اللاعب الوحيد والمرعب

 

محمد العزيزي

الماهرون والمراوغون وأصحاب الضربات القوية واللمسات الفنية والحريفون هم من يرعبون حراس المرمى وتهابهم الفرق الكروية والأندية والمنتخبات الدولية.
يظهر هؤلاء اللاعبون الماهرون والمواهب بعد مشوار من الاختبارات وتقديم الإمكانيات الفنية والفنون المهارية التي يجب أن يتمتع بها أي لاعب ومن ثم يأتي دور الإعلام ومسؤولي التسويق في تقديم اللاعب كموهبة محترفة تتهافت أعرق الأندية الكروية لشرائه وضمه لصفوفها وبأغلى الأسعار والمبالغ المالية ويصير بعد ذلك مرعب الحراس والأندية والمنتخبات.
اليوم اللاعب الوحيد المرعب هو اللاعب الفلتة الربانية المرعب “كورونا” الذي هزم كل الأندية وأغلقها وصار يلعب كرة القدم بين قدميه دون خصوم، أرعب رونالدو وميسي وصلاح وغيرهم من مشاهير كرة القدم.
أصبح اللاعب كورونا هو أشهر لاعب رغم أن مسيرته النجومية بسيطة جدا إلا أن سعره تخطى أسعار كل النجوم والمشاهير وأغنى أغنياء العالم فقد رصدت دول العالم مجتمعة خمسة تريليونات لشرائه واحتوائه.
بلغ عدد المرعوبين من هذا اللاعب الخطير والذي لقبوه بـ”الفيروس” ما يزيد عن 7 مليارات إنسان وضحاياه ممن واجهوه وجها لوجه أكثر من نصف مليون؛ أما الذشي قضى عليهم فقد بلغوا الآلاف ومن جميع الجنسيات على ظهر المعمورة.
اللاعب البرغوث أقصد الملقب بالفيروس والخطير والمرعب يلعب في كل الاتجاهات وعلى كل المستويات في الاتجاه السياسي يصيبهم ويسقط أركانهم وفي الاتجاه التجاري ألحق بهم أشنع الهزائم وأسقطهم إلى الدرجة الثانية وفي الوسط الاجتماعي للملعب فرض أسلوب السلام تحية.
أسلوب لعب الفيروس وإمكانيات ضرباته، دائما الفيروس يستخدم أسلوب ضربات الرأس ويسدد من خارج خط الـ18 وعلى بعد عشرين ياردة ويهدف من أضيق الأماكن كالأنف والفم ولمس العين ويصيب الحلق والرئتين ويصيب خصمه بمقتل.
يمتلك اللاعب الوحيد حركات مهارية عالية الحرفية فهو اللاعب الوحيد الذي لم يرتكب أي خطأ في داخل الملعب ولم يرفع عليه أي حكم أيضا لا كرت أصفر ولا كرت أحمر طوال مسيرة حياته الكورونية لأنه بكل بساطة يلعب اللعب النظيف والتسديدات الحاسمة.
هذا اللاعب الخطير أرغم كل زعماء دول العالم مجتمعين على احترامه وجعلهم يلزمون منازلهم ووجهوا جيوشهم لإجبار شعوبهم على البقاء بالمنازل حفاظا على حياتهم وتحاشيا لأي مواجهات معه خلال هذه الفترة.
حصد اللاعب كورونا العديد من الجوائز الكورونية أهمها حصوله على الحذاء والكرة الذهبية وتمكن من حسم الدوريات الكروية المحلية ودوريات الأندية القارية والتجمعات الدولية وتمكن الحصول على أعلى راتب وجعل الأندية تخفض أسعار ورواتب اللاعبين وتوقيف رواتب لاعبين آخرين.
اليوم اللاعب كورونا هو اللاعب الوحيد في الدنيا والكرة الأرضية الذي يجوب ويتنقل في كل ملاعب ودول العالم مجتمعة دون أي اعتراضات من زعماء الكرة الأرضية الذين يقدمون له كل الرعاية والاحترام ويلزمون شعوبهم عدم مواجهته وإن لزم الأمر اتخاذ إجراءات احترازية قبل المواجهة بالمنظفات والمعقمات والكمامات كشرط عند المواجهات.
اللهم جنبنا مواجهة الفيروس كورونا ولا تجمعنا به في جداول المباريات والمواجهات لا في دور المجموعات ولا في تصفيات ربع النهائي ولا في نصف النهائي ولا تجمعنا به أبدا إنك سميع مجيب .. اللهم آمين.

قد يعجبك ايضا