثورة” فقال: ” التوجه العام للدولة هو أن تقي الشعب اليمني المآسي التي يعانيها منذ خمس سنوات جراء العدوان، وحينما وصلت الدولة إلى مصدر القوة وتوازن الردع ومن منطلق القوة لا غير اتجهت يد الدولة إلى جميع الأطراف في الداخل والخارج خصوصا أن العدوان- السعودي والإماراتي- كلف الشعبين العربيين اليمني والسعودي الكثير من الخسائر والدماء خدمة للكيان الصهيوني الذي يعتبر المستفيد الأكبر من إضعاف الشعوب العربية والإسلامية التي تواجهه.. ومن منطلق القوة نحن الآن بحمد الله تعالى في موقف الدفاع عن طريق الهجوم والردع ولهذا تمد الدولة يدها لهؤلاء وتقول لهم يكفي فقط أن تتوقفوا عن هذا العدوان، مع أن المتطلبات كثيرة والمتمثلة في التعويض ومسؤولية العدوان عن كل هذه الدماء، ولكننا نطالبهم فقط بالتوقف عن العدوان على أرضنا وعلى هذا البلد الذي من أول يوم اتخذ الحرب الدفاعية ثم وصلنا إلى المستوى الذي يجعل من قولي هذا قولا منطقيا عادلا وهذه الخطوة للقيادة السياسية في حيز محدد بمعنى أن لها وقتاً معلوماً، فإياكم ان تستمروا في دعم المرتزقة الذين ليس لهم أي مبرر في مواصلة رفع لواء المعتدي، لذا عليهم في مارب أن يستغلوا مبادرة الرئيس المشاط الواضحة كل الوضوح واصبح لها صدى واسع في الداخل والخارج والمجتمع الدولي وتناولتها الصحف الغربية وهذه المبادرة سبق أن طرحها الرئيس الصماد -رحمه الله- وقد كنا أيضا وصلنا إلى مشارف جيزان ونجران وعسير، ولذلك ليفهم الجميع أن هذه المبادرة ومد هذه اليد الهدف منها حقن دماء الجميع والحفاظ على مقدرات البلدين”.

أهمية المصالحة الوطنية
أما الدكتور أمين الغيش- أستاذ النظم السياسية المساعد في جامعة صنعاء- فقد قال:
“أبدأ بخالص الشكر وعظيم التقدير لجيشنا ولجاننا الشعبية وأجهزتنا الأمنية وقبائلنا الشريفة الحرة وشعبنا اليمني العظيم، وهي موصولة لقيادتينا الثورية والسياسية.. وبالانتقال إلى موضوع المصالحة الوطنية فهي تحتل أهمية كبيرة وبالذات في فترات الانتقال عندما نكون في عملية انتقال من وضعية إلى وضعية أو من نظام إلى نظام ، وتحتل أهمية كبرى عندما تتعرض الدولة لعدوان مثلما يحدث في اليمن، وتحتل أيضا أهمية كبيرة في حالة الصراعات المسلحة والنزاعات الأهلية وبالتالي يقال “ليس من الضروري أن تكون ديمقراطياً لكن من المهم أن تكون عقلانيا” وهذا في فترات الانتقال.. وصحيح أن المصالحة في حد ذاتها تتناقض مع آلية الديمقراطية، فهي ليست على أساس أنها عملية انتخابات أو ما شابه لكنها-المصالحة- تسمح بالحد من الصراعات القائمة وتؤكد في نفس الوقت احترام حقوق بقية الفئات في المجتمع،
وبالتالي فإن المصالحة بهذا المعنى ليست مجرد تعبير عن مرحلة وإنما مشروع طويل الأمد يعبّر عن استشعار أهمية الحد من الصراعات واعتماد آلية مسالمة بدلاً من منهجية العنف، وطبعاً هذه المصالحة هي مدخل لبناء الدولة ، وتأتي أهمية المصالحة أيضا في أنها تضمن الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي اقرها المجلس السياسي الأعلى وأصدرها الرئيس مهدي المشاط وأحد عناصرها الأساسية والمتقدمة هو موضوع المصالحة الوطنية التي تضمنتها مبادرة الرئيس المشاط السياسية التي دعا فيها دول العدوان إلى وقف عدوانهم على اليمن وكانت مبادرة أحادية الجانب أعلن فيها وقف الهجمات على المنشآت والأهداف في العمق السعودي مقابل أن ترد السعودية التحية بمثلها ، كما تتضمن المبادرة دعوة جميع الفاعلين السياسيين في الجمهورية اليمنية ومنهم المنخرطون في هذا العدوان إلى مفاوضات جادة وحقيقية تفضي الى مصالحة وطنية شاملة”.

جرائم العدوان
بدوره قال الدكتور فتحي السقاف –رئيس المركز الوطني للرقابة وتعزيز النزاهة والشفافية بأمانة العاصمة “في المصالحات الوطنية تبرز مشكلة عدم المساءلة والإفلات من العقاب.. هذه مشكلة في اليمن حيث لا يُسأل النافذ ولا المجرم ويفلت من العقاب، وهذه مشكلة كبيره جعلت الظالمين والمجرمين يكررون جرائمهم وظلمهم لأنهم في الأخير سيفلتون عرفا من العقاب ولن يُسائلهم أحد ولا يوجد من يسألهم ولهذا نجد التمادي في ارتكاب الجريمة والإسهام فيها ودعمها عيانا قائما ولو كان استدعاء تحالف دولي يهدم البلد ويدمره ويقتل الأبرياء فيه فهذا لن يخضع للمساءلة وسيفلت من قدم معلومة أو ناصر إعلاميا بوضوح ودعا للقتل أو شارك.
هذه المشكلة تتطلب وضع حد لها من ناحيتين : التعاطي مع الماضي وما حدث فيه وفق منظور المصالحة التي تتطلب تسامح وقبول حكم أهالي الضحايا، ولهذه الخطوة إجراءات وتفاصيل ضمن برنامج يشمل بحث نقاط (التسامح–التعويض وجبر الضرر- الاعتراف بالخطاء وإعلان الاعتراف–حفظ الذاكرة بتخليد صور وتاريخ الضحايا وطنيا)، والناحية الثانية هي التعاطي مع القضايا والجرائم المتركبة أو الجرائم المخلة بأمن الوطن وتكرار الجرائم بحقه من الآن وصاعدا باتخاذ إجراءات رادعة ومساءلة قانونية وحكم عادل وأن لا يفلت مرتكبها من العقاب.. هذه أبرز المشكلات التي تسببت في الوصول للانقسام والفشل الذي وقعت فيه الحكومة والسلطة على مدى( 40 ) عاما تقريبا.”

السِّلم والشراكة
من جانبه تحدث الدكتور يوسف الحاضري– الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة- عن المصالحة الوطنية “مشروع الحياة الذي هو أساس مسار المسيرة القرآنية هو ما يتم التعامل به مع جميع الجهات والأقوام والأفراد والدول بدون أي تغيير أو تبديل ، فقد كان السيد عبدالملك الحوثي يدعو للمصالحة من قبل العدوان وترجمها في انصع صورها فيما يسمى “السلم والشراكة” إثر نجاح ثورة 21 سبتمبر2014م وهي الثورة الوحيدة في التاريخ التي تمد يدها لمن قامت الثورة ضدهم ولم تقم بتعليق المشانق كما عملت كل الثورات عبر التاريخ ، ثم استمرت هذه الدعوات حتى بدأ العدوان، فظن المرتزقة أن العدو سينفق مئات المليارات من الدولارات ليتخلص من هذا المشروع ويجلبهم مكانه حتى وإن عبَّدوا انفسهم طاعة وخضوعا لهم ولكنهم فشلوا، وها هي خمسة أعوام وهم من انكسار إلى انكسار ومع ذلك ما زالت الدعوات قائمة عل وعسى يوجد فيهم رجل رشيد ولكن يتضح انه لا يكون راشدا من كانت نفسيته ارتزاقية “.
دعوات السيد والرئيس طالما اتصفت بأنها تأتي من موقع قوة وبعد كل انتصار وهذه قمة المصداقية وروح الحياة التي هي أساس هذه المسيرة “.

مبادئ المسيرة القرآنية
وفي ذات السياق قال الدكتور والباحث السياسي عرفات الرميمة: “تأتي أهمية دعوة السيد القائد للمصالحة الوطنية باعتبارها مبدأ من مبادئ المسيرة القرآنية التي ترى كل ما قاله القرآن حقائق يجب تطبيقها في الواقع ، فالقرآن يصف الصلح بأنه خير ويقرن كذلك بين الإيمان والإصلاح المجتمعي بين الناس وبين التقوى والإصلاح بين الناس في عدة آيات قرآنية منها (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) باعتباره الأساس في قيام المجتمعات ويقول القرآن أن على المؤمن الحقيقي ألا يتكلم إلا في أمور معينة منها الإصلاح بين الناس كما قال تعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) لكل تلك الاعتبارات القرآنية كانت دعوة السيد والقائد القرآني إلى المصالحة مع العملاء والمرتزقة، رغم كل ما بدر منهم من أضرار مادية ومعنوية في حق الوطن والمواطن.. وبناء على الدعوة الكريمة من قائد الثورة للمصالحة الوطنية فقد تبناها المجلس السياسي الأعلى وجعلها من ضمن أولوياته التي يدعو إليها ويحث الخطى لتنفيذها “.

الواجب الديني
واختتم الناشط الإعلامي والسياسي كمال أبو طالب الحديث عن دعوات القيادة الثورية والسياسية للمصالحة الوطنية” لقد انطلقت دعوات المصالحة بمبادرات من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- ومن فخامة الرئيس مهدي المشاط من منطلق الواجب الديني و الأخلاقي و براءة للذمة أمام الله والوطن ، وحفظا وصونا للدماء.
نسجل شكرنا في البداية للقيادات والأفراد الذين استجابوا لهذه الدعوات، ونتمنى من دول تحالف العدوان ومرتزقتهم الخونة تلقف هذه المبادرات، بل أعتقد أن على الخونة عملاء العدوان الإسراع في تلقي المبادرة بتسجيل موقف وطني قد لا يسعفهم المستقبل بفرصة لتسجيله، لأن الجيش مسنودا باللجان الشعبية ماض في تطهير اليمن وتأمين كامل ترابه من قوى الغزو والاحتلال وميليشياتها التخريبية، هذا أولا، وثانيا، لأن الخونة قد ظهر لهم طريقة تعامل دول تحالف العدوان معهم، بل ومدى بغضهم لهم وعدم مبالاتهم بمصيرهم، ولذا على قيادات المرتزقة الاعتبار بما قد مضى وعدم وضع الرهان على هذه الدول لأنه بلا شك رهان خاسر”.

قد يعجبك ايضا